أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - كوهر يوحنان عوديش - استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها














المزيد.....

استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 15:06
المحور: القضية الكردية
    



رغم التطور الحاصل في العقل البشري ونمط الحياة الاجتماعية الا ان هناك مجتمعات كثيرة ظلت اسيرة العادات والتقاليد الفانية التي اكل عليها وشرب تمنع وتحرم الافراد من مواكبة التقدم والتطور الحاصل في مجال حقوق الانسان وحرية الاعتقاد والتعبير عن الرأي، ويكون هذا المنع والتحريم عن طريق استغلال الانتماء الديني والمذهبي والطائفي من قبل رجال الدين تارة او عن طريق استغلال الانتماء القومي والحزبي من قبل الساسة والقادة القوميين تارة اخرى، فلا زالت الكثير من المجتمعات في الشرق الاوسط والدول النامية تسلب الفرد حرية تعبيره واختياره وذلك باستغلال ضعفه او جهله او انتمائه الديني والقومي والطائفي، وخير مثال على سلب ارادة وحرية الفرد هو الزواج القسري ( الزواج بالاكراه ) حيث غالبا ما تجبر الفتاة على الزواج من شاب لا تحبه ولا تكن له اية مشاعر، وفي حالات نادرة يكون العكس اي يجبر الشاب على الزواج من فتاة لا يحبها، ونتيجة هذا النوع من الزواج معروفة وليست الى بحاجة الى شرح او تفسير.
علاقة اقليم كوردستان العراق مع حكومة بغداد المركزية تشبه كثيرا علاقة زوجين تزوجا قسرا ارضاءا للوالدين او خوفا منهما، لذلك نلاحظ ان نتائج الوحدة القسرية ( او الزواج القسري) بين اقليم كوردستان والحكومة المركزية كانت كارثية منذ البداية دفع ثمنها العراقيين اموالا وارواحا لا تحصى ولا تقدر، والسبب في ذلك كان التعجرف والتكبر الذي يصاحب اصحاب السلطة في الحكومة المركزية عند التعامل مع القضية الكوردية، بالاضافة الى اللجوء الى القوة لاسكات اي صوت كوردي مطالب بالحقوق والمساواة في التعامل على اساس الانتماء الوطني، لذلك نلاحظ ان الحرب الاستنزافية كانت قائمة بين الشعب الكوردستاني والحكومة المركزية منذ القديم ونتيجتها كانت تدمير العراق شعبا ووطنا.
كان يمكن للعراق الجديد ( عراق ما بعد 2003 ) ان يصبح نموذجا للديمقراطية والتعايش الاخوي المشترك لو شعر قادته ومسؤوليه الجدد ورجال دينه الاكارم بقليل من الالم الذي يعتصر قلوب ملايين العراقيين جراء السياسة العوجاء التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة على الحكم منذ تأسيس الدولة العراقية، لكن بدلا من زرع روح التسامح وتقوية اواصر المحبة بين اطيافه المتعددة وانماء الحس الوطني وطي صفحة الماضي بكل ما فيها من ايجابيات وسلبيات، عمد هؤلاء الى نشر الفوضى في البلد لتشتيت الانتباه عن ما ينهب من ثروات العراق، فانتشرت الميليشيات المسلحة التابعة لاشخاص السلطة باسطة سلطتها بعيدا عن القانون وبخلافه، فتقتل وتسلب وتهجر المواطنين علانية دون محاسبة او حتى تحقيق او متابعة قضائية، واشعلوا الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة التي ذهب ضحيتها ملايين الابرياء، وهجروا الاقليات الدينية من العراق ( عدا اقليم كوردستان الذي احتضنهم وقدم لهم كل انواع المساعدات ) قسرا دون سبب سوى كونهم مختلفين دينيا عن اصحاب السلطة الموقرين!، باختصار حولوا العراق الى غابة تحكمها العصابات بعيدا عن كل القيم والقوانين والمواثيق الدولية العصرية والمدنية.
في خضم هذه الفوضى التي تعم البلاد وكثرة المشاكل التي تعصف به وبدلا من ايجاد الحلول المناسبة لاعادة الامور الى نصابها واسترجاع الثقة المفقودة بالحياة لدى المواطن العراقي، عمد مسؤولي العراق الجديد الى توسيع الهوة بين اطياف ومكونات الشعب لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية بالضد من مصلحة الشعب والوطن، ولاستغفال الشعب عزف هؤلاء على وتر الطائفية وبكوا على وحدة العراق الوهمية لاطالة امد الوضع الراهن الذي اكسبهم مئات المليارات من الدولارات.
منذ 2003 ولحد يومنا هذا لم يترك قادتنا الجدد مناسبة، او حتى دون مناسبة، الا وذرفوا الدموع فيها على وحدة العراق العظيم! ( المنتهية صلاحيتها مسبقا ) وسلامة اراضيه اضافة الى التباهي بامن الوطن المفقود اصلا، وبهذا ارادوا اخفاء وحجب اخفاقاتهم في ادارة الدولة، فالوحدة التي يريدونها كانت وحدة قسرية ذو ادارة وسلطة احادية، فاذا كانوا صدقا يبكون على وحدة العراق ومصرين على صيانتها وديمومتها لما قاموا بافراغ العراق من المسيحيين والاقليات الدينية الاخرى، وما قاموا باشعال الفتن بين الطوائف والمذاهب، وان كانت غير معلنة لكنها قائمة فعلا، وما قاموا بقطع قوت الشعب الكوردستاني بسبب خلافات سياسية ) اليس شعب كوردستان جزءا من الشعب العراقي؟ )، وما قاموا بتأسيس دولة طائفية تخصص فيها كل المناصب المهمة في ادارة الدولة لطائفة معينة، وما كان هناك ملايين من المهجرين العراقيين بسبب الفلتان الامني والتناحر الطائفي مذلين في دول الجوار، وما كان هناك اشخاص في اعلى مراتب ومراكز السلطة ولائهم لدول اخرى وليس للوطن الذي يحكمونه ويتاجرون بثرواته وبدماء ابنائه! وما ... وما .....، بل بالعكس من ذلك كانوا يسعون الى اقامة دولة مدنية ديمقراطية تحفظ للمواطن العراقي حقوقه وحرياته وتصون كرامته وحياته وتضمن رفاهية عيشه.
استقلال كوردستان لن يكون سببا في تفكيك العراق واضعافه كما يروج له، بل بالعكس من ذلك تماما ان استقلال كوردستان يكون عاملا في تقوية العراق وانمائه لان ذلك سيمنع الدول الاقليمية من استغلال التناحر والصراع القائم بين اقليم كوردستان والسلطة المركزية لصالحها، ويحول دون اراقة المزيد من الدماء هدرا وتبديد المزيد من الثروات هباءا على قتال وصراع داخلي لن يكون فيه منتصر ومهزوم ولا رابح وخسران لان الكل يكون مهزوم وخسران.

همسة:- اوقفوا المتجارة بوحدة الوطن!



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقلال كوردستان خطوة لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة
- دعوة صريحة لاخلاء البلد من المسيحيين!
- وطن يتيم
- تحرير مناطق المسيحيين في سهل نينوى لا يكفي لعودتهم
- البرلمان العراقي يصوت على منع الخمور، اذا البرلمان موجود!
- الفساد في العراق قمة المهازل
- شجرة الميلاد العراقية وقبلة يهوذا
- البطاقة الوطنية خنجر اخر في خصر الاقليات غير المسلمة
- العبادي ... والمهمة المستحيلة!
- كلهم مع الاصلاحات ... اذا من دمر البلاد وشرد العباد؟
- وحدة العراق ليست اغلى من دماء ابنائه
- ارواح المسيحيين واعراضهم اغلى من كل المناصب يا سيادة النائب!
- هكذا هوى العراق
- العراق لا يبنى بالاحقاد ولا ينهض بالشعارات التجارية
- هل من مستقبل لمسيحيي الشرق في بلادهم الاصلية؟
- موقف جميل في زمن قبيح
- محمية لشعب ينقرض!
- تفجيرات اربيل الارهابية ضد من؟
- رؤسائنا متى يتعلمون ؟
- بين مضايقات الحكومة وتصريحات السيد يونادم كنا ضاع مسيحيي الع ...


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - كوهر يوحنان عوديش - استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها