أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلديمقراطية ليست بضاعة مستوردة















المزيد.....

ٱلديمقراطية ليست بضاعة مستوردة


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 10:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تُروِّج ٱلسلطة وكهنوتها (بلونيه من رجال دين ومفكرين) أنّ ٱلديمقراطية هى بضاعة مستوردة. وما تفعله ٱلسلطة يستند على قوّة ٱلمفاهيم ٱلوثنية (ٱلثابتة) ٱلمغروسة فىۤ أنفس أكثر ٱلناس فى بلادنا عن ٱلدين وٱلتاريخ وٱلقوم وٱلوطن. وهى تعلم أن هذه ٱلأكثرية لن تحنف عن هذه ٱلمفاهيم وأنها ستصدق زعم ٱلسلطة عن خطر ٱلديمقراطية ٱلمستوردة بما فيها من مفاهيم حقوق ٱلفرد ٱلإنسانية وحقوق ٱلجماعات ٱلسياسية وٱلدينية وٱلاجتماعية كبيرة كانت أم صغيرة. وهى بما تُروِّجه عن ٱلديمقراطية تريد دفعها بعيدًا عن بلادنا ودفع ٱلعون ٱلأجنبىّ معها.
لقد سبق لىۤ أن بيّنت فى كتاب "ٱلديمقراطية دين ٱلمؤمنين" وفى كتاب "ٱلصحيفة" وفى مقال "من ٱلديمقراطية إلى ٱلمدينية" وفى مقال "مجتمع مكَّة ومجتمع ٱلمدينة من ٱلأمس إلى ٱليوم" أنّ مفهوم ٱلديمقراطية كانت نشأته ٱلأولى فىۤ أول قرية للمجتمع ٱلإنسانىّ فى مكّة. وهى كما يبيّن كتاب ٱللّه "أمُّ ٱلقرى". وفى مكّة أعلن رسول ٱللَّه محمّد لأول مرّة فى مجتمع ديمقراطية ٱلقرية مكّة مطالبه بحقوق ٱلفرد فى طورها ٱلمدينى ٱلتى تبينهاۤ أركان ٱلدين. وقد سبق وبيّنت لى رأيًا فىۤ أركان ٱلدين وعددت بعضها فيما يلى: (لاۤ إكراه فى ٱلدين. لكم دينكم ولى دينِ. قل ٱلحقُّ من ربِّكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر. كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. ولا تزر وازرة وزر أخرى. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرّة. قل ٱلشفاعة للَّه جميعًا. لست عليهم بمصيطر. وأمرهم شورى بينهم. وشاورهم فى ٱلأمر).
هذه ٱلأقوال ٱلعربية وغيرها ٱلكثير فى كتاب ٱللَّه تُظهر لناۤ أنَّ ركن ٱلدين ٱلأساس يقوم على حرية ٱلفرد ٱلذى يشآء لنفسه ٱلإيمان أو يشآء ٱلكفر لها. وهذه ٱلأركان ٱلأساس لحرية ٱلفرد هى ٱلتى تنكرها ٱلسلطة على ٱلفرد فى مجتمعاتنا وتزعم بأنها بضاعة مستوردة. وهى تقاتل من أجل بقآئها فى موقع ٱلسلطة وٱلسيطرة وفى تجمّع بطريركىّ لا يقبل بطور ٱلسلطة حتى فى مجتمع ٱلقرية.
لقد مسخ جهلة ٱلسلطة ٱلمترفون وحلفآؤهم ٱلكهنة ٱلمنافقون دينَ ٱللَّه فى مفاهيم تخريص تزعم أنّ ٱلدين يحصل ٱلفرد عليه بٱلولادة وشهادة مأمور ٱلنفوس. وبذلك يمكن لهذا ٱلمولود أن يردد ٱلقول "أشهد أنّ لا إلٰه إلا ٱللّه وأشهد أنّ محمّدًا رسول ٱللَّه" من دون إدراك له فتسلم نفسه من حريق جهنّم. وقد حرصت هذه ٱلسلطة لتكون هذه ٱلمفاهيم على هيئة منهاج تلقيم وتعليم فى ٱلنفس يسوقون به ٱلناس فى قطيع. ومنذ ٱنقلاب ٱلسقيفة وإلى يومنا هذاۤ ٱستطاعت هذه ٱلسلطة بسط سيطرتها على مفاهيم أكثرية ٱلناس ومنعتهم من ٱلتفكير بحرية ٱلفرد ومسئوليته فى ٱلدنيا وٱلأخرة "كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. ولا تزر وازرة وزر أخرى. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرّة". ولقد ٱستفادت ٱليوم هذه ٱلسلطة من صناعة ٱلكاريكاتير. فعملت على تهييج منهاج ٱلقطيع فىۤ أنفس هذه ٱلأكثرية ودفعت بها لتوقف سدًّا فى وجه حرية ٱلفرد بزعم أنها بضاعة مستوردة من ٱلغرب. وهى قبل ذلك لم تتوقف مع كهنوتها من رجال دين ومفكرين عن ٱلتحذير وٱلتخويف من مؤامرة غربية صهيونية مأربها قوميتها قريش وتاريخها ٱلذى بدأ بٱنقلاب سقيفة بنى ساعدة على دولة ٱلمدينة ودينها ٱلذى صنعه ٱلانقلابيون.
كما سارعت ٱلسلطة بوسآئلها ٱلإعلامية للتحريض وتهييج ٱلأنفس لتوسيع ٱلقتل فى ٱلعراق من بعد ٱلرجفات ٱلتى دمرت ٱلمقامات وٱلمساجد. وسارع معها كهنوتها ٱلوثنى يدعوا للهياج بصياحه: "لبيك يا حسين" موجّهًا ٱتهامه للغرب وٱلصهيونية أصحاب ٱلبضاعة ٱلمستوردة "ٱلديمقراطية". وكان هذا ٱلكهنوت قد صاح من قبل: "لبيك يا رسول ٱللَّه" ضد أوروبا وأمريكا وٱلصهيونية بسبب أزمة ٱلكاريكاتير. وهم يريدون إشعال نار حرب مع ٱلغرب بسبب ٱلكاريكاتير يذهب أكثرنا فيها. وحرب بين أهل ٱلعراق تذهب بحرية ٱلفرد ٱلتى تكاد تنتصر.
وهذه ٱلسلطة لم تهمل ما نجم عن ٱلانتخابات فى مصر وٱلعراق وفلسطين. بل لم تكن بعيدة عنها ووجدت لنفسها ٱلفرصة للعمل من داخلها. وما نجم عنها كان فرصة لها لتقوية موقفها من موقف ٱلغرب ٱلذى لم يرَ فى تلك ٱلانتخابات تغييرًا يأتى بحرية ٱلفرد. بل لم يكن يرى من قبل أنّ فعل منهاج ٱلسلطة فىۤ أنفس شعوبها لن يولد منه أىّ تغيير. فوقع فى شرك ٱلسلطة ٱلخبيرة فى نصب ٱلشباك ٱلتى بدأت حملتها للتشكيك بٱلمأرب ٱلغربىّ وبضاعته.
أما شعوبنا فقد وقفت مبهوتة لا تفهم موقف ٱلغرب بفعل منهاج تعليمها ٱلأبآئىّ ٱلوثنىّ. وهى تظنّ أنّ ٱلديمقراطية تخرج من صندوق خشبى يهيمن عليه متسلطون. وهم فى مصر ٱنتخبوا بعضًا من ٱلإخوان ظانين أنّ حريتهم ٱلفردية لا تخرج عن ٱلاختيار بين متسلط يمسك بٱلسلطة ومتسلط يحتكر ٱلدين.
ومثله حدث فى ٱلعراق ذى ٱلأكثرية ٱلشيعية ٱلتى ٱختارت تسلط كهنوتها وشريعته وفضلته على مَن يدعوا للحرية ٱلفردية حتى فى ٱلدين.
وفى فلسطين كان شعبهاۤ أمام ٱختيار واحدٍ مِّن مُتَسلِطَين عليه بٱلسلاح ومنهاج ٱلتعليم ٱلأبآئىّ ٱلوثنىّ فٱستبدلوا واحدًا بٱلأخر.
هذا ٱلفعل لم يرَ ٱلغرب فيه منفذًا لِّلديمقراطية. وقد يوقعهم رأيهم بٱليأس فيبتعدون عن بلادنا ويتركون ٱلمكان للسلطة فيها.
لقد ركزّ ٱلغرب فى ٱلبداية على تغيير مناهج ٱلتعليم. وكان تركيزه صآئبًا لكنّه لم يتابعه. وفى كتاب ٱللَّه ومَثَلُهُ فى دستور دولة ٱلمدينة هداية للغرب ولنا من أجل ٱنتصار حرية ٱلفرد فى بلادنا من بعد حين. فصندوق ٱلانتخاب فى بلاد بدآئية ٱلمفاهيم بحكم تسلط جاهلين عليها لا يصلح إلا بفيدرالية تُصَغّر دولها لتكون على مستوى ٱلطآئفة وٱلعشيرة. وأىّ علم ٱنتخابىّ لا تُصغَّر بقعته سيأتى بممثلين عن أكثرية لا تدرى بحقوق ٱلفرد ويحجب ٱلأقلية ٱلمطالبة بذلك ٱلحقِّ. وقد بيّن كتاب ٱللَّه أنَّ ٱتباع ٱلأكثرية يضلّ عن سبيل ٱللَّه:
"وإن تُطع أكثر مَن فى ٱلأرض يُضلُّوك عن سبيل ٱللَّه إن يتبعون إلا ٱلظَّنَّ وإن هم إلا يخرصون" 116 ٱلأنعام.
وهذا ما بيّنته صناديق ٱلانتخاب فى مصر وٱلعراق وفلسطين. ولو وزّع ٱلناس فى فيدراليات لكانت ٱلانتخابات ٱختلفت وسآئلها ٱلعلمية وٱلمعرفية من فيدرالية إلىۤ أخرى. وكانت جآءت كلّ فيدرالية بثمارها إلى مجلس تشريع ٱتحادىّ. وهذا كان قد ورد ٱلمثل عليه فى دستور دولة ٱلمدينة فى فيدراليات متعددة تحكم كلّ مِّنها بما تهتدى إليه بوسآئلها ٱلعلمية وٱلمعرفية:
"هَذَا كِتَاب مِن مُحَمّدٍ النّبِيّ بَينَ الْمُؤمِنِينَ وَالْمُسلِمِينَ مِن قُرَيشٍ وَمَن تَبِعَهُم فَلَحِقَ بِهِم وَجَاهَدَ مَعَهُم.
ٱلبند ٱلأول: إنّهُم أُمّة وَاحِدَة مِن دُونِ النّاسِ.
ٱلبند ٱلثانى: المُهَاجِرُونَ مِن قُرَيشٍ عَلَى رِبعَتِهِم (مكان إقامتهم وعيشهم) يَتَعَاقَلُونَ (مسآئل ٱلتشريع وٱلحقوق وٱلحكم) بَينَهُم وَهُم يَفدُونَ عَانِيَهُم (كلمة "عَنِى" تدل على ٱلفقير فى طور ٱلِّسان ٱلعبرىّ) بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلثالث: وَبَنُو عَوفٍٍ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى كُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلرابع: وَبَنُو سَاعِدَةَ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلخامس: وَبَنُو الحَارِثِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلسادس: وَبَنُو جُشَمٍ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلِهِمْ الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعْروفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلسابع: وَبَنُو النّجّارِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلثامن: وَبَنُو عَمرِو بنِ عَوْفٍ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلتاسع: وَبَنُو النّبِيتِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ.
ٱلبند ٱلعاشر: وَبَنُو الأَوسِ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنهُم تَفدِي عَانِيَهَا بِالمَعرُوفِ وَالقِسطِ بَينَ المُؤمِنِينَ".
وهو يبيّن تسع دول فيدرالية تتحد فى دولة ٱلمدينة ٱلتى كان يحكم فيها مجلس من حكمآء تلك ٱلدول يرأسهم ٱلنّبى محمّد يشاورهم فى جميع أمور ٱلدولة ٱلفيدرالية. وهذا ليس بضاعة مستوردة لا من ٱلغرب ولا من ٱلشرق. وهو ما نرى مثله ٱليوم فى ٱلهند وفىۤ ألمانيا وفى ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية. فإن كانت طآئفة لا يريد أفرادها ٱلخروج عن ٱلجماعة فليكن لهم حكمهم لأنفسهم فى مكان عيشهم. ولينتخبوا مَن يريدون ليمثلهم فى ٱلمجلس ٱلفيدرالى. ٱلذى عليه أن يتوجّه لتطوير ٱلمنافسة بين جميع أبنآء ٱلفيدرالية فى تعليمهم وتشريعهم وصناعتهم وتجارتهم وزراعتهم ودفاعهم وصولا إلى مفاهيم تجعل من كلِّ فرد شخصية ذات حقوق منفصلة عن حقوق ٱلجماعة.
لقد بيّن ٱلبند ٱلأوّل من دستور ٱلمدينة أنّ أهلها يتبعون منهاجا يختلف عن مناهج جميع ٱلنّاس "إنّهُم أُمّة وَاحِدَة مِن دُونِ النّاسِ". وهذا ما علينا ٱلعمل من أجله. فلا نظنّ أنّ ٱلانتخابات ٱلتى جرت فى ٱلعراق وفى فلسطين وفى مصر تجعلناۤ أمّة متميزة عن جماعة ٱلقطيع ٱلتى ما زلنا نتبع منهاجها. كما عليناۤ أن نعمل مع أنفسنا لنؤمن بٱلمساعدة ٱلتى يقدمها ٱلغرب ٱلديمقراطى لنا فى هذا ٱلأمر. وعليناۤ أن نسعى لمشورته وخبرته ٱلطويلة فى ذلك وليكن له أجر مجزٍ على ذلك. وهذا يحتاج إلى مراجعة جميع مفاهيمنا ٱلتى شربناها من مدارس سلطة ٱلطاغوت وكهنوته منذ ٱنقلابهم فى سقيفة بنى ساعدة.
لقد جآء ٱلأمر للرسول:
"قل سيروا فى ٱلأرض فٱنظُرُوا كيف بدأ ٱلخلقَ" 20 ٱلعنكبوت.
هذا ٱلقول ٱلأمر هو من أركان دين ٱللَّه. وطاعة هذا ٱلأمر تجعل ٱلذى يطيعه ذو يقين نسبىّ بسبب تغيّر ٱلمفاهيم بفعل متابعة ٱلنظر. وبذلك يكون حنيفا فلا يشرك. ونحن قوم ٱلرسول هجر أكثرُنا ٱلقرءانَ فلم نطع هذا ٱلأمر ٱلركن بتأثير ما نتبعه من مفاهيم ٱلوثنية ٱلتى صنعها تخريص ٱلسلطة وكهنوتها ٱلمجنون. وهذا يجعلنا نرمى بتهمة ٱلكفر وٱلعدوان على ٱختصاص ٱللَّه مَن يسير فى ٱلأرض ينظر كيف بدأ ٱلخلق ويقرأ بٱسم ربِّه. وهذا يجعل أعيننا تزيغ عن ركن أخر ورد فى سورة ٱلكافرين هو أساس لحرية ٱلفرد فى ٱلقول وٱلموقف وٱلاتباع "لكم دينكم ولى دِينِ". وهذا ٱلمفهوم ورد من عند ٱللَّه وليس من ٱلغرب ٱلديمقراطى. ونحن نصدق وننصر ونتبع حديثًا للسلطة وكهنوتها ٱلمجنون: "لا يجتمع دينان فى جزيرة ٱلعرب" يدحض هذا ٱلركن ويقول عنه بضاعة مستوردة.
إننىۤ أتابع ٱلتصويت على مقالاتى (وأظنّ أنّ ذات ٱلأشخاص يصوتون على كلِّ مقال جديد). وأرىۤ أنّ موقف ٱلمصوتين يميل إلىۤ أفكارى فى مقالٍ وضدها ذاتها فى مقال أخر. وهذا يبيّن لى حيرتهم بين ما ثُبّت فىۤ أنفسهم من مفاهيم وما يطلبونه لأنفسهم من تغيير.
وأخلص إلى ٱلقول أنّ مفاهيم حرية ٱلفرد وٱلديمقراطية بطورها ٱلقرىّ (نسبة إلى ٱلقرية) وطورها ٱلمدينى هى مفاهيم من عند ٱللَّه أرسلها لنهتدى بها فى عيشنا إلى صراط ٱلرَّبِّ ٱلمستقيم. فإذا كان ٱلغرب يذكّرنا بها فهذا يجعل له فضلا علينا عند ٱللَّه. ومن يؤمن بٱللَّه وكتابه ورسوله فعليه أن يتبع ما جآء من عند ٱللَّه ولا يلتفت إلى ما يقوله متسلط جاهل وكاهن مجنون يستخفان به. بل عليه أن يكفر بهما وبطاغوت سلطتهما.
لقد بيّن لنا كتاب ٱللَّه ٱلقرءان أنَّ مناهج ٱلناس مختلفة. وبٱختلافها يتنافسون ويتسابقون على ٱلعلم فيوسع عليهم ٱلاختيار فىۤ أمور عيشهم وتطورهم:
"لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً ومِنهاجًا ولو شَآء ٱللَّه لَجعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدةً ولكن لِيبلُوَكُم فى مآ ءَاتٰٰكُم فاستَبِقُوا ٱلخيراتِ إلى ٱللَّه مرجِعُكُم جَمِيعاً فَيُنبِئُكُم بِمَا كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُون" 48 ٱلمائدة.
وهذا ٱلقول ٱلعربىّ هو من أركان دين ٱللَّه ومن يؤمن بٱللَّه حقًّا يكفر بقول ٱلطاغوت ٱلمزعوم "لا يجتمع دينان فى جزيرة ٱلعرب".
وأسأل ٱلذين يتابعون مقالاتى أن يطيلوا نظرهم فى سورة ٱلكافرين:
"قُل يٰۤأيُّها ٱلكٰفرونَ/1/ لآ أعبُدُ ما تعبُدُونَ/2/ ولآ أنتم عٰبدون مآ أعبُدُ/3/ ولآ أنا عابِد مَّا عَبَدتُم/4/ ولآ أنتُم عٰبِدونَ ماۤ أعبُدُ/5/ لكُم دِينُكُم وَلِىَ دِينِ/6/".
كمآ أسألهم أن يعيدوا نظرهم فى مقالى "حرية ٱلفرد ركن ٱلديمقراطية ٱلأساس" ليعلموۤا أنَّه لم يرد فيه أىّ بضاعة مستوردة. وقد بيّنت ما فهمته من كتاب ٱللَّه أنّ حرية ٱلفرد هى ٱلتى تجعله مسئولا يستحقّ ٱلحساب:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كل أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 ٱلإسرآء.
"كلُّ نفسٍ بِما كَسَبَت رهينة" 38 ٱلمدَّثر.
مسئولية ٱلفرد عن مواقفه ٱلمعرفية وٱلعلمية وٱلتشريعية فى ٱلحياة ٱلدنيا هى حريته ٱلمطلوبة فى بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ. وقد منعنا رجال ٱلسلطة وٱلكهنوت من أهلنا عن هذه ٱلمسئولية وما زالوا على منعهم. أما ٱلغرب ٱلديمقراطى فهو يدعو من أجلها فى بلادنا ويعرض علينا عونه. وعلينا مساعدة أنفسنا وقبول دعوته وعونه. وعليناۤ أن لا نلتفت إلى ما يطلقه ٱلطاغوت وكهنوته من ٱتهام بٱلخيانة بزعم وطنية وتاريخ وقوم ودين. وعليناۤ أن لا نخون أنفسنا ونكون كٱلأنعام غافلين:
"ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من ٱلجنّ وٱلإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بهاۤ أولٰئك كٱلأنعٰم بل هم أضلُّ أولٰئك هم ٱلغٰفلون"179 ٱلأعراف.
وخيانة ٱلنفس فىۤ إلغآء أفعال ٱلعين وٱلأذن وٱلقلب وهى وساۤئل ٱلإدراك وٱلعلم وٱلفقه لدى ٱلإنسان ٱلفرد وسبيله إلى حريته ومسئوليته عن ٱلسير إلى سبيل ٱلمدينة وعيشها.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور للستربتيز
- لماذا هذا ٱلهدر يا وزارة ٱلأوقاف ٱلإسلامية ...
- هل يجوز تصوّر وتمثيل حياة وبعثة ٱلرَّسول محمد؟
- ماذا فى بيان كهنوت ٱلمسلمين؟
- يا حملة ٱلروح فى ٱلأرض ٱنتبهوا
- ٱليهودى وٱلاسرٰءيلى وٱلمسلم
- ٱلمصرف ٱلصناعى ٱلسورى وٱلصناعة ¤ ...
- ٱلديمقراطية وٱلفيدرالية سبيل ٱلمؤمنين
- محمَّدهم عدوّ لمحمَّدٍ رسول ٱللَّه
- عودة على حوار
- ٱلكاريكاتير وٱلضغوط من أجل ٱلإصلاح
- ٱلإسلام للترف وٱلفسق فى بلاد ٱلشَّام
- هل يستطيع ٱلشعب ٱلفلسطيني حماية ٱختياره؟
- ٱلمسلمون هم ٱلمسئولون عن ٱلأفكار ٱلم ...
- ٱلمعصوم وٱلمصطفىٰ
- ٱلتطرف جماعىّ وٱلتوسط فردىّ
- وطن أم سجن؟
- قرءانىّ ! تهمة يطلقها ٱلمسلمون على مَن يتبع ٱلقر ...
- محطة ٱلجزيرة وممارسة ديمقراطية ٱلظلام
- مجتمع مكَّة ومجتمع ٱلمدينة من ٱلأمس إلى ٱل ...


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلديمقراطية ليست بضاعة مستوردة