أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حلمي الجصاني - هل سيفجر قيام دولة كردستان الصراع في العراق و الشرق الاوسط ؟















المزيد.....

هل سيفجر قيام دولة كردستان الصراع في العراق و الشرق الاوسط ؟


اياد حلمي الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 5561 - 2017 / 6 / 24 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




هل سيفجر قيام دولة كردستان الصراع في العراق و الشرق الاوسط ؟

اعداد : اياد حلمي الجصاني

على ضوء ما جاء في مقالة السيد اياد السماوي المنشورة في صحيفة الاخبار العراقية بتاريخ 22 حزيران تحت عنوان : " رئيس الجمهورية فؤاد معصوم يحنث باليمين الدستورية " والذي تسآل فيها قائلا : ما هو موقف رئيس الجمهورية الذي هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن والذي يمّثل سيادة البلاد والذي يسهر على ضمان الالتزام بالدستور العراقي والمحافظة على استقلال العراق وسيادته وسلامة أراضيه حول الاعلان عن الاستفتاء في اقليم كردستان؟ خصوصا وأنّ حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي ينتمي إليه رئيس الجمهورية قد أعلن موقفه الأحد الماضي وبغالبية أصوات المجلس القيادي للاتحاد الوطني عن دعمه لإجراء الاستفتاء ؟ وهل يعتبر موقف رئيس الجمهورية المؤيد لإجراء الاستفتاء حنثا في اليمين الدستورية . لقد وجدت في اعادة نشر التقرير الذي نشره موقع صحيفة برافدا الروسية في 3 ابريل 2017 بعنوان : " دولة كردستان ستفجر الشرق الأوسط " ان من الضروري والاهمية ان يطلع القارئ بعد اعادة نشره على ضوء الاعلان مؤخرا عن تحديد موعد الاستفتاء حول استقلال اقليم كردستان في 25 سبتمبر القادم وما اتخذه رئيس جمهورية العراق العراقي الكردي من موقف تجاه الاستفتاء هو ما يؤكد حتميا على الجواب الشافي حول استفسار الكاتب السيد اياد السماوي وما ستؤل اليه النتائج الحتمية بعد استقلال الاقليم حسبما جاء في تقرير صحيفة برافدا . .
لقد ذكر التقرير ما يلي : أن سعي الولايات المتحدة لإنشاء دولة كردستان في شمال سوريا والعراق يهدف استراتيجيا إلى إنشاء بؤرة جديدة من الاضطراب المديد في الشرق الأوسط. في الفترة الأخيرة، أصبح احتمال ظهور كيان دولة كردي في شمال سوريا والعراق أكثر حيوية. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، فإن الولايات المتحدة لا تراهن على القوات المسلحة الكردية في الحرب ضد "داعش" فقط، بل يبدو أن واشنطن أعطت الكرد موافقة مبدئية على حق تقرير مصيرهم في دولة مستقلة.ولو نظر أي مختص في شؤون الشرق الأوسط في هذا الوضع، فإن أول شيء سيتبادر إلى ذهنه هو أن ظهور دولة كردية لن يساعد على حل أي من المشكلات القائمة في المنطقة، بل على العكس من ذلك سيخلق مشكلات جديدة لا حصر لها. لذلك، فإن خطة إنشاء دولة كردستان، كائنا من كان واضعها أو منفذها، يمكن أن تحمل هدفا استراتيجيا واحدا فقط هو إنشاء بؤرة جديدة من الاضطراب على المدى الطويل، سيتم استخدامها كأداة للضغط على المستويين الإقليمي والعالمي. وانطلاقا من هذه البديهة، يمكن الإجابة على سؤال محدد حول : من الذي يحتاج إلى ظهور دولة كردستان، ولماذا؟
أولا، إنها إسرائيل - فكردستان قطعيا سوف تكون معادية للعرب، وهذا يعني أنها ستصبح حليفة لإسرائيل تلقائيا، وبالتالي في تحقيق حلم الدولة اليهودية التي تطمح إلى تحقيقه منذ زمن طويل. إن ظهور دولة كردية تملك جيشا ذا خبرة وتسليح جيد، قادر على إحداث تغيير جذري في ميزان القوى في الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل، والحد من مستوى التهديد، الذي يواجهها بشكل مستمر. وبتعبير آخر، إن ظهور دولة كردستا ن يعني بداية متميزة لعهد جديد في تاريخ إسرائيل. فهو يضع في يديها ترسانة ضخمة من السبل والوسائل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
ثانيا، الولايات المتحدة والحليف الاستراتيجي لإسرائيل – ويمكن الاكتفاء بهذا السبب، ولكن يضاف إليه أن واشنطن عبر إنشاء دولة كردستان، ستحل العديد من مشكلاتها النوعية، وكحد أدنى ستستفيد واشنطن من هذا الوضع في توسيع قائمة العملاء الإقليميين: دولة كردستان لن تكون فقط معادية للعرب ومؤيدة لإسرائيل، بل ستكون أيضا موالية للولايات المتحدة. وهذا بدوره سيمنح الأمريكيين إمكانية حرك ة أكثر تنوعا على المستوى الإقليمي، وإنفاق الأموال على نحو أكثر فعالية في هذا الشأن.
وإضافة إلى ذلك، سوف تصبح كردستان أداة منفصلة وقيمة للغاية لإدارة سير الأحداث والصراعات الكثيرة جدا في المنطقة، ولا سيما أن الكثير من هذه المشكلات أخذ، مع مرور الزمن وتغير الأجيال، يفقد الخاصية الأكثر أهمية من وجهة نظر العرف والتقاليد في السياسة الأنجلو-سكسونية. إذ إن هذه الصراعات لم تعد تلعب دور الخطوط الفاصلة، ومثل الجروح القديمة يجري تضميدها وصناعة نسيج جديد يوحد بينها في العلاقات الإقليمية، ومكان الكراهية الشديدة تظهر براعم التعاون ونواة التفاعل بين الأطراف، التي كانت لدودة في كراهية بعضها لبعض. إنه فن الحسابات القديمة التي يعيش وفقها الشرق الاوسط منذ ألوف السنين، ولا خيار آخر غيره: لو لم يتم لأْم الجروح القديمة، لقضت الشعوب التي تعيش هناك بعضها على بعض منذ زمن بعيد. ومثل هذه العمليات تجري في وقتنا الراهن في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن ذلك يبدو لبعض غير ممكن، ولكن رؤيته ممكنة بخاصة في مسألة الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، العربي–الإسرائيلي، حيث لم تعد المواجهة بين الطرفين كما كانت عليه قبل عشرين عاما أو ثلاثين. ومهما قيل حول ذلك، فإن أطراف الصراع أكثر وأكثر إصرارا، وبوعي أكبر يبحثون ويجدون سبلا للحوار. وهذا يعني أن الأحداث الاقليمية أخذت تكتسب ديناميكيتها الداخلية الخاصة بها، وأن السيطرة عليها من الخارج أصبحت على نحو متزايد أكثر صعوبة. وهذا ما لا يقبل به الأنغلو–ساكسونيون والولايات المتحدة. لذلك، من الضروري إنشاء المزيد والمزيد من خطوط تقسيم جديدة وصراعات جديدة.
وهكذا جرى تفعيل ما يسمونه الآن قضية العلاقة بين السنة والشيعة، التيارين الرئيسين في الإسلام الواحد، واللذين تعايشا معا في سلام وتعاون على مدى قرون طويلة من الزمان. بيد أنه الآن يتم تضخيم أسطورة الكراهية والعداء بينهما، إلى الحد الذي بات كثيرون يعتقدون أن (العلاقة بين السنة والشيعة) هي العامل الحاسم في تطور أوضاع المنطقة.
وهكذا أيضا، وجدت "القضية الكردية" في شكلها المعاصر، ويجري ترسيخها في ذهن الرأي العام العالمي، بأن حق تقرير المصير للشعب الكردي حتمية مطلقة. ولا أحد يأخذ بعين الاعتبار تجربة قرون من التعايش السلمي المشترك بين الكرد والعرب أو مع غيرهما من الأعراق الأخرى التي تعاقبت في التاريخ. فالمطلوب هو الصراع – ويعملون على تضخيمه بعناية، وبغض النظر عن إمكانياته التدميرية الهائلة: الدولة الكردية حكم التعريف ليست فقط معادية للعرب، بل ضد الأتراك وضد الإيرانيين. وظهورها في الوقت الراهن على حدود إيران الشيعية وتركيا السنية، والتي ستطرح مطالب إقليمية بالتحالف مع إسرائيل والولايات المتحدة – كل ذلك سيقحم المنطقة في دوامة جديدة من الحروب والرعب ولأمد طويل. وبمعنى آخر، من وجهة نظر المنطق الإقليمي، فإن ظهور كردستان يمكن مقارنته ليس مع كوسوفو البلقانية، بقدر ما هو أقرب إلى إسرائيل في الفترة الأولى من وجودها.
وفي ظل كل ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار تلك الحقيقة، وهي أن الكرد أنفسهم غير موحدين، وأن هذا السيناريو المعد سيأخذ بعين الاعتبار الاقتتال الداخلي والمستمر والصراع على السلطة والموارد وتفشي الحروب الأهلية دوريا، وهذا ما سيذكر أكثر بفلسطين أو لبنان في زمن الحروب الأهلية.دولة كردستان التي ستنشأ في ظروف الحرب - سوف تصبح مصدرا لعدم الاستقرار والصراع على تخوم عدة حضارات: العربية والتركية والإيرانية، وفي الوقت نفسه في قلب العالم الإسلامي و"الشرق الأوسط الكبير".



#اياد_حلمي_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستغرق الفيضانات القادمة بغداد انتقاما من الفاسدين ؟
- حول -حسن العلوي ورسالة عزة الدوري اكاذيب ودلالات -
- اضافة فهرست الى مقالتي المنشورة في صحيفتكم الكريمة
- عتاب اخوي الى صديق هاجم ايران وأهان حكام العراق ووصفهم - بان ...
- صفقوا معي للنائب الكويتي الوطني الغيور عبد الحميد الدشتي
- اللعنة تطارد امير دويلة قطر وادانته بدعم الارهاب تلاحقة في ا ...
- رسالة عتاب من مواطن عراقي الى نائب رئيس جمهورية العراق
- خبير امريكي يسأل : لماذا تشتري السعودية 15 الف من الصواريخ ا ...
- على ضوء انعقاد مؤتمر القمة الخليجية 34 في الكويت كاتب امريكي ...
- حينما تتجسد الميكيافيلية في الدفاع عن الاسلام السياسي السني
- وعن دبي سألوني : ما سر فوزها باستضافة معرض اكسبو 2020 ؟
- لماذا اصبحت دولة الرفاه في الكويت غير قابلة للاستمرار ؟
- في الرد على خطبة القرضاوي ومقالتي عبد الرحمن الراشد وقطاطو ا ...
- بلاد الحرب اوطاني من الشام لبغدان.....
- حكومة المالكي تكرم البعثيين وتتنكر لعودة اصحاب الكفاءات
- ما الذي اعجبني عند انعقاد القمة الحكومية لتطوير الخدمات في د ...
- خمسون عاما وما زلت اتذكر برعب 8 شباط 1963
- اضواء على مأزق الديموقراطية العليلة في الكويت
- ما الذي حققه الاقتصاد العراقي تحت خيمة اقتصاد السوق ؟
- الكويت : طباع شعب ام منهج حكم وسياسة دولة ؟


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حلمي الجصاني - هل سيفجر قيام دولة كردستان الصراع في العراق و الشرق الاوسط ؟