أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - تغيرات الموقف الفرنسي إزاء القضية السورية














المزيد.....

تغيرات الموقف الفرنسي إزاء القضية السورية


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 5569 - 2017 / 7 / 2 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرنسا ماكرون، تبدو وكأنها تسعى لحرق المراحل، في مسار تغيرات موقفها حيال القضية السورية، وهو ما بدأته في الواقع أواخر العام 2015 اثر الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس آنذاك. ولم تكن الدولة الوحيدة التي بدأت بتغييرات المواقف، تركيا أيضا فعلت الأمر ذاته. أما مجموعة أصدقا سوريا، يمكننا القول بأنها أدارت الظهر لجملة التزاماتها تجاه ثورة السوريين، قبل أن ينسحب جلّ أعضائها من المشهد السياسي المتصل بالقضية السورية. فيما تنشغل دول الخليج العربي بأزمة سياسية شديدة فيما بينها، على خلفية الحرب على الإرهاب، إثر زيارة ترامب للمنطقة مؤخراً.
بصورة عامة ارتبطت تلك التبدلات بعوامل ثلاث: أولاها الاقتراب من الموقف الروسي، والثاني يتصل باستمرار انكفاء الولايات المتحدة عن القيام بدور فعّال، في الجهود السياسية، والثالث هو مزيد من الانخراط الجماعي في الحرب على الارهاب، الذي بات يشبه سباقاً محموماً، دون النظر الى الآليات والنتائج، مع استخفاف كبير في إطلاق تهمة الإرهاب أو دعمه، دون محاسبة أو أدلة، وترك الطغاة منتجي التطرف وسادته، بعيداً عن تلك الحرب: نظام الأسدية انموذجاً.
الأفكار التي رشحت عن التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي، تعزز التوجه الذي اتخذته فرنسا فيما سبق، بقبول دور لجيش النظام الأسدي في الحرب على داعش، وقد عَكَس ذلك في حينها، أن باريس قد خففت من " حدّة مطالبها في رحيل الأسد ". هذا ما تنسجم معه روح التوجهات الفرنسية، التي عبر عنها ماكرون بالقول بأن رحيل الأسد ليس اولوية بالنسبة لهم. هذا طبيعي، فذلك ليس سوى أولوية أصحاب الشأن: السوريين.
لكن تدخلات فرنسا، ودورها في دعم الثورة السورية، كأحد أهم الأطراف الدولية والأوروبية معا، يحتم عليها مسؤوليات كبيرة، لا ينبغي أن تتجاوز في ذلك المبادئ التي تأسس عليها الموقف الفرنسي الرسمي والشعبي "الحاضن للثورة السورية ". ومن شأن الابتعاد عن ذلك، أو بمعنى ادق الإخلال بالالتزام بمسؤولياتها، سيكون له اثراً سلبياً، يزيد في إضعاف السوريين وتشتيتهم، أكثر مما هم فيه، ويزيد من تركهم لوحدهم في مواجهة جرائم الحرب المنظمة ضدهم.
وسوف يشكل التراجع الفرنسي، أكثر من سانحة فريدة لتعزيز الدور الروسي، المهمين والمتسلط على القرار الدولي بشأن سوريا، لأسباب كثيرة منها الاستخدام المتكرر لحق النقض في مجلس الأمن، وفرض مسار أستانه، كمقدمة للانخراط في عملية جنيف التفاوضية، وأساساً لها.
لايمكن الحديث عن أن مصالح الدول ترتبط بتغير المواقف، حين يتحدث ماكرون معللا: لا وجود لبديل شرعي للأسد. لكنه يُنبئ عن مدى قدرة روسيا، في ضخّ الجهد الديبلوماسي، الذي بات كثير من الفرقاء الدوليين يميلون فيه، الى مشاركة موسكو رؤيتها للحل في سوريا. كما يُنبئ عن سعي فرنسي للعب دور دولي. وترشح معلومات، أن مبادرة في هذا الشأن يزمع الإليزيه إطلاقها قريباً متضمنة تسوية الانتقال السياسي التدريجي في سوريا، مع بقاء الأسد بصلاحيات محدودة، تتقدم فيها محاربة الإرهاب على المسائل الأخرى، كأولوية تفرض اندماج المعارضة والنظام في مواجهة مسلحة مع التطرف، تقود الى تفاهم حول العملية السياسية، تأخذ فيه اعتباراً أساسياً لمسار أستانا التفاوضي.
القراءة الأولى لهذه المعطيات التي يتم الترويج لها، تقودنا للقول، بأن عملية التسوية السياسية لن تشهد جديداً، في المرحلة المقبلة، ليس ثمة تطور في أية معطيات، بل على العكس من ذلك، سوف يبقى الجمود ملازماً للعملية السياسية، طالما أن الأطراف الدولية، لا تزال مبتعدة عن التعاطي مع القضية السورية بمسؤولية كما يفترض، وأعني بذلك مسؤولية الانخراط في تخفيف التوتر، وحلّ المشكلات في المنطقة، التزاماً بمبدأ حفظ السلام الدولي.
وإزاء الراهن، فإن الموقف الفرنسي الجديد لن يكون له سوى أثراً محدوداً – ربما - إذا لم يتحقق له دعم واشنطن. لا يمكن لفرنسا وحدها ( دون أن تكون واشنطن رأس الحربة ) أن تتصدى لحل قضية دولية بتعقداتها، وبتشابك المصالح والصراعات الدولية فيها، وهي مرشحة للمزيد من التجاذب خاصة بين روسيا والولايات المتحدة، مع اتخاذ الحرب على الإرهاب، اتجاهات جديدة تاخذ بأمن اسرائيل في الاعتبار، وتأمين مناطق النفوذ الأميركي، وتعزيز الدعم الروسي الغير محدود للنظام الأسدي. يضاف الى ذلك إشكالية الدور والنفوذ والمصالح الإيرانية المعقدة بالنسبة لكل من واشنطن وموسكو في سوريا.
يمكننا التعرف الى جذور التغير في الموقف الفرنسي، مع انتقال لودريان من وزارة الدفاع الى الخارجية، حاملاً معه، تجربة مهمة في المشاركة في صناعة السياسة الخارجية الفرنسية منذ نحو عامين حتى اليوم، فقد كان عراب الانخراط الفرنسي في التحالف الدولي لمحاربة داعش، ونفذت بلاده ضربات جوية شديدة القوة، راح ضحيتها مدنيين في الرقة، إثر تفجيرات باريس، وهو الأساس الذي بنيت عليه الرؤية الفرنسية بتغيير أولوياتها في المسألة السورية. من هنا أيضاً، يمكننا فهم مسارعتها بتبني التحذيرات الأميركية للأسد، بشأن التحضير لهجوم كيمياوي محتمل، واستعدادها للمشاركة بعمل عسكري يستهدف القواعد السورية.
لكن فرنسا ماكرون، سوف تجد نفسها ضائعة في بحثها عن جناحين تحلّق بهما، مع روسيا و واشنطن بآن واحد. لكنها، بحكم التغيرات الحاصلة في المجتمع الفرنسي، وافتقارالاليزيه اليوم، لفريق مهم في السياسة الخارجية على وجه الخصوص، لا يجعل من حلم الطيران في الشرق الأوسط الملتهب، وفي سوريا ممكناً، على الأقل في هذه اللحظة الصعبة.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقة بين التحرير والتفريغ
- خطوط متقاطعة في معركة الرقة
- نظام المحرقة الأسدية المدلل
- الرقة: سجال حول المجالس المحلية وحرية الصحافة
- منطقة الفرات وتحولات السياسة التركية
- فيتو مزدوج و رسائل قاتلة
- مؤتمر جنيف والحرب على داعش
- الترامبوية : عنصرية صادمة و سياسات مقلقة
- مؤتمر أستانا و تعويم الأسدية
- إشكالية التنظيم السياسي للمعارضة السورية
- جرائم الحرب وحماية المدنيين
- درع الفرات: من الموصل الى الرقة
- المجتمع الدولي وشرعنة الاحتلال الروسي لسوريا
- حلب: الاغتيال المُباح
- أكثر من 300ألف معتقل و مختطف في سوريا
- الدم السوري و التفاوض الدولي
- تركيا: ليلة أميركية رعناء
- استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في سوريا
- الفيدرالية ومآلات الصراع في شمال سورية
- حربٌ على حلب !


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - تغيرات الموقف الفرنسي إزاء القضية السورية