أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حلمي الجصاني - عتاب اخوي الى صديق هاجم ايران وأهان حكام العراق ووصفهم - بانجس من الخنازير- !















المزيد.....


عتاب اخوي الى صديق هاجم ايران وأهان حكام العراق ووصفهم - بانجس من الخنازير- !


اياد حلمي الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عتاب اخوي الى صديق هاجم ايران وأهان حكام العراق ووصفهم " بانجس من الخنازير" !


ارجو ان يسمح لي صديقي الدكتور عبد الجبار العبيدي استاذ الحضارة الاسلامية في جامعة الكويت سابقا ان اذكرك واقول انك في مقالة سابقة لك نشرت قبل اكثر من عامين بعنوان :" هل كان الحسين(ع) مصيبا بمجيئه الى كربلاء...؟ وهل ان حزب الدعوة العراقي اليوم من انصاره المعتمدين؟" (1) كتبت فيها تقول :" وها هي فتنة الفلوجة تحدث اليوم في عراق المظاليم في 1435 للهجرة،وبدلا من الحوار وكشف الحقيقة للناس فهم شركاء الوطن لا المرؤوسين ، ينبري الحاكم الجديد ليعلنها حربا على الآمنين بحجة الداعشيين كما يقولون فتقتل الناس وتهجر من اجل ان تبقى الخلافة فيهم دون الأخرين،ولو كانوا حقاً صادقين لما اصابوا الوطن بعد التغيير في 2003 بهذا الخراب الكبير". لكني انتقدت بادب ما جاء في مقالتك هذه في وقته وقلت لك ان ما اردت ان تشير اليه في الفلوجة هو الاعتصامات التي وقعت فيها آنذاك وان الشئ الملفت للنظرالذي تتجاهله وتنساه يا صديقي عن هؤلاء المعتصمين والذين تعتبرهم شركاء في الوطن هو ما جاء على لسان احد قادتهم النائب في البرلمان العراقي احمد العلواني الذي تم اعتقاله في مداهمة منزله من قبل قوات الحكومة والقبض عليه على اثر صراخه من منصة الاعتصامات بان "الشيعة خنازير" . كما وراحت أبواق المعتصمين تشن حملة إعلامية مضللة، مفادها أن العراق صار مستعمرة إيرانية، وأن الحاكم الحقيقي هو الجنرال الإيراني قاسم سليماني، بل وراح قائد اخر في تلك الاعتصمات أحمد أبو ريشة، يصرخ في الفضائيات أن خطابهم مع "حكام بغداد" يجب ترجمته إلى الفارسية، في إشارة إلى أن الذين يحكمون في بغداد هم إيرانيون لا يعرفون العربية " (2) . ويا ترى كيف يكون من مثل هؤلاء شركاء في الوطن مثلما تريد ؟؟ .
انك يا دكتور من العارفين كيف اقيم في مصر والسعودية في السنوات الاخيرة عدد من المحطات الفضائية وظيفتها انتقاد الشيعة ومذهبهم وسلوكياتهم وعباداتهم وصوروهم على انهم فئة خارجة عن الاسلام، وهم في ذلك يعقدون برامج وندوات يتحدثوا فيها شيوخ مأجورون محدثين بذلك بلبلة في اوساط الشعوب المسلمة وهدفهم من وراء ذلك سياسي لا يمت للعقيدة بصلة. فهل ولى زمن عداء العرب لاسرائيل واصبح العداء بدلا من ذلك لايران ؟ " (3) . ولربما نتذكر ايضا ما جاء في احدى مقالات الكاتب المعروف حسن العلوي الذي قال انه زار الرياض بصحبة طارق الهاشمي المطلوب للعدالة في العراق وكيف سمع العلوي وهو يقف خلف الهاشمي لالقاء التحية على الملك عبد الله ما قاله الملك لطارق الهاشمي همسا في اذنه وهو يقبله " لقد دفعنا لكم مليارين ونصف دولار وما زال الشيعة يحكمون في العراق ؟ ! " (4).

ومن هنا اقول لك يا دكتورنا العزيز للاسف ان من الغريب انك تنهج نفس النهج الذي ذهب اليه العلواني واحمد ابو ريشة وابواق العالم العربي عندما تقول في مقالتك الاخيرة المنشورة في مركز النور قبل ايام قليلة بعنوان " اصحوا يا قادة العراق......" (5) :" ولا ندري الى متى تستمرون بالتستر بالصالحين وانتم انجس من الخنازير..اصحوا قبل فوات الآوان ،فان ايران اليوم تخطط لتدمير وطن العراقيين واحتلاله بالتمدد البشري حتى لا يقال انها تحتل بلدكم عسكريا غدا امام القانون...؟ " يا صديقي ليس دفاعا عن قادة العراق ولا عن ايران ان كانوا من السنة او الشيعة او الاكراد ، لكن كان باستطاعتك ان تواصل نقدك اللاذع لقادة العراق الذي جاء في العديد من مقالاتك المنشورة سابقا ضد القادة العراقيين ببغداد بالالفاظ المعروفة اليوم مثل الفاسدين والخونة والعملاء والحرامية وغيره ولك الحق في ذلك ، اما ان يكون قادة العراق كما تصفهم بانجس من الخنازير فهذا امر مرفوض . وهل يصدق ان مثل هذا الوصف ياتي من استاذ جامعي سابقا يعيش اليوم في اعظم دول العالم ديموقراطية وحضارة ؟ انا شخصيا اكاد لا اصدق ان ينحدر صديق لي الى مثل هذا المستوى اللامقبول والمستهجن والذي لا ياتي سوى على لسان اشخاص نخرت عقولهم الكراهية و الطائفية والحقد الاعمى وحاشاك ان تكون منهم .
في مقالتك السابقة قبل اكثر من عامين التي اشرت اليها في بداية حديثي انك ركزت على المعتصمين في الفلوجة آنذاك في الوقت الذي كان الدواعش على بعد كيلومترات من ابواب بغداد وكنت تؤيد سقوط حكومة المالكي بالقوة مثلما اراد المعتصمون بينما انا لم اؤيدك في حينه لخطورة الموقف وقلت لك يجب ان يتحد العراقيون وينسون خلافاتهم من اجل الدفاع عن بغداد اولا ، الا انك هاجمتني بما يحلو لك من عمالتي للمالكي وحلفت اليمين ان لا تعرفني من بعد ذلك مهما طال الزمن و بقي لك من العمر . تاسفت وعاتبتك وطالبتك بالاعتذار ولكن دون جدوى .
وفي مقالتي الاخيرة المنشورة اخيرا في مركز النور حول زيارة امير دويلة قطر الى فيينا (6) فاجأتني مستيقضا ضميرك وعدت للتعليق على مقالتي الا انك للاسف لم تتحلى بالشجاعة الكافية لتقديم الاعتذار كما طلبت منك سابقا رغم ان تعليقك الاخير كان يتصف بالواقعية وبطيف جميل من الرومانسية التي اعجبتني عندما كتبت تقول : " الكاتب الشجاع المخلص موجود دائماً،وتخلقه العواصف احياناً،واذا بدأ صوته خافتاً في وقت ما، فأنه يمكن ان يوقظ أمة بكاملها في النهاية ،فالامة امانة في اعناق مثقفيها، نأمل ان يكون الرهان ناجحاً... أياد بُعدنا عن بعض لكننا تركنا في القلوب اشواق. لربما اقتربت الساعة ولربما ينشق القمر. ! "
من العجيب والغريب انك تقول في تعليقك ببساطة وعفوية اننا بعدنا عن بعض بينما انك من سبب هذا الابتعاد وانك حلفت اليمين ان لا اكون صديقا لك بعد ذلك ولكنني مع كل هذا اجبتك على التعليق الجميل بنفس الصحيفة معاتبا من جديد قائلا :" كل الشكر لك يا صديقي الدكتور عبد الجبار العبيدي على هذه المبادرة الكريمة . لقد جاءت مبادرة تعليقك على مقالتي تسمو بالروح الوطنية في مواقفك المشرفة ضد الطغاة والمجرمين بحق هذه الامة وتتالق بعمق مشاعرك الصادقة تلك المشاعر النابعة من اصالتك وعمق تجاربك. لقد صدقت قولا ان الامة امانة في اعناق مثقفيها . كانت كلماتك حول زيارة امير قطر الى النمسا على نحو لا يمكن لكل اقلام مثقفي العرب ان يصلوا اليه واروع ما قيل لتعرية جرائم هؤلاء الطغاة الجهلة المتامرين على الامة " واضفت لك قائلا :" نعم نامل ان يكون الرهان ناجحا كما تقول لا بل انه الامتحان ياصديقي امتحان صحوة ضمير المثقف امام التحديات ووقوفه بوجه الظلم والظالمين وعدم انحيازه وان لا يكون لاختلاف رأيه مع الاصدقاء احيانا ما يفسد للود قضية ! ومن هنا ياتي سمو الخلق الرفيع وعلو الايمان الصادق والوفاء بالروابط الاخوية التي انت اهل لها ". ولكني لم اسمع منك شيئا بعد ذلك ولربما اخجلك ردي الصريح !
لكنني اليوم يا صديقي اقرأ لك في مقالتك الاخيرة (5) انتكاسة في الضمير من جديد حيث تعاود الهجوم على قادة العراق وتصفهم " بانجس من الخنازير " وبالطبع تقصد الشيعة منهم اولا واخشى ان هم سيحاسبوك على اهانتك كما حاسبوا العلواني ! اما عن هجومك على ايران التي تقول انها " تخطط لتدمير وطن العراقيين واحتلاله بالتمدد البشري " . فانا اؤيدك واقول ان ما تذكره ليس بجديد فايران تمددت منذ قرون وهذا الامر هنا يتعلق بعدة عوامل منها الحضاري قبل العامل الاقتصادي او السياسي . وبما ان لا فرق بين كاثوليك روما وكاثوليك فيينا لان كلهم مسيحيون وكذلك الشيعة سواء كانوا في بغداد او طهران . واسمح لي ان اوجز شيئا عن الشان الحضاري بالقول ان العرب بعد غزوهم بلاد فارس، عفوا حتى لا تزعل ، اقول بعد فتح فارس ضلوا فيها لاكثر من الف عام فيا ترى كيف سيكون وصف النتاج العرقي او ما يسمى الاثنوغرافي او الاثنولوجي ما بين العرب والفرس بعد تلك القرون الطويلة ؟ وما تاثير ذلك على الجانب الجيوبولتكي للجوارالايراني مع العراق وكيف هي مظاهر حياة الايرانيين دينهم وعاداتهم وتقاليدهم واخلاقهم وحتى الكثير من اللغة وما يتصفون به من مظاهر مادية في نشاطهم الانساني هذااليوم وعلاقاتهم بالعراق منذ تلك القرون البعيدة حتى يومنا هذا. اضف الى ذلك الحدث التاريخي الشهير حول احدى بنات كسرى يزدجرد اللواتي اخذن اسيرات الى المدينة وكيف اصبحت احداهن زوجة للامام الحسين ابن علي (ع) .(7) ولكن اهل السنة كذبوا القصة وقالوا انها اسطورة خلقها الايرانيون (8) مثلما كذبوا وصية النبي محمد (ص) في خطبة خم التي ولى بها الامام علي (ع) من بعده خليفة للمسلمين (9) . واليوم ان زرت ايران فستجد لقبور الاحفاد من الائمة المنتشرين في المدن الايرانية الكثير ولك في قبر الامام علي الرضا (ع) في مدينة مشهد خير شاهد على ما اقول . وهل يخفى عليك كيف تمدد الفرس الايرانيون بعد ذلك بزمن على عهد الخليفة هارون الرشيد وكيف اصبحت بغداد في عهد البرامكة وكيف حصلت الفتنة وقضى الرشيد على البرامكة ومنها ما حصل بين الامين والمامون كل من زوجة الرشيد العربية والاخرى الفارسية من حرب وقف فيها خلف المامون الايرانيون والامين العرب السنة . ثم كيف كانت العلاقات مع ايران عهد امير المؤمنين على ابن ابي طالب (ع) خليفة المسلمين في دولته الاسلامية التي لا حدود لها وهو في الكوفة بالعراق ؟ ثم كيف اصبحت بعد مقتل ابنه الحسين (ع) واهله وصحبه من قبل يزيد بن معاوية نعله الله الى يوم الدين بالطف في كربلاء ؟ ولم تكن تلك الاحداث هي الوحيدة المددلة على تمدد الايرانيين في العراق فالتاريخ زاخر بالاحداث ومنها ايضا صراع الاتراك والفرس على مسرح العراق عند سيطرة العثمانين على شئؤون الخلافة الاسلامية لعدة قرون وحتى الحرب العالمية الاولى وانت خير العارفين .
وهنا يخطر لي مثال اخر ياتي من التاريخ الاوربي . كلنا نعرف ان الامبراطورية النمساوية كانت تنتمي لها شعوب متعددة محيطة بها وبعد سقوطها بعد الحرب العالمية الاولى تفككت الامبراطوية واصبحت دولة صغيرة هي النمسا وعاصمتها فيينا التي غزتها المانيا واحتلها هتلر عام 1938 وبعد الحرب العالمية الثانية حررها الحلفاء بعد ان احتلوها لمدة عشر سنوات . وبعد الاستقلال عام 1955 حصلت النمسا على وثيقة التحرير . ولكننا شاهدنا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي منذ عام 1990 وبعد قيام الاتحاد الاوربي والغاء الحدود بين دوله العديدة كيف تمددت الدول المجاورة للنمسا التي كانت تنتمي اليها سابقا وهجم الالاف من مواطنيها الى داخل النمسا قادمين للعمل آملين بالحصول على دخول عالية و بالعيش الرغيد تحت ظل الديموقراطية وقوانين الاتحاد الاوربي وهم مواطنون فيه مثل النمساويين لا فرق بينهم . ولكنني اسأل هل مثل ذلك التمدد كان يمثل خطرا على النمسا رغم انه جاء ايضا بالمشردين الجياع ومن اللصوص والمهربين والمجرمين وحتى الغجر وغيرهم من دول الجوار وبلاخص من هنغاريا ورومانيا والجيك وبولندا.... وغيرها . لم اقرأ في الصحف النمساوية ما يتعلق بهذا الامر وكل الاحداث التي تقع من قضايا السطو والقتل والسرقات والتهريب اليومية من قبل هؤلاء كلها كانت تعامل على انها قضايا داخلية يحكمها القانون النمساوي ولم اسمع انها كانت تمثل خطرا على وجود النمسا ولم اسمع عن الفوارق الطائفية او القومية او الدينية اي انهم مسيحيون كاثوليك شيعة والاخرون بروتستان سنة او من المسلمين بعد هجمة اللاجئين الى النمسا . لماذا وما السر في ذلك ؟ اذن ما هي الاسباب التي تجعلنا نقول ان التمدد الايراني يمثل خطرا على العراق ؟ . الايرانيون يدخلون العراق من اجل زيارة قبور الائمة عليهم السلام اولا او من اجل العمل والتجارة . فهل سمعنا ان ايرانييا فجر نفسه في حفل عرس او ماتم او سوق شعبية كما يفجر انفسهم الارهابيون السعوديون على الدوام في العراق ؟ قل لي بربك يا استاذنا الكريم ما تاثير كل تلك الاحداث التاريخية التي مررت بها على العلاقات بين الشعبين الايراني والعراقي منذ القرون البعيدة وحتى اليوم وانت تخيفنا بخطر التمدد الايراني وكانما الاتراك قد تمددوا الينا اليوم من جديد ؟ لم اقرأ او اسمع ان بلدا تجمعه العلاقات التاريخية مع العراق مثلما هي له مع ايران ويشهد على ذلك ايوان كسرى مسكنه الشتوي في المدائن قرب بغداد . اليس باستطاعة العراقيين ان يستثمروا الروابط التاريخية الطويلة مع ايران على خير وجه بتاسيس علاقات جوار مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة التي تستند على الاتفاقيات الثنائية المتبادلة يوافق عليها البرلمان في كل من البلدين وباشراف الامم المتحدة ؟
ان من المهم ولك الحق ان تنادي بالخطر من التمدد الايراني ولكن ليس بتوجيه التهم غير اللائقة التي اطلقتها يا صديقي على القادة العراقيين بل ان الواجب الذي يتحتم على استاذ جامعي مثلك ان يعلل العلة على نحو علمي مقبول وان يصف العلاج محذرا العراقيين من التمدد الايراني والخوف من بقاء العراق كمحمية ايرانية او مستعمرة وسوق لمنتجاتهم الكثيرة والمفضلة ابين لك ان سمحت لي عرض القليل من آثار العامل الاقتصادي حول هذا الامر بعد ان قدمت ما يشير الى العامل الحضاري . لقد اصبح وجود تلك النتجات في اسواق العراق لا غنى للعراقيين عنها في كل مجالات الحياة من السيارات الى المعلبات والخضروات المستوردة من ايران ولربما والله اعلم ما بعد هذا وذاك وكل هذا ممكن بعد ان توقفت عجلة الصناعة في العراق منذ زمن صدام حسين الذي دمر المصانع وباع معداتها زمن الحصار الطويل بعد غزوه الكويت. اضف الى ذلك انتهازية ومصالح روؤساء الاحزاب الدينية العراقية الكبيرة هذا اليوم الذين تربوا في ايران بعد طردهم من قبل صدام حسين الذي شن حربا شعواء بدعم السعودية والخليجيين وانت خير العارفين لمدة ثمان سنوات على ايران . فهؤلاء كما يبدو لنا من تصرفاتهم لا يهمهم مصلحة العراق وتصنيعه او انشاء صناعة وطنية ويتركوا مصالح جيوبهم واتباعهم مع ايران . لقد تركز هذا العامل الاقتصادي بعد تغيير قوانين الكمارك والضرائب على يد بريمر حاكم العراق الامريكي لاستيراد المنتجات من الخارج وعلى اغراق الاسواق العراقية بكل السلع الايرانية التي يحتاجها العراقيون وباقل الاسعار ولم نجد صدى للعراقيين بالاحتجاج او التفكير بالاسباب التي شلت الاقتصاد العراقي الوطني اوالمناداة بالمصلحة الوطنية . وليس فقط المنتجات الايرانية وحدها تغزوا الاسواق العراقية فهناك حتى الماء والحليب من الكويت والسعودية تباع في الاسواق العراقية ولم اسمع ان عراقيا رفض شراء الحليب السعودي او الكويتي البلدان المتآمران على العراق وامنه (10) .
اما عن الشان السياسي وباختصار ايضا فلا بد ان نتذكر كيف سقط العراق واحتلت بغداد على ايدي الامريكان عام 2003 وقضوا على الدكتاتورية واعدموا صدام على حبل المشنقة وكيف اسسوا للديموقراطية في العراق وقيام انتخابات وبناء برلمان للنواب بالسرعة الفائقة وكيف مهدوا للاكثرية من الشيعة في العراق وهو امر تقره الديموقراطيات في العالم للوصول الى السلطة وكيف وزعوا السلطات بين الطوائف السنية والشيعية والكردية وغيرها الا ان كل هذا لم يعجب الدول المجاورة للعراق من السعودية ودول الخليج لانها باتت تخشى العدوى ومطالبة شعوبها بالديموقراطية ولم تقبل ان يسيطر الشيعة على الحكم في العراق خوفا من تتمدد ايران اليهم ولم يكن امام هذه الدول غير العمل على اسقاط النظامين في العراق وسوريا للتخلص من عدوى الديموقراطية في العراق والحزب الواحد في سوريا ووقف التمدد الايراني القادم . اذن الان اكتشفنا خطر التمدد الايراني بعد ان راح اهل السنة وعلى رأسهم السعوديون الوهابيون ينادون ان الامريكان سلموا العراق على صحن من ذهب الى الايرانيين وقالوا ان ايران اصبحت تهدد العالم السني بامتدادها عبر العراق الى سوريا وبناء الهلال الشيعي . ومن هنا انطلقت الحرب الطائفية التي سخر فيها السعوديون ابناءهم الوهابيين ارهابيهم في كل من العراق واسوريا وباعتراف الحكومة السعودية رسميا قبل ايام فقط ( 11) .
نعم العراقيون يواجهون المصائب هذا اليوم وستبقى تصيب الاجيال القادمة بالشلل لو بقي العراق نائما يواجه التمدد الايراني الذي ركزت على خطره في مقالتك الاخيرة ولا ندري اين هذا التمدد من البحرين او الامارات وعمان بالذات لتستولي ايران بالتمام على مضيق هرمز او على الكويت التي يسيطر فيها الايرانيون المقيمون اصحاب النفوذ التجاري والسياسي منذ زمن بعيد ولم تذكر شيئا عن خطر الارهاب المدعوم من السعوديين والقطرين وبقية دويلات الخليج الذي دمر العراق في الحقيقة . هل قرأت مقالتي حول كيف اصدرت المحاكم الكويتية حكما بعشر سنوات على المواطن عبد الحميد دشتي الذي اهتز ضميره رافضا شن السعوديون الحرب على اليمن واشتراك الكويت فيها ؟ (12) . اذن ما هي الدراسات التي سنتوقع ان يخطها قلمكم المؤثر وفكر الاساتذة الجامعيين من امثالك لانقاذ العراق مستقبلا ؟ .
وهكذا تستمر الفتن منذ تكذيب قصة زواج الامام الحسين(ع) الى تكذيب خطبة النبي (ص) في توليته الامام على (ع) والى فتنة البرامكة والقضاء عليهم وقيام الحرب بين الامين والمامون وغيرها من الفتن على طول السنين والى قيام حرب صدام على ايران بالامس القريب . واليوم تندلع الحرب ضد العراقيين والسوريين والتي هي تمهيد لشن الحرب ضد ايران وبدعم من اسرائيل يدعمها السعوديون والخليجيون الذين يقاتل عنهم ابناؤهم الدواعش بالنيابة بل وحتى ضد اليمن التي دمروها علنا . الم يسخروا صدام حسين لشن الحرب على ايران بعد قيام الثورة الاسلامية تلك الحرب التي احرقت الاخضر واليابس في العراق لمدة ثمان سنوات؟ لماذا لم يحارب ملوك السعودية وامراء الخليج شاه ايران قبل قيام الثورة الاسلامية بل ذهبوا لتقبيل اياديه عام 1971 عندما احتفل بذكرى مرور 2500 عام على انشاء امبراطورية فارس القديمة ؟ والى متى ستبقى الفتنة مشتعلة ؟ العراق منهوب ولا غالب ولا مغلوب والحرب مستمرة والموصل ما زالت بيد الارهابيين لم تتحرر ولكن الحمد لله والشكر للروس وابناء سوريا الغيارى انتصرت سوريا على المتمردين والارهابيين في حلب الذين سلموا بالامر الواقع واعلنوا قبول الهدنة وتسليم اسلحتهم ولم يبق الا ان تعلن السعودية عن فشل مشروعها الارهابي مثلما اعلنت صراحة ورسميا عن اشتراك ابنائها الارهابيين في ساحات الحرب ضد العراق وسوريا (11) .
وكلمة اخيرة يا صديقي اقول وكما اعتقد بناء على ما جاء في مقالتك الاخيرة لو ان صدام حسين ما زال حيا وفي الحكم بالعراق اليوم ، والحمد لله ذهب الى لا رجعة ، ويقرأ ما كتبت لارسل بقرار تعيينك سفيرا للعراق في امريكا فورا وانت مقيم في واشنطن ولكني في الوقت نفسه استغرب كيف لم يصدر الرئيس اوباما قرار تعيينك سفيرا لامريكا ببغداد حتى الان ؟ ارجوك يا صديقي التحلي بالمنطق والعقلانية والموضوعية والابتعاد عن تلك الالفاظ غير اللائقة بامثالك وقبول عتابي برحابة الصدر واعيد واكرر الرجاء ان لا يكون لخلاف الراي ما يفسد للود قضية. سامحك الله وكل عام جديد وانت والقراء الاعزاء بالف خير مع التحية .

*عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية فيينا



#اياد_حلمي_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقوا معي للنائب الكويتي الوطني الغيور عبد الحميد الدشتي
- اللعنة تطارد امير دويلة قطر وادانته بدعم الارهاب تلاحقة في ا ...
- رسالة عتاب من مواطن عراقي الى نائب رئيس جمهورية العراق
- خبير امريكي يسأل : لماذا تشتري السعودية 15 الف من الصواريخ ا ...
- على ضوء انعقاد مؤتمر القمة الخليجية 34 في الكويت كاتب امريكي ...
- حينما تتجسد الميكيافيلية في الدفاع عن الاسلام السياسي السني
- وعن دبي سألوني : ما سر فوزها باستضافة معرض اكسبو 2020 ؟
- لماذا اصبحت دولة الرفاه في الكويت غير قابلة للاستمرار ؟
- في الرد على خطبة القرضاوي ومقالتي عبد الرحمن الراشد وقطاطو ا ...
- بلاد الحرب اوطاني من الشام لبغدان.....
- حكومة المالكي تكرم البعثيين وتتنكر لعودة اصحاب الكفاءات
- ما الذي اعجبني عند انعقاد القمة الحكومية لتطوير الخدمات في د ...
- خمسون عاما وما زلت اتذكر برعب 8 شباط 1963
- اضواء على مأزق الديموقراطية العليلة في الكويت
- ما الذي حققه الاقتصاد العراقي تحت خيمة اقتصاد السوق ؟
- الكويت : طباع شعب ام منهج حكم وسياسة دولة ؟
- ردا على مالوم ابورغيف - في الجدل الازلي عن السنة والشيعة
- اضواء على زيارة الوفد الكويتي الى بغداد
- مئة عام على ولادة المستشار النمساوي الراحل الدكتور برونو كرا ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد حلمي الجصاني - عتاب اخوي الى صديق هاجم ايران وأهان حكام العراق ووصفهم - بانجس من الخنازير- !