أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - حتى لو لم يكن كلام فورد مُنزلاً















المزيد.....

حتى لو لم يكن كلام فورد مُنزلاً


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5560 - 2017 / 6 / 23 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((Ger hina got kumî te ne li serî te ye û heya ku tu tekez dike ku kum
li serê te ye jî dibê tu bikêmanî carekî destê xwe bavêje serê xwe))

انطلاقاً من المقبوس أعلاه يقول أهالي منطقة عفرين الواقعة في أقصى شمال سوريا: "عندما يقول بعضهم بأن طربوشك ليس على رأسك فحتى وإن كنت متأكداً من أنكَ تلبس الطربوشَ فعلى الأقل مُد يدك على رأسك ولو لمرةٍ واحدة" وذلك على مبدأ الشك من حسن السريرة واليقين بعنادٍ هو مِن المقابح وليس شرطاً بأن يكون دليل ثقة، أو كما يقول البدو لِمن كان بليداً أو غير منتبه إلى ما يجري حوله أو يُحاك له "عباتك ورت يا شيخ" أي بمعنى انتبه فعباءتك تحترق، وذلك بما أن ما قاله منذ أيام آخر سفير اميركي لدى سوريا روبرت فورد في الحديث الذي أدلى به لصحيفة الشرق الأوسط يدخل في إطار التنبيه والحذر مما ينتظر حزب الاتحاد الديمقراطي من جهة، وعموم الكرد السوريين من ورائهم، باعتبار أن المعارك لا تستثنى الكردي الجيد من الكردي السيء عند إندلاعها، بكون أن الصورة الحقيقية للكرد هي واحدة لدى معظم قوى المعارضة وكذلك لدى النظام وأتباعه، كما أنه حتى ولو لم يكن كلام فورد مُنزلاً وكانت أقواله صرف تكهنات، إلا أن الرجل على اطلاعٍ تام بما يجري في سوريا على مدى الأعوام السابقة، ولعله على دراية جيدة بالمواقف الغير معلنة لجميع الأطراف السورية التي التقاهم، والمتابع للوضع لا شك يستشف المستبطن من خلال تصريحات ومواقف الطرفين، حتى بالنسبة إلى المعارضين الذين يقولون بأن الكرد شيء والاتحاد الديمقراطي شيء آخر، فهؤلاء بحق لا يشكلون إلا نسبة ضئيلة جداً من بين عموم السوريين، طالما أن ميشيل عفلق وعترته هم من أورثوا الطرفين الموالاة والمعارضة أقبح الصوَر الذهنية عن الكرد منذ ما يزيد عن خمس عقود، وهي بحق ثقافة مشتركة وعامة بغض النظر عن المجاملات التي يطلقها البعض من النخبة السياسية والثقافية أو البعض من أصدقائنا.
وتكمن أهمية تحذيرات فورد ومقاربة توقعاته للواقع أنه بُعيد التصريح بيومٍ واحد فقط قُصفت الكتائب المحسوبة على المعارضة والمدفعية التركية معاً قرى ناحية شران في منطقة عفرين، كما أنه في اليوم نفسه احتجز مسلحي الجبهة الشامية المعارضة الكثير من المواطنين الكورد السوريين العائدين من تركيا لقضاء عطلة العيد على معبر باب السلامة وأمطروهم بالتُهم والإهانات والشتائم، فإن لم نقل هو نتيجة حتمية للحقد المترسب فهو على الأقل وكرمى إرضاء أسد السنة فقد يفعلون ما هو أسوأ منه، كما أنه في نفس اليوم قامت قوات النظام في ريف حلب باحتجاز ركاب منطقة عفرين مع بضائعهم، وذلك بالقرب من بلدة الزهراء الشيعية، وهو ما يوحي بأنه ليس من الصعوبة إيجاد ذريعة ما باسم وحدة سوريا، أو بدعوى محاربة التقسيم، أو ما شابه ذلك من الذرائع حتى يتفق الطرفان المعارض والموالي لمحاربة الاتحاد الديمقراطي، وهذا سورياً وارد وغير مستبعد البتة بناءً على الجذر العفلقي المشترك لدى معظم السوريين، عدا عن الرغبة الدفينة لكل من تركيا وإيران في ضرب أي رأسٍ كردي بلغ الإيناع في مكانٍ ما!
إذن ففورد حذّر وسواءً أكان تحذيره ينم عن محبة أم أنه من باب التشفي قال رأيه ذاك، فالمهم في الموضوع هو أنه تكلم نيابة عن هواجس الكثير من السوريين موالون ومعارضون، بما فيهم حتى الكرد المعارضون لسياسة الاتحاد الديمقراطي المتعجرفة والاستفرادية والقائمة على عقلية الاستحواذ على كل شيء، شأنه شأن أي حزب شمولي لا يتحمل المشاركة، ولا يقبل إلاّ بكركوزات تحوم حوله كما هو حال حزب البعث العربي بالضبط مع كركوزات الجبهة الوطنية التقدمية، ولكن وبدلاً من التفكير ملياً بما قاله فورد جاء الرد المأسوف عليه سريعاً من قبل آلدار خليل المحسوب على الاتحاد الديمقراطي في موقع إيلاف في نفس الفترة، والذي عبر فيه وهو بكامل استهتاره بدماء الآلاف من الشباب الكرد الذين قضوا في معارك الحزب خارج المناطق الكردية قائلاً:"بخصوص الموقف الأميركي، فهذا شأنهم، ولكن نحن من جهتنا ليس لدينا ما نخسره إن فعلوا ذلك، فنحن تحالفنا، واستفاد الجميع من هذا التحالف، الذي تم ضد داعش، فحتى لو جرى ما يتوقعه هو، فسنكون قد كسبنا بأننا عملنا معًا لدحر داعش، وهذا إنجاز فيه فائدة للجميع"، نعم ربما لم ولن يخسر هذا السياسي حسب زعمه أي شيء، وذلك باعتبار أنه مع رهطه القادمين من قنديل مجرد أناس مقامرون بأرواح الآخرين، وهل من مقامرٍ يأسف على نقودٍ هي أصلاً ليست له؟ والدليل على أنه فعلاً غير آبه بدماء من يقدمهم كأضاحي هنا وهناك، تارةً كرمى النظام وتارةً كرمى أمريكا والروس هو ما أصدرته الإدارة التابعة للاتحاد الديمقراطي في مدينة كوباني يوم الاثنين 19/ 6/ 2017 بخصوص التجنيد الاجباري، وحيث قامت الشرطة العسكرية التابعة للحزب المذكور بتوزيع بروشورات على المحلات والمارة في أسواق المدينة يتضمن مايلي: "من يتخلف عن الإلتحاق بالخدمة إلأجبارية ابتدا من 1/7/2017 سيضاف الى مدة الخدمة ثلاث اشهر وتصبح المدة 12 شهرا سنة كاملة" وهذا القرار يشير بوضوح إلى أن الحزب ماضٍ في طريق التضحية بمن تبقى من الشباب والشابات الكرد، ربما إلى أن ينتهي الحزب الإيكولوجي من اقتلاع آخر شابٍ كردي من جذوره وقتها لن يكون هنالك من داعٍ أصلاً لأن يتم محاربة الكرد سواءً أكان من قبل النظام أم من قبل المعارضة!
وما يؤكد بأن الاتحاد الديمقراطي بخصوص مشروعه الهُلامي والقرابين التي يقدمها هنا وهناك هو في وضعية "اذن من طين واذن من عجين" أي أنه يتجاهل كل كلام أو انتقادات أو تحذيرات أو نصائح من الآخرين، يظهر ذلك جلياً من خلال التصريحات اللامبالية لقادة الحزب، كما أن هموم الناس وظروفهم الحياتية التعيسة بسبب طول مدة الحرب من جهة، والحصار الاقتصادي الخانق من قبل الاسلاميين للمنطقة وكذلك من طرف تركيا من جهةٍ أخرى، وفوقها الضرائب التي أرهق الاتحاد الديمقراطي السكان بها هو آخر ما تفكر به إدارة الحزب المذكور، والدليل ما أعلنه يوم الخميس 22/6/2017 السيد حسن بيرم رئيس الهيئة الداخلية في مقاطعة عفرين في تسجيلٍ مصوّر"بأن الهيئة الداخلية في المقاطعة تقرر منع المدنيين القادمين من تركيا الى عفرين في إجازة العيد بالعودة الى تركيا" هذه هي إذن فلسفة حزب الاتحاد الديمقراطي في حكم الناس بالإكراه، وأخذهم على جبهات القتال بالإكراه، ومنعهم حتى من تأمين قوت أولادهم بالإكراه!!!
ختاماً فالصورة المستقبلية السوداء التي رسمها وتحدث عنها السفير الأمريكي كادت أن تكون ملموسة في اليوم الثاني من تصريح فورد ولو بوتيرةٍ أخف، خصوصاً وأن حتى من تتقاطع مصالحهم مع الاتحاد الديمقراطي كنظام الأسد وإيران أو من يعتبرون أنفسهم بأنهم متحالفون مع الاتحاد الديمقراطي هم عملياً يكنون له الضغينة ويتحينون الفرصة للانقضاض عليه، فيما تركيا فهي الأخرى ترى في الحزب المذكور العدو اللدود ولعلها تفضل عشرات المنظمات الإرهابية مثل داعش على حزب الاتحاد الديمقراطي، وبالنسبة لقوى المعارضة فهي الأخرى تعتبر أن تنظيم داعش والاتحاد الديمقراطي وجهان لعملة واحدة، إذن وراء كل هؤلاء الأعداء فأين هم أصدقاء الحزب؟ وأين هي حدوده المفضية إلى الفلاح طالما أنه محاط بالأعداء من الجهات الأربعة؟ وللتأكيد بأن موقف الموالين للنظام وإيران لا يختلف عن موقف تركيا والمعارضة السورية من الحزب المذكور نذكر ما قالته الصحفية الموالية لنظام الأسد يارا اسماعيل في تقريرٍ لها عن منطقة عفرين نُشر مؤخراً وكان تحت عنوان "ميليشيات وأكاذيب وعنصرية كردية تسمم بيئة عفرين" وتمنت الصحفية التابعة للنظام وبشّرت فيه وهي الموالية للأسد ما يتمناه معظم المعارضين الذين رحبوا بما صرحه روبرت فورد، حيث تورد الصحفية في تقريرها الذي ختمته بعبارة فورد التي احتفى بها المعارضون مثل الموالين فتقول: "كل من استطعنا اللقاء بهم فشلوا باقناعنا بالشعور الذي لايملكونه أصلا بحتمية خروجهم رابحين من خلال المقامرة على دعم الولايات المتحدة الامريكية لهم والذي بشرهم سفيرها السابق لدى دمشق روبرت فورد بدفع الثمن حيث قال ان الاسد انتصر وان الاكراد سيدفعون ثمنا غاليا لثقتهم بالامريكيين"!!!.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالح الأقطاب أهم من عويل المعترضين
- استقلال الإقليم والشرخ الكوني
- شرف الاستفتاء وعار المناوئين
- المتهم بقتل الرسولة يُهدِّد الإقليم
- زاغروس آمدي: الاتحاد الديمقراطي يزيد الخناق على المجلس الوطن ...
- المرتجى من استقلال إقليم كردستان
- ما بين فؤاد معصوم وقادة قنديل
- قراءة في مواجع رواية (بوح امرأة عطشى)
- الكرد ما بين تكريم المناضلات واعتقالهن
- الملوحين بأندروير الحرية
- اندحار السّجية
- محمد شريف محمد: حتى الآن قمنا بتأمين 1400 فرصة عمل وربطنا ال ...
- حزب العمال الكردستاني كذريعة في شنكال
- الجَبلُ الزُّلاَلُ
- المدرعات الأمريكية وبقرة -أبو صلاح-
- فائدة انضمام PYD للتحالف الروسي الأمريكي
- حال اللغة ما بين كرد الإقليم وتركيا
- فرمان بونجق: أنجزنا ملفات عن انتهاكات خطيرة في روج آفا وقوات ...
- الحياةُ كالصَّبَّار
- مسوخ الإيكولوجيا


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - حتى لو لم يكن كلام فورد مُنزلاً