أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - فاطمة نزال شاعرة الوجد الروحي















المزيد.....

فاطمة نزال شاعرة الوجد الروحي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5734 - 2017 / 12 / 21 - 10:22
المحور: الادب والفن
    



فاطمة نزال شاعرة فلسطينية ناعمة ورقيقة ودافئة ومرهفة متعمقة في أسرار الكلمة ، قادمة من بلدة قباطية في الضفة الغربية ، تتنفس الحروف ، وتنسج الكلمات ، وتسبح في ملكوت الابداع والفن الراقي . تقريت نصوصها التي كانت تنشرها في بعض المواقع الالكترونية ، وراقني بوحها الرقيق الشفيف في قصائدها الوجدانية الفاتنة .

وقد أحتفيت مع عشاق الحرف وأهل الثقافة والأدب بديوان فاطمة نزال الموسوم " أصعد إلى عليائك فيّ " الصادر عن مكتبة كل شيء في حيفا لصاحبها الناشر صالح عباسي في بدايات العام الحالي ٢٠١٧ .

وأجمع كل من قرأ وكتب عن الديوان على شاعرية فاطمة نزال الحقيقية ، واعتبروها المفاجأة الشعرية الفلسطينية القادمة ، وقال الكاتب الفلسطيني المقدسي جميل السلحوت : " فاطمة نزال ... يكفي انك شاعرة " .

جاء الديوان في ١٢٤ صفحة من القطع المتوسط ، وطباعة أنيقة ، وقدم له الكاتب التونسي حبيب بلحاج سالم ، وزينت الغلاف لوحة الفنان الفلسطيني محمود شاهين ، وأهدته الى روح أمها البهية .

وكتب بلحاج عن " قلبها ألف باب " وأشاد بالديوان وقصائده ولغته المفتوحة الدلالة ، مشيراً الى " بكائية الحس والروح ، وهي تتحول ، ليظهر طرفاها في وحدة الحسي والروحي أو الحس الروحي ، هي العصب الشعري الذي يشد كل المدونة الشعرية لفاطمة نزال " .

ديوان فاطمة نزال " أصعد الى عليائك فيّ " هو حروف من فيض القمر ، وتراتيل من عمق الروح ، وأناشيد من خفقات القلب ، وينقسم الى مجموعات ثلاث ، المجموعة الأولى تتناول وتركز على القضايا الانسانية في بعدها الذاتي والوطني العام ، بينما المجموعة الثانية فهي وجدانيات ورومانسيات الحب الشفيف والغزل الناعم ، والمجموعة الثالثة ومضات شعرية وقصائد قصيرة جداً تركتها فاطمة دون عناوين ، وهي نبضات روحية وجدية بنزعة صوفية .

وتحضر الأم بقوة في ديوان فاطمة ، الذي اهدته الى روحها ، وهل هناك أعز وأجمل من ست الحبايب ، فهي تمثل الحنان والعطف والحب والدفء والوفاء ، ورحيلها ترك حزناً كبيراً وعميقاً في وجدانها ، ولم تجف مآقيها بعد لفراقها .

ما يميز ديوان فاطمة نزال هي اللغة المنسابة المدهشة المعتمدة على الألفاظ ذات الجرس الهادىء ، وامتزاج موضوعاتها وموتيفاتها بحيث تركز على الذات والقضايا العامة بابعادها الانسانية ، لتتشكل من خيوطها لوحات ابداعية ونسيجاً شعرياً متماسكاً .

ونلمح في قصيدتها تنوع حالات الذات ، ما بين الغوص في الأفق الرومانتيكي وتجليات الكتابة والحرف والشغف الى المنتهى . وتأتي صورها الشعرية بايقاعاتها وجمالياتها بطابع وجداني واحساس عاطفي جياش .

وتتصف عناوينها وقصائدها بغنى الايقاع وانسيابية لغتها وحروفها كنهر في اوردة وشرايين المتلقي ، فهي تبوح بما في روحها وأعماقها من مشاعر وعواطف مقطرة متدفقة ، لنسمعها تقول :

اصعد إلى عليائك فيّ

قد نذرت لك ما تكاثف في مزن الروح

وما يساقط من رطب

وما أنضجه قيظ السوق

وما تخمر من عنب

قد نذرت لك

كل ما أوحى به الحرف إلي

اصعد إلى عليائك فيّ ...

واشرب نخب الجنة ..

ديوان فاطمة نزال مشبع بالنزعة الوجدية ، وتحتفل قصائده والتأملات التي ترافقها بأحوال العشق ومقامات الوله والشغف ، وتتكىء على مفردات وتعابير عن الحب الذي يخالجها بكل تجلياته ، وهي تجسد أهواء الحب العاشقة الثملة ، والوجد الصوفي في اتقاده الروحي ، بعفوية وشفافية ، واندفاع شعري ، وصبوة وجدية تتخطى حواجز اللغة وقواعدها:

دثرني بأهداب عينيك

ولا تخش ثورة الدمع إن انهمرت

فانني أحتاج التعمد بطهرها

حانت طقوس الانعتاق

فتعال ندرك بعضا من عصارة الحب نبيذاً

يثمل من رحيق الزهر

ويشجي حروف القصيدة

والحب عند فاطمة هو شفافية نفسية ولهفة كيانية ، وهو جماليات الحياة بكل ايحاءاتها وتشعباتها ، ويتجلى ذلك في شعرها من خلال بوح هادىء أنيق وراق يتسلل الى حنايا الوجدان بالعذوبة الناعمة والحنين والشوق المتألم والوصال المبتهج :

تفقد كفي روحي

إنهما يرسمان

لوحة عشق على جسدي

كيف أتلمس دفئهما

كيف الاحق شبق عددهما

على مرابع صباي

كيف بسعيهما بين صفاي ومرواي

قد فجرا ينابيع حنيني

الى قبلة من شفتيك

ديوان فاطمة نزال يتمير بجدة وفرادة اللغة والانسجام ما بين نداء الروح وحرارة الجسد ، ونلمس في قصائدها ايحاءات جنسية وتركيز على الجسد ، وهذا دليل جرأة فاطمة في البوح والتعبير عن ذاتها ودواخلها ومكنونات نفسها ، وعن العذاب النفسي والظمأ العاطفي الشبقي والعطش الوجداني :

حين قبلتك ذات عناق لمقلتينا

لم أدر أن تلك القبلة

ستفتح النار ومن كل الجهات

وهي تكثر من استخدام كلمات العشق والحب وشهد العناق والحنين والوجد والوصل ورجفة الجسد وغيرها من المفردات والكلمات الدالة الموحية .

وتتماهى فاطمة نزال في العلاقة العشقية الحميمة ، وتتغلغل عميقاً في حنايا العشق الجسدي لترسم صورة لهذه العلاقة التي تبلغ منتهى الاكتفاء ، منتهى الحب :

تلك الشهقة

التي لفحت أذن الشجرة

وشوشت خد أغصانها

اشعلت الصيف في الحديقة

واطفأته بشتاء دافىء

لوحات فاطمة نزال الشعرية في ديوانها " أصعد إلى عليائك فيّ " تمثل تجربة مهمة وطليعية في عالم الابداع وأبجديته الفنية الجمالية ، وترتقي بحسها النشوان الى مصاف التأمل ، وتعبق سحراً وجمالاً .

ومن نافلة القول أن فاطمة نزال تملك أناقة الحروف وجمال الصورة ، وهي علامة خاصة ومميزة ، وصوت شعري طافح بالرقة والعذوبة والطلاوة والسلاسة ، مع ما تختزنه في عمقها من ألم وشجن انساني . انها شاعرة الوجد والعشق بلا منازع ، تمتعنا وتسحرنا بخيالها السابح في جداول الكلمات ، وتشبع الاحاسيس والوجدان بدفء كلماتها وعبق حروفها وعبير تعابيرها وحرارة عاطفتها التي تتجلى في شعرها الذي لا يقاوم .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تكتب الشاعرة العراقية د. هناء القاضي ..!!
- يا قدساه
- الفيتو الأمريكي
- مظفر النواب والترشيح لجائزة نوبل ..!
- الشاعر والكاتب المسرحي ادمون شحادة في حضرة الموت
- فاطمة أبو واصل .. التكريم المستحق
- مع قصيدة -أناملك .. حكاية - للشاعرة ثناء احمد
- وطني
- أوراق ثقافية
- ما هكذا تورد الابل ..!!
- اضواء وظلال على ديوان - وأقطف صمت التراب الجميل - للشاعرة فا ...
- - وعد ترامب - المشؤوم .. الأصداء وردود الفعل !
- وانتصر العراق ..!!
- - حامل المسك - كراسة لذكرى الناشط والكاتب الصحفي رزق عبد الق ...
- الشاعرة الكرملية مليكة زاهر تضيء شمعة جديدة
- في الرد على دعوة ليبرمان العنصرية
- القدس الشعر والقصيدة
- رضوى
- وتريات فلسطينية
- القدس خيمتنا


المزيد.....




- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - فاطمة نزال شاعرة الوجد الروحي