أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج2















المزيد.....

على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج2


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 14 - 09:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يستهلّ مصطفى محمود كتابه "القرآن كائن حيّ" بجُملة كفيلة بإسقاط أيّ إنسان يقولها أو أيّ كتابٍ يتضمّنها إلى الحضيض، حيث يقول: "اللّغة القرآنيّة تختلف عن لغتنا التي نكتُبُ بها أو نتكلّم بها في أنّها مُحكمة لا خطأ فيها ولا نقص ولا زيادة".
.
أبسط دارسٍ محايدٍ للقرآن لا يمكن أن يتمالك نفسه عن الضّحك حين يقرأ مثل هذا الكلام، لأنّه يعرفُ أنّ في القرآن من الأخطاء والنّشاز واللّغو واللّامعنى واللّامنطق ما لا عينٌ رأت ولا أُذنٌ سمعت. لكنّهُ التّدليسُ، كما قُلنا. فهذه الجُملة لا تُعبّر إلّا عن المدخل العاطفي اللّامنطقي الذي يسلكُه كلّ كهنة الإعجاز العلمي للتّأثير على المسلمين. "القرآن كام الله"، "القرآن صالحٌ لكلّ زمانٍ ومكانٍ"، "القرآن كتابٌ عجز النّاسُ عن الإتيان بمثله"، إلى آخره من الشّعارات التيتحوّلت في عقول أتباع الإسلام إلى مسلّمات بفضل الحشو الدّائم والتّحفيظ والتّرديد والتّكرار. وهذه المسلّماتُ هي الطُّعمُ الذي يرمونه للنّاس ليستطيعوا فيما بعد بيعهم أكوام الأكاذيب والأوهام التي لديهم. وهي تلعبُ عند معظم المسلمين دور المخدّر الذي يُعطّلُ عمل العقل فيُصبحُ من السّهل حشوه بما يريدون.
.
"اللّغة القرآنيّة (...) مُحكمة لا خطأ فيها ولا نقص ولا زيادة". حسنًا. هل هناك أدلّة على عكس ذلك؟ هل هناك أدلّة على أنّ لغة القرآن فيها أخطاء ونقصٌ وزيادة؟ بطبيعة الحال، الجواب هو: نعم. لكن، لنستعرض بعض الأمثلة، لكي لا يكون كلامنا مثل كلامِ كهنة الإعجاز العلمي وكهنة المسلمين بصفة عامّة.
.
الخطأ الأول، في الآية: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". (المائدة: 69). والصّحيح أن تكون الجملة كما يلي: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئينَ وَالنَّصَارَى"، إذ كان يجب أن يُنصب المعطوف على اسم "إنّ". والملاحظ أن نفس الجملة موجودة في سورتين أخريين ولم يرد فيها هذا الخطأ. تقول الآية الأولى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". (البقرة: 62) ونقرأ في الثّانية: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد". (الحج: 17)
.
الخطأ الثاني، في الآية: "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ". (البقرة: 17) والصّحيحُ أن يُقال: "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِ وَتَرَكَهُ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُ". لكنّ كاتب القرآن كان يُفكّر في السّجع فضحّى باللّغة من أجل الحصول على كلمة تتوافق مع نهايات الآيات السّابقة ("مستهزؤون"، "يعمهون"، "مهتدين"، إلخ)، وقد فعل ذلك في آيات أخرى كثيرة في نفس الكتاب. ولا أعلمُ إن كانت الضّرورة الشّعريّة أهمّ من المعنى ومن صحّة اللّغة في نظرِ المغفّلين الذين يضحكون على النّاس بخرافة سلامة القرآن من الأخطاء.
.
الخطأ الثّالث، في الآية: "فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ". (يوسف: 15) فمن يقرأ الآية لا يجدُ جوابًا ل"لمّا" التي بدأت بها الجملة. لمّا ذهبوا به وأجمعوا أن يجعله في الدبّ وأوحيْنا إليه، ماذا حدث؟ لا شيء. لا جواب. أليس هذا نقصًا؟ ألم تقولوا أنّ القرآن ليس فيه نقصٌ؟
.
الخطأ الرّابعُ، في الآية: "وَهُوَ الذي أنْزَلَ من السماءِ ماءً، فَأَخْرَجْنَا بِهِ نباتَ كلِّ شيء، فَأَخْرَجْنَا مِنه خضيراً نُخْرِجُ مِنه حباً متراكماً..." (الأنعام، 99). فِعلٌ واحدٌ يتكرّرُ ثلاث مرّاتٍ في آية واحدة، والتّكرارُ زيادةٌ مُضرّة بأيّ خطابٍ وخطأ أسلوبي لا يقعُ فيه حتّى كاتبٌ مبتدئ. فأين الإحكامُ المزعوم من هذا التّكرار الرّكيك؟
.
لكنّ المشكلة أنّ المسلمين لا يُفكّرون في القرآن بعقولهم، بل يُعطّلونها ويستغنون عن أبسط قواعد التّفكير المنطقي عند تناولهم للنّصّ القرآني. هذه هي المشكلة الكبرى. ولهذا نجدُ أنّ سوق الدّعاة والشّيوخ المدلّسين وكهنة الوهْمِ الإسلامي هي أكثر سوقٍ رائجة ومُربحة في العالم العربي الإسلامي الموبوء.
.
-----------------------------------
الهوامش:
1. مصطفى محمود، "القرآن كائن حيّ"، دار المعارف، القاهرة، دون سنة نشر، ص3.
2. المقال السّابق: "على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج1"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=565309
3. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
3. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
4. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج1
- إعجاز بلاغي ولغوي في القرآن أم ركاكة وثرثرة ولغو
- عن الأديان والسّخرية وحريّة التّعبير والحقيقة
- خواطر لمن يعقلون – ج123
- كلمة حول الخطاب القرآني المنافق وخرافة تجديد الخطاب الدّيني
- جولة بين خرافات عبد الدّائم كحيل في الإعجاز العلمي القرآني: ...
- خواطر لمن يعقلون – ج122
- همجيّة وإرهابُ الإسلام: علّة إقامة الحدّ على المرتدّ
- إلى السّلفي المدعو هيثم طلعت: وحي من جهة بلاد العرب أم أكاذي ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة رمضان
- هل التّكفيريّون والإرهابيّون لا يمثّلون الإسلام فِعلًا؟
- خواطر لمن يعقلون – ج121
- خواطر لمن يعقلون – ج120
- خواطر لمن يعقلون – ج119
- خواطر لمن يعقلون – ج118
- محمد بن آمنة يفجّر كنائس مصر
- خواطر لمن يعقلون – ج117
- خواطر لمن يعقلون – ج116
- خواطر لمن يعقلون – ج115
- خواطر لمن يعقلون – ج114


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - على هامش كتاب -القرآن كائن حي- لمصطفى محمود -ج2