أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - وصمة عار - باللغتين الفرنسية والألمانية في آنٍ واحد: قصة حياة الباكستانية مختار ماي التي تعرّضت للإغتصاب الجماعي-














المزيد.....

وصمة عار - باللغتين الفرنسية والألمانية في آنٍ واحد: قصة حياة الباكستانية مختار ماي التي تعرّضت للإغتصاب الجماعي-


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


عادت إلى السطح قضية الآنسة الباكستانية مختار ماي التي تعرضت لإغتصاب جماعي على يد أربعة أشخاص من أسرة قروية تنتمي إلى القبيلة المتنفذّة " Mastio ". وقد زَعمُت هذه العائلة أن " شكور " شقيق " الآنسة مختار " قد إعتدى جنسياً على إبنتهم " سلمى " ولطّخ شرف القبيلة برمتها، مما حدا بأخيها الأكبر " عبد الخالق " وثلاثة من أفراد قبيلته أن ينتقموا لشرفهم المستباح. إذ إقتحموا منزل الآنسة مختار ماي، وأخرجوها بقوة السلاح، وأإقتادوها إلى غرفة مظلمة، وإغتصبوها بشكل جماعي أمام " 200 " مواطن من قرية ميروالا الكائنة في إقليم البنجاب، وبضمنهم أفراد أسرتها. وبعد ساعة كاملة قذفوا بها خارج الغرفة لا يسترها سوى قميص ممزق، وقد أجبروا والدها على مرافقتها في كل أزقة القرية التي تغسل عارها بهذه الطريقة. أما شكور " 12 عاماً " الذي ضُبط متلبساً " بالتنزّه " مع " سلمى " فقد تعرض للإغتصاب هو الآخر من قبل أسرة سلمى المتنفذة. ومنذ 22 حزيران 2002 وحتى الآن لم تنتهِ قضية " الآنسة مختار ماي " التي أصرّت على إنتزاع حقها بالقانون، فقد كان أهالي ميروالا يتوقعون بأن " المرأة المُغتصَبة " غالباً ما تنتحر، خصوصاً إذا ما كانت قروية، غير أن مختار ماي قد فعلت العكس، إذ عادت لقريتها، وأصرّت على مقاضاة الجناة الأربعة وكل من ساندهم وآزرهم في هذه القضية اللاإنسانية. وبالفعل، فقد تم لها ما أرادت، إذ حكمت المحكمة بإعدام المتهمين الستة، لكن سرعان ما تم إستئناف القضية، ليطلق سراح المتهمين الخمسة مع تخفيف حكم السادس إلى السجن مدى الحياة، إلا أن هؤلاء المتهمين الخمسة لم يبرّأوا تماماً إذ تم حجزهم من جديد خشية على حياة مختار ماي. لقد أصبحت مختار ماي رمزاً لنضال المرأة في باكستان، وقد خرجت العديد من المظاهرات النسوية المناصرة لقضية مختار ماي، والتي تطالب في الوقت ذاته بإنزال القصاص العادل بالمجرمين الذين أقدموا على إغتصابها بشكل جماعي، والتشهير بها في مسقط رأسها. وبالرغم من أن حياتها قد تتعرض للخطر في أية لحظة في قرية ميروالا إلا أن مختار ماي أصرت على التشبث بقريتها، والإنطلاق من تلك القرية النائية في باكستان إلى العالم لتُسمع صوتها عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة. فبعد التكريم الذي حظيت به من قبل الرئيس الباكستاني برويز مشرّف والذي منحها بموجبه " وسام الشجاعة " مشفوعاً بمبلغ نقدي قدره " 8.000 " دولار أمريكي، لم تغادر قريتها إلى " إسلام أباد " كي ينجو من الأعين الشامتة في ذلك المجتمع القروي الضيق، بل قررت البقاء بشكل نهائي في قريتها الصغيرة التي تفتقر إلى الماء والكهرباء والخدمات الضرورية الأخر. وأكثر من ذلك فإنها قررت الشروع ببناء مدرستين للأطفال، واحدة للبنين والثانية للبنات، مستفيدة من نقود المكرمة والتبرعات المادية الأخرى التي إنهمرت عليها من عدد الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني. لم تسلم مختار ماي من مضايقات الحكومة الباكستانية التي بدأت تتذمر من تصريحات مختار ماي، وظهورها الإعلامي المتكرر الذي تنتقد فيه الإجراءات الأمنية المتخذة ضدها، خصوصاً وأن الحكومة الباكستانية قد منعتها من السفر خارج الحدود، بل فرضت عليها ما يشبه الإقامة الجبرية، وحينما حصلت ماي على تأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة سُحب منها جواز سفرها، وصودر لمدة من الزمن، لكن الضغوط الإعلامية المتواصلة أجبر الحكومة الباكستانية إلى إعادة جواز سفرها، والسماح لها بالسفر إلى أوروبا وأمريكا لإستلام جائزتها التي أسندتها مجلة " غلامور " الأمريكية وقدرها " 20.000 " دولار أمريكي بوصفها " امرأة عام 2005 " ولإستلام نسخة من كتابها المعنون " وصمة عار " والذي صدر باللغتين الفرنسية والألمانية في آن واحد. وجدير ذكره أن وزير الخارجية الفرنسي" فيليب دوست بلازي " قد استقبلها شخصياً في مطار رواسي، وتجاذب معها أطراف الحديث. وفي تصريح صحفي لها في المطار قالت مختار ماي: " أشعر بسعادة غامرة للمجيء إلى هنا "، ومضت إلى القول: " أنا مسرورة لنشر هذا الكتاب". وقد قال أنطون برنار، المدير التنفيذي للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان عن أهمية هذا الكتاب: " ندعم نشر هذه الشهادة النموذجية عن مصير النساء في باكستان، وفي كثير من البلدان". وقد غادرت ماي فرنسا يوم الثلاثاء الماضي متجهة إلى الولايات المتحدة لتسلّم الجائزة التي منحتها إياها المجلة الأميركية "غلامور". ولم تستطع الحكومة الباكستانية أن تخفي تذمرها من الإحراجات التي تسببها لها الآنسة مختار ماي، وقد وصل الأمر بالرئيس برويز مشرّف إلى وصفها بالقول " إنها تعطي صورة سيئة عن باكستان ". وبعد صدور الكتاب بطبعتين فرنسية وألمانية فمن المؤمّل أن يصدر بعدة لغات أوروبية أخر.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورشة عمل للصحفيين العراقيين في هولندا. . . آراء وتوصيات
- إعلان جوائز مهرجان روتردام الدولي لعام 2006
- في مجموعته الجديدة - لكل الفصول -:الشاعر ناجي رحيم يجترح ولا ...
- ضمن فاعليات الدورة - 35 - لمهرجان الفيلم العالمي في روتردام: ...
- لقطة مصغّرة للسينما العراقية في الدورة الخامسة عشر لمهرجان - ...
- صدور العدد الأول مجلة - سومر - التي تُعنى بالثقافة التركماني ...
- الخبيئة - للمخرج النمساوي مايكل هانيكه: من الإرهاب الشخصي إل ...
- دجلة يجري هادئاً وسط الضفاف المضطربة: قراءة نقدية في الفيلم ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية/ الروائي ذياب ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية: الشاعر عواد ن ...
- أطفال الحصار - للمخرج عامر علوان: ضحايا اليورانيوم المنضّب و ...
- الخادمتان- باللغة الهولندية ... العراقي رسول الصغير يخون جان ...
- خادمات - رسول الصغير: البنية الهذيانية والإيغال في التغريب-
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية/ الروائي جاسم ...
- في ضيافة الوحش - لطارق صالح الربيعي: سيرة ذاتية بإمتيار يتطا ...
- الفيلم التسجيلي - مندائيو العراق- لعامر علوان: فلسفة الحياة ...
- استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي/ الشاعر وديع العبيدي: - ...
- -استفتاء الأدباء العراقيين من المنافي العالمية /مهدي علي الر ...
- (استفتاء الأدباء العراقيين في المنافي العالمية / الشاعر كريم ...
- رسام الكاريكاتير الجنوب أفريقي زابيرو جونثان شابيرو ينال الج ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - وصمة عار - باللغتين الفرنسية والألمانية في آنٍ واحد: قصة حياة الباكستانية مختار ماي التي تعرّضت للإغتصاب الجماعي-