أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي















المزيد.....

جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1492 - 2006 / 3 / 17 - 11:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا شك أن الجريمة البشعة التي اقترفها النظام الصدامي بحق أطفال ونساء وشيوخ مدينة حلبجة الشهيدة تمثل الوجه الكالح السواد للنظام الصدامي الوحشي ، وهي بكل تأكيد تدخل ضمن جرائم الإبادة الجماعية ضد الإنسانية، وستبقى هذه الجريمة وصمة عار بجبين الدكتاتور صدام حسين وحزبه الفاشي ، ومهما حاول النظام الصدامي إنكارها فإن الوثائق والدلائل تؤكد مسؤولية النظام بهذه الجريمة .
ففي الفترة الأخيرة من الحرب العراقية الإيرانية اتصل علي حسن المجيد الملقب [ علي كيماوي] أمين سر تنظيم الشمال بصدام حسين يبلغه بأن مدينة حلبجة قد سقطت بأيدي القوات الإيرانية ، وطالباً منه الموافقة على قصف المدينة بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية ، وقد أوعز له صدام بقصف المدينة بمن فيها من المدنيين بهذه الأسلحة.
وقد أكد رئيس أركان الجيش العراقي آنذاك [ نزار الخزرجي ] في لقاء مع قناة MBC الفضائية هذه المعلومات التي تدين الدكتاتور صدام حسين بهذه الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها أكثر من 5000 مواطن كوردي ، هذا بالإضافة إلى المعانات للذين بقوا على قيد الحياة من المدنيين حيث أصيبوا بشتى أنواع المضاعفات والتشويهات والأمراض جراء الضربة الكيماوية المجرمة .
إن الشهادة التي قدمها الخزرجي تؤكد كذب مزاعم صدام في عدم معرفته بالضربة الكيمياوية للمدنيين العزل من الكورد في حلبجة الشهيدة ، كما أن المتهم علي الكيماوي مازال حياً في المعتقل وعليه التقدم للشهادة في هذا المجال ، وبإمكان محكمة الجنيات الكبرى استجواب قادة الفيالق والفرق والمسؤولين الحزبيين آنذاك ، والعودة لسجلات قيادة القوة الجوية وتقارير الحركات العسكرية الخاصة بالقوة الجوية العراقية ، بالإضافة إلى تقارير الاستخبارات العسكرية ، وتقارير القاعدة الجوية التي انطلقت منها الطائرات ، والأوامر التي صدرت لها بضرب المدينة ، و جميعها تؤكد على مسؤولية النظام العراقي لهذه الضربة البشعة التي استهدفت المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ .
إن مجزرة حلبجة تتجسد فيها بشاعة الجريمة وانحطاط عقلية للدكتاتور وطبيعته الوحشية وليس أدل على ذلك ما صرح به أمام عدسات التلفزيون ، وعرضها تلفزيون العربية مؤخراً بالصورة والصوت حيث يقول :
{أنني على استعداد لقتل عشرات الألوف من المواطنين من دون أن تهتز شعرة واحدة في جسمي!!! }. فأي وحش هذا ؟؟
إن حلبجة الشهيد تستصرخ صباح مساء ضمير العالم أجمع مطالبة بإنزال العقاب الصارم بحق من أمر بارتكاب هذه الجريمة ، ومن نفذها ، وستبقى هذه الجريمة شاهداً على قسوة الطاغية وزبانيته، واستخفافهم بحياة المواطنين الأبرياء .
ولن يستطيع الزمن أن يزيل من الذاكرة هذه الصورة البشعة مهما تقادم ، وستبقى بذاكرة وضمائر كل الشرفاء المؤمنين بالقيم الإنسانية ، وستتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل .
وها هي جلبجة اليوم وبسواعد أبنائها الشجعان تنهض من جديد ترفع ركام الجريمة لتعود من جديد زاهية وشامخة تكسوها شقائق النعمان ، وستبقى تتحدى الطغيان ، وتبشر بعراق جديد ، عراق الفيدرالية والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي نص عليها الإعلان العالمي .
ورغم بشاعة هذه الجرائم التي أقترفها النظام الصدامي باستخدامه السلاح الكيماوي ضد الشعب الكردي ، وضد إيران ، فإن تلك الجرائم لم تحرك مجلس الأمن ، ولا حكومات الدول الغربية التي تتشدق بحقوق الإنسان ،وشجع موقفهم حاكم بغداد على الإيغال بجرائمه ضد الإنسانية ، فقد كان آنذاك يحارب إيران بالنيابة عن الولايات المتحدة .
وبإلحاح من حكومة إيران وشكواها بأن العراق قد استخدم السلاح الكيماوي المحرم دولياً ،اضطرت الأمم المتحدة إلى إرسال بعثة خبراء إلى طهران في 26 شباط 1986 للتحقيق في الشكوى وقد مكثت البعثة مدة أسبوع في طهران ،ثم رفعت تقريرها الذي أكد على أن العراق قد استخدم الغاز السام في الحرب ،واضطر مجلس الأمن إلى أن يصدر قراراً يدين العراق لأول مرة !!!.
لكن ذلك القرار كان قد صيغ بشكل مائع ولم يؤدِ إلى إيقاف تلك الجرائم ،بل استمر النظام العراقي في استخدامها حتى نهاية الحرب .
غير أن الغرب صحا فجأة ، بعد عام 1989 ،بعد أن انتهت الحرب مع إيران ، وبدأ يتحدث عن تسلح النظام العراقي بأسلحة الدمار الشامل ،الكيماوية والبيولوجية والجرثومية والنووية ، فلقد تغيرت الحال بعد الحرب ،وخرج العراق منها ولديه ترسانة ضخمة من الأسلحة تجعله خطراً داهماً على مصالحهم في الخليج ، ووجد الغرب أن الوقت قد حان لنزع هذه الترسانة الخطيرة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والجرثومية ،والصواريخ البعيدة المدى والقادرة على حمل تلك الأسلحة إلى مسافات شاسعة ،وكان لابد وأن تجد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الوسيلة والمبرر لذلك حيث جرى نصب الفخ للطاغية صدام ، والإيحاء له على لسان السفيرة الأمريكية في بغداد [كلاسبي] عند لقائها بطاغية العراق صدام بقولها :
[أن الولايات المتحدة لا تتدخل في الخلافات العراقية مع الكويت ، وأن عليكم أن تحلوا مشاكلكم بالطريقة التي ترونها مناسبة ].
وفهم صدام حديث السفيرة كلاسبي على أنه الضوء الأخضر لغزو الكويت والاستحواذ على نفطها ، لإنقاذ الاقتصاد العراقي المتدهور من الانهيار.
وبلع صدام الطعم الذي ظنه حلو المذاق ، فإذا به العلقم الشديد المرارة، حيث شنت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الحرب على العراق ، وطرت قواته من الكويت شر طردة ، منزلة الخسائر الجسيمة بالجيش العراقي المغلوب على أمره ، والذي اجبر على خوض حرب لا يوجد أدنى تكافؤ فيها .
وجرى فرض شروط وقف الحرب على النظام الصدامي في خيمة صفوان والتي كان بمقدمتها إفراغ العراق من أسلحة الدمار الشامل ، والتي كانوا هم أنفسهم َمنْ جهز صدام بها كي تستمر الحرب بين العراق وإيران أطول مدة ممكنة كما ذكر وزير الخارجية الأمريكية السابق ، ومنظر سياستها الخارجية [ هنري كاسنجر ] في مذكراته حيث يصف تلك الحرب بقوله :
[ إنها الحرب التي أردناها أن تستمر أطول فترة ممكنة ولا يخرج منها أحدٌ منتصراً ].
ولم تكتفي الولايات المتحدة بكل ذلك بل فرضت الحصار الاقتصادي الظالم على الشعب العراقي بقرار صادر من مجلس الأمن ليذيقوا الشعب العراقي مرارة الذل والإفقار والجوع والحرمان والأمراض الفتاكة ، والتي لم يعرف لها مثيلا من قبل .
إن جريمة حلبجة تقع مسؤوليتها بكل تأكيد على النظام الصدامي ، لكن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين يتحملون المسؤولية الأخلاقية والدولية بتجاهلهم تلك المجزرة البشرية ، والتغاضي عنها ، وعدم محاسبة النظام الصدامي بكون تلك الجريمة تمثل إبادة جماعية ضد الإنسانية تستحق من المجتمع الدولي محاسبة النظام الذي اقترفها بموجب القانون الدولي لينال العقاب الذي يستحقه.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها
- المخدرات وأخطارها على ابنائنا المراهقين
- واقع المرأة العراقية يتطلب نضالاً دائباً لتحقيق طموحاتها في ...
- الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو السبيل لدرء أخطار الح ...
- تطوير المناهج الدراسية ضرورة ملحة لبناء مجتمع ديمقراطي
- من يقف وراء جريمة تفجير مقامي علي الهادي وحسن العسكري في سام ...
- من أجل منع تسيس الجيش العراقي وخلق دكتاتور جديد في البلاد
- السرقة ودوافعها وسبل علاجها لدى الأطفال والمراهقين
- أعيدوا لقائد ثورة 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم حقوقه
- هكذا وقع انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963
- مسؤولية النظام السوري في الأعمال التخريبية في سوريا ولبنان
- حماس وجهاً لوجه مع إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربي ...
- التأخر الدراسي وسبل معالجته
- مخاطر الأزمة العراقية الراهنة والسبيل للخروج من المحنة
- إيران واللعبة الخطرة
- البعثيون والزرقاويون يوغلون في الجريمة
- أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر
- الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لأنقاذ العراق ،ونزع فتيل الح ...
- مقاومة أم إرهاب ؟
- مَن سيفوز في الانتخابات ؟


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي