أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - علينا ان لا نفقد بوصلتنا















المزيد.....

علينا ان لا نفقد بوصلتنا


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5586 - 2017 / 7 / 20 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علينا أن لا نفقد بوصلتنا .. وأن تكون الوطنية والمواطنة هي
الهدف الأسمى
ما هي المهمات الملحة والعاجلة كي نخرج من مستنقع الطائفية والعنصرية ، ومن التصحر الفكري ومن ديماغوغية التطرف والتخلف والسلفية ؟
نحن نمر في ظروف غاية بالتعقيد والضبابية ، ولم نتمكن لليوم من الخروج من مستنقع التخندق الطائفي ومن المحاصصة والفساد والتمييز والشحن العرقي والطائفي والمناطقي !
المشكلة القائمة هي !.. أن جميع من يتصدر المشهد السياسي الحاكم !.. ينادون بالمواطنة والوطنية ونبذ المحاصصة والطائفية ، والتمييز على أساس المذهب والقومية والمنطقة والحزب ، والأغلبية الحاكمة تتمسك بكل هذه القيم المدمرة ويمارسونها جهارا نهارا وبعناد ، وتلمس هذا النهج في مؤتمراتهم وأجتماعاتهم ولقاءاتهم المتلفزة ، ويؤكدون قولا وفعلا بأنهم سائرون نحو تكتلات طائفية وأثنية ومناطقية ، والتي تزيد في تأجيج الشحن الطائفي ، وينعكس ذلك سلبا على النشاط المجتمعي ، وخاصة تلمس ذلك في التواصل الأجتماعي ، وأعتقد بأن الذي نراه من شحن وشد وجذب ليس بغريب !.. كونه يتم تسويقه من نظامنا الحاكم ، بأصراره وبعناد شديد على سلوك نفس النهج القديم ، الذي كانوا يتبعونه منذ ما يزيد على العقد ونيف .
فأحدى الفضليات الكريمات نشرت تغريدة حول أشكالية الخلافة الراشدية وما تلاها من دويلات ، بين السنة والشيعة ، والتي كانت قبل 1400 عام !
فأقول يا سيدتي .. نحن الأن ..! هل مشكلتنا تكمن في أن الشيعة ما يعترفون بالخلفاء الراشدين ؟ .. أو السنة تنكر عليهم طقوسهم ؟ ... يا بنت الحلال !.. مشكلتنا اليوم هو نظامنا السياسي الفاسد وغياب الأمن والخدمات والبطالة والكراهية والعنصرية والطائفية المقيتة ، المشرذمة لنسيجنا الأجتماعي ، ومشكلتنا التدخلات الخارجية ، وتسييس الدين والتبرقع بعباءته ووضعه في غير محله، والأساءة لمنظومته القيمية والأخلاقية ، والفساد الذي يضرب بأطنابه كل مفاصل الدولة وسرقة المال العام ، وقد أنسحب ذلك على المجتمع وأعرافه المتوارثة ، ومحاولات أفساد هذه المنظومة ، وتغييرها كقيم وأخلاق وأعراف ساهمت بتعزيز وحدته وتماسكه ، وهذه جزء من المهمات التي يجب أن ننهض بها .
أمامنا مشكلة البطالة التي وصلت الى أل 50% من الأيدي التي من المفروض أن تدخل سوق العمل ، نا هيك عن البطالة المقنعة والغير منتجة ، وأنهيار التعليم بكل مراحله وبالأخص التعليم الأساسي ( الأبتدائي ، فهناك مايربو ا على أربعة ملايين طفل لم يلتحق بمدرسته لأسباب أقتصادية وأجتماعية وأسرية ، ولعدم توفر المدارس الكافية لأستيعاب هؤلاء المتسربين ، والأنهيار المريع للخدمات الطبية والصحية في أنحاء العراق وأنتشار الأمراض الفتاكة وغياب الرعاية الصحية للملايين من االناس ، ناهيك عن عمليات الخطف والقتل والتهديد وبدوافع طائفية ، وأنتشار السلاح المنفلت والميليشيات الخارجة عن القانون والتي لا تخضع للمؤسسة الأمنية ، وأنتشارالمخدرات وتجارتها وبشكل لافت وخطير ، وتجارة السلاح والجريمة المنظمة .
هناك النقص الحاد للسكن اللائق للسواد الأعظم من الناس ، وخاصة الطبقات الفقيرة وأصخابي الدخل المحدود ، وغياب المعالجات الحقيقية لهذه المشكلة التي تخص الملايين ، والبيوت التي تدمرت في حرب تحرير نينوى والأنبار وصلاح الدين والتي جرائها تم تهجير أكثر من أربعة ملايين أنسان ، وما زالوا يعيشون خارج مدنهم وسكنهم .
غياب طرق المواصلات الصالحة ، بل تحتاج مدن العراق من أقصاه الى أقصاه الى ألاف من الكيلومترات المعبدة والحديثة !.. وبغيابها يعني بأن عجلة الأقتصاد عرجاء، كون أحد أساسيا ت النمو الأقتصادي والتجاري والخدمي ، وجوب توفرطرق المواصلات للصناعة والتجارة والزراعة والخدمات ، ولتنقل الناس بسلاسة وأمان ، ووجوب توفر وسائط النقل الحديثة من طائرات وقاطرات ومركبات وغيرها من وسائل النقل الحديثة .
معالجة ما تمر به الزراعة والمنتوج الزراعي الوطني وغيابه !.. وأعتمادنا على أستيراد سلتنا الغذائية من خارج الوطن بما في ذلك الخضار والفواكه والحبوب ، بسبب تخلف العراق المخيف !!.. وغياب رعاية الدولة للزراعة وللمزارعين والفلاخين ، وعدم توفر الدعم اللازم بما يحتاجونه من بذوروأسمدة ومكائن ومعدات حديثة وأرشاد من متخصصين في الشأن الزراعي ، وعدم نوفير المبيدات للأفات الزراعية التي تفتك بمنتوجنا الزراعي ، ناهيك عن شحة المياه وقنوات الري والبزل لأيصال المياه الى القرى والأرياف للزراعة وسقي الحيوانات والبشر ، والذي أدى الى تصحر مناطق شاسعة من البساتين التي ماتت بسبب عدم توفر المياه ، والتي تم تجريفها والتي أصبحت أثرا بعد عين ، وتوزيعها قطع أراضي وبيعها لبناء الدور والعشوائيات ، ومن دون أن تتوفر لهذه العشوائيات أي بنى تحتية مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي والمدارس والمستشفيات وغير ذلك ، وهذا يشكل عبئ ثقيل على نشاط الدولة ومؤسساتها في التخطيط والبناء العمراني للمدن والأحياء المنظمة بشكل مدروس ، ومن دون ألحاق الضرر بالأراضي الصالحة للزراعة .
هذا غيض من فيض من الذي يعانيه شعبنا !... ناهيكم عن الفقر والأمية والأمراض ، والظلم والقهروغياب القانون وما يتعرضون أليه .
وأكثر المشاكل أيلاما !!.. هو غياب الأمن والذي أصبح يقض مضاجع الناس ، وعدم شعورهم بالأستقرار ، والخوف من المجهول ، وغياب العدل والمساوات ، وسيادة العنصرية والطائفية والكراهية والفساد بكل اشكاله ، هذه ظواهر تلمسها بسهولة ويسر ، وبشكل ممنهج في مؤسسات الدولة ، وفي مجتمعنا ونسيجنا الأجتماعي ، نتيجة لقيام نظام قائم على الطائفية والتمييز والعنصرية !.. وكل الذي حدث ويحدث اليوم سييه النظام القائم !..والذي يتحمل وزر كل الذي ذكرناه والذي لم نذكره !.. فنظامنا السياسي الذي يقوم على الطائفية والمحاصصة والتمييز ، وغياب المواطنة والقانون ، وعدم توزيع الثروة والسلطة والمال بشكل متساوي .
هذه وغيرها معانات شعبنا ، بكل أطيافه ومكوناته وأديانه ومناطقه .
معانات شعبنا ليس سببه ومسببه !!.. من كان أولى في الخلافة !.. علي أم عمر ؟... فهؤلاء قد ماتوا رحمهم الله قبل 1400 عام ، وعلينا أن لا نبكي على الأطلال ونزيد الحريق من خلال الشحن الطائفي المستعر على أرضنا ووطننا منذ عقود أربعة ، وزاد تأجيجا بعد الأحتلال الأمريكي للعراق في 2003 م !
ومن المنطقي والواجب أن لا نترك المعانات الحقيقية ونذهب الى ما يفرق كلمتنا ويضيع جهدنا ويسبب تعاستنا وظلمنا ، فلنذهب الى ما يتوجب علينا عمله والتفكير بسبل أيجاد ما يقربنا من بعضنا ويوحد رؤيتنا أزاء هذا الواقع المرير ، والسبيل للخروج منه وبأسرع ما يمكن ، ولا نتلتفت الى الماضي السحيق الذي قد يبعدنا عن بعضنا ، فالمواطنة والوطنية هي المعيار والهدف الأسمى فلنسعى لتحقيقه .
والشئ الأخير الذي أريد قوله !.. أن شعبنا لم يكن في يوم من الأيام طائفيا أو عنصريا أو متقاطعا بين مكوناته المختلفة ، بل كان وما زال متعايش بين مكوناته وأطيافه المختلفة وسيبقى كذلك ، ولكن الذي أثار النعرات الطائفية والأحتراب الأثني والمذهبي والمناطقي !.. هم الساسة الطائفيون والعنصرييون والمتحاصصون وأحزابهم القائمة على أساس الطائفة والعرق والمنطقة ، وشعبنا غير مسؤول عن نهج هذه القوى وأحزابها ، ولكن على الناس التنبه من هذه السياسات والنهج الذي تمارسه هذه القوى ، وأن ينفض يده منها ويجردها من الدعم والمساندة ويعزلها ، كونها تمثل الخطر الحقيقي على مستقبل وحاضر العراق وشعبه .
ولابد من التنبيه وبثقة عالية !!.. بأن الطائفية والعنصرية هما أخطر ما يمر به شعب من الشعوب !.. وهما من أسوء الأمراض والعلل ، على حاضر ومستقبل شعبنا ، وعلى وحدته وتماسكه وسلامته .
ومن واجب كل الخييرين والوطنيين أن تتصدى لهذا الأخطبوط المدمر، ولكل من يسوق لهذا الوباء ، والوقوف بوجهه ولمشاريعه وأغراضه الدنيئة، والتي هي بالضد من مصالح شعبنا ، وهي تقف عائق أمام تقدمه ورخائه وسعادته وأمنه .
صادق محمد عبد الكريم الدبش .
20/7/2017 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنية غير موجودة في بازار الساسة ؟
- قالت هلا توقفت قليلا ؟!
- اسامة النجيفي !.. مؤامرة الشواف !.. ( ثورة ؟! ) ؟
- الطائفة .. والطائفية .. ونظامنا السياسي الطائفي ؟!
- تحرير نينوى .. مدخل لتحرير العراق !
- الانقلاب على المنطق !... هو المنطق ذاته !
- ما أشبه اليوم بالبارخة !
- عريان السيد خلف في العناية المركزة منذ ايام ؟!
- تعديل الى أين نحن سائرون ؟
- يوم حداد وطني على حدباء نينوى !
- هل كانت الشيوعية قبل فتوى الحكيم غير ملحدة ؟
- هل تستقيم الحياة بغياب الأمل ؟
- الكفيشي ... ومشكلته مع الشيوعيين !
- رسالة لكل بني الأنسان بأعياد ميلاده !
- تم التعديل / الشمس لا تستحق الرجم والتشهير !!!
- تعديل الشمس لا تستحق الرجم والتشهير!
- الشمس لا تستحق الرجم والتشهير !
- أطلقوا سراح الناشطين .
- أطلقوا سراح الناشطون في الحراك المدني ,
- يوم النصر على الفاشسة


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - علينا ان لا نفقد بوصلتنا