أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي العامري - أبناء الآلهة














المزيد.....

أبناء الآلهة


محمد علي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبناء الآلهة
محمد علي العامري
إبتلت المجتمعات الإسلامية برجال الدين ووعاظ السلاطين وفقهائهم ، من الذين يتكلمون بإسم الله ، وينوبون عنه على الأرض ، وينطقون بلسانه .. هم وليس سواهم من يعلم ما يفكر به الله وما ينوي وما يبطن من شؤون وأعمال النفس البشرية المسلمة . ولهذا تراهم يتدخلون بكل صغيرة وكبيرة بأدق خصوصيات الإنسان المسلم ، من الملبس والمأكل ، والقيام والجلوس ، ودخول الحمام والخروج منه ، ويتدخلون حتى في شؤون العائلة بمواعظهم وخطبهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، سوى الضجيج والهذيان المكرر وخلق المشاكل داخل المجتمعات منذ مئات القرون .
هؤلاء هم أبناء الآلهة الذين لبسوا الكهنوت المقدس ، ورسموا على وجوههم هالة نورانية ربانية عن طريق فلسفة الملابس واللحى ، وطريقة وضع المحابس في أصابع اليد لتتناسب مع حركاتهم أثناء مشيتهم ذات التواضع المصطنع ، وأسلوبهم المسرحي أثناء حديثهم الذي يوحي للمستمع والمشاهد المسكين بأن الله هو الذي يتكلم من كُثْرة الآيات القرآنية المنتقاه التي تتخللها عدة بسملات وحوقلات ، وتعويذات من شرور الشياطين والأبالسة . وكما قال الدكتور علي الوردي في كتابه القيم وعاظ السلاطين : إنها مهنة سهلة على أي حال ، فهي لا تحتاج إلاّ إلى حفظ بعض الآيات القرآنية والأحاديث ثم إرتداء الألبسة الفضفاضة التي تملأ النظر وتخلبه ، ويستحسن في الواعظ أن يكون ذا لحية كبيرة كثة وعمامة قوراء .
أبناء الآلهة ، لا يمسهم القانون لا من قريب ولا من بعيد ، ولا يحق لأيِ كائن أن يسائلهم ، مهما فسدوا ، ومهما إرتكبوا من فواحش ضد الإنسانية . تراهم دائماً يتظاهرون أمام الناس بالتعبد والخشوع الى الله ، والخشية من الله حد البكاء والإغماء ، معترفين بذنوبهم ، ومعلنين توبتهم ، وبعدها يعملون ما يشاءون وينهبون ما يشاءون ، لأن الناس أصبحوا لا يبالون عندما ينهب أبناء الآلهة أموالهم ويتجاوزون على حقوقهم مادام يغمى عليهم من خشية الله . تراهم يعبدون الله وينهبون عباد الله .
أبناء الآلهة ، وبسبب أطماعهم في كسب ألمغانم ، قد إحتكروا تفسيرات الآيات القرآنية ، وأختلفوا فيما بينهم حول هذه التفسيرات والتأويلات . هذا الأختلاف ساعد على تفتيت وتفكيك المجتمعات الإسلامية الى مذاهب ومِلل ونِحل وفُرَقْ متناحرة متقاتلة ، تكره بعضها البعض ، دون أن تعي هذه المجتمعات بأن هناك خديعة كبرى قد إنطلت عليها في غفلة من الزمن ، وتغلغلت وإستفحلت فيها ، وتعقدت بالشكل الذي نراه اليوم من الحال المزري والتخلف الى مستويات مخيفة في مجالات التحضر والتمدن والرقي والتطور في العلوم الطبيعية والتكنولوجيا ، والإكتشافات والإختراعات التي تتمتع بها الشعوب المتقدمة الأخرى .
أبناء الآلهة ، قد خدعوا المسلمين عندما فضّلوا العلوم الشرعية على العلوم الطبيعية ، وقالوا لهم : أن العلوم الشرعية تزيد إيمانكم وتقربكم من الله ، وتنقذكم من عذاب الآخرة ، وتوصلكم الى جنات الخلد { وللآخرة خير لك من الأولى } سورة الضحى ، أما العلوم الطبيعية قد تبعدكم عن الله وتؤدي بكم الى الكفر ، وتوصلكم الى جهنم وبئس المصير { فاليُقاتل في سبيل الله الذين يشْرَوْن الحياة الدنيا بالآخرة } سورة النساء .. لكننا نرى الحكام والأغنياء والمترفين يغدقون الأموال والهبات لأبناء الآلهة الواعظين المؤمنين ما يجعلهم مثلهم مترفين سعداء في الدنيا ويتمتعون بكل ملذاتها التي حرموها على بسطاء الناس .. وهذا أحد أسباب تخلف المسلمين اليوم .
محمد علي العامري
26 آذار 2018



#محمد_علي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تخلّف المسلمون -- الحلقة السادسة
- زيارة مفاجئة لشيطان حزين
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الخامسة
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الرابعة
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الثالثة
- لماذا تخلّف المسلمون -- الحلقة الثانية
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الأولى
- إستهتار أبناء المسؤولين ، هل هو سلوك شخصي أم مكتسب من آبائهم ...
- لماذا ينتخب العراقيون من يسرقهم
- هل الحجر الأسود مازال في مسجد الكوفة - الحلقة الثانية
- هل الحجر الأسود مازال في مسجد الكوفة
- كلهم يدّعون الوصل بالله
- نظام الحكم الحالي ، غير شرعي وغير دستوري
- تهمة الإلحاد بالشيوعيين والعلمانيين
- إعادة إنتاج التخلف
- التآمر ، و ( نظرية المؤامرة )
- إلى أين ، أزمة اليسار العرابي ؟
- الإسلام ليس هو الحل
- - الشريعة الإسلامية - سلاح ذو حدين ( الحلقة الرابعة )
- - الشريعة الإسلامية - سلاح ذو حدين - الحلقة الثالثة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي العامري - أبناء الآلهة