أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - حتى لا يتكرر مسلسل المفاوضات العبثية… مع الكيان الصهيوني الئيم















المزيد.....

حتى لا يتكرر مسلسل المفاوضات العبثية… مع الكيان الصهيوني الئيم


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5876 - 2018 / 5 / 18 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا تصالحْ!/..ولو منحوك الذهب/أترى حين أفقأ عينيك/ثم أثبت جوهرتين مكانهماهل ترى..؟هي أشياء لا تشترى..:/ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،/حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،/هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،/الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكماوكأنكما ما تزالان طفلين! (أمل دنقل)










في التاسع والعشرين من سبتمبر/ايلول 2000 كان الزلزال الشعبي الهادر صدمة كهربائية قلبت موائد اللعب رأسا على عقب، فقد اشتعل لهيب الانتفاضة وتأجّج كما قرّر الشارع العربي، وبعد بدء الحريق بقليل، وفي لحظة مشرقة من التاريخ قلّما تجود بها الأقدار، اتخذ قرار مغاير لحسابات واشنطن وتل أبيب وعواصم الدول الغربية، وبفطرة سياسية لا مثيل لها أعلن رفض الهزيمة.. رفض الصلف الإسرائيلي بكل تمظهراته المخاتلة وأشكاله المخزية، وبدأ تبعا لذلك العقل الجمعي للشعب الفلسطيني يرى في الانتفاضة رمزا نضاليا لهذا الرّفض، وتحرّك بشكل مباغت ليجسّد هذا الرّمز، وبذلك تجلّى الصّراع حاسما بين نقيضين: الإنتفاضة الشاملة من جهة والعربدة الإسرائيلية من جهة أخرى، وكان خط الدّفاع الأوّل، العقل العربي جاهزا للدّفاع عن قومية التراب العربي والوجدان الديني معا، كان الفكر حاضرا والضمير أيضا، وكان شعب برمته على استعداد للشهادة من أجل ما يعتقد أنّه الحق.


إنّ ما وقع في التاسع والعشرين من سبتمبر 2000 هو حصاد التراكمات الحاكمة لنضال الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية طيلة سنوات طوال، وهو كذلك نقطة لقاء الغضب الشعبي المتصاعد، وثأر الفصائل الفلسطينية لشرفها الكفاحي، وهو أيضا تأكيد الشارع العربي على ارتباطه العضوي بطموحات الشعب الفلسطيني المشروعة في الاستقلال والتحرّر والانعتاق.


إنّ ما وقع في التاسع والعشرين من سبتمبر المجيد هو تجسيد راق لأسمى أشكال الصمود في وجه الطغاة، وهو إصرار إنسانيّ شامل ترجمه الشعب الفلسطيني وأمته العربية للعالم، وهو أنّ المساس بمقدسّات الأمّة وأهدافها الوطنية النبيلة أمر يهون دونه الموت، وأنّ الحسابات الوهمية التي يخطّط لها الأجنبي في عدائه لأمّتنا وحضارتنا، مصيرها الزوال، وأنّ كذلك معانقة الموت بروح استشهادية عالية سوف تستمرّ حتى لو لم يبق في الأرض الفلسطينية غير شجرة زيتون واحدة ترنو بعنفوان إلى الآتي الجليل.


نقول هذا اليوم وبعد مرور سنوات طوال على انتفاضة الأقصى، لأنّ بعضنا مازال يزخرف استراتيجية السّلام، زخرفة ميتافيزيقية ويؤسّس لسلام لا وجود له في عقلية توراتية جُبلت على إراقة الدّم والتخريب.


فالمفاوضات العبثية التي انطلقت من أوسلو وحطّت في شرم الشيخ، ثم عادت لاهثة إلى طابا واستراحت قليلا بـ’أنابوليس′ما فتئت تترنّح وتلامس مهاوي الضياع..


وفي المقابل مازال الجميع يتجاهلون حقيقة أنّ القانون الدولي يكفل لأهل البلاد الواقعة تحت احتلال عسكري حق المقاومة والدفاع عن أنفسهم بشتى الطرق الممكنة. والسؤال، لمَ لا نحتكم للسّلاح؟ ولمَ الاتكاء على ركيزة الرأي العام العالمي، وهو الذي وقف منذ 48 إلى جانب إقامة دولة يهودية في فلسطين، ومازال يعادي ضمنيا الطموحات العربية لاسترداد فلسطين أو قبول التقسيم إو إقامة دولة فلسطينية في القطاع (غزة) و(الضفة الغربية لنهر الأردن) تبعا لبعض التنازلات العربية؟


وفي الأخير لماذا نمضي، من دون وعي منا، في طريق مسدود ونتغافل عن حقيقة عارية، وهي أنّ إسرائيل قد ضربت عرض الحائط بكل عملية السّلام وبكل الاتفاقات، وظلّت تناور بأسلوب مخاتل بين التفاوض الماراثوني، داخل الغرف المغلقة وبين تأجيج الصّراع على الميدان، من دون أن يتورّع قتلتها المحترفون عن التمثيل بجثث الشهداء والتنكيل بالأحياء منهم مثلما حصل في محرقة غزة.


إنّ العبارات التي تضمنّها القاموس ‘التفاوضي’ وهي من قبيل – العودة إلى طاولة المفاوضات، أو’الجانبان يتفاوضان’أو ‘أنتَ شريك في عملية السّلام’ لم تعد أجراسها الموسيقية تستساغ من قِبل الأذن العربية، وغدت نشازا يتماهى مع الأزمة من دون حلحلتها وفقا لمقاييس الشرعية الدولية.


ومن هنا نتساءل: هل انخدع العالم إلى حد بدأ يرى في خطاب السّلام بمنظوره الإسرائيلي السقيم خلاصا للفلسطينيين ونفيا لاحتلال عمره أكثر من نصف قرن؟.. إن كان ذلك كذلك، فلماذا أصبحت الظروف المأساوية الفلسطينية، وفقدان بهجة الحياة، أكثر سوءا مما كانت عليه قبل توقيع اتفاقيات أوسلو في سبتمبر/ايلول 1993؟ ولماذا تضاعف عدد القوّات والمستوطنات الإسرائيلية وازداد أيضا عدد الفلسطينيين (حسب تقديرات البنك الدولي) الذين هم دون مستوى خط الفقر في غزة إلى 50 بالمئة، إلى حد الآن نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة يعيشون على أقل من دولارين في اليوم، علاوة على سياسة الإغلاق والحصار التي تسبّبت في منع آلاف الفلسطينيين من العمل!


كيف يمكن لشعب يتعرّض للتطويق والحصار والطرق المسدودة بالمتاريس أن يتحمّل وزر الحياة، ويرى في المفاوضات طريق الخلاص؟.. ألم يتأجّج سعار المستوطنين الإسرائيليين مما جعل بعضهم يتصرّف بأسلوب دموي إلى درجة ترويع قرى بأكملها ومدن كبيرة في حجم الخليل؟


ألم تتوقّف حركة البضائع من وإلى الأرض المحتلة، علما بأنّ حجم التبادل التجاري مع إسرائيل، وطبقا لمكتب التنسيق الخاص التابع لهيئة الأمم المتحدة في الأراضي المحتلة، يبلغ 79.8 من مجموع التجارة الفلسطينية، ومع الأردن وهي الثانية من حيث حجم التبادل التجاري بعد إسرائيل يبلغ 2.39 فقط من مجموع حجم التجارة الفلسطينية، وصغر هذا الحجم يرجع بالأساس إلى الرقابة الإسرائيلية المفروضة على الحدود الفلسطينية الأردنية، بالإضافة إلى الحدود السورية واللبنانية والمصرية.


فهل سيكتفي الشعب الفلسطيني- وهذا حاله- بفتات الموائد بدل ثورة الرغيف المرعبة؟..


ألم تزعم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من باراك وصولا إلى السفاح نتنياهو مرورا بأولمرت أنّها تناصر السّلام (وفقا لمزاجها المريض) فلماذا ضاعفت من معدّل بناء المستوطنات الإسرائيلية، بما حدا بها إلى مصادرة الملكيات وشق الطرق، علاوة على تجريف الأرض الفلسطينية واكتساح بساتين الزيتون ومزارع الخضر عبر الحرق والاقتلاع بغرض توطين قطعان المستوطنين وفرضهم تحت تهديد السلاح على أهل الأرض!؟..


ألم نعد جميعا في مأزق تاريخي قد تلعننا بسببه الأجيال الآتية ما لم نسترد حقّنا بذات القوّة التي أُغتصِب بها؟


إنّ مفاوضات السّلام ّأخذت في ما مضى من الوقت أكثر مما ينبغي، ولا فائدة من استئنافها ذلك أنه لا حل نهائي في الأفق لمأساة شعب يرزح تحت نير الاحتلال وتتجاوز معاناته حدود الصّبر والتحمّل. فإسرائيل التي ما فتئت تجرّد الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة لا ترغب في حل شامل لاحتلال بغيض دام أكثر من نصف قرن تُسترَدّ بموجبه كامل الأراضي المحتلة، وتتجسّد من خلاله السيادة الفلسطينية ويُطبّق تبعا له حل لمشكلة اللاجئين، وتصبح بمقتضاه القدس الشرقية عاصمة لفلسطين المستقلة. ولذا فإنّ تحقيق هذه المكاسب في ظل الصلف الإسرائيلي هو ضرب من المستحيل، وما على الفلسطينيين إلا أن يفتحوا عيونهم على الواقع بكل تداعياته الدراماتيكية ليصوغوه في شكل مبدأ لا يعترف بغير المقاومة طريقا وحيدا للاستقلال، كما عليهم أن يدركوا أنّ حكّام إسرائيل لا يرومون من وراء المفاوضات إلا حلا عاجلا لقضايا حرجة تتكيّف نتائجه وفقا لمصلحة تل أبيب.خصوصا أن-دعوات مخزية-من هنا..وهناك..ننعالى-دون خجل أو وجل-وتؤسس لصفقة القرن (التي سنعود إلى تفاصيلها في مقال قادم)


والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع هو: هل سيغيّر نتنياهو ‘جلده’ ويهرول سريعا نحو مفاوضات ‘جديّة’ مع الفلسطينيين والسوريين!؟


وبسؤال مغاير أقول: هل سيجلس المفاوض الفلسطيني في المكان الذي يريد.. أم في المكان الذي أراده له سفاحو تل أبيب؟! سيما والأرض الفلسطين على عتبات الجحيم..والصواريخ الصهيونية تمطر أرض غزة بحمم النار..؟!


بإمكانك- أيّها القارئ الكريم- أن تصوغ الجواب ا



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل..حمل قبس الكرم والسخاء بكل نكران للذات..انتصر للفقراء..و ...
- سفينة العودة
- حين تصبح المقاومة الفلسطينية.. سيدة القرار
- ..حتى لا تمضي الجرائم الصهيونية دون عقاب
- ..هي ذي فلسطين الصابرة.. تفيض دما ودموعا
- على هامش الجنون الصهيوني المتدحرج بقطاع غزة
- حين يلامس رذاذ الدم الفلسطيني وجوهنا..تتعرى حقائقنا المخزية
- لمسة وفاء..إجلال وإكبار لمناضل عتيد..قاوم الظلم الكافر..والق ...
- حوار مع الشاعرة التونسية المتميزة نفيسة التريكي
- رجال ما هادنوا الدهر يوما..عاهدوا التاريخ..وتواصَوا بالصبر ر ...
- تصاعد حماوة الإنتخابات البلدية بتونس
- عندما..ترقص تونس على ايقاعات الإنتخابات
- هل ستفرز الإنتخابات البلدية القادمة رجالا بررة..يغلبون الرتق ...
- شعرية المرأة وأنوثة القصيدة..قراءة في قصيدة: أنثى الماء..تحم ...
- ارتفاع وتيرة الحراك الإنتخابي..والسعي المحموم لكسب رهان الإن ...
- قراءة في قصيدة ومضات عشقية..في سماء الوطن- للشاعرة التونسية ...
- قراءة انطباعية في قصيدة..أنثى الماء..تحمل قبسا من التحديات.. ...
- قراءة تأملية في قصيدة-حكايا على متن سفينة نوح-للشاعرة التونس ...
- حكايا على متن سفينة نوح
- الشاعرة التونسية أمنة هادية تضيء ذاكرة الوطن..قراءة نقدية في ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - حتى لا يتكرر مسلسل المفاوضات العبثية… مع الكيان الصهيوني الئيم