أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - هل آن الآوان حقاً للقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين ؟!















المزيد.....

هل آن الآوان حقاً للقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين ؟!


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل آن الآوان حقاً للقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين ؟!
سبق وكتبنا العديد من المقالات حول موضوع آفة العراق الكبرى في العراق وهي الفساد والفاسدين ، مذُ كان يحبو في بداية المتغيرات السياسية وبدء العملية السياسية، حيث لم يكن منظّم كما هو الآن عليه ، حيث تأسست شبكات ودوائر وحلقات متصلة بعضها بالبعض الآخر، فشكلت بالتالي شبكة عنكبوتية عديدة التفرعات غطت العراق بكامله و تحت تأثيرها ووجودها وتخريبها المستمر حصل للعراق مالم يحصل لأي دولة أخرى تُنعت بالفساد، من تدمير إقتصادي وهدر للمال العام وتخريب للبنى التحتية والفوقية، وإهانة الشعب العراقي بهذا الأسلوب المنظّم. فمن جراء الفساد وإنتشاره كسرطان قاتل، أصيب المجتمع العراقي بالإحباط واليأس وهو يرى بعينيه كيف تنهب أمواله وتهرّيبها إلى خارج الحدود، بدون رادع أو تشريعات رادعة في الوقت الذي كان الشعب العراقي يعيش ظروف صعبة ومعقدة من ناحية الأوضاع الإجتماعية والأقتصادية والسياسية. لقد أفرز الفساد وجيشه الجرار، الفقر والجوع بعد إن أرتفع خط الفقر، وإزداد حجم البطالة، وتفشي الأمية، وإنعدام الخدمات، وتدهور الوضع الصحي مع إزدياد البطالة المقنعّة وتوقف النمو الإقتصادي والقضاء على البنى التحتية للإنتاج الزراعي والصناعي. كما شاهدنا ورأينا، المشاريع الوهمية والتي نُفذت على الورق فقط ووضع أموالها المخصصة في الجيوب. فمنذُ ثلاثة عشر سنة والعراق يعيش ظاهرة الفساد المزمن حيث ضرب بجذوره الطفيلية في تربته بحيث أصبح القاعدة وليس الإستثناء وأول عمل قامت به شبكته الطفيلية والمافيوية هو ضرب القيم الإخلاقية والمجتمعية وتحويل أبسط موظف إلى فاسد. من المسؤول عن هذه الظاهرة ؟ وكيف تمّ التخطيط لها بهذا الشكل المنظم الدقيق بحيث لم تسلم دائرة من دوائر الدولة منها وفي أبسط حلقاتها . لقد كان الشعب ينتظر من آولئك المدعين بالوطنية والذين أصبحوا قادة جدد على رأس الهرم الإداري، الإنجازات الكبيرة بدافع الغيرة والوطنية الحقيقية حسب ما كان آولئك المدعين يصرحوا به قبل سقوط النظام الدكتاتوري لبناء العراق الجديد، عراق الديمقراطية والعدالة الإجتماعية لتعويض الشعب ما أصابه من ضيم وظلم وقهر وإضطهاد وإستبداد وتخلف من النظام الدكتاتوري الشمولي السابق، ولكن خاب ظن الشعب بهم و للأسف، الذي حصل يدمي القلوب حيث وجد الشعب العراقي قد وقع كصيد ثمين داخل شبكة الفساد العنكبوتية برعاية إقليمية ودولية . ولم يكتفوا بذلك بل مهدّوا السبيل للإرهاب وداعش بأن يسيطر على ثلثي مساحة العراق، وهنا الطامة الكبرى فبعد نهب الثروات العراقية التي لاتقدر بثمن إرتكبوا جريمة الخيانة العظمى، تحرك الموت الأسود وبدون رحمة من قتل وذبح وتدمير للمدن وقتل كل شيئ حي فحصل التشرد والتهجير والنزوح الكبير للملايين من أبناء الشعب تحت اللافتات الدينية المزيفة، ألم يكن الفساد هو الوجه الآخر للإرهاب؟ ولهذا فالقضاء عليه ليس بالسهولة التي نتوقعها بعد أن أصبحت رؤوس الفساد هي من السياسيين الكبار والذين يحكمون البلاد. إن من أبرز العوامل التي ساهمت في الفساد هو شكل النظام السياسي الذي إعتمد المحاصصة الطائفية والسياسية والإثنية والذي سمح للفاسدين إن يعملوا بحرية إستناداً للحزبية الضيقة والمحسوبية والمنسوبية ووضع المؤسسات الرسمية الإدارية و القضائية خلف ظهورهم لايعيرون لها أهمية. فالحكم ليس حكم القانون والدستور والمؤسسات الشرعية بل أصبح الحكم بجهود الفاسدين حكم الحزب والعشيرة والعائلة والنفوذ بدعم مالي كبير. ومن قواعد الفاسدين وكما تشير اليها التحليلات الدولية، توظيف السلطة لممارسة الفساد، وتوظيف الفساد لبلوغ السلطة. ولهذا لوحظ كما جاء في التقارير عن الفساد في العراق (بأن سبب الفساد في العراق هو فساد الساسة فالفساد السياسي هو أكبر أنواع الفساد ، وإختصاص للطبقة السياسية المتنفذة فالسياسيين هم الذين يحتكرون هذا النوع من الفساد ولهذا نجد إن السياسيين الكبار في العراق هم من الأوائل الذين تحاصرهم تُهم الفساد. يقول موسى فرج رئيس هيئة النزاهة السابق (لقد خرجت من الوظيفة بعد عشر سنوات ولم يكن أحد راضياً عني لا من الأمريكيين ولامن أفراد الطبقة الحاكمة). هناك أنواع من الفساد ولكنها مترابطة بالمنفعة العامة والخاصة وهي الفساد (السياسي، الإداري، المالي) وبالرغم من وجود هيئة النزاهة، والنزاهة النيابية ، ودائرة المفتش العام، وديوان الرقابة المالية ) إلا إنها جميعاً مسيطر عليها من قبل رؤوس الفساد الكبيرة وأحزابها. فالعراق يحتل المرتبة 166 في قائمة مكونة من 176 دولة (المصدر من التقرير الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية نهاية كانون الثاني الماضي عن حالة الفساد في عام 2016) وتقرير سابق (لوكالة الصحافة الفرنسية فأن الأموال المنهوبة في العراق خلال 13 سنة الماضية بلغت 312مليار دولار) . التقرير السنوي الصادر عن هيئة النزاهة العراقية في آب /الماضي كشف إسترجاع أكثر من 838 مليار دينار عراقي من أموال البلد المنهوبة والمهدورة . فالأموال المستردة لاشيئ بالنسبة لمجموع الأموال المسروقة. لقد تغلغل الفساد في عدة مجالات إدارية ونشاط تجاري وتتوزع على عقود المشاريع الوهمية ونهب أموالها المخصصة، الترهل الإداري وتسمية موظفين فضائيين غير موجودين ونهب الرواتب المخصصة ، جنود فضائيين ونهب رواتبهم المخصصة، الإيفادات والمرافقين غير الموجودين أساساً، تنفيذ مشاريع ليست ذات أهمية للمواطن، عقود وزارة الدفاع والتسليح، عقود مشاريع الكهرباء الوهمية، مشاريع الخدمات غير المنفذة، الكمارك، الضرائب، المواد الغذائية المستوردة، الموانئ، المنافذ الحدودية، النقل، البطاقة التموينية، الأموال المخصصة للمهاجرين، الأدوية، الرشا،..الخ والسؤال كيف سيتم القضاء على الفساد؟ في 11آب عام 2015 صوّت مجلس النواب على حزمة الإصلاحات لمجلس الوزراء والتي تقدم بها السيد حيدر العبادي، كما تمّ إقرار حزمة الإصلاحات النيابية التي تقدم بها رئيس المجلس سليم الجبوري ولكن لم تثمر القرارات عن شيئ يذكر بسبب هيمنة الفاسدين .موسى فرج رئيس هيئة النزاهة السابق قال هناك شرط لمواجهة الفاسدين وهو الرأي العام يتولى مجابهة الفاسدين ومقاومتهم . كما إن السيد العبادي يحتاج إلى الدعم الدولي والحراك الشعبي ويقول العبادي أمام الفاسدين أحد خيارين تسليم ما سلبوه للدولة والعفو عنهم أو يقضوا بقية حياتهم في السجن، كما تقرر إستقدام 21 محققاً دولياً بالتعاونمع الأمم المتحدة ومنحهم كامل الحرية في فحص الملفات والوثائق في كل الجهات الحكومية التي تستدعيها الحالة وهذا يفترض إن يكون لدى الخبراء والمحققين الدوليين أذرع خارج العراق للحصول على المعلومات. هناك رأي بأن غالبية المعلومات المتعلقة بتهريب العملة والفساد موجودة لدى الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى .صحيفة الغارديان البريطانية كتبت لا أمل بإصلاح الفساد في العراق، اياد علاوي يقول هناك كيانات منظمة للفساد تدير البلاد بغض النظر عن المليشيات. لاتوجد سلطة في العراق قادرة على اتخاذ أي خطة ضد الفساد !! والسيد العبادي يقول أخطر من الإرهاب معركة الفساد في العراق، عبد الكريم عبطان عضو لجنة النزاهة يقول العبادي لايستطيع القضاء على الفساد لوحده عليه إن يستند إلى السلطة التشريعية ويعتمدعلى الخبرات، كما يؤكد على التخلص من البيروقراطية الزائدة التي عرقلت محاولات القضاء على هذه الآفة .وحسب التقارير والتصريحات، ينتظر الفاسدين ضربة قوية توجه لهم قبل إنعقاد مؤتمر المانحين في الكويت الشهر المقبل لتقديم ضمان للدول المانحة والمستثمرة بأن الأموال التي ستنفق لن تذهب إلى جيوب الفاسدين. كما إن التعاون مع الشرطة الدولية (الإنتربول)فضلاً عن التعاقد مع خبراء من دول مختلفة وذلك لمساعدة العراق في كشف ملفات الفساد. أذن الشعب ينتظر ساعة الصفر لضرب الفساد والفاسدين ولضمان وقفة الشعب العراقي ضرورة تنظيم حملة وطنية تشمل كل العراق لمكافحة الفساد من خلال حملة إعلامية تستعمل كل الأدوات السمعية والمقروءة والمنظورة كما يجب إن تتم المحاكمات لحيتان الفساد بصورة علنية وضرورة توفير الحماية الكافية للقضاة والمحققين وشهود الإثبات مع العلم هناك رأي يقول بعدم قُدرة الجهات القضائية الحالية على محاسبة الفاسدين. المعركة ضد الفساد هي معركة وطنية وعلى الجميع المشاركة فيها فإن مايحصل هومخطط جهنمي بتحميل العراق وشعبه بإحمال ليست له طاقة على حملها والتي بدأت من الحروب والفتن الطائفية إلى ضرب الوحدة الوطنية. الفساد مرض وبائي لابدّ من القضاء عليه.



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لانكون آخر من يعلم !
- تحالف تقدم وآفاق المستقبل !
- محطات ساخنة في المشهد السياسي العراقي !
- مشروع قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية، إنغماس في الرجعية و ...
- لا تراجع عن النظام الإتحادي (الفدرالي ) الديمقراطي البرلماني ...
- مسارات نحو الحوار وحل إشكالية الإستفتاء ! ح2
- مسارات نحو الحوار وحل إشكالية الإستفتاء ! ح1
- بعيداً عن التعصب القومي والإثني !
- الخيارات المفتوحة وتداعيات الإستفتاء !
- لنقف جميعاً ضد إقتتال الأخوة ونطفئ فتيل إشعال الحرب !
- إستذكار بشاعة الحروب ودمارها في اليوم العالمي للسلام !
- لمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية
- قانون إنتخابات مجالس المحافظات والأقضية وسانت ليغو ! ح2
- قانون إنتخابات مجاس المحافظات والأقضية والنواحي وسانت ليغو ! ...
- مابعد تحرير الموصل ، كيف سيكون المشهد السياسي ؟ ح 3
- مابعد تحرير الموصل، كيف سيكون المشهد السياسي ؟ ح2
- مابعد تحرير الموصل، كيف سيكون المشهد السياسي ؟ ح1
- التهاني والمجد للشعب والجيش العراقي الباسل!
- مخططات مُعلنة وغير مُعلنة نحو التغيير في المنطقة العربية !
- واقع الصحافة والصحفيين في العيد الوطني للصحافة العراقية !


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - هل آن الآوان حقاً للقضاء على الفساد ومحاكمة الفاسدين ؟!