أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - لكي لا ننسى جرائم الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق















المزيد.....

لكي لا ننسى جرائم الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5840 - 2018 / 4 / 9 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نمر هذه الأيام الذكرى الخامسـة عشرة للاحتلال الأمريكي الغاشم لعراقنـا والذي جرى بحجج وذرائع كاذبة والذي كان بحق جريمة حرب غادرة انكشفت معظم أهدافها ونواياها المبينة ضد شعوب المنطقة وقد بلغت ضحايا تلك الحرب اكثر من مليون شهيد غالبيتهم من المدنيين سواء الذين سقطوا بنيران الحلفاء واسلحتهم الفتاكة او الذين استشهدوا بسبب الاعمال الارهابية والحروب الطائفية وقد فتحت تلك الحرب أبواب المنطقة على مصراعيها أمام الغزاة الجدد لكي لا تقتصر المأساة على العراق لوحده بل لتشمل أقطارا عربية أخرى كسوريا وليبيا واليمن ولتصل إلى مرحلة احتلال عصابات داعش للعديد من المحافظات العراقية لتؤدي الى جرائم إبادة ضد المسيحيين والايزيديين والشبك والشيعة في محافظات نينوى الانبار وصلاح الدين ولا اشك لحظة واحدة ان كل هذه المآسي كانت نتائج مباشرة لتلك الحرب الدموية الغاشمة رغم الدور الذي لعبته الحكومات الدكتاتورية المقيتة التي تقوم بقمع واضطهاد شعوبها بوحشية لا مثيل لهـا وفي مقدمتهم النظام الدكتاتوري الفاشي المجرم الذي حكم العراق لأربعة قرون بالحديد والنار.

لقد سقطت منذ مدة طويلة الذرائع الكاذبة من ادعاءات امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وانكشفت الروايات المختلقة والتي لعبت بريطانيا دورا مخزيا فيها اضافة الى عرابي الحرب من اطراف المعارضة العراقية الذين وفروا الغطاء السياسي الغير اخلاقي لتلك الحرب التي قامت وفق خطط معدة منذ سنوات ولغرضين اساسيين هما التحكم بثروات العراق النفطية وتدمير قدرات الجيش العراقي العسكرية خدمة وحماية لإسرائيل وطبقت بالتالي ما ذكره جيمس بيكر في مفاوضات جنيف لطارق عزيز في ارجاع العراق الى العصر الحجري وهو نفذ فعلا عبر التدمير الكامل للبنى التحتية وقطاعي الصناعة والزراعة وكافة مقومات الدولة العراقية ومؤسساتها بل وحتى سرقة الكثير من اثار العراق الحضارية او تدميرها كما حصل مثلا في مواقع اثار بابل التي حولها الامريكان الى منصة انزال الهيليكوبترات .!

ان مأساة شعبنا لم تنتهي بتلك الحرب العدوانية بل كانت بداية لمرحلة سوداء لا زالت مستمرة لحد اليوم فمع تكريس سياسة فرق تسد الاستعمارية المجربة عبر التقسيم المصطنع كسنة وشيعة واكراد والتي ادت الى اقتتال طائفي شهد ذروته في الاعوام 2006-2008 يضاف اعمال التعذيب البشع وامتهان كرامة المواطن العراقي في سجن ابو غريب وما اعقب ذلك من ظهور الجماعات الارهابية المتطرفة كالقاعدة ومن ثم داعش الذي لم يتحقق النصر العسكري والخلاص منه الا عبر دماء عشرات الالاف من شباب العراق في الجيش والشرطة والحشد الشعبي وبذلك اجد من الضروري لو كان للعراق حكومة وطنية حقا ان تطالب بإعادة اعمار العراق من قبل امريكا وحلفائهم الذين دمروا العراق بحرب عدوانية وكذلك المطالبة بتقديم مجرمي تلك الحرب الرئيسيين كبوش الابن وتوني بلير ورامسفيلد وتشيني الى محاكمة دولية في لاهاي او غيرها هذا ان كانت هناك عدالة !

هناك من يعتقد بان ما جرى ويجري في العراق هو بسبب اخطاء السياسة الامريكية وعدم وجود خطة مسبقة لديهم عن مرحلة "مابعد صدام –كذا ؟" واسمحوا لي ان اذكر من نسى من الدراسات الموسعة التي اعدت سابقا بالتعاون مع اطراف المعارضة العراقية التي كانت تدعوا بحماس لشن الحرب وتعد حتى تقارير ومعلومات كاذبة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية تصب في مصلحة المخابرات الامريكية والبنتاغون لشن تللك الحرب الظالمة وتسليم السلطة بعدها لمجموعة فاسدة نفعية غير كفؤة جثمت على صدور العراقيين لتزيد من معانتهم طيلة الخمسة عشر سنة الماضية ولتنهب ثروات البلد عبر الرشاوى والسرقات وتسليم ثروته النفطية للشركات الاجنبية بابخس الاثمان ، وهل يمكن ان نعقل بان كل ذلك قد جاء بسبب اخطاء او بمجرد الصدفة؟

ستجري في 12 ايار القادم انتخابات المجلس النيابي العراقي بأشراف مفوضية غير مستقلة جرى تشكيلها وفق نفس اسس المحاصصة الطائفية الاثنية البغيضة التي عانينا منها طيلة السنوات ال 15 الماضية ولكن ما يميزها هذه المرة هو حديث القوائم الطائفية المفتعل بلغة جديدة تركز لفظيا على مبدأ المواطنة والحكم المدني ونبذ الطائفية والديمقراطية وحتي تعترف لفظيا بفشل تجربتهم في الحكم التي تميزت بالفساد والمحسوبية طيلة السنين الماضية ويهدف كل ذلك طبعا الى تضليل الناخب العراقي وخداعه من جديد ولا استبعد ان ينجحوا في مسعاهم الشيطاني الى حد بعيد وذلك لسببين اساسيين الاول تفاقم الجهل والعشائرية وانحطاط القيم الاجتماعية والثاني عدم فضح اكاذيبهم ونفاقهم بشكل صريح وواضح من قبل القوى الديمقراطية والمدنية والذين فرح بعضهم بتبني تلك القوى لخطابهم بدلا من فضح الاهداف الحقيقية في تضليل الناخب وكذب تلك القوى الذي يثبته سجلهم الحافل بالفشل والفساد .

ان الوضع الحالي هو مأساوي جدا حيث يعيث حوالي ثلث العراقيين تحت خط الفقر ويعاني المواطن من نقص مستلزمات الحياة الكريمة من الخدمات الصحية والتعليمية ويعاني ملايين الشباب من البطالة والخريجين من عدم التعيين ويقبع في السجون الاف المعتقلين دون تحقيق او محاكمات عادلة ويعيش الملايين من النزحين في الخيام وفي ظروف قاهرة في حين تتمتع فئة طفيلية فاسدة معزولة عن الشعب تعيش في المنطقة الخضراء بامتيازات ورواتب ومخصصات خيالية وتتحكم بخيرات البلد دون ان تنجح حتى في بناء مشروع واحد يستحق الذكر.

ان الامل الوحيد بان يبدأ العراق بمسيرة البناء والعمران هو الخلاص من هذه الزمر اللصوصية الحاكمة والتي خدعت المواطنين باسم الدين والمذهب والقومية وعادت الان لترفع بشكل زائف شعارات الحكم المدني والديمقراطية والتغيير لاشك لن يتم الا عبر الانتخابات ولكن ليس باشراف مفوضية غير مستقلة ومشكلة على اسس المحاصصة وليس عبر قانون انتخابي مفصل لسرقة اصوات الناخبين وتجييرها لصالح الاحزاب الحاكمة وليس في اجواء شراء الاصوات والعشائرية كما تحتاج العملية الى ناخب واعي ينتخب وفق مصلحته الحقيقية ولا ينخدع باكاذيب الذين جرب كذبهم وفسادهم وفشلهم طيلة السنوات الماضية



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية وتدوير النفايات
- الوطنيه العراقيه ونبذ العنصرية والطائفية
- اربعة عشر عاما منذ احتلال وغزو العراق
- كفاكم استباحة دماء ابناء الشعب
- التغيير بحاجة الى وطنيين عراقيين
- ثلاثة عشر عاما عجاف
- هل هناك اصلاح او تغيير قادم
- هجرة الشباب السوريين والعراقيين - ما لها وما عليها
- اثني عشر عاما والعراق ينزف
- سنة مريرة اخرى
- ماديبا خالد في قلوب البشر
- عشر سنوات والعراق ينزف
- لا تُخرجوا الدينَ من مكانه.. وإلّا فقدناه
- العراق بعد تسع سنوات من الاحتلال الامريكي
- الشرف والمتاجرة بدماء العراقيين
- ثماني سنوات والعراق على مفترق طرق
- يكفي تحمل الشعب لسبع سنين عجاف
- دكتاتور آخر يرحل
- تحية لشعب تونس وثورته الياسمينية
- ويكيليكس وما أدراك ما الويكيليكس


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - لكي لا ننسى جرائم الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق