يأس بين قيادات المعارضة المصرية من استجابة الحكومة لمطلب الاصلاح السياسى

محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 1093 - 2005 / 1 / 29 - 08:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

تجمعت قيادات احزاب المعارضة مساء الخميس الماضى فى المقر الرئيسى لحزب التجمع اليسارى بوسط المدينة من خلال المؤتمر الجماهيرى الثانى لاحزاب المعارضة المصرية ، وسط حشود امنية هائلة .
يأتى هذا المؤتمر قبل أيام من جلسة الحوار بين احزاب المعارضة والحزب الوطنى الحاكم والمزمع عقدها يوم الاثنين القادم ، والتى لا تعتبر الجولة الاولى من جولات الحوار بين الطرفين ، حيث انتهت الجولات السابقة دون اى تغيير فى الوضع القائم أو استجابة لمطلب المعارضة بتعديل الدستور لضمان تداول السلطة فى مصر .
غلبت روح اليأس من جدوى الحوار مع الحزب الحاكم على معظم المتحدثين عن الاحزاب السياسية ، فيما عدا ممثلى الوفد والتجمع .
شهدت قاعة المؤتمر حالة من الفوضى اثناء إلقاء الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد كلمته عندما قاطعه أحد الحضور مبدياً اندهاشه من معارضته للحكومة وهو محامى وزير الزراعة الاسبق الدكتور يوسف والى ، والذى كانت الصحف وعلى رأسها صحيفة حزب التجمع اليسارى قد حملته مسئولية نشر مواد زراعية "مسرطنة" فى البلاد ، واستطاع الحضور منع المُقاطع من الاستمرار ، وكاد الامر ينتهى بهدؤ لولا أن انفعل الدكتور نعمان قائلاً " يوسف والى اكثر وطنية منك ومن كثيرين وليس هناك مواد مسرطنة ولا حاجة " مما أدى الى " هياج " القاعة عليه وظهور اصوات واعتراضات تطالبه بالكف عن الدفاع عن والى ، وتم استيعاب الامر بعد أن قام مسئولى الانضباط بحزب التجمع بطرد المُقاطع من قاعة المؤتمر .
اعتبر خالد محى الدين زعيم حزب التجمع أن الاصلاح معركة طويلة يخوضها حزب التجمع منذ عام 1986 من خلال الحوارات واللقاءات العديدة مع الحزب الحاكم والحكومات المتعاقبة ، وتمنى أن ينجح اللقاء القادم بين الحزب الحاكم واحزاب المعارضة وألا يلقى مصير الحوارات السابقة .
بينما جاءت كلمة نعمان جمعة تحمل نوعاً من السخط على حالة الهيمنة والسيطرة على الحياة السياسية التى يتزعمها الحزب الحاكم والذى وصفها نعمان جمعة بالجمود ضد التطوير والتغيير .
طالب رئيس حزب الوفد أن يكون الرئيس مبارك اخر رئيس جمهورية يتولى رئاسة مصر بأسلوب تداول السلطة والذى فرضته ثورة يوليه على المصريين ، واتهم النظام الحالى لترشيح رئيس الجمهورية بالفساد ، حيث يقوم 300 من أعضاء مجلس الشعب بتسمية مرشح الرئاسة ، نيابة عن ملايين المصريين ، فى الوقت الذى يتسم معظم هؤلاء المندوبين عن الشعب بالفساد والانحراف وهناك شكوك حول اساليب وصولهم للبرلمان فى ظل سيطرة الحزب الوطنى ، وطالب ان تكون رئاسة مصر بالانتخاب من الشعب مباشراً ، وانتقد تصريحات رئيس الوزراء بتأييد فكرة ترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية كما انتقد تسويف الحكومة لمطالب الاصلاح الاقتصادى والدستورى والذى طالبت به المعارضة منذ سنوات ، حتى اصبحت انتخابات رئيس الجمهورية على الابواب ، وطالب كحل مؤقت بتشكيل لجنة من عمداء كليات الحقوق واساتذة القانون ورؤساء الاحزاب لتعديل الدستور وتحديد مدة زمنية لها حتى لوكانت بعد انتخاب رئيس الجمهورية .
أما ضياء الدين داوود رئيس الحزب العربى الناصرى فجاءت كلمته كنوع من " جلد النفس " بعد ان تعرض لانتقادات داخل حزبه من استمراره فى الحوار مع الحزب الحاكم والذى لا يلقى أى اعتبار لهذه الحوارات ، وقدم انتقاداً شاملاً للحركة السياسية الحالية متهماً اياها بالضعف والتخاذل والتهاون فى تقديم التضحيات وانحصارها فى مجرد الكلمات بالمقارنة مع الحركات السياسية ونضالات المصريين منذ اكثر من مائة عام والتى قدمت الارواح والدماء بدلاً من الكلمات والشعارات ، وابدى داوود يأسه من استجابة الحزب الحاكم لأى مطلب من المعارضه طالما هىفى هذه الحالة من الضعف والتى لاتمكنها حتى من تنظيم مظاهرة بها عشرين شخص .
وطالب ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل بالاصلاح الدستورى فى رسالة وجهها للرئيس مبارك واعتبر أن الاصلاح الدستورى والسياسى هو الضمانه الوحديدة لحماية مصر من الاخطار والمطامع الخارجية ، وانتقد سياسة التسويف التى تتبعها الحكومة مع مطالب المعارضة .
واتفق معه اللواء طلعت مسلم ممثل حزب العمل حيث ابدى عدم ارتياحه لتحديد ميعاد الحوار قبل شهور قليلة من انتخاب رئيس الجمهورية وهو ما يشكك فى جدواه .
واستكمل محمود الصباحى ممثل حزب الامة حالة اليأس من جدوى الحوار بأن توقع بألا يسفر هذا الحوار عن اى نتيجة تذكر وانه سيلحق بالحوارات السابقة عليه ، ووصف الحزب الوطنى بأنه منظمة حكومية تفرض نفسها على الشعب وليس حزباً جماهيرياً .
وفى النهاية وفى خطبة حماسية جمع الدكتور رفعت السعيد عبارات اليأس فى الكلمات التى سبقته ، وحولها الى انتقادات لاذعة لاستمرار حالة الطوارئ واحتكار الحزب الحاكم لمقدرات الامور حتى ان وسائل الاعلام تتعمد تجاهل اهم انشطة المعارضة وتخصص البرامج التلفزيونية لكل انشطة الحزب الحاكم ( وهو الامر الذى طالما ركز عليةالسعيد فى كل تصريحاته السابقة ) .
وانتهى السعيد بموقف مخالف للموقف اليائس من الحوار مؤكداً ان الحكومة ستُجبر على تعديل الدستور لانه اصبح مطلباً جماهيرياً وشعبياً ، وانتهى بتأييد رأى الدكتور نعمان جمعة بمطلب أعلان لجنة لتعديل الدستور خلال مدة زمنية حتى لوصلت الى عامين ، وهو ما اعتبره بعض المراقبين السياسين نوعاً من الحلول لاخراج الحكومة من مأزقها واستيعاب حركة المعارضة قبل إعادة انتخاب رئيس الجمهورية ، وهو ما ستؤكده أو تنفيه نتائج لقاء الاثنين المقبل .

#محمد_منير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات