أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزمل الباقر - أُمّنَا .. فاطنة أو (الحقبة الفاطمية في تاريخ الدولة السودانية) (1-5)















المزيد.....

أُمّنَا .. فاطنة أو (الحقبة الفاطمية في تاريخ الدولة السودانية) (1-5)


مزمل الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 5613 - 2017 / 8 / 18 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"هي فرحة غمرت جوانح أمتي
شقت طريق ضيائها في مهجتي
لحناً جديداً ناعماً
لحناً قوياً عارماً
لحناً يسمى فاطمة "

د.مبارك خليفة


بمثابة مقدمة:

الكتابة عن الأستاذة المناضلة والمربية: فاطمة أحمد إبراهيم (فاطمة أحمد إبراهيم هي سياسية سودانية (1932–2017) وأول سيدة تنتخب كعضو برلمان في الشرق الأوسط في مايو 1965 ومن أشهر الناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة والسياسة في السودان) وكانت عضوة باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني لعدة دورات.)) (1)، الحديث عن أستاذة فاطمة هو من الصعوبة بمكان لكثرة العنوانين التي سطرتها الأستاذة في دفتر الحقبة التاريخية التي عاشت فيها ولعلي أسميها - إن جاز لي التعبير - الحقبة الفاطمية في تاريخ الدولة السودانية.


فاطنة تروي بعضاً من سيرتها الذاتية:

(( ولدتُ بمدينة الخرطوم، بمنزل جدي لامي الشيخ محمد احمد فضل ، الملاصق لمدرسة أبي جنزير الأولية للبنين وسط الخرطوم، وهي أول مدرسة للبنين بالسودان وكان جدي ناظرا لها، وقبل ذلك وخلال حقبة حكم المهدية، كان نائبا للقاضي، المرحوم محمد ابراهيم ، جدي لابي ، وبعد مجئ الاستعمار البريطاني، سافر جدي لامي إلى مدينة القطينة في منطقة النيل الابيض، واصبح اماما للمسجد لان الحكومة الاستعمارية فصلتهما من السلك القضائي، وفيما بعد ارسل ابنه احمد – والدي – لمواصلة تعليمه في كلية غردون بالخرطوم – وفي تلك الاثناء كانت العلاقة بين الاسرتين مستمرة إلى ان توجت بزواج والدي من امي ، بعد تخرجه معلما من كلية غردون – لقد قام جدي لامي بخطوة جريئة ، اذ ادخل امي واخواتها في مدرسة البنين التي يراسها ، لانه لم تكن هنالك مدرسة للبنات في مدينة الخرطوم – والمدرسة الوحيدة للبنات في السودان انذاك ، اسسها صديقه الشيخ بابكر بدري، بمدينة رفاعه – وقد تعرض جدي لهجوم عنيف من قبل اقربائه – ومعارفه – هذا وبعد ان اكملت والدتي واخواتها المدرسة الاولية مع الاولاد ، الحقهن والدهن بمدرسة الارسالية الانجليزية الوسطى للبنات بمدينة الخرطوم – وهكذا اصبحت امي اول سودانيةتتعلم اللغة الانجليزية – وطبعا تعرض والدها لهجوم شديد خاصة من الاهل – الامر الذي دفعه لاخراجها من المدرسة بعد اكمال المرحلة المتوسطة ولكن اختها الصغر ى – زينب – واصلت حتى الفصل الثاني من المرحلة الثانوية – ثم عينت مدرسة في نفس المدرسة – وهكذا نشأت في اسرة متعلمة ومتدينة من الناحيتين . -

((كانت لي شقيقتان، نفيسه الكبرى والتومه الاصغر، واربعة أشقاء، مرتضى وصلاح والرشيد والهادي، واثنان توفيا في سن الطفولة، كانت امي تحب القراءة، وتواظب ووالدي على قراءة الصحف ، وبالبيت مكتبة كبيرة عامرة بكتب مختلفة ودينية، وكان
النقاش يدور بينهما حول المسائل السياسية، ونحن نستمع لهما، وكانت والدتي تشجعنا على القراءة، ولا زلت اذكر صيحاتها كلما طال وقوفي امام المرآة، بقولها :"كفاية قيمتك ما في شعرك وتجميل وجهك ، قيمتك فيما بداخل راسك – احسن تملأية بالقراءة، والمعرفة" )). (2)

فاطنة برواية جريدة الشرق الأوسط:

((... وفاطمة أحمد إبراهيم، من مواليد الخرطوم 1932، وهي من أشهر النساء السياسيات والناشطات في القضايا العامة، وقضايا حقوق المرأة والطفولة، وهي أول امرأة سودانية وعربية تدخل البرلمان السوداني، وذلك بانتخابات ديمقراطية عام 1965،
بعد إطاحة حكم الفريق إبراهيم عبود في انتفاضة شعبية في أكتوبر1964.
(( وانضمت إبراهيم إلى الحزب الشيوعي السوداني عام 1952، ونالت عضوية اللجنة المركزية للحزب لعدد من الدورات.
((وصارت رئيسة للاتحاد النسائي السوداني عام 1956، كما تم اختيارها عام 1991 رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وهي أول امرأة مسلمة وعربية يتم اختيارها لرئاسة الاتحاد.
((وحصلت عام 1993 على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنحت الدكتوراه الفخرية من #جامعة_كاليفورنيا عام 1996 لجهودها في قضايا النساء، واستغلال الأطفال.
(( وللراحلة فاطمة أحمد إبراهيم عدد من المؤلفات منها (حصادنا خلال عشرين عاما، آن آوان التغيير ولكن، والمرأة العربية والتغيير الاجتماعي). " (3)


فاطنة .. السودانية المعجونة بماء الإنسانية:

إلتقى الإعلامي عمر الجزلي مع أستاذة فاطمة في برنامجه الأشهر ( أسماء في حياتنا ) في حديث الذكريات وتنقلت كاميرا البرنامج معها في زيارتها لمدرسة أمدرمان الثانوية التي درست بها ومنزلها بحي العباسية بأمدرمان وسجلت الحلقة في منزل شقيق زوجها دكتور الهادي الشيخ وكانت ملامحها وجهها تنطق بالتأثر وهي تدفع بجزءٍ من ذاكرتها وكثيراً من أجهشت بالبكاء وهي تسلم على أهل الحي والذين تناسوا وجود الكاميرا وعبروا من أمامها للسلام على أستاذة فاطمة (4). وشاهدي على عاطفتها المتقدة ما حكته لمقدمة برنامج رائدات ، روزان الضامن : (( روان الضامن: في ظل الحكم المدني بعد 1964 تم انتخابك كأول نائب في البرلمان السوداني كامرأة عام 1965 يعني وكان هذا حدث هام جدا في السودان كأول امرأة منتخبة في البرلمان ومستقلة أيضا يعني وكتبت قصائد عديدة يعني السودانيون يحبون الشعر.. فاطمة أحمد إبراهيم: الشعر نعم.. روان الضامن: بشكل خاص يعني أذكر منها يعني قصيدة في عام 1965 للدكتور مبارك الخليفة فرحة غمرت جوانح أمتي شقت طريق ضيائها في مهجتي لحنا جديدا ناعما لحنا قويا عارما لحنا يسمى فاطمة. يعني ماذا كانت مشاعرك في أول يوم للبرلمان وأن تدخلين فيه. فاطمة أحمد إبراهيم: والله كانت تجربة عظيمة وتجربة خطيرة في نفس الوقت أنا كنت رقم 3 في قائمة الأصوات يعني كانت مرتفعة جدا اللي صوتوا إلي ولذلك كانت ضربة قاسية لأعداء المرأة يعني أنه كمان يصوت لي هذا العدد خصوصا اللي صوتوا رجال وبعدين انتقاد للحكومة رهيب أي حاجة أنتقدها فدي حببت الناس اللي ما قادرين هم يقولوه بيجوا هم يسمعوني أنا بأنتقد الأشياء داخل البرلمان فعملت زيارة للجنوب رحت ملكال فأنا داخلة على المستشفى لقيت طفل صغير جنوبي بيرجف أنا ألف عشان ناويه أتبناه وبأخذه معي قال ليه كويس لفيت وين الطفل قال لي هرب فضلت أبكي وهاجمتهم هجوم لا هوادة فيه وحصل لي حالة نفسية فظيعة رفضت أمشي بعد الجولة لقيت امرأة قالت لي قابلة وأنا أرسلوني لك اسمهم الأناني المتمردين أرسلوني لك وقالوا لك عايزين يقابلوك في الغابة. روان الضامن: متمردين جنوبيين كانوا ضد الحكومة. فاطمة أحمد إبراهيم: ضد الحكومة. روان الضامن: نعم. فاطمة أحمد إبراهيم : مشيت للغابة يعني استقبلوني استقبال عظيم وقالوا لي إحنا اهتمينا لأنك أول شمالي يبكي علينا وتبقى من جواك لو كنت تكلمتِ زي ما نقول كذب لكن بدمعوك أنت بكيتِ لطفل مننا عشان كده نحن جاين نشكرك ونقول لك عشان نوريكِ باقي الماسي هنوديك قرية قريبة قلت لهم جدا والله ساقوني القرية أنا كدت يغمى علي من البكاء كالهياكل العظمية بعدين ساكنين في جحور لأن الطقس بارد جدا وما عندهم ما يغطي به أجسادهم أما قال لي بيسموه هو الكجور ده شيخهم أو رئيسهم القبلي بيؤمنوا به وأن هو قديس يعني عنده قداسة وبعدين لافف الجزء ده وهنا عاري يعني ضلعه أنا ممكن أحسبه ضلع فأنفجرت كمان بكاء اصله ما معقول فجاء طوالي وقالوا لي قال عايز يباركك قلت له جدا فدي كانت بالنسبة لي زيارة تاريخية)). (5)


أتوقف هنا وأواصل في الحلقة القادمة بإذن الله بداية بسرد حزء من نضالات أمنا فاطنة.



(1) فاطمة أحمد إبراهيم – موقع ويكبيديا.

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D8%A9_%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85

(2) فاطمة أحمد إبراهيم – ويكبيديا ( مصدر سابق ).

(3) فاطمة أحمد .. رحيل أول برلمانية منتخبة في الشرق الأوسط – موقع اليوم 2

https://www.alyaoum24.com/930081.html

(4) حلقة توثيقية مع الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم - برنامج أسماء في حياتنا – تلفزيون السودان

https://www.youtube.com/watch?v=m_6_DAawvJI

(5) قناة الجزيرة – برنامج: رائدات - الحلقة السادسة - فاطمة أحمد إبراهيم

https://www.youtube.com/watch?v=VDh1gdtU0LQ



#مزمل_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كايرو 2
- خريطة الوطن في الحديقة بتنوّر
- كايرو
- زهايمر
- مجزرة الخرطوم ( 10 )
- مجزرة الخرطوم ( 9)
- مجزرة الخرطوم ( 8)
- ماوية
- عن ( الصُم ) في السودان
- مجزرة الخرطوم ( 7)
- لبنى عصام .. مشروع الجدة الذي لم يفشل بعد
- أبناء يسوع
- عاصم الطيب ... علامة تجارية ( سودانية )
- اختناق
- مجزرة الخرطوم ( 6)
- زين في حضرة عبقري الروائية العربية
- الرقص Bailando
- مجزرة الخرطوم ( 5)
- مجزرة الخرطوم ( 4)
- ( يا هو دا السودان ) .. أو ... زرياب دهب مبدعاً


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزمل الباقر - أُمّنَا .. فاطنة أو (الحقبة الفاطمية في تاريخ الدولة السودانية) (1-5)