علم من مدينتي، الأستاذ الدكتور شاكر محمود عبد المنعم الهيتي

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5684 - 2017 / 10 / 31 - 23:41
المحور: سيرة ذاتية
    

اسمه ونسبه
ـــــــــــــــــــــــــ
هو شاكر محمود عبد المنعم محمد عبد المنعم الهيتي، دوسري الأصل، هيتي النشأة. كان جده عبد المنعم (1866 -1948) مؤذنا في جامع الفاروق تعلم القرآن؛ فعلمه ودرَّسه، وبعد وفاة عبد المنعم خلفه في الآذان أبنه محمود أبو شاكر، وكان خير خلف لخير سلف.
-
ومن عملهم الشريف هذا عُرف هذا البيت الكريم بـ(بيت المؤذن). واتخذ بعض أحفاده لقب المؤذني نسبة اليه، ويُجمعون ويُعرفون في هيت بـ(المواذنه)، والدواسر في هيت أكثر من بيت ذكرتهم في قصيدتي دار سعدى قائلا:
-
ودَوْسَــرٌ من ذُرى نجـدٍ أطلَ علـى
داري فـأكـرَمهــا دينــاً ومعتــــقدا
-
منه(الحبيبُ) ومنه(القِذُ) يجمعُهم
صوت(المؤذنِ) في أجوائهـا غَـرِدا
-
لقد تمييز (المواذنه) مثلما تمييز أبناء عمومتهم من الدواسر- الذين تشرفت بهم مدينة هيت- بالتدين، وبعلمهم وتواصلهم مع المعرفة في شتى صنوفها؛ فمنهم العالم، والفيلسوف، والطبيب والمهندس والمعلم، والتاجر والكاسب، قاسمهم المشترك حبهم لهيت ولأهلها. ولهم في هيت القديمة(القلعة) سقيفة تعرف بـ (سقيفة المواذنه)، وكانت لهم وما زالت منزلة رفيعة في هيت وفي محافظة الأنبار كلها.
-
ولادته ودراسته
ـــــــــــــــــــــــــ
ولد في هيت في عام 1944 ، ونشأ في بيت ورع وتقوى وصلاح، محبا للعلم والدراسة ، وبعد أن نال قدرا من العلم في الكتاتيب وفي بيت أبيه وجده، تعلم ودرس في مدارس هيت الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وبعد أن أنهي دراسته الثانوية، واصل دراسته الجامعية في قسم التاريخ- كلية التربية - جامعة بغداد وحصل على البكالوريوس في التاريخ في عام 1966.
-
عمل بعد حصوله على شهادة البكالوريوس مدرسا في مدارس بغداد. وحيث أنه كان طموحا لنيل أعلى الشهادات فقد واصل دراسته العليا؛ فحصل في عام 1970 على شهادة الماجستير من جامعة بغداد، وكانت رسالته لنيل هذه الشهادة بعنوان (دراسة وتحقيق العَسجد المسبوك للغساني).
-
وفي عام 1976 حصل على شهادة الدكتوراه وكان عنوان الأطروحة ( ابن حجر العسقلاني، ودراسة مصنفاته ومنهجه وموارده في كتابه الإصابة). وهو بهذه الشهادة يكون متخصصا اختصاصا عاما بالتاريخ الإسلامي، واختصاصا دقيقا بالحياة الفكرية في العصر العباسي.
-
عمله الوظيفي
ــــــــــــــــــــــــــ
عمل للفترة من سنة 1978إلى 1982تدريسيا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
ومن سنة 1987إلى 1998 درّس في الجامعة المستنصرية وحاضرَ في جامعة بغداد.
ومن سنة 1998إلى 2013 درّس في الجامعة العراقية.
ومن سنة 1996 إلى 2001 درَّس في معهد التاريخ العربي والتراث العلمي، ثم عُين رئيسا لقسم التراث العلمي في المعهد المذكور. وبعد هذه الخدمة العلمية المباركة أحيل على التقاعد.
-
له ترجمة في كتب:
-
1.أعلام العراق في القرن العشرين.
2.شعراء معاصرون في الأنبار.
-
نشاطه العلمي والفكري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشرف في خلال مسيرته العلمية على أكثر من 50 أطروحة دكتوراه ، وأكثر من أربعين رسالة ماجستير، وأكثر من 10 رسائل دبلوم . وكان ممتحنا(مناقشا) لأكثر من رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه.
-
وحصل على أكثر من (45) كتاب شكر، تقديرا لجهوده ومشاركته، ومساهماته في الندوات والمؤتمرات العلمية والثقافية. ومثل العراق في مؤتمرات حوار الأديان في كل من جدة وطهران على مدى ثلاث دورات.
-
واشترك في عضوية أكثر من (25) لجنة ذات صفة تربوية أو علمية في إطار تخصصه منها اللجنة العليا للمناهج في وزارة التربية ورئاسة اللجنة الوطنية للعلوم الاجتماعية. وقد درس في الجامعات المواد الآتية:e
-
‌أ.الحضارة الإسلامية
‌ب.العصر الراشدي والأموي.
‌ج.فلسفة التاريخ.
‌د.الاستشراق.
‌ه.تاريخ القرآن الكريم.
‌و.السيرة النبوية.
‌ز.الفكر العربي الإسلامي.
‌ح.علم الأديان المقارن.
‌ط.الفرق والأديان.
-
ويعد كتابه ( ابن حجر العسقلاني، ودراسة مصنفاته ومنهجه وموارده في كتابِه الإصابة ) مصدرا من مصادر الدراسات التاريخية الموثوقة والمُحكمة.
-
ومع عمله في التدريس ونشاطه العلمي والفكري؛ فهو عضو أتحاد المؤرخين العرب/ بغداد. وعضو الهيئة العلمية لمعهد التاريخ العربي والتراث العلمي التابع إلى أتحاد المؤرخين العرب، فضلا رئاسته لقسم التراث العلمي في المعهد المذكور..
-
عرفت الدكتور شاكر في صيف عام 1962 بعد أن أنهي دراسته الثانوية وكنت أنا في الصف الثاني متوسط، وكان صديقا قريبا لشقيقي الأكبر عبد الرحمن، حيث كان ينوب عن والده في الحضور إلى دكانه في سوق هيت، وكان مقابلا لمحل شقيقي، وغالبا ما استمعت إلى حواراتهم في شتى المواضيع بالرغم من فارق العمر بينهما، وغالبا ما كان (شاي صويج) يجمعهما بعد أن تعاون اغلب أصحاب الدكاكين حينذاك من أجل أن يقيم صويج (جمبرا) صغيرا يرتزق منه.
-
والتقيته بعد ما يقرب من أربعين سنة، حيث كان رئيس لجنة مقابلة الطلبة المتقدمين للقبول في معهد التاريخ العربي والتراث العلمي، وقد سرني وأفرحني في ذلك اللقاء وكنت فخورا به، كونه تعامل معي معاملة مهنية دون أن يميز بيني وبين من لا يعرفهم، وهذا ما عُرف به، فالعلم عنده قبل المحسوبية والمنسوبية.
-
وتشرفت بأن يكون رئيسا لقسم التراث العلمي في معهد التاريخ العربي والتراث العلمي الذي كنت أحد طلبته، وأستاذا في مادة المؤسسات الفكرية الإسلامية.
-
هذا هو الأستاذ الدكتور شاكر محمود عبد المنعم الهيتي، أحد أعلام مدينتي، الذين رفعوا اسمها عاليا في المحافل الدولية والمحلية، وكان وما زال فخورا بها وبأهلها؛ وما علينا إلا أن نفتخر به، ونذكره ، ونعرًف الأجيال بشخصيته العلمية. أدامه الله فخرا لنا، وعلما من أعلام مدينتنا، وأطال الله في عمر

الحوار المتمدن في مقدمة المواقع الإعلامية في العالم العربي، شكرا للجميع

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات