أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أهم قضية شيوعية !!















المزيد.....

أهم قضية شيوعية !!


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 5753 - 2018 / 1 / 10 - 18:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أهم قضية شيوعية !!
اذكر أنني في العام 1954 قرأت آخر مؤلف ليسوسف ستالين الصادر في العام 1952 وهو يبحث في "القضايا الإقتصادية للإشتراكية في الإتحاد السوفياتي" ولم أشعر بارتياح وأنا أقرأ ستالين البولشفي الأعظم يدافع عن التآخي الطبقي بينما يطالب مولوتوف على رأس فريق عريص في الندوة التي يبحث فيها الكتاب، وهو الرجل الثاني في الحزب آنذاك كما نعرف من بعيد، يطالب بتشديد الصراع الطبقي وأن تصدر الحكومة أمراً يلغي طبقة الفلاحين الكولخوزيين نهائياً من المجتمع فيعارضه ستالين لأن في ذلك خطراً حقيقياً على الثورة ؛ لكنه أخيراً استمهل الحضور بضع سنوات لينظر فيما يلحون عليه .
اليوم بعد الإشتباك الملحمي مع العمل الشيوعي لأكثر من ستة عقود أراني من جديد أواجه مسألة شيوعية في غاية التعقيد، تجاوزها لا يعني أقل من الإنفكاك عن العمل الشيوعي . كيف لستالين وهو صاحب قانون رئيسي من قوانين بناء الإشتراكية يقول في العام 1938.. "كلما تقدم البناء الإشتراكي كلما احتدم الصراع الطبقي" يعود في العام 1951 ليدافع عن التآخي الطبقي !!؟
ليس هو ستالين من يرى في العام 1951 أن تسعير الصراع الطبقي في المجتمع السوفياتي من شأنه أن يشكل خطراً حقيقياً على الثورة الإشتراكية في حين كان يرى في العام 1938 أن الصراع الطبقي هو الرافعة الرئيسية لتقدم البناء الإشتراكي .
نحن كماركسيين أصلاء لا يمكننا القبول بالافتراض أن ستالين وبعد أن قاد الشعوب السوفياتية في حرب لم تبقِ ولم تذر راح ضحيتها أكثر من 25 مليون إنساناً دفاعاً عن النظام الإشتراكي وانتهى إلى أعظم انتصار حربي في التاريخ عاد معارضاً للإشتراكية ويدعو للتآخي الطبقي !! لا يمكن القبول بمثل هذا المنطق المتهتك . ستالين عارض تسعير الصراع الطبقي في العام 1951 لأن ذلك كان يشكل خطراً على الثورة الإشتراكية . إذاً الإشتراكية ما زالت الهدف الأكبر والوحيد لستالين قائد جبهة البروليتاريا العالمية . إذاً ما عساه يكون الخطب !؟
إنه حقاً خطب جلل ! فبالقياس مع قانون ستالين الذي يقول بالتناسب الطردي بين التقدم الإشتراكي والصراع الطبقي فإن مطالبة ستالين بجزر الصراع الطبقي في العام 1951 ذلك يعني بالضرورة أن هناك تراجعاً خطيراً في البنيان الإشتراكي وهو ما اقتضى وجوب جزر الصراع الطبقي . أحداً غير ستالين لم يدرك تلك الحقيقة الماثلة على مساحة الوطن . كل العمران الإشتراكي منذ بداية الثورة هدمه النازيون في روسيا الأوروبية على الأقل . الصناعات السلمية انعدمت لمدة عشر سنوات . تراجعت أعداد البروليتاريا لما يزيد على 15 مليون عاملا . النصر الذي حققه السوفيات على النازية كان مكلفاً للغاية وكأن روسيا قد تراجعت إلى ما قبل عشرين عاماً . بل إن دولة دكتاتورية البروليتاريا لم تعد قوية كما في السابق بعد أن خسرت ما خسرت في الحرب وخاصة الصفوف البلشفية المتقدمة في الحزب .
لا يجوز بعد كل هذا تجاهل الحقائق على الأرض وافتراض أن الطبقتين في المجتمع السوفياتي، البروليتاريا والبورجوازية الوضيعة، متعادلتان في القوى الإجتماعية خاصة وأن البورجوازية الوضيعة السوفياتية تزودت بمقتضيات الحرب بجيش مليوني هو أقوى جيش في تاريخ الحروب . وعليه فإن تسعير الصراع الطبقي لا بد أن يستبطن بالضرورة هزيمة البروليتاريا وهو ما يساوي هزيمة الاتحاد السوفياتي في الحرب ضد النازية .
تلكم كانت القضية الأهم في تاريخ الشيوعية والاشتراكية السوفياتية، بل وما زالت هي الأهم حيث أنها هي وحدها التي تدل على أسباب انهيار الاتحاد السوفياتي والمشروع اللينيني في الثورة الإشتراكية العالمية .

هل كان على ستالين أن يستسلم للشروط الجديدة، شروط إنتكاس طبقة البروليتاريا وتراجع الإشتراكية ؟
من قرأ ستالين في مداخلاته في المؤتمر العام للحزب الشيوعي التاسع عشر في أكتوبر 1952 يدرك تماما الصعوبات الكبيرة التي كانت تواجه الثورة الاشتراكية بعد الحرب . ستالين الذي لم يكن قلقاً على مصائر الثورة حينما كان 3 ملايين جندي نازي يحيطون بموسكو يعود في أكتوبر 1952 بعد الإنتصار العظيم على النازية ورفع راية المنجل والشاكوش على الرايخ الهتلري، يعود ليحذر من أخطار تحيق بالثورة ويطالب بإقالة جميع أعضاء المكتب السياسي للحزب واستبدالهم بشباب يعمرهم الحماس للشيوعية ويطالب أيضاً بأن يتشكل المكتب السياسي للحزب من 24 عضواً وليس من 12 عضواً فقط وسببه في ذلك الإطمئنان أكثر على مستقبل الثورة .
هنا نستذكر تشيرتشل يتحدث عن ستالين يقول : " He could always find the way out from the most difficult things" كان تشيرتشل قد عرف ستالين حق المعرفة وذلك ليس لأنه كان على اتصال به طيلة الحرب وتطوراتها بمنعرجاتها الصعبة بل الأحرى لأنه كان الند لستالين يدافع عن النظام الرأسمالي الإمبريالي وهو يراه ينهار في الحرب .
كانت خطة ستالين للخروج من ذلك المأزق الصعب الذي لم تواجه دولة دكتاتورية البروليتاريا مثله من قبل هو قلب الإقتصاد السوفياتي من الشمال إلى اليمين من الصناعات الثقيلة إلى الصناعات الخفيفة، صناعة المواد الإستهلاكية واسعة الطلب للشعوب السوفياتية التي كابدت طويلا من الحرمان بفعل الحرب وبرامج إنتاج أدوات الإنتاج الطويلة المكلفة . ذلك كان يعني سعة العيش لكافة المواطنين السوفييت مما يسمح باستئناف العبور الإشتراكي بهدوء وسلام .
غير أن عبور العالم إلى الإشتراكية بقيادة الاتحاد السوفياتي كان يمر عبر مضيق في غاية الضيق بعد استئناف التطور السلمي في الاتحاد السوفياتي . كان الإمبرياليون البريطانيون والفرنسيون قد حالوا دون تطور ألمانيا على النهج الرأسمالي الإمبريالي بموجب معاهدة فرساي في نهاية الحرب العالمية الأولى 1919 وهو ما أرغم ألمانيا لأن تتحول إلى كتلة عسكرية نازية صماء تسخر كل مقدرات ألمانيا في العسكرة التي هي ضد كل نظام للإنتاج رأسمالياً كان أم إشتراكيا . بريطانيا وفرنسا لم تتحملا نصيباً من وزر هذ ا الإنحراف في التاريخ ، بل إن استسلام فرنسا السهل وهروب بريطانيا من القارة إلى ما وراء بحر المانش زاد من قوة هتلر العسكرية ومن غروره . كان الإتحاد السوفياتي وحده من تكلف بتصحيح هذا الإنحراف في التاريخ . لكن ذلك لم يتم إلا بكلفة عالية جداً تحملتها البروليتاريا السوفياتية وقائدها الملهم يوسف ستالين حتى بات المجتمع السوفياتي بعد الحرب يعاني من اليد الطولى للبورجوازية الوضيعة السوفياتية . الغرائز الحيوانية هي فقط ما جعلت الرأسماليين الإمبرياليين يشنون حرباً شعواء فيما بعد الحرب على الإتحاد السوفياتي بالرغم من ان الإتحاد السوفياتي هو وحده من حافظ على حريتهم في العمل فكان تشكيل حلف شمال الأطلسي ضد الإتحاد السوفياتي وهوس الإدارة الأميركية في تكريس كل مقدرات أميركا لمقاومة الشيوعية .
ذلك كان الممرالضيق الصعب للعبور الإشتراكي فيما بعد الحرب وكان ستالين يعي كل تلك الصعوبات ويتخذ كل الإحتياطات اللازمة لعبور المضيق . وثمة شارات تقول أنه حتى ذلك العشاء المشؤوم الذي دعا إليه ستالين في منزله في 28 فبراير أربعة من أعضاء المكتب السياسي ثلاثة منهم متآمرون على حياة ستالين إنما كان أحد تلك الإحتياطات حيث كانت التحقيقات في مؤامرة الأطباء اليهود في مصحة الكرملين تشير إلى "تقصير" من جانب وزير الأمن لافرنتي بيريا – تبين فيما بعد أنه كان على رأس هذه المنظمة .

كثيراً ما اكتوت البشرية بمهازل التاريخ لكن أن يتمكن ثلاثة من أعضاء المكتب السياسي اغتيال سنتالين بالسم أثناء عشاء 28 فبراير 1953 كان مهزلة حارقة، حرقت مستقبل البشرية ربما لقرن طويل . العبور الإشتراكي ما كان ليعبر ذلك المضيق الأخطر بغير قيادة ستالين، أعظم القادة بكل العصور كما وصفه تشيرتشل . مات ستالين مساء 5 مارس فاستلمت البورجوازية الوضيعة مقاليد الأمور صباح 6 مارس . مذاك بدأ تراجع البشرية على كل الأصعدة وليس الاتحاد السوفياتي فقط . إنها اليوم تغرق في فوضى الهروب من الاستحقاق الإشتراكي .
الماكينة الضخمة جداً التي شغلتها البورجوازية الوضيعة في العالم كله لتهشيم الإيقونة الوضاءة لستالين العدو الذي لا يموت للبورجوازية الوضيعة والتي بدأت الشغل في فبراير 1956 وما زالت تعمل دون توقف حتى اليوم ويشارك فيها أرتال من أشباه الشيوعيين لن تنجح في طمس الطريق الذي اختطه ستالين لخلاص البشرية . ويحضر في هذا المقام الغداء التكريمي لخروشتشوف في بيت رئيس وزراء بريطانيا أنطوني إيدن في ابريل 1956 حيث حضر تشيرتشل ونهر خروشتشوف غاضباً من الهجوم الوقح على ستالين متسائلاً.. "من أنتم !؟ أنتم لا شيء بدون ستالين" .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيّة قَدَر البشرية
- من يتذكر ثورة اكتوبر البلشفية
- حرب -الشيوعيين- على الشيوعية (2)
- حرب -الشيوعيين- على الشيوعية
- الليبرالية الجديدة (Neoliberalism)
- النقد المشبوه للإشتراكية السوفياتية
- لغز الصراع الطبقي (The Riddle of Class Struggle)
- الأحزاب الشيوعية هل كانت حقاً شيوعية ؟
- الديموقراطية البورجوازية لم تكن يوماً أفقاً للثورة الإشتراكي ...
- الذاتوية مفسدة للإقتصاد وللسياسة كما للتاريخ أيضاً
- من يعرف الثورة البولشفية ؟
- في مثل هذه الساعة قبل مائة عام
- فؤاد النمري - كاتب ومفكر ماركسي بلشفي - في حوار مفتوح مع الق ...
- الخدمات لا تنتج أدنى قيمة
- القراءة الماركسية للتاريخ (10 B)
- القراءة الماركسية للتاريخ (9 B)
- القراءة الماركسية للتاريخ (8 B)
- القراءة الماركسية للتاريخ (7 B)
- القراءة الماركسية للتاريخ (6 B)
- القراءة الماركسية للتاريخ (5 B)


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أهم قضية شيوعية !!