أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - -حَيِّزٌ للإثم - بقلم/ وليد علاء الدين














المزيد.....

-حَيِّزٌ للإثم - بقلم/ وليد علاء الدين


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 01:07
المحور: الادب والفن
    


"حَيِّزٌ للإثم " بقلم/ وليد علاء الدين
هناك شاعر يصنع مفارقة شعرية مدهشة حين يدخل بك إلى الأشياء من زوايا مختلفة تسمح لك بإطلالة جديدة. بينما تقرأ نصوص هذا الشاعر تراودك دائمًا شهوة اقتباس جملةً أو عدة جمل تستعيدها وترددها وتشاركها على جدارك الأزرق وترى أنها كافية للتعبير عن شعورك أثناء التحليق في جو النص. هذا شاعر جيد.
هناك شاعر آخر، لا يمكنك أن تخرج بسهولة، وربما لا تستطيع على الإطلاق، أن تخرج من بين نصوصه بجملة أو مجموعة جمل، لأن المفارقة التي يصنعها لا يجوز ضبطُها في جملة أو عدة جمل شعرية، إن عالمه الشعري بأكمله مغزول من حرير المفارقة.
وما المفارقة؟ المفارقة مصطلح يحمل دلالته الواضحة إلى حد كبير في الثقافة الغربية. ولكنه- لأسباب كثيرة لا محل لمناقشتها هنا- ملتبس وملغز في الثقافة العربية. البعض يقف معه عند حدود "السخرية - Irony" والبعض يرى أنه نوع من استخدام الكلام في غير معناه. وآخرون ذهبوا أعمق قليلًا فاعتبروها أحد أشكال البارادوكس Paradox - ، وإن كان منهم من توقف عند تعريف الأخير بوصفه "عبارة موهمة بالصحة " .
والمفارقة- كما أقصدها في مناقشتي لكتاب "حيز للإثم" للشاعر مؤمن سمير، "بتّانة- مصر 2017" هي أن تصنع بالكلمات ذاتها عالمًا من المعاني يفارق ثوابتها ودلالاتها المشاعة. فيه تحتفظ كل مفردة بصيغتها البنائية ولكنها تنضح بدلالة يصنعها البناء الشعري الذي يبدو وكأنه ينبش في تواريخ المفردات مستخلصًا منها أرواحًا مفارقة للسائد، فتعمل كل مفردة بوصفها لبنة جديدة في تشكيل عالم شعري يفارق الثابت أو المعتاد أو المتوقع أو الشهير، يغادر أفق المعنى مبحرًا في أفق التأويل لا يتجمد فيكون قالبًا، ولا ينفرط إلى الحد الذي يصبح معه سائلًا لا شكل له، إنما هي «هيولي» الشعر القابض على كل خصائصه وصفاته شكلته يد الشاعر ونفخت فيه هيئات جديدة تعرف نفسها وتتجلى مع القراءة.
قد يتسرع البعض فيصف تلك النوعية من الكتابة الشعرية بالغموض، وهو في ظني خطأ كبير؛ فالغامض شيءٌ يستحيل إدراك معناه، لأنه مغلق في ذاته لا يؤدى إلى معنى. قد نستعين على معرفته بما هو خارجه؛ مثل "علبة معدنية مغلقة في محل مجوهرات"، لن نعرف ما بداخلها إلا إذا فتحناها، ولكن- بما أنها في محل للمجوهرات- فقد تكون "علبة مجوهرات"! إلا أن الأمر لا يعدو أن يكون احتمالًا لا علاقة له بجوهر العلبة ومعناها، جاء من خارجها. وأحد الاحتمالات الأخرى أن تكون قنبلة مثلًا.
أما المفارقة فلا غموض فيها ولا استغلاق، لأنها إعادة صياغة للمفردات لإزاحة المعنى، أو لصنع معنى مختلف، أو للمخايلة بمساحات مختلفة يستكمل صنعَها القارئ بما يمتلك من معرفة.
المفارقة ليست غموضًا، إنها كتابة موارَبة بذكاءٍ لتفتح أبواب التأويل وتستدرج القارئ إلى عالمها الجديد. وما الشعر إن لم يكن كذلك؟
المضي قراءةً في عالم "حَيِّزٌ للإثم" للشاعر مؤمن سمير، يشبه تحسسك لكائنات غرفتك في الظلام. لا تغيب الألفة؛ فالغرفة غرفتك، ولكن لا تغادرك الدهشة والفرحة بالاكتشاف.. فأنت في ظلام.
أنت في غرفة تخصك، تعرف أشياءها وزواياها وأبعادها وموجوداتها، الجديد أنك تعيد التعرف على هذا العالم باستخدام حواسك الأخرى التي طالما قمعها البصرُ وجعلها تبدو عديمة النفع. إنها الآن تتجلى بعد أن رفع البصر قبضته الغاشمة عنها.
أغمض عينيك وأعد تحسس عالمك. هذا ما يدعوك إليه مؤمن سمير، اترك لحواسك الأخرى الفرصة في الرؤية والإدراك، سوف تصلك- بلا أدنى شك- رسائلُ جديدة من الكائنات نفسها. هذه الرسائل كانت دائمًا هناك، يحجبها عنك بصرُك الغبي الذي يصر دائمًا أو نصر نحن على أنه وحده من يستطيع الرؤية. وكأن مؤمن سمير يعمل وفق القاعدة التي تنص عليها تلك الجملة من كتابه: "زحزح البيوت قليلًا لتدخلَ في وسط القرية، بالضبط عند بيت الحب، الذي يشبه كل البيوت، إلا أن غيمة باسمة تلفّه".
* موقع جريدة " المصري اليوم "يوم الاثنين 12 فبراير2018



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤمن سمير: الكتابة محاورة لصمت الغربة
- «حيزٌ للإثم»... أنسنة المقدس وأسطرة الواقع المعيش بقلم/ محسن ...
- د.هويدا صالح تكتب: النصوص الغائبة في «حيِّزٌ للإثم»*
- مؤمن سمير يتخذها سلاحاً في ديوانه الجديد:الاحتفاء بالمحبة... ...
- أصدرت له -بتانة- :-حيز للإثم-..مؤمن سمير فى حواره: الجوائز م ...
- -مؤمن سمير موهبة شعرية تتنوع أنغامها -بقلم/أحمد اللاوندى
- مؤمن سمير.. حطاب أعمى بلا خبز ولا نبيذ بقلم/ محمد نبيل
- كيف يغفو - الحطاب الأعمى - في - حيِّزٍ للإثم - ؟ مؤمن سمير . ...
- مأساة الإنسان في عصر الجفاف .مؤمن سمير.. في ديوان -إغفاءة ال ...
- - عندما يؤذي الشاعر نفسه-بقلم / مؤمن سمير
- الضئيل العالق في غمر الأسلاف :قراءة في ديوان - عالقٌ في الغم ...
- قراءة لقصيدة من ديوان -بهجة الاحتضار- لمؤمن سمير بقلم/د.بهاء ...
- -أروِي عن الملك الذي لم يظلم شعبه- بقلم / ياسمين مجدي
- نقاد المؤسسة الرسمية يبتغون وجه السلطة ورضاها: الشاع ...
- - عن الكبار وأزمنتهم التي لا تغيب - بقلم / مؤمن سمير
- عرَّاب قصيدة النثر المصرية ينتقل إلى فضاءٍ أرحب
- مؤمن سمير.. حطاب أعمى بلا خبز ولا نبيذ
- رقصٌ ملون
- المشهد النقدي اليوم كما يراه المبدع، ما بين سلطة تتلاشى وفسا ...
- حوار مع الشاعرالمصري مؤمن سمير في الموقع العراقي - كتابات-


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - -حَيِّزٌ للإثم - بقلم/ وليد علاء الدين