أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - عبدالحميد برتو - بيريسترويكا غورباتشيوف (2 من 9)















المزيد.....

بيريسترويكا غورباتشيوف (2 من 9)


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 5646 - 2017 / 9 / 21 - 21:41
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


منبع وجوهر وطابع البيريسترويكا
عند تناول غورباتشيوف للقضايا المتعلقة بمنبع وجوهر وطابع البيريسترويكا، يُدهش القارئ شبه الحذر من نفيه غير الإضطراري لبعض الأوصاف، خلال تقويمه لتلك الأمور الأساسية والحيوية المتعلقة بالبيريسترويكا نفسها. وربما في هذه الحالة قد يخطر على بال القارئ، عن وجه حق، المثل العربي القائل: "كادَ المريبُ أن يقول خذوني". أو قد يستدعي القول المتداول بين المتابعين للسياسات الدولية في تعليقاتهم على تصريحات كبار ساسة العالم، وعلى حال ردود أفعالهم الأولية المدروسة طبعاً بدقة وهدف، عند نفيهم لبعض الأخبار المسربة أو التي لا يمكن إخفاؤها، والتي تتشابك أو تتنافر فيها المصالح والمشاريع. فيقول قائل أولئك المتابعين: "ما أن ينفي السياسيون الخبر حتى أصدقه"، وهنا إشارة معبرة عن حجم الكذب المستخدم في الحياة العلاقات الدولية.

بدأ المؤلف بحثه في هذا المجال بقوله: "إن البيريسترويكا ليست رغبة لأفراد متفرقين أو لمجموعة من الشخصيات، الذين إستيقظت فيهم روح العجرفة". (الكتاب: ص17). وأحياناً ترتفع حماسته في نقد بعض الجوانب الاجتماعية لتصل الى حدود فيها قدر واسع من ضعف الموضوعية، مثل القول: "وبرز نوع خاص من (الصَّمَمِ) حيال المسائل الاجتماعية"؛ أو "وتكوَّن وضع أخرق" (الكتاب: ص23). و"بدأت القيم الفكرية والأخلاقية تتقوَّض". أو "تكوَّنت فجوة بين القول والفعل". (الكتاب: ص24). وأخيراً وليس آخَراً، يرى أن الفهم السائد بصدد الاشتراكية غير سليم، ويعتبره مثير للقرف، وذلك من خلال قوله: إن "الفهم التبسيطي، المبتذل، الميكانيكي للإشتراكية يثير فيَّ القرف". (الكتاب: ص35). ثم إمتدح المؤلف خاصية عدم منافقة الناس داخل الاتحاد السوفياتي، ولكن بعد تلك العاصفة من التقريع.

وصف غورباتشيف البيريسترويكا بـ"الثورة من فوق"، وهذا الوصف بحد ذاته موضوعة تتطلب الكثير من المناقشة. ثم عاد ووصفها بالثورة من فوق ومن تحت. من وجهة نظر الماركسية ـ اللينينية فإن مكاشفة الناس بالقضايا الكبرى لا يمكن أن توصف بالمنافقة، وهو نفسه بعد أن أعلن أخلاصه للمبادئ اللينينية، التي وصفها بالملهمة، إستشهد بقول لينين: "إن الاشتراكية هي إبداع حي للجماهير، إن الاشتراكية ليست مخطَّطاً نظرياً قَبْلياً ينقسم المجتمع بموجبه الى كتلة تصدر الأوامر وأخرى تنفذها". (الكتاب: ص35). وقارن بطريقة تعسفية بين موقف لينين بعد عودته الى روسيا في نيسان/ أبريل 1917 بخصوص قدرته على إستيعاب الظروف الجديدة عشية ثورة أكتوبر، أي بعد ثورة شباط/ فبراير من ذات العام، حين طرح على الشعب والحزب مهمات إستراتيجية لقيام الثورة، وهكذا قارن بين ثورة اكتوبر والبيريسترويكا، أي عند التدقيق فقد أقدم في الواقع على المقارنة بين لينين وبينه. وقد أعطى الزمن حكمه على الحالتين والإثنين أيضاً. ذاك، بنى بلداً عظيماً من حطام بلد متخلف، وهو وشركاؤه، فككوا ذلك البناء بعد أن تعاظم شأنه، وبات بلداً متقدماً، ويحظى بمكانة رفيعة بين الدول الأكثر تقدماً في العالم.

بالمقابل حين يتحدث الزعيم السوفياتي عن الغرب، يأخذ الحديث وقعاً مرناً ومجاملاً للغاية، حَمل الكثير من التودد الذي تجاوز حدود إظهار الارتياح أو المجاملات الديبلوماسية العابرة. لا يَشعر أو يَرى غورباتشيوف في كلام الزعماء الغربيين شيئاً من التطاول، أو الحالات القريبة منه، أو حتى الأبعد منه. يتلمس المرء ذلك مما ورد على لسان غورباتشيوف نفسه حين يقول: "فنحن نستغرب تماماً عندما يقترحون علينا تغيير نظامنا الاجتماعي واللجوء الى طرائق وأشكال يتصف بها النظام الاجتماعي الآخر، وبعضهم، بالمناسبة يفعل ذلك بإخلاص". (الكتاب: ص56). هو لم يَصد ذلك الصلف البارز في مطالباتهم، الذي ربما لا يقبل به حتى قائد جمعية تعاونية أو خيرية، بل يلتمس الإعذار لهم من خلال الإعتراف بإخلاص بعضهم لدعوة تغيير النظام الاشتراكي. وهل كان يظن بأنهم غير مخلصين لمصالحهم السياسية والطبقية الإجتماعية.

ومن المفارقة أَنَّ رادِعَ غورباتشيوف عن الأخذ بإقتراحات المخلصين وغير المخلصين من شركائه الغربيين، كما جاء في كتابة: "حتى ولو أراد أحدٌ ما حرف الاتحاد السوفيتي بإتجاه الرأسمالية. فكروا معي قليلاً: كيف يمكن أن نوافق على أن سنة 1917 أيضاً كانت غلطة، وأن سبعين عاماً من حياتنا وعملنا ونضالنا ومعاركنا جميعاً ليست سوى أخطاء". (الكتاب: ص56). ربما كان شركاؤه الغربيون أقل منه قناعة بحتمية إنهيار الاتحاد السوفياتي، ولكنهم من جانب آخر واثقون بأن مثل تلك الإجراءات العميقة التي نهض بها الشخص الأول في الحزب والدولة من دون تهيئة الحزب الحاكم والمجتمع تؤدي الى العصف بالتجربة التاريخية كلها. قال غورباتشيوف: "سألني جيمي كارتر عندما إلتقينا صيف عام 1987: "هل أنتم واثقون من نجاح جهودكم في تحقيق إصلاحات إقتصادية وسياسية في الاتحاد السوفياتي؟" (الكتاب: ص80). إن غورباتشيوف نفسه رفض التنبؤ بمستقل البيريسترويكا قائلاً: "وليس من النادر أن نصطدم بالسؤال التالي: إلاَمَ نريد الوصول بنتيجة البيريسترويكا والى أين سنصل؟ يتعذّر إعطاء جواب تفصيلي دقيق". (الكتاب: ص45).

بديهي أن بعض إنتقادات وحتى تجريحات غورباتشيوف لبعض جوانب الأوضاع القائمة حينها في الاتحاد السوفياتي، لها ما يبررها على أرض الواقع. وقد شخص عديدون مثل تلك الأخطاء، وليس غورباتشيوف وحده، بل إن أصدق البلاشفة وأشدهم قناعة وصلابة كانوا أكثر الناس مجاهرة في تشخيص ونقد الإنحرافات والعمل والنضال ضدها أيضاً. وقد جرى إستثمار النقد بطريقة ليس للإصلاح بل للتشهير، ودحر النفس الثوري الحقيقي البناء. وهنا يكمن أحد أسرار تمرير مقدمات إنهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية الدولية.

إسندت البيريسترويكا على مبررات وإنتقادات يشاركها الجميع بصدد أغلبها، ولكن ينبغي التمييز والفرز بين النقد المنطلق من موقف ثورى بناء، وبين المنطلقات والأهداف الإنتهازية اليمينية التصفوية، أو ما هو أبعد من ذلك. كما هناك فرق كبير بين الارتباك وسوء التقدير، وبين العمل المبرمج لإجهاض التجربة الاشتراكية.

بذل غورباتشيوف جهداً لتجميع النواقص والأخطاء في تجربة بناء بلاده، وهي غير خافية على أي متابع أو مراقب أصلاً، وبعضها حتى غير خافٍ على حتى عابر السبيل. كما شَخَصَّ الطلبة الأجانب الدارسين في الاتحاد السوفياتي ودول شرق أوروبا الاشتراكية بعض الحالات بفطرتهم الثورية.

أعرض ما جمَّعه المؤلف من توصيفات تحمل رغبة في الاستثمار السلبي والمنافحة داخل الحزب وفي المجتمع أكثر من تحمل توجهاً صوب المعالجة، وهي: وجود نذر خطر أزمة إجتماعية ـ إقتصادية وسياسية جدية؛ الشعب عانى وكابد الكثير كي يتوصل الى البيريسترويكا؛ منذ أواسط السبعينات برزت ظاهرات الركود وتكونت أوالية كبح؛ تفاقم أكلاف الإنتاج؛ تنامت أمزجة الإعَالَة؛ ضعف القيادة الحزبية؛ إنعدام روح المبادرة؛ البلاد على شفا وضع تأزِّمي؛ كُمون التحولات؛ تراجع نشاطات المنظمات الاجتماعية والإبداعية، وعدم السير بإتجاه الاشتراكية الفضلى لا بالإتجاه المعاكس، قُوْنِنَتْ ونُمْذِجَتْ بعض التجارب وإنتزاعها من ظروفها التاريخية؛ تحجُّر العلم الاجتماعي وإقصاء محاولات الإصلاح الجادة والثورية ... الخ. كما لم يذكر غورباتشيوف أية إشارة حول معالجة تلك الظواهر السلبية، وكأن الهدف منها التجميع فحسب، وهل يملك عذراً لعدم الشروع بالمعالجة مَنْ بيده كل مقومات السلطة والنفوذ والأذرع الطويلة؟

نشأ القائد السوفياتي الروسي الأصل غورباتشيوف وسط عائلة فلاحية فقيرة في أوكرانيا السوفياتية. نَمَّتْ تلك النشأةُ عنده نزعة التورية في خطابه ذي الطابع الفلاحي في إطاره العام، وغذته ببعض المهارات اللغوية، التي تدور حول الموضوع المطروح، ولا تدخل في صلبه، وخلقت نظرته الخاصة للحياة والإنبهار بها، وربما الى جانب ذلك تشربت في ذاته نزعة حالة حب التملك أيضاً.

برزت تلك السمات بوضوح في محاولات الإستذكاء، التي طبعت كتابه ولغته الطافحة بالمناورات الكلامية من بدايته الى نهايته. سعى الى إعطاء أحكام، وحاول زرعها ثم التنصل الجزئي أو الكلي عنها. ومراوغة موقفين متضادين لا يجمعهما جامع، وما الى ذلك من الأوصاف غير المستحبة حتى للشخص العادي. وهي خاصية ليست مناسبة على الإطلاق بالنسبة الى قائد عمالي ثوري، وتُعد نقيصة كبرى على صعيدي الفكر والممارسة، إن لم تكن أبعد من ذلك بكثير.

يقوم منهج غورباتشيوف على الهجوم الشديد عند وصف الأوضاع والتجربة السوفياتية، ولكنه يعود بعد إستكمال كل ما يريد قوله أو إبرازه الى إمتصاص إجزاءٍ من ذلك الهجوم، وذلك من خلال التذرع بالتاريخ، وتبجيل بعض لحظاته، أو التوقف عند بعض النجاحات السوفياتية، التي لا يمكن إنكارها، والتي لا يؤدي إغفالها إلا الى إضعاف القصد الموكل على الكتاب أو المتوخى منه. وركز بصفة خاصة على أمجاد الشعب الروسي التاريخية تحت ظلال قومية غير سوفياتية، مثل قوله: "بلد قديم، قديم بتاريخه المتميز، المفعم بالإستكشافات وبالإنجازات وبالأحداث المأساوية، الذي أعطى الإنسانية عدداً غير يسير من الإكتشافات والأسماء العظيمة". (الكتاب: ص18).

ومن أمثلة ذلك الإمتصاص قوله: "وبالطبع، فنحن بعيدون كل البعد عن شطب كل شيء بلونٍ أسود في ما يتعلق بهذه المرحلة. فقد كان سواد المواطنين السوفيات الأعظم يعمل بإخلاص، واستمر التقدم في مجالات العلم والإقتصاد والثقافة، ومع ذلك فقد بدت الظاهرات والعمليات السلبية مرَضِيَّةٍ لا تُحتَمل". (الكتاب: ص27). وكال المدح لقائد ثورة إكتوبر ف. إ. لينين مستنداً الى تقرير ألقاه يوم 22 نسيان/ أبريل 1983 في الجلسة الإحتفالية المكرسة لمناسبة الذكرى 113 لميلاد لينين. وعرج على دور بلاده في سحق الفاشية التي عجزت أمامها كل أوروبا، "وذلك كُله طَرَقَهُ وزماننا السوفياتي وسقاه" (الكتاب: ص52). ولم يجد مناصاً من الإشادة بدور ـ الكولخوزات ـ الجمعيات التعاونية الزراعية، مع بعض التجاهل النسبي لـ ـ السوفخوزات ـ مزارع الدولة، وفي المحصلة العامة يرى أن التاريخ بدأ مع طروحاته الجديدة ـ البيريسترويكا.

جابت الـ "بيريسترويكا" الكلمة الروسية العالم مشارقاً ومغارباً، ودخلت قواميس لغات عديدة، وقد روج لها الإعلام العالمي في إتجاهات العالم كافة، خاصة في غربه، وذلك لأن السياسة والنظرية غير المجربة التي تقف خلفها توقعوا منها الكثير، ولم يخيب ظنهم عملياً بما قادت إليه البيريسترويكا. وإكتسب الكلمة التي تعنى بمعناها الوضعي إعادة البناء، إكسبت معنى إصطلاحي أوسع يعنى بصفة عامة الى جانب المعنى الوضعي ممارسات أخرى مثل العلانية والتفكير الجديد وما الى ذلك، إكسبت أهمية إستثائية بحكم أهمية الاتحاد السوفياتي وحلفائه الدوليين. ولكن من المهم أكثر أن نتعرف على ما تتضمن وفق رؤية غورباتشيوف أهم مخترعي نظرية البيريسترويكا.

يحدد غورباتشيوف إنطلاق البيريسترويكا بقوله: "وقد توصَّلنا الى هذا الإستنتاج في إجتماعات اللجنة المركزية في نيسان/ أبريل 1985 التي حدَّدت نقطة الإنعطاف نحو النهج الاستراتيجي الجديد، نهج البيريسترويكا، وأسَّست لمفهومها". (الكتاب: ص52). ولكنه يستدرك ليشير الى أن التوجه لم يبدأ في إجتماع اللجنة المركزية ـ دورة آذار/ مارس 1985. ويرى أنه من غير المعقول أن يبدأ مثل هذا التوجه قبل شهر واحد، وإنما قبله بفترة طويلة، لم يُحدد مداها على وجه الدقة، ويدعم قوله بكون شهر واحد ليس بوسعه أن يطرح مهمات من هذا النوع، وأن تأخذ البيريسترويكا تلك السعة والإنتشار.

وأخيراً بصدد النقلة الحاسمة يذكر غورباتشيوف: " لقد نفذنا هذا العمل، كما هو معلوم، في إجتماعات دورة حزيران/ يونيو 1987 للجنة المركزية، التي أقرَّت (الموضوعات الأساسية لإعادة البناء الجذرية لإدارة الإقتصاد)، وهذا برنامج تغييرات يعتبر من أعظم البرامج وأكثرها جذرية منذ إدخال لينين السياسة الاقتصادية الجديدة في عام 1921". (الكتاب: ص42).

يسرد غورباتشيوف أوصافاً ومهمات لإستراتيجيته الجديدة فيما يتعلق بعملية إعادة البناء، التي يرى بأنها وسيلة ناجعة للقضاء الحازم على عمليات الركود، وتحطيم أوالية الكبح، وخلق أوالية فعالة لتسريع التطور الاقتصادي ـ الاجتماعي، وشحن وتغذية الحالة الجديدة بدينامية فاعلة ومؤثرة.

لم يبخل الرئيس الأخير للإتحاد السوفياتي جهداً في عملية جمع كل الصفات الإيجابية المتناثرة في الأدب الإشتراكي والثوري عامة، ليطلقها على مشروعه "التاريخي"، ذاكراً على سبيل المثال لا الحصر، أن البيريسترويكا تعني: الإعتماد على الإبداع الحي للجماهير؛ تطوير متعدد الإتجاهات للديمقراطية وللإدارة الذاتية الاشتراكية؛ تعميم روح المبادرة وتعزيز الإنضباط؛ توسيع العلانية والنقد والنقد الذاتي؛ رفع مستوى قيم الفرد وعزتَّه؛ تكثيف الإقتصاد؛ وتعميم مبادئ المركزية الديمقراطية وروح التجديد والهمَّة الاشتراكية؛ إرساء أي بداية جديدة على قاعدة علمية راسخة؛ تلبية إحتياجات المواطنين في العمل والعيش والراحة والتعليم والصحة والإغناء الروحي والثقافي بصورة دائمة؛ ووحدة الحقوق والواجبات؛ ونظام عادل للأجور ... الخ.

يتلمس القارئ بسهولة ويسر أن غورباتشيوف يولي عناية إستثنائية بالخارج، وتحديداً بالولايات المتحدة الأميركية، ويتوهم بأنها من الممكن أن تكون قوة دعم للإتحاد السوفياتي، إذا ما جرى تفاهم سياسي، وبذلك يبتعد كثيراً عن الجوانب النظرية والعملية للإشتراكية العلمية والتعلق بحبال وهمية.

ففي الجانب النظري لا حاجة للحديث عن النقيضين المتصارعين ـ الاشتراكية والرأسمالية ـ حيث من المفترض أن كلاً منهما يسير في الإتجاه الضد للآخر. أما من الناحية العملية فإن آباء الاشتراكية، وتحديداً لينين، يحذر من الإعتماد على الخارج، هذا بالنسبة للتحالفات الدولية. وإن الحلفاء في الداخل والخارج معاً، ينبغي التعامل معهم بكل جدية وإحترام وتعاون، ولكن بشرط عدم فقدان الحذر الثوري، ومن الممكن تحقيق الإستفادة المتبادلة مع الحلفاء، مع حساب أمكانات مواجهة المخاطر منفردين، إذ أن الحماية الأساسية تعتمد على القوى الذاتية. وقد تاتي بعض الضربات من أطراف قريبة، وهذه الحالة لو جرى إستيعابها بطريقة حذرة وجادة، لما وقعت بعض الأحزاب في مطبات سياسية خطيرة، وأحياناً مميتة خلال عمليات عقد تحالفاتها.

إن فكرة الإعتماد على القوى الذاتية تمثل صمام الآمان صوب كل الإحتمالات، والتحالفات داخل أي مجتمع قوة إضافية، ولكن من الناحية العملية الحزب الثوري لا يضمن أي تحالف خارج إطار الحلف الطبقي حلف العمال والفلاحين. ولنا في منطقتنا تجارب مرة كعصارة العلقم في إقامة الجبهات الوطنية دون وضوح، أو عبر تقديم تنازلات سياسية وطبقية.

يتبع: البدايات والاستنتاجات الأولى



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيريسترويكا غورباتشيوف (1 من 9) بعض الأوليات كتاب غورباتشيوف
- الثوري والإصلاحي والإنهيار القيمي 2 من 2
- الثوري والإصلاحي والإنهيار القيمي 1 2
- مع الجواهري في بعض محطاته
- الإحتكام الى الشعب مرة أخرى
- الإحتكام الى الشعب
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (6) الأخيرة
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (5)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (4)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (3)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (2)
- بين عيد العمال ومئوية ثورة إكتوبر (1)
- هل هناك شيوعية بدون الماركسية اللينينية؟
- شخصية الفرد العراقي
- خواطر حول أيام دامية
- تحررت مدينة هيت ولكن متى تدور نواعيرها؟
- عملية سياسية مندحرة ولكنها مستمرة
- موجعة ذكرى الشهداء
- ثورة 14 تموز
- الفقراء يتضامون ... ويتبرعون أيضاً


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - عبدالحميد برتو - بيريسترويكا غورباتشيوف (2 من 9)