أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسم علوان - عاشت فلسطين حرة عربية















المزيد.....

عاشت فلسطين حرة عربية


قاسم علوان

الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هكذا أريد للشعوب العربية المسكينة المغلوبة على أمرها، أن تعيش غائبة دائما..أو مهمشة سياسيا طول عمرها.. معلقة من عنقها الى الأبد الى ذلك الشعار المعتق (عاشت فلسطين حرة عربية...!!) الذي لم تعش فلسطين به ولا بغيره من الشعارات.. لا حرة.. ولا عربية..! منذ أربعينات القرن الماضي والى هذا اليوم... يفسر ذلك البعض من (المنظرين) السياسيين القائلين بـ (نظرية المؤامرة) بأن الاستعمار والإمبريالية وأداتهما الرجعية المحلية أرادوا لنا ذلك المستقبل القاتم...!! كي لا ننهض على أقدامنا..ولا نناظر الشعوب الأخرى في نهضتها..!! ونقول لذلك المنطق كلا.. ولنضع الأشياء في مكانها الصحيح، والأسماء بمسمياتها، ليس دفاعا عن الإمبريالية وما الى ذلك من أدوات محلية تتعلق بها، فهي ليست التي أرادت لنا هذا التخلف أو الركض أمام ذلك الشعار المستحيل..!! بل حكامنا العرب القدماء منهم والجدد، الملوك منهم ورؤساء الجمهوريات، السابقون منهم واللاحقون، هم الذين أرادوا لنا أن نبقى هكذا مكبلين عاجزين عن أن نفعل شيئا، غير أن نفوضهم أمر تحرير فلسطين أو قيادة أمرنا..!! أو كما يقولون هم.. فلسطين العزيزة والغالية..! التي تستحق أن نتظاهر لأجلها دائما ونؤلف القصائد..! ونهتف بسقوط الاستعمار والرجعية، ونبكي دما على مأساتها..!! ونحيي رؤسائنا ونضالهم من أجلها..! عبر تشجيعنا لشرائهم ما يرتأونه من سلاح جديد أو قديم، نووي كان أو كيماوي..!!
ونجلس نحن مصدقين تلك الأدعاءآت والشعارات..! مصفقين لها، متأهبين.. مستعدين دائما لتلقي شارة البدء بالتحرير تحت حالات الطوارئ والأحكام العرفية المعلنة دائما والمزمنة أو غير المعلنة.. ننتظر أوامرهم للانطلاق..!! وكذلك قتلهم لمن يريدون قتله منّا، بدعوى التآمر مرة، والخيانة والعمالة مرة أخرى..!! ولمن..؟ لأحدى دول الجوار مثلا..! أو لأحدى الدول الصديقة لهم، التي تمنحهم السلاح مجانا من أجل فلسطين، ولكنهم يقتلوننا به..!
نتفق مع أصحاب نظرية (المؤامرة) ونقول صحيح أن الإمبريالية جاءت بأولئك الحكام والرؤساء وأجلستهم على رؤؤسنا وكرستهم وأبنائهم من بعدهم لمستقبلنا، ولكنها لم تقل لهم أبدا افعلوا كذا واتركوا كذا في بلدكم وشعوبكم..!! بل تركتهم يفعلون ما يشاؤن بنا وببلداننا..! والدليل أنها لم تقل للبعض من أولئك الحكام جوعوا شعوبكم لتتبعكم كالكلاب...!! وتقول للبعض الآخر متعوا شعوبكم بعائدات نفطكم.. لتحبكم وتبكي دما لفقدانكم...!! كما فعل ذلك البعض الآخر منهم، وجعل من تلك البلدان الصحراوية الفقيرة جنان الله على الأرض.
صحيح أن الاستعمار والإمبريالية جاءوا بأولئك السفلة لكي يحفظوا الاستقرار والأمن في المنطقة وبلدانهم، ويحفظوا عروشهم وكراسيهم قبل كل ذلك، مثلما جاءت أمريكا فيما بعد بـ (المجاهدين العرب والمسلمين) لكي يحاربوا معها الشيوعية والسوفيت في أفغانستان...!! والذين سيصبحون لاحقا قاعدة مخيفة لها، صارت تحسب لها ألف حساب فيما بعد، بعد أن أرقتها وهاجمتها في عقر دارها وألحقت بها أفدح الخسائر (أي الامبريالية) ...!!
لكن بعض من حكامنا العرب الذين أبتلينا نحن بهم كانت لهم مآرب أخرى من وراء تلك الكراسي والزعامات المثبتة جيدا تحت خارطة فلسطين السليبة..!! فسخّروا كل تلك السلطة المهيبة التي تضخمت بفعل الزمن وموارد البترول السخية.. بأسلحتها المستوردة المتطورة والحديثة من مصادر متنوعة لبناء أمجادهم، واستعادت ما يصلح من سينما تاريخنا لعرض بطولاتهم، وتحت شعار تحرير فلسطين من البحر الى النهر ورمي اليهود في البحر..!! واستعادة تلك الأمجاد البابلية الخرافية الزائفة، وامتلاء عقولهم بأحلام وأفلام سياسية ملونة أخرى بانتظار حروب قادمة، ربما ستسفر عن نصر مؤجل حتى بعد حين..!! ومن لا يؤمن بذلك النصر فهو خائن وملحد وعميل وعدو للأمة العربية من الآن الى يوم القيامة..!!
وهكذا صوروا الأمر لنا حكامنا من (قضية تحرير فلسطين السليبة) وموقفهم من إسرائيل بأنها عدو أسطوري لهم ولشعوبهم..! أو كأن ذلك العداء جزءا من عقيدتنا الدينية...!! وأغلبهم كان يجتمع سّرا مع ممثلين من حكومات إسرائيل الديمقراطية المتعاقبة بصورة سرية ومستمرة..! لا أحد ينكر أن إسرائيل دولة معتدية، لكن لا أحد يستطيع من دول المنطقة العربية وغير العربية أن يوازيها أو يواجهها كقوة عسكرية.
وهكذا أيضا تغلغلت صورة ذلك العداء عميقا في اللاوعي العربي الجمعي الشعبي وحتى النخبوي، مثل جرح غائر في عمق النفس العربية، وهكذا تربت ونمت أجيالا عديدة من أبناء تلك الشعوب على ذلك العداء الفارغ الأجوف، الذي لم نكسب منه شيئا غير خساراتنا وخسارات شعب فلسطين، أو لا لشيء إلا لأن تلك الزعامات لا تستطيع العيش والاستقرار والاستمرار في الحياة بدون عدو قريب منها تناصبه العداء..!! ذلك العدو الذي حفظ تلك العروش والكراسي والكروش.. والزعامات وخلفاء تلك الزعامات وأبناءها وأولياء عهدها الى هذه اللحظة..!! لا بل أن الأمر أكثر خطورة من ذلك، إذ انتقلت تلك النزعة المريضة الى المعارضة السياسية العربية لتلك الأنظمة بمختلف فصائلها..!! فإذا بها ترفع نفس تلك الشعارات العقيمة..!! ألم يدركوا لعبة الحاجة عند تلك الأنظمة الى عدو يشغلون به نفوسهم ونفوس شعوبهم ومعارضتهم وليسومونهم أسؤ أنواع الاضطهاد والقمع تحت ذلك الشعار...؟ ألم يكن كل عربي يرفع رأسه، أو صوته للمطالبة بحق من حقوقه مهما كان بسيطا، ربما المطالبة التقليدية برفع أجور العمل أو تقليل ساعاتها..! أو مطالبة الطلبة بأقسام داخلية..!! وما الى ذلك من مطالب يومية.. ألم يتهم هؤلاء بالخيانة العظمى..؟ ألم يتهم كل أولئك بالعمالة لإسرائيل والصهيونية والشيوعية العالمية والماسونية...؟
ولكن عندما وقف الإتحاد السوفيتي السابق مع بعض أولئك الحكام العرب في نكستهم التاريخية في عام 1967 وحرب تحريرهم الجزئية في 1973 خجل ذلك البعض من إلصاق تلك التهمة علنا بـ (عملاء الروس) فقط استمروا بإلصاقها سرّا بأولئك المساكين..! وعندما صار العداء لأمريكا مجانيا وبدون أي مقابل، فهولاء (الأعداء) أيضا كانوا عملاء لأمريكا وروسيا وإيران في الوقت نفسه...!! صدام حسين وحزب البعث ومنذ اليوم الأول لاستلامهم السلطة السياسية في بغداد، أعلن وبما لا يقبل اللبس تماما أن أي عدو (للثورة وقيادتها متمثلة بحزب البعث) هو عدو للعراق وعدو للأمة العربية، ولفلسطين وللعروبة والقومية، ولكل ما يمت لتلك الأشياء (التجريدية) بصلة. حتى التهمة بمناوئة النظام، فذلك المتهم هو عدو يجب قتله بدون محاكمة..! وهذا ما أطلقة صدام حسين علنا بنفسه على أولئك المتهمين في بعض اللقاءات التلفزيونية معه، فقال ما نصه ( لا يهم أن مات واحد أو أثنين من أولئك الأعداء أثناء التحقيق...!)
هذا هو مضمون الصراع (العربي الإسرائيلي التاريخي) الذي جيرته الأنظمة العربية باسمها، وأن أي إضفاء آخر أو تهويم عليه، هو من باب التكلف والتشدد ليس إلا.. ولا يمت الى الواقع بأية صلة، وهو أبعد كثيرا عن الحلول السياسة الممكنة، وإلا فما معنى أن يستمر ذلك الصراع كل تلك السنين..؟ وتستمر تلك الأنظمة التي غيبت أعمارنا ومصائرنا تحت ظل تلك الشعارات الميتة بدون أية نتيجة تذكر، غير استمرار القمع والقتل وبناء السجون الجديدة بدون أي مبرر..؟ كان يمكن أن يحل ذلك الصراع قبل عشرات السنين وبشروط أفضل بكثير من الآن وأقل كلفة، أو ما تقبل به القيادات العربية محرجة في الوقت الحاضر، وعلى رأسها فتح عرفات ومنظمته الفلسطينية للتحرير وغسيل الأموال..!! الذي رفض قبل ذلك الكثير من الحلول السياسية الممكنة، التي كان يمكن أن تحفظ له ماء وجهه الذي فقده منذ وقت ليس بالقصير..! والذي كان يتوسل قبل موته، وبقايا قيادته الآن مرغمين بالعودة الى تلك الحلول..!!
بمناسبة ذكر (الصراع العربي الإسرائيلي التاريخي) الذي تحول تدريجيا الى مواجهة مع الغرب وأمريكا عموما، وتحديدا مع الأوساط السياسية السائدة فيها، والمتعاطفة مع إسرائيل ضحية النازية الأولى..! والذي سيتحول بفعل ظروف ذلك الصراع وتداخلاته والتباساته الدائمة، وانتقاله الى بلدان الغرب وأمريكا، على يد أولئك الهاربين من بطش الأنظمة الوطنية العربية والإسلامية منها...!! متجسدا بأشكال مختلفة من (النضال) أو (الجهاد) باختلاف المواقف السياسية والأيديولوجية المتدرجة من الأبيض إلى الأسود مرورا بالرمادي..!! أغلبها ما كان عنيفا متفجرا بضحايا مدنيين أبرياء بعيدين كل البعد عن السياسة وأدواتها...! وليستمر الصراع هكذا لسنين طويلة قادمة.. لذا فقد تجسد في مفهوم فلسفي غربي حديث، أطلق عليه للأسف (صدام الحضارات..!) عند البعض ممن واجهوا تلك العمليات الإرهابيةالنضالية والجهادية...!!) في عقر دارهم، باسم الإسلام ومبادئه..! وفي وقت لاحق سيتجسد أيضا بمفهوم جديد هو (حوار الحضارات) عند البعض الآخر ممن يرويدون حلا للمشكلة الفسطينية مثلنا..



#قاسم_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانتظار الحكومة المقبلة
- فاعلية الاستحقاق الانتخابي والضرورات الأخرى
- الشعر الشعبي العراقي... سيرة
- كافكا وأرسون ويلز في( المحاكمة) سلطة الأدب وسلطة الكتابة
- هل يوحد الأخوة الكورد (الأخوة) الفرقاء العرب...؟
- بونويل رائد السينما السريالية
- لوليتا... الرواية في السينما
- أسطورة شارلي شابلن
- السنما العراقية.. من اين الى أين...؟
- أزمة هوية الحكومة العراقية المقبلة
- مشروع الدولة القومية والعولمة
- الدستور في ثقافة المجتمع المدني
- محاكمة صدام.. ديمقراطية مية بالمية...
- الانتخابات العراقية المقبلة
- منظمات بلا حدود..!!
- القوى الديمقراطية والخيار الصعب
- أفق العلاقات العراقية الكويتية... من ما قبل اعلان الاستقلال ...
- هيمنة فكرة التسلط
- النهوض السياسي الجديد.. والجامعات العراقية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسم علوان - عاشت فلسطين حرة عربية