أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - من قتل عزيز ؟ الحلقة السابعة والاخيرة















المزيد.....

من قتل عزيز ؟ الحلقة السابعة والاخيرة


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 00:07
المحور: الادب والفن
    


انقضى يوم بأكمله وياسمين لم تتصل بعزيز لذا سارع بالاتصال بها لكنها قطعت الاتصال على الفور فجن جنونه واذا بها تعاود الاتصال بعد بضع دقائق وهي تكلمه بصوت منخفض لتخبره ان زوجها موجود داخل الشقة وانها سوف تكلمه عندما يخرج رعد ويذهب للعمل كان عزيز ينتظر خروج زوجها بفارغ الصبر بعد اقل من نصف ساعة خرج رعد وركب دراجته النارية ومضى بها مسرعا الى محل الحدادة الذي يقع في احدى المناطق الصناعية ببغداد اتصل عزيز بياسمين وطلب ان يراها بأسرع ما يمكن لان الشوق قد بلغ به مبلغا لا يطاق ، فاعتذرت ياسمين منه لكنه اخذ يلح عليها مؤكدا لها انه لايريد سوى ان يكلمها بضع دقائق وما عليها سوى ان تفتح له باب شقتها اقتنعت ياسيمين بكلامه بعد ان اخذت عليه عهدا ان لا يتأخر امام باب شقتها .
طرق عزيز باب شقة ياسمين بخفة يده اتصلت به ياسمين من وراء الباب الحديدي وهي تقول : عزيز اشبيك الناس منا ما اكدر افتحلك الباب
ـ يمعوده الله عليج بس دقيقة افتحيلي الباب بس احاجيج .
اغلقت ياسمين الجهاز واخذت تفتح الباب بخوف وترقب واذا بعزيز يندفع بقوة الى داخل الشقة تعجبت ياسمين من تصرف عزيز
وهي تقول : عزيز هاي اشبيك شجاك .
لكن عزيز سرعان ما ضمها لصدره واخذ يقبلها من رقبتها وهي تتمنع بقوة بعد دقائق كان عزيز وياسمين على السرير شبه عاريين وقد قضى كلا منهما من صاحبه وطرا طلبت ياسمين من عزيز ان يسرع بأرتداء ملابسه قبل ان يطرق عليها احد الجيران الباب ولربما عاد زوجها فقد يكون قد نسي شيئا ما .
ارتدى عزيز ملابسه واخذ يقبلها مجددا ثم خرج وهو يرفع بنطاله ويعيد تصفيف شعره باطراف اصابعه .
وما ان دخل عزيز الى محله واخذ يدخن سيكارته واذا بياسمين تتصل به عن طريق الموبايل فقطع الاتصال وعاود الاتصال بها ليجدها تبكي .
ـ ها خير ياسمين .
ـ عزيز اني ما اصدك سويت كل هذا الصار وياك .
ـ اشبيج ياسمين اني احبج وانتي تحبيني .
ـ بس انته متزوج واني هم متزوجة هاي خيانة !!! عزيز انته تحبني ؟؟.
ـ اكيد.
ـ زين اشلون وزوجتك هم تحبها ؟.
ـ ليش لعد اكيد احبها؟ .
ـ مو يكولون الواحد ميكدر يحب اثنين بنفس الوقت ؟
ـ تنظير .
ـ شتقصد ؟.
ـ يعني سوالف تعبانة عزيزتي معليج بحجي الناس الرجل مثل ميحب اكثر من اكله يحب اكثر من امرأة ، ياسمين الخيانة تهمة جاهزة وداعتج الكل واحد يخرج عن المالوف ليش متكولين اهلج الزوجوج الواحد اكبر منج بسنين لا تحبيه ولا اطيقيه همه الخانو مو انتي ؟!! لاخيانة ولا عزا يمعودة اني جاي افكر اشوكت اشوفج مرة ثانية .
ـ لا عفية ماكو بعد .
اخذ عزيز يضحك بصوت مرتفع .
وهو يقول : مو بكيفج .


.......................................................................................................


اخذت غيوم الطائفية تنزاح وتتلاشى من سماء العاصمة بغداد واصبح الأمن افضل بكثير من ذي قبل فلا جثث مجهولة ولا قتل على الهوية ولا سيارات الشرطة المحلية التي كانت تمر من امام محل دلالية عزيز كل هذا قد اصبح من الماضي الذي لا يريد احد ان يتذكره لبشاعته وسوداويته .
اتصل عزيز ببعض اصدقائه ممن غادروا مدينة الحرية (مدينتهم الام ) وذهبوا الى مناطق اخرى في العامرية والجامعة وقد سكنوا في بيوت اناس قد اضطروا لمغادرة بيوتهم كذلك بسبب العنف الطائفي اتصل عزيز بأكثر من صديق وهو يدعوهم لتناول الغداء في بيته في اول يوم جمعة من شهر شباط ، فحضر جميع الاصدقاء في بيت عزيز كما حضر العم ابو سلام وابو علي الاسمر والاستاذ عبدالرزاق واحمد بعد ان اتصل بهم عزيز مؤكدا حضورهم كانت مأدبة عامرة بالوان الطعام الذي اعدته سمية والتي يعرف انها بارعة في اعداد الطعام وشواء السمك .
كانت الجلسة التي اعقبت تناول طعام الغداء جلسة شيقة تخللتها دموع وضحكات وسرد حكايات اغرب من الخيال.
انتهت الجلسة بتناول قطع الحلوى وشرب الشاي واخيرا اخذ عزيز مكانه وسط الحاضرين وراح يأخذ الصور بواسطة موبايله ثم سارع لنشرها على صفحته الشخصية في الفيس بوك .كان الجو ربيعيا في بدايات الشهر الثاني وقد اخضرت اعواد شجيرات حديقة عزيز المدورة اما ورودها فقد بدأت تتفتح بشتى الوانها لا سيما شجرة الكاردينيا التي كان عزيز يهتم بها اشد الاهتمام .
في صباح يوم الاحد كان عزيز يلبس بدلة جديدة ذات لون ازرق وقميص ابيض وربطة عنق زرقاء وقد امتلى نشاطا وحيوية وهو يلقي بالسلام على كل من يصادفه ثم ياخذ بمجاملته وملاطفته كان شعلة متوهجة من المحبة لكل شيء من حوله سلم على ابو عادل وهو يقول :ابو عادل شنو حياتك بس شغل اليوم الجو ايخبل دطلع غير جو.
ضحك ابو عادل ورد قائلا :ابو فرات خليناها الك احنا فاتنا القطار .
التفت عزيز الى (زكية ) التي كانت تبيع الخضراوات وخاطبها قائلا :
وانتي زكية متفضيها وتتزوجيني وتخلصين من هاي الشغلة التعبانة اربعة وعشرين ساعة كاعدة بالشمس علمود الفين دينار لو ثلاثة .
رفعت اطراف شالها ومررته على فمها استحياءا وهي تضحك وتقول :
اشلون بعزيز بالله ولا يجوز من سوالفه .
كان عزيز في تلك الصبيحة يسأل كل من يصادفه عن عنوان في جانب الرصافة من بغداد وكان متلهفا لمعرفة العنوان الذي يسال عنه بشوق وشغف كان البعض يصف له ما يريد بشكل تقريبي بينما كان البعض الاخر يعتذر له بدا عزيز وكانه ينتظر خبرا سارا او لقاءا لا يقبل التاجيل .
راح عزيز يتصل بأحد اصدقائه وهوسائق تاكسي لغرض الاتفاق معه على ايصاله عصرا الى العنوان الذي كان يسأل عنه عند الساعة الرابعة عصرا كان صديقه امام مكتب الدلالية .
ـ ها خوية ابو فرات وين اليوم؟.
ـ والله صديق من ايام العسكرية جاي يتصل بيه عالفيس واريد اشوفه.
ـ يمعود خبلتني كلساع ادك عليه عبالي مدري شكو .
ـ لا وداعتك هذا ولا اخيره عليك اخ من اخ لازم اروحله اليوم .
ـ هاي هيه اتوكل اخوية .
ـ دقيقة وحدة .
فتح عزيز باب الثلاجة التي توجد في احدى زوايا المكتب واخرج منها زجاحة (ويسكي ) وعدد من زجاجات (البيرة) واخذ يتصل بصاحب المطعم الذي لا يبعد عن مكتبه سوى مسافة قصيرة لاستلام ماوصى به من عشاء استغرب سائق التكسي ان يحمل معه عزيز كل هذا المشروب وهو يريد رؤية صديق وقال :
ادري ابو فرات انته رايح اتشوف صاحبك لو وين دوختني؟ .
ـ يمعود دمشي ادري ليش هيه الكعده تحله بدون شرب؟؟؟ .
ركب السائق سيارته بعد ان اخذ من عزيز اكياس المشروب والعشاء والكرزات بينما كان عزيز يغلق باب مكتبه اقبل العم ابو سلام واحمد فوجدا عزيز يهم بمغادرة المكتب قال ابو سلام : ها عزيز على خير وين اليوم ؟.
اهلا اخوان ، عمي ابو سلام موعد مراح اتاخر عليكم .
قال احمد : اي دكلنا وين يمعود؟ .
ابو شهيبه ساعات وراجع.
جلس عزيز داخل السيارة وانطلقت مسرعة صوب ذلك العنوان الذي اخذ عزيز يسال عنه منذ الصباح الباكر كان العم ابو سلام واحمد يجلسان امام حديقة بيت العم ابو سلام التي تطل على الشارع القريب على العمارة التي يقع اسفلها محل عزيز ابصرا سيارة السائق تعود بعد ساعتين ونصف من انطلاقها اشار ابو سلام الى السيارة وقال : احمد هذا السايق راجع لوحده خل انروح انساله عن اخبار عزيز .
ـ يالله ابو سلام هم صدك .
اقترب ابو سلام من السائق.
وقال : ها عمي شنو اخبار عزيز وصلته للمكان الي يريده .
والله عمي وصلته كلي نزلني يم محل مال تصوير وردت ابقه وياه انطاني اجرتي ، وكلي جاي يتصلون بيه انته روح .
ـ ها (قالها ابو سلام متعجبا)
ـ اي والله عمي .
تناول احمد موبايلة واخذ يتصل بعزيز لكنه وجد الخط مغلقا عاود الاتصال لكن الخط بقي كذلك عند حلول الساعة العاشرة ليلا بدأ الخوف يدب في قلوب كل من العم ابو سلام واحمد اما زوجته سمية فكانت تتصل بأخوته وهي تؤكد عليهم ان يستوضحوا الامر من سائق التاكسي وكانوا يطمئنونها انهم قد اتصلوا به وان الساعات القليلة القادمة سوف تشهد مجيئ عزيز الذي عودهم على هكذا مواقف لكن سمية كانت هذه المرة خائفة جدا اما فرات ونرجس فكانا يحيطان بها ويهدئان من روعها .
ـ ماما على كيفج هسه يجي بابا لا تخافين .
ـ ان شاء الله ان شاء الله اندعوا لابوكم .
حضر اخوة عزيز عند زوجته سمية وهم ينتظرون عودته ، ولقد كانت سمية بحالة سيئة تأخذ البيت ذهابا وايابا وهي تمرر اصابعها على خديها بقوة والدموع تنهمر من عينيها وفرات ونرجس يشاركان والدتهم البكاء والنحيب .
اما العم ابو سلام واحمد والاستاذ عبد الرزاق وابو على الاسمر واخرون فقد كانوا يقفون امام منزل عزيز وهم يواصلون اتصالاتهم على موبايله ولكن دون رد .
في اليوم التالي اخذ اخوة عزيز واولاد اخية واقاربه الذين حضروا من محافظة الحلة بالقيام بجولة حول السجون والمستشفيات عسى ان يجدوا لعزيز اثرا لكنهم عادوا دون جدوى ، و بعد مرور سبعة ايام على اختفاء عزيز اخذ الياس يجد طريقة الى نفوس زوجته واطفاله واخوته واصدقائه .
في اليوم الثامن وجد عزيز مقتولا ومرميا في احد الساحات العامة في جانب الرصافة وقد اخترقت راسه رصاصتان بينما استقرت الرصاصة الثالثة في منطقة الصدر . الضابط الذي اعطى لاخوة عزيز الاذن باستلام جثته من الطب العدلي أكد لهم بان العشرات قد تمت تصفيتهم في نفس المكان الذي القيت به جثة عزيز وان القاتل كان يستبدل خطوط الموبايل بين ساعة واخرى لكي لا يستطيع احد الوصول اليه .
نزل خبر مقتل عزيز كالصاعقة على اهالي مدينة الحرية سارع الجميع لاستلام جثته من مبنى الطب العدلي كان احمد يحدق في جثة صاحبه التي كانت قبيل ايام شعلة متوهجة من النشاط والابتسامة والطيبة والتمرد والسخرية وقد فارقها كل ذلك برصاصات غادرة اقترب احمد من الجثة وطبع على خد عزيز الايمن قبلة والحسرة تكاد تأتي على انفاسه .
اما العم ابو سلام فقد اخذ يكلم عزيز كما لو انه حي يرزق وهو يقول : ها عزيز انته اكثرنا جنت تحلم بالحرية واذا بيك تنقتل بزمن الحرية ..................................



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل عزيز ؟ الحلقة السادسة
- من قتل عزيز ؟ الحلقة الخامسة
- من قتل عزيز ؟ الحلقة الرابعة
- من قتل عزيز ؟ الحلقة الثالثة
- من قتل عزيز ؟ قصة الحلقة الثانية
- من قتل عزيز ؟ قصة قصيرة
- الان حصحص الحق
- مع الدكتور محمد باسل الطائي في (ملف الشيعة والسنة )
- العراقيون في عيون اخوتهم العرب
- الحل بيد السيد السيستاني (دام ظله)
- ملاحظات على مقال الكاتب الدكتور (عبدالخالق حسين ) الموسوم اس ...
- ملاحظات على مقال الكاتب الدكتور عبد الخالق حسين الموسوم ( اس ...
- ملاحظات على مقال الكاتب الدكتور (عبدالخالق حسين ) الموسوم (ا ...
- ملاحظات على مقال الكاتب الدكتور (عبدالخالق حسين ) الموسوم (ا ...
- هل سينتهي الدواعش بعد هزيمتهم عسكريا ؟
- هل حكم حزب الدعوة العراق منذ عام 2003 ؟
- المعارضة العراقية من وجهة نظر ... وزير الخارجية الاسبق (طارق ...
- ماذا قدمت الشرائع الارضية والاديان السماوية والقوانين الوضعي ...
- وماذا عن الجنس (الجزء الثاني)؟
- وماذا عن الجنس؟


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - من قتل عزيز ؟ الحلقة السابعة والاخيرة