أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - مجالس بلدية أم حركة مواطنون أحرار متضامنون من أجل الحكم المحلي















المزيد.....

مجالس بلدية أم حركة مواطنون أحرار متضامنون من أجل الحكم المحلي


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 5590 - 2017 / 7 / 24 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ورقة للنقاش
مجالس بلدية أم حركة ـ مواطنون أحرار متضامنون ـ من أجل الحكم المحلي
لا أحد يمكن أن ينكر عمق الأزمة التي تردّت إليها أوضاع أغلبية التونسيين في الست سنوات الأخيرة من جراء السياسات التي تمعن قوى الانقلاب على مسار 17 ديسمبر في مواصلتها. ففي الوقت الذي كانت تأمل فيه جماهير الأغلبية في تغيير الأوضاع لصالحها بعد 17 ديسمبر 2010 والقطع مع هيمنة طبقة الأقلية الفاسدة المرتبطة التي احتكرت السلطة والثروة عقودا تجد الأغلبية نفسها من جديد في قبضة نفس العصابة مجردة من كل قرار على كل المستويات.
لقد نجحت قوى الانقلاب على مسار 17 ديسمبر ممثلة في مراكز النفوذ المالية التقليدية التي كانت دعامة نظام بن علي بمعية بعض القوى المتنفذة من بيروقراطيات العسكر والبوليس والمخابرات إضافة إلى بيروقراطيات حزبية ونقابية متحالفة كلها مع القوى الاستعمارية المهيمنة إقليميا على وقف مسار 17 ديسمبر وعلى إضعاف الحركة الجماهيرية التي ظلت تقاوم بشكل متقطع وبكثير من العفوية دون التمكن من تخطي صعفها ووعي مهامها التاريخية وهو ما سمح بنجاح استراتيجيات قوى الانقلاب في إضعافها وتشتيتها وصولا إلى تجريم كل نضال اجتماعي.
في مارس 2011 طلقت عمليا أغلب القوى التي كانت تنسب نفسها للثورة وللمسار الثوري عمليا كل إمكانية لمواصلة تنفيذ المهام الثورية وفرض التغيير الجذري بالتحاقها بالهيئة المسماة بالـ " الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي " وهي الهيئة التي شرعت لما يسمى بمسار الانتقال الديمقراطي وسياسات الانتقال الديمقراطي والتي أتت بحكومة الترويكا للسلطة بقيادة حزب حركة النهضة وبمنصف المرزوقي للرئاسة في انتخابات أكتوبر 2011 وبتحالف نداء تونس حزب حركة النهضة وبالباجي قايد السبسي رئيسا للجمهورية في انتخابات 2014.
عمليا كان مسار الانتقال الديمقراطي استراتيجية قوى الانقلاب لوقف مسار 17 ديسمبر الثوري ولوقف كل إمكانية لاستقلال الحركة الجماهيرية عنها ولقد وفّْقَتْ هذه القوى في تنفيذ استراتيجيتها هذه حيث وقع الالتفاف على مطالب الجماهير والحركة الثورية بفرض دستور لا يرتقي لمطامح الأغلبية في حكم لامركزي وديمقراطية قاعدية تشاركية وسيادة فعلية على القرار وعلى ثروات البلاد ومواردها كما تحولت مهمة كشف ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين إلى مصالحة مع الفساد والفاسدين وواصلت قوى الانقلاب سياسة الاقتراض و رهن البلاد للبنوك والدوائر المالية الأجنبية وانقلبت على مهمة وقف التداين وعدم خلاص مديونية نظام بن علي ورُفض مطلب دسترة تجريم التطبيع ومقاطعة الصهيونية وعادت آلة القمع القديمة للعمل عبر الإيقافات العشوائية وقمع الاحتجاجات والمظاهرات المحاكمات وتجريم النضال الاجتماعي.
إن نجاح قوى الانقلاب على مسار 17 ديسمبر في فرض سياسات "الانتقال الديمقراطي" منذ 2011 يعود في الأساس إلى أن الأغلبية لم تتمكن من مواصلة المقاومة مُستقِلَة وهو وضع مكّن القوى المضادة من الهيمنة برغم وجود أكثر من 200 حزب و 15000 جمعية ونقابة تقول عن نفسها أنها تنظم صلبها مليون خدام وموظف.
الاستقلال التنظيمي والسياسي للأغلبية التي لا تملك هذا هو ما يخيف قوى الانقلاب و لأنها تعرف القوة التي يمكن أن تصبح عليها الأغلبية ـ أي أكثر من أربعة أخماس السكان ـ حين تفرض استقلالها التنظيمي وسياساتها المستقلة وتقاوم من موقع طبقي فقد قامت بكل ما في وسعها لكسر هذا المسار و إخفاقه واستعملت كل أساليب المناورة والقمع للنجاح في ذلك وهو ما ولّد وضع انخرام في موازين القوى بين القوى المنقلبة التي بيدها كل السلط والحركة الجماهيرية.
وضع انخرام ميزان القوى هذا لم يأت من فراغ بل إنه كان نتيجة العجز الذي بانت عليه حركة جماهيرية لم تتمكن من التطور في اتجاه تحقيق استقلالها التنظيمي والسياسي عن النظام و أجهزته.
التحالف الحاكم يدرك جيدا هذه الحقيقة ولذلك نراه يعمل على استثمار وضع ضعف الحركة إلى أقصى حد لتمرير ما يريد تمريره من سياسات وقوانين ومساومات وفي هذا الاطار كان إقرار ـ قانون الانتخابات البلدية ومنح رجال البوليس والعسكريين الحق في الانتخاب ـ وتمرير قانون المصالحة الاقتصادية ـ 2017 كما تمرير ما يسمى بقانون زجر الاعتداءات على القوات المسلحة وقانون القانون الأساسي للجماعات المحلية.
ولاشك أن الانتخابات البلدية التي بدأ التحضير و الإعداد لها ستكون فرصة أخرى لقوى الانقلاب على مسار 17 ديسمبر لمواصلة فرض سياسات الانقلاب والتضييق على حركة النضال الاجتماعي فما هو المطلوب الآن لمواجهة استراتيجيات الانقلاب هذه وتحديدا في مسألة الانتخابات البلدية.
استنتاجات
أولا: في وضع الأغلبية فيه فاقدة للسيادة على القرار وعلى الثروة والموارد والتخطيط ومبعدة عن السياسة لا تكون الانتخابات البلدية إلا لمزيد إضفاء شرعية زائفة لقوى الانقلاب ومراكز النفوذ المالي والسياسي القديمة والجديدة لمواصلة الهيمنة على كل مقاليد الشأن المحلي و احتكار تدبيره
ثانيا: لقد جَرَّتْ قوى الانقلاب الأغلبية في مناسبتين كبيرتين باسم الديمقراطية وباسم سيادة للشعب وباسم الحريات سنة 2011 وسنة 2014 لانتخابات وضعتهم ووضعت أحزابهم وممثليهم في السلطة ولم تجن الأغلبية منها سوى مزيد الاستغلال والتفقير والبؤس والقمع و الإبعاد.
ثالثا: الانتخابات البلدية في وضع الوهن الحالي الذي عليه الحركة الجماهيرية لن تغير شيئا في الأوضاع بل ستكون فقط لمزيد بسط وتوسيع نفوذ وحكم أقوى البيروقراطيات الحزبية المرتبطة بمافيا المال والسلاح والإعلام وبالقوى الاستعمارية بعد ست سنوات من ديسمبر 2010.
رابعا: ليس من مصلحة الأغلبية أن تكون مجرد شماعة لتمرير سياسات قوى الانقلاب فالجماهير في مدننا وبلداتنا يعنيها انتظامها المستقل وتنظيم إدارة شؤونها بنفسها وليس تسليمها لأحزاب النظام في الحكومة أو في المعارضة . إن استقلال الحركة السياسي والتنظيمي هو المهمة الملحة اليوم
مقترح
أولا: البدء فورا بتأسيس مجالس مواطنية محلية وجهوية تنبثق عنها حركة ـ مواطنون أحرار متضامنون ـ حركة مستقلة موحدة في كامل أنحاء البلاد.
ثانيا: تحديد موعد لاجتماع تمهيدي لهذه المجالس لمناقشة المهام المطروحة عليها تنظيميا وسياسيا.
ــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
24 جويلية 2017



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس عرض ميشال بوجناح ومواجهة السلطة الثقافية المطبعة
- تونس. نعم نتائج الباكالوريا مؤشر بَاتٌّ على درجة الانهيار ال ...
- الانتفاضة في منطقة الريف المغربي: التقدم نحو الانفجار الشامل ...
- ما وراء ظهور وإعترافات عماد الطرابلسي الآن ؟
- تونس . الأزمة تتعمّق ولابديل عن شبكة مقاومة مستقلة أفقية في ...
- تونس الحركة الاحتجاجية في تطاوين لحظة فارقة في مسار 17 ديسم ...
- في معنى معارك السيادة على الثروات والموارد
- الوضع في تونس ستبلغ الأزمة القاع وسيعود محيط الدائرة للاحتر ...
- تونس قد يرحل وزير التربية ولكن السياسات ستبقى
- رحلت بصمت ولم نعرفها إلا حين غادرت ريما جاكلين إسبر
- حول كتاب: الاستعمار الداخلي والتنمية غير المتكافئة منظومة - ...
- تونس نقابة التعليم الإبتدائي ومأزق سياسات الإستعراض والتحشي ...
- تونس قطاعا التعليم الابتدائي والثانوي بين مطرقة الوزارة وسن ...
- هيئة الحقيقة والكرامة في تونس تصنع المشهد المتلفز لتطويع الض ...
- مأزق نقابات التعليم في تونس: الارتباط بسياسة الحاكم والارتها ...
- لماذا يجب تعميم تجربة جمنة
- قراءة في البيان الأخير لبيروقراطية الإتحاد العام التونسي للش ...
- الهدم ليس مشروعا المشروع هو البناء
- تونس حكومة الشاهد و سياسة التقشف إعلان حرب على الأغلبية
- تونس البيروقراطية النقابية حليفة معلنة لحكومة نداء تونس وحز ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - مجالس بلدية أم حركة مواطنون أحرار متضامنون من أجل الحكم المحلي