أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - المدرعات الأمريكية وبقرة -أبو صلاح-















المزيد.....

المدرعات الأمريكية وبقرة -أبو صلاح-


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان رحمه الله مطرب الملاحم الكردية الفلكلورية (عبدالرحمن عمر ـ أبو صلاح) ذا ذاكرة خصبة وحس فكاهي في استنباط الحلول ومقاربة الإشكاليات، ومن بين ما أذكره من مواقفه في لبنان أنه كان يوماً ومجموعة من السوريين قاصدين بعض أصدقائهم في حي الجناح في بيروت عام 1996 وبعد وصولهم الى المكان تساءل الراحل أبو صلاح ممن معه، كيف سنعرف هذا العنوان إن أردنا المجيء مرة أخرى إلى هذا المكان؟ فجاوبه أبو لاوند الذي كان برفقته، سنعرف العنوان من خلال هذه البقرة المربوطة أمام المحل، فرد عليه أبو صلاح وهل ستبقى البقرة مربوطه ههنا إلى يوم الدين؟ وهل هذا الباب يشير بأنه بابٌ مزرعة للأبقار أم بابٌ لمحلٍ في الشارع؟ أم البقرة ههنا مؤقتاً عند القصاب ليتم ذبحها اليوم أو غداً؟ أما تعرف بأن بقرتك التي تريد استخدامها كعلامة أو كشاخصة لتستدل بها المكان في المرة القادمة قد تنحر بعد ربع ساعة؟ فانسَ أمرها إذن وابحث عن شاخصة ثابتة أو بناءٍ معروف أو صرحٍ لا يزول اثره بسهولة، حتى تحفظ العنوان جيداً فيفيدنا ذلك في المرة القادمة إن قدِمنا لزياة الأخوة في الجناح.
ومناسبة المقدمة أعلاه عن البقرة المركونة أمام المحل هو التهليل بحضور المدرعات الأمريكية على الحدود التركية السورية، ومشيها الهوينا على التخوم بين روج آفا وتركيا عقب القصف التركي الذي أعقبه ارتفاع ملحوظ في الاحتجاكات الكردية للإنسحاب من مشروع تخليص ما تبقى من المناطق من يد تنظيم داعش، ومرادنا من المثال هو أن الدبابات الأمريكية حالها كحال تلك البقرة التي كانت مركونة مؤقتاً هناك، وأن المدرعات ستغادر المنطقة كما غادرتها البقرة بعد حين، وأن التصرف الأمريكي هو جاء فقط كرد اعتبار خجول من الإدارة الأمريكية على القصف التركي للمناطق الكردية في سوريا، أما محاولة تصور ذلك التصرف الأمريكي على أنه رد مباشر للنظام التركي الذي لا يزال من أكبر حلفائهم في الناتو هو إما يأتي من باب استغباء الناس، وإما هو موضع شكٍ واستهجان لدى كل من كان حريصاً على إدامة عمر الأمان في المناطق الكردية، علماً أنه بموازاة ربط ونزهة المدرعات الأمريكية على الحدود تحدثت وهللت بعض المصادر عن بدء انتشار القوات الروسية في عفرين وقرب الحدود التركية، ردا على التعزيزات التركية التي وصلت الحدود، بالتزامن مع انتشار القوات الامريكية بدءا من الفرات حتى نهر دجلة شرقاً.
مع أن السلوك الأمريكي برمته قد لا يكون أكثر من محاولة أمريكية سطحية لإرضاء الشارع الكردي ومن ورائه حزب الاتحاد الديمقراطي ليتوهموا بأن الأمريكان وقفوا بوجه الجيش التركي كرمى عيونهم، بينما الغاية القصوى لتلك الحركة المسرحية المؤقتة للأمريكان هي حتى ينسى الشارع الكردي امتعاضه من الإعتداء الذي نتج عنه ضغط جماهيري على الاتحاد الديمقراطي لكي يوقف خدماته للتحالف الدولي وفي مقدمتهم الأمريكان في الطبقة والرقة وغيرها من المناطق التي لا تعني الكرد بشيء، وبالتالي لكي يثابروا على تحرير المناطق التي يريدون انتزاعها من تنظيم داعش ولو على حساب دم آخر عنصر من وحدات الجماية الشعبية الذين تستخدمهم كل من أمريكا وروسيا إلى حين.
وبهذا الخصوص عبّرت جهات كردية حريصة على دم الشباب الكردي، ولا تريد أن يكون الجسد الكردي مجرد جسر مؤقت لقوات التحالف في حربها مع داعش، قائلين بأن اتهام رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ريتشارد هاس تركيا بعرقلة الحرب على داعش، فيما يتعلق بقيام الأخيرة بقصف مواقع وحدات حماية الشعب، هو كان من باب رفع العتب لا أكثر باعتبار أن الأصوات الأمريكية التي انتقدت الجانب التركي كانت من مستوى الدرجة الثالثة في الإدارة الأمريكية أي أن أصحاب القرار الأمريكي لم يعطوا أصلاً أية أهمية قصوى لذلك الموضوع.
وحيال العجز السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي وفشله في أن يكون صاحب تأثير على مراكز القرار السياسي في العالم، بالرغم من أنه قدم ولا يزال يقدم آلاف الضحايا أكثر من كل القوى المشاركة في التحالف الدولي، ومحاولة لجوئه أو الدفع بأنصاره لأن يطالبوا بقصة الحظر الجوي، قال المهندس زهير علي متسائلاً باستهجان "اذا كنتُ من التحالف الدولي وعلى أرضي عشرة آلاف جندي أمريكي وعلى الأقل ثلاث قواعد عسكرية أمريكية وشبه قاعدة روسية، والتحالف الذي أنا جزء منه يضم ستين دولة وانا القوة العسكرية الأساسية فيه على الأرض، أليس طلب الحظر الجوي هو تغطية واضحة على العجز السياسي والدوبلوماسي لي ولمنهجي وخطي السياسي"؟.
وفي السياق عينه كان الدكتور محمود عباس قد أورد في مقالته المعنونة باسم:(لماذا سمحوا لأردوغان قصف كردستان) بأن "الإدارة الأمريكية أو لنقل على مستوى الكونغرس والبيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع لا تعيران الكرد عامة ومن ضمنهم إدارة روج آفا المتمثلة بال ب ي د دوراً سياسيا ذات أهمية دولية ولا يعاملونهم بسوية أحد أحلافها في المنطقة، ولأن التعامل معهم ليس على سوية بحث قضاياهم في الهيئات العليا، فلم يرتقيا تعامل الطرفين مع الحركة الكردية في غربي كردستان إلى سوية وزارة الخارجية والدفاع، وعليه فلا يرقون إلى مرتبة الأهمية ليكونوا الحليف الذي يدفع بالبيت الأبيض الاعتراض على مخططات واستراتيجية حليفها الرئيس في الناتو أي تركيا".
ومن باب الاستنتاج نقول أليس الانتشار المؤقت للمدرعات الأمريكية وعدم استصدار أي قرار سياسي حقيقي حيال تصرف الجيش التركي معناه أن تلك القوات ستغادر تلك المنطقة فور تنفيذ الاتحاد الديمقراطي لأجند التحالف الدولي في ريف الرقة ودير الزور؟ وأنه وقتها سيكون حالهم حال البقرة التي رُبطت هناك على باب المحل مؤقتاً، وأن معني هذه المسرحية الأمريكية في نشر المدرعات على الحدو الهدف منه القول لأنصار الاتحاد الديمقراطي بأننا في الوقت الراهن لن نسمح لتركيا بأن تضرب مواقعكم، لذا عليكم الآن متابعة مقاتلة داعش وانتزاع ما نريده من المناطق من التنظيم الإرهابي نيابةً عنا، ومن ثم سيكون لكل حادث حديث، أي أن وجودنا على الحدود مؤقت يا قليلي الحيلة والدهاء السياسي، وأنه فور الانتهاء من المهام المؤكلة إليكم ستعود الأمور إلى ما كانت عليها، وأن الجيش التركي قد يستأنف اعتداءه ذلك الوقت ربما بشكلٍ أشمل وأعنف مما كان عليه، بما أن أنقرة ستدرك وقتها بأن التحالف الدولي لم يعد بحاجة إلى القرابين البشرية المقدمة من الاتحاد الديمقراطي، وقد تغض الطرف وقتها كل القوى الدولية عما ستفعله أنقرة، تماماً مثلما فعل الإعلام الغربي والأوروبي بشكل عام، عندما دمر الجيش التركي نصيبين وبوطان وشرناخ ولم يحركوا أي ساكن حيال كل ذلك التدمير الذي قام به الجيش التركي في المناطق الكردية.
وفي الختام نقول بأن حملة الهشتاغات قد تحرك وسائل الإعلام قليلاً وقد تشغل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى حين، وقد ترفع من وتيرة الإحساس بالمسؤولية تجاه ما يجري للأهل في الداخل، إلا أنها لن تغير شيء من قاعدة التعامل الغربي عموماً والامريكي خصوصاً مع الاتحاد الديمقراطي وإدارته الذاتية، وأن كل هذه الطاقات التي تصرف في الهشاغات ستذهب هدراً كما ذهبت دماء مئات الشباب الكرد المضحى بهم في منبج وغيرها هدراً، طالما أن الحزب غير قادر حتى هذه اللحظة على أن يخرج من عباءة التبعية للأنظمة المغتصبة لكردستان أولاً، وثانياً غير قادر على أن يجعل من نفسه حليفاً استراتيجياً للأمريكان على غرار تركيا وغيرها من دول المنطقة، وإذا كان الاتحاد الديمقراطي فعلاً حريص على سلامة المناطق الكردية من أي عدوان عسكري لاحق، عليه أن يكف عن كونه جندي ميداني للقوى الدولية، وأن يرتقي في تعاطيه معهم إلى مستوى الحلفاء السياسيين الحقيقيين الذين وقتئذٍ لن تقدر تلك القوى الدولية أن تفرّط به لا في الوقت الراهن ولا في وقتٍ لاحق.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فائدة انضمام PYD للتحالف الروسي الأمريكي
- حال اللغة ما بين كرد الإقليم وتركيا
- فرمان بونجق: أنجزنا ملفات عن انتهاكات خطيرة في روج آفا وقوات ...
- الحياةُ كالصَّبَّار
- مسوخ الإيكولوجيا
- محاكاة سنة سوريا تجربة اخوانهم في العراق
- منبهر
- إزاحة الآخر
- أهمية الضربة الأمريكية للنظام السوري
- جان كورد: أدعو إلى تشكيل «ممثلية كوردية مشتركة» تمثل الكورد ...
- سفسطة أخوة الشعوب
- سيامند حاجو: تحولت ميليشيات PYD إلى ذراع أمني لنظام البعث في ...
- ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (2)
- ولاءُ الكلابِ والشعب للسلطة (1)
- نوروز الإمارات بعيداً عن مناطحات الأحزاب
- شرعية ولا شرعية الإدارة الذاتية
- آذار وحال الوعي قبل الثورة وبعدها
- في مرمى الخط الثالث
- ما بين شنكال ومنبج
- السياسي الكردي بين التهور والموضوعية


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - المدرعات الأمريكية وبقرة -أبو صلاح-