أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - من المستفيد من تقويض حرية الصحافة فى مصر .. ومن الخاسر ؟














المزيد.....

من المستفيد من تقويض حرية الصحافة فى مصر .. ومن الخاسر ؟


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 1481 - 2006 / 3 / 6 - 11:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ترتفع فى الوقت الحالى نبرة حماية المجتمع من الصحافة والصحفيين ، وهى نبرة غير غريبة ولا جديدة على الصحفيين ، فقد سبق وان ارتفعت مدوية فى مناسبات ماضية ، ولكن ماهى المناسبات التى دائماً ما تشكل مناخاً مناسباً لهذه الدعوة ؟ ولماذا الان ؟ ومن المستفيد ؟ وما هو السند المنطقى الذى يستند عليه اصحاب هذه الدعوة ، واخيراً من الخاسر .. الصحفيون أم المجتمع الذى دائماً ما يستخدم كحجة وممراً لاصحاب المصالح الخاصة .
فى البداية اوضح أن هناك قانون عقوبات وقانون مدنى يخضع لهما كل افراد المجتمع دون تمييز طبقى أو مهنى ، وفى هذا القانون مواد تختص بقواعد السب والقذف .
استند اصحاب الدعوة على ما يسمى بالمنطق الفاسد وهو ما يطرح مقدمات متشابهة لا تخضع لقواعد القياس المنطقى وينطلق منها الى نتائج فاسدة ، فإذا كان المثل الشهير لهذا المنطق الفاسد يقول " القطة تموت ... الانسان يموت ..إذاً القطة انسان " فإن منطق اصحاب الدعوة الجديدة يقول " الصحفيون يخطئون ... الخطاءون يحتاجون الى قوانين لردعهم ...إذاً الصحفيون يحتاجون لقوانين تردعهم " .. وكما تعلمنا فى قسم الفلسفة فأن هناك قواعد لقياس المقدمات المنطقية لا يخضع لها هذا اللغو والذى عُرف بالقضية المنطقية الفاسدة .
فإذا كان هناك قانوناً مدنياً يخضع له كل افراد المجتمع فلماذا تختص الصحافة بقانون خاص ، واذا كانت الحجة ان الصحافة تمتلك من وسائل الاعلام ما يجعل التشهير( كما يصفون النقد ) اكثر ضرراً ، فلماذا لم نقترح قوانين لحماية المجتمع من برامج التلفزيون الاكثر انتشاراً، والتى يظهر فيها البعض يكيلون السباب والشتائم ، وكان اقربها البرامج التى استضافت " رئيس نادى الزمالك السابق بما فيها من سباب واضح للآخرين ، او قوانين للأذاعة وقوانين للسينما وغيرهم.... ؟
لماذا الصحافة الان ؟ الاجابة واضحة لان الفرق الوحيد بين الصحافة وكل الوسائل الاعلامية الاخرى أن الصحافة اكثر تعرضاً لقضايا فساد كبار المسئولين والتى انتشرت بشكل غير مسبوق فى الأونة الاخيرة ، وهم اصحاب المصلحة فى تقويض حرية الصحافة ، واكبر دليل ان معظم القضايا التى تم إقامتها على الصحفيين كانت من مسئولين فى الدولة وليست من افراد المجتمع الذى يستخدم الان كمبرر للدعوة بتقويض حرية الصحافة ، وإذا كان المثل الذى احضرته مذيعة القناة الاولى فى احد البرامج التى ناقشت هذه القضية يختص بسيدة ، اخطأت إحدى الصحف ، ونشرت انها تعرضت للأغتصاب ، فرغم ما وقع من ضرر على هذه السيدة إلا أن الموضوع يخضع للقانون الذى يمكن ان يُقيم حدود هذا الضرر ويكفل الحماية لهذه السيدة وغيرها ، وهى امثلة غير شائعة ، اما المثل المقابل الذى نطرحه هو ان احد الوزراء السابقين نجح فى حبس ثلاث زملاء صحفيين لأنهم ناقشوا قضية مسئوليته عن نشر الامراض بين المصريين وخاصة المسرطنة ، وهو ماأدى الى انخفاض حدة النقد له عدة سنوات انتهت بخروجه من الوزارة وتأكدت مسئوليته عن استيراد مواد مسببة للسرطان للمصريين ، فمن الخاسر فى هذه القضية ومن الذى دفع ثمن تقويض حرية الصحافة من صحته .. هو المجتمع الذى يستخدمه المفسدون لمنع الصحافة من كشف فسادهم.
واذا كانت هذه المحاولات قد تكررت فيما مضى فما السبب فى ظهورها الان ، الموضوع ببساطة ان المفسدين فى الارض كانوا قد نجحوا فى الفترة السابقة فى حل مشكلاتهم مع الصحافة بوسائل اغنتهم عن اللجؤ لفكرة القيد القانونى ومن ابرز هذه الوسائل التدجين الواضح للصحف الاكثر نقداً للفساد وخاصة الحزبية بإستيعاب المسئولين عنها فى التشكيلات الرسمية للدولة ، او يأستخدام وسائل اخرى ( وهى كثيرة ) .. إلا أن ظهور بعض الصحف المستقلة كتعبير طبيعى عن مصالح فئات مجتمعية تصدت لقضايا لفساد بكتائب من الصحفيين ،غير قابلة للتدجين والرشوة، اعاد الفكرة القديمة يإستخدام التقويض القانونى ، وخاصة وان جزء من المسئولين عن الصحف غير الرسمية والتى تبدوا امام المجتمع كصحف معارضة سيكون لهم مصلحة فى نشر هذه الدعوة الفاسدة لتبرير حالة التدجين الرسمى لهم والتى اضرت بالمجتمع اكبر الضرر .
كما ان هناك ظرف ذاتى يختص بالصحفيين وهو ضعف التمثيل النقابى لهم بعد انتشار وسيادة فكرة التوازنات بين معظم اعضاء المجلس ، وتهميش دور اعضاء المجلس اصحاب المواقف المحددة .
واخيراً اقول لأصحاب هذه الدعوة الفاسدة ذات المنطق الفاسد ، مبرراتكم واهية ، فالمجتمع يخضع لحماية القانون المدنى الذى يخضع له الصحفيين والمسئولين وكافة افراد المجتمع له ، وان الدعوة بحماية المجتمع من الصحفيين هى دعوة باطلة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب الذى سبق وأن دفعه المصريون من صحتهم واقواتهم ، فتقويض حرية الصحافة ليس له إلا معنى واحد هو المزيد من النهب والفساد .
محمد منير
صحفى موقوف عن العمل بجريدة الاهالى الاشتراكية الرسمية



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهات
- حماية الدولة للاحتكار وراء كارثة الطيور فى مصر
- كحلي أورادك
- ايام اشتراكية فى القاهرة
- الأرض
- إني أتنفس شعراً
- وما نيل المطالب بلعن الاخوان ... ولكن تؤخذ الدنيا كفاحا القض ...
- وما نيل المطالب بلعن الاخوان ... ولكن تؤخذ الدنيا كفاحا
- لماذا فاز عارف بنقابة الصحفيين المصريين
- الرد على فتوة الحزب الوطنى فى مصر
- ست ساعات هزت مصر
- الاحدث السياسية تفرض نفسها على نقابة الصحفيين المصريين
- حوار مع أيمن نور ،
- يأس بين قيادات المعارضة المصرية من استجابة الحكومة لمطلب الا ...
- لا ياسيدى الرئيس ، ليس الشيخ ياسين هو القعيد
- مظاهرات مارس تؤكد تشرذم فى الشارع السياسى المصرى
- ازمة المهندسون المصريون هل ستؤدى الى جبهة يسارية اسلامية
- المهندسون المصريون يتوحدون للخروج من ازمة الحراسة
- مقدرات المصريين
- صحة المصريين - فى وزارة الصحة -الناس على دين ملوكهم-


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - من المستفيد من تقويض حرية الصحافة فى مصر .. ومن الخاسر ؟