أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عادل مرزوق الجمري - العبث بالمعارضة البحرينية ..-خط أصفر- ..!!















المزيد.....

العبث بالمعارضة البحرينية ..-خط أصفر- ..!!


عادل مرزوق الجمري

الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 09:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


هل تستطيع أن تفصل التاريخ، والفهم للتاريخ، عن مجريات هذا اليوم، وفهمك له؟، هذا بالتحديد ما لا تقبله السياسة وفنون التفاوض. في التفاوض لا تستطيع أن تقول: حسناً، علينا أن ننسى الماضي، ولنبدأ من جديد!!. إن القضية أكثر تعقيداً مما يعتقد البعض.
نعود للتاريخ، إذ لكل طرف من الأطراف روايته الخاصة به، كل طرف يفهم الأحداث من منظور مختلف عن الآخر. التاريخ حضوره متشكل، وكذلك الأفكار في السياسة اليوم، متشكلة، متباينة. وحين تتعدد الروايات، تتعدد مستويات الفهم، وتتخالف الأجندة السياسية لأي فئة ما هي إلا فهمها للماضي وتطلعها للمستقبل على ضوء ما فهمته مما كان.
عندما تهمل الحكومة رواية المعارضة البحرينية للتاريخ الوطني، وحين تتعصب لروايتها وحسب، وحينما توغل في تسخيف المعارضة وفهمها للأحداث والمواقف السياسية، وكلما تعاملت مع الواقع السياسي بروايتها التاريخية فقط. فهي ببساطة، تنسحب عن فلسفة التفاوض، ولا تراعي أياً من فنونه.
الخطاب الإعلامي الحكومي لا ينتهي إلى هذا الحد وحسب، بل هو يبالغ في جرأته إلى "تزوير" تاريخ المعارضة كلما أتته فرصة مناسبة، إنه يتدخل في سرد القصة حتى تفاصيلها. يحاول أن يكون كاتباً رئيسياً في تاريخ المعارضة رغماً عنها.
الخطاب الإعلامي الحكومي المباشر أو عبر الصحف –مدفوعة الأجر- دائما ما يعمد إلى اللعب بالأحداث وتأويلاتها بلعبة التاريخ والماضي، وهنا بالتحديد تأتي سياقات الإعلام البحريني الحكومي حين ينتج نتائجه التاريخية على شاكلة "الموالاة للخارج"، أو"أيرنة المعارضة"!!.
الخطير حقاً، هو أن لا تجد المعارضة البحرينية اليوم منبرا إعلامياً ينقل صوتها، وتزوير الصورة السياسية البحرينية عملية خطرة على الجميع، والمعارضة البحرينية تضطر بين الحين والآخر إلى اللجوء لإعلام الخارج، كالقنوات الفضائية والإذاعات الأجنبية لتشرح موقفها/ روايتها للتاريخ، لتعرف اليوم البحريني كما تعتقد هي تفهم.
نعود لمحور حديثنا وهو رواية المعارضة وفهمها للشأن السياسي اليوم. قد نقسو على التجمع الرباعي وننعته بشتى النعوت السلبية، ولنا وللإعلام الحكومي في هذا تبرير، إلا أن مشروعية الإسقاط الكلي للمعارضة ومؤسساتها مرفوضة. إستفادت الحكومة من NDI حين روج للمشاركة في التجربة البرلمانية، وكبلته حين أتى ليساعد الوفاق على تمدين مؤسساتها. والأكثر حساسية وخطورة هو خطاب التخوين، ثمة خط أحمر، ليست ولاءات الرموز السياسية والدينية في المعارضة البحرينية محل تشكيك أو نقد، وهي لا تكون موضع تشكيك إلا في روايات الإعلام الحكومي حين يتدخل في تاريخ المعارضة البحرينية ليضع حقائقه الملفقة.
من السهل أن نسمح لهذه اللعبة بالإستمرار، وقد تزيد أرصدة بعض الإعلاميين ومؤسسات الصحافة من هذا الخيار، إلا أن السيدة أم كلثوم غنت ذات يوم لنا من أجمل أغانيها مقطعاً تقول فيه/"إنما للصبر .. حدود.."، ونخاف أن ينتهي صبر المعارضة على تشويه تاريخها السياسي بأكمله، وحينها ستكون مضطرة لأن تعبث بالرواية الحكومية للتاريخ، وعندها تستقط العديد من الأقنعة!!.
المعارضة حين تتبنى خياراتها السياسية فهي تلجأ إلى فهمها للتاريخ وأحداثه، والحكومة مصرة على ما يبدو على أن تجعل التاريخ مقروء من جهة واحدة فقط، لذا فالتفاوض بين الحكومة والمعارضة فاقد لحلقة إتصال رئيسية تعتبر على ما أعتقد محور الاختلافات والإنشقاقات في الخارطة السياسية البحرينية في يومنا الحاضر.
إن ما تشترطه الحكومة على المعارضة في أي حوار وطني هي قضايا متعلقة بالدرجة الأولى بالرواية التاريخية لكل منهما، وحين تتأزم الأمور يتكلس كل طرف من الأطراف بروايته للتاريخ، فتعود الحكومة لميثاق العمل الوطني، وتعود المعارضة لتعهدات الحكومة بتفسير المعارضة لبنود الميثاق.. وتعود بنا الأمور إلى عملية الفهم التي لا تنفك بالطبع عن أي من الأحداث السياسية التي سبقت ميثاق العمل الوطني بسنين طويلة.
العملية التفاوضية المبتورة صيرت البعض من الجسم المعارض كافراً بالتجربة، وجعلت البعض الآخر يعيش حالة من الترنح السياسي بين الإيمان والكفر، وأما العمل السياسي الحكومي فهو في مجمله متسربل بالتخوين للمعارضة في جميع القضايا الوطنية على إختلاف زوايا النظر إليها.
المترنحون سياسياً لا يجدون أياً من الأسماء التاريخية في العمل السياسي المعارض، لذلك صعدت المتردية والنطيحة لتكون ما تكون بمؤسسات المعارضة وجمعياتها السياسية، وفي الحقيقة، إن كلاً من المتردية والنطيحة لا يمتلكان أي رواية تاريخية للماضي السياسي البحريني، هذه الفئة لا تمتلك فهماً سياسياً قاراً، قدر ما هي ممثلة ومقلدة بارعة للإعلام الخاص المتملق والصاعد بالدعم الحكومي المفضوح. ببساطة، كما أن للحكومة من يتسلق عليها للصعود والرقي، فكذلك هي المعارضة هذه الأيام، ثمة العديد من الزواحف السياسية التي تتسلق أظهرها الشعبية.
المعارضة تمر في أقسى طقوسها السياسية منذ أربعة أعوام، وتماد زهرة الصبر تذبل، والجائعون لا يتركون لها منفساً لممارسة السياسة والتفاوض، ولا يحق لأحد أن يلوم الجائع على بكاءه. بما في ذلك مؤسسات المعارضة التي كانت ولازالت سلبية في تعاملها مع ملفات العاطلين والجائعين. والحكومة من جانب آخر، تزداد يوما بعد يوم في تمترسها ضد الحوار والتفاوض. ورغم أنها عجزت عن حل أي من المشكلات الوطنية خلال الفترة الماضية فهي لازالت تكابر في التعاون مع أحد.
من زاوية إعلامية محضة، إن "المعارضة" تتعرض إلى الهتك السياسي، وهي في موقف لا تستحقه، وحضورها الواهي "محرقة" وطنية، ولا يمكن ان يكون للبحرين مشهد سياسي قوي ما بقت المعارضة بهذه الحال. الذين يراهنون على نهاية المعارضة يعيشون مرحلة من التوهم والغباء السياسي، فروايات التاريخ لا تنتهي، وروايات المعارضة المحروقة إعلامياً، والفهم المعارض "المستتر"، إن لم يجد له متنفساً سياسياً حقيقياً، فإنه سينقلب للشارع. وعندها تكون روايات التاريخ أوضح.. وأكثر حضور.
حاوروهم تحاوروا، إن لم تعدل الحكومة من خياراتها في الحوار التفاوض مع المعارضة، فإنا نخاف أن يأتي يوم تكون الأمور فيه في ميزان مقلوب، فتتحول المعارضة إلى روايتها وفهمها للتاريخ والمستقبل بتصلف وتكلس كالذي تعيشه الحكومة، وعندها لن تستمع المعارضة لأي تفاوض يتردد على مسامعها.
المعارضة إن إتخذت خيار الحوار فهي ليست أداتها السياسية الوحيدة!!، والحكومة لا يجب أن تفهم أن التهميش هو أداتها الوحيدة في التعامل مع المعارضة، ثمة خيارات أخرى متعددة للحوار والتفاوض، وليست قبة البرلمان وحدها مكان التفاوض الأوحد في أي تجربة سياسية ما، التفاوض، فن لا يتعلق بزمان أو مكان، هو إمتداد التاريخ وحقيقته وفهمه، هو إمتداد متصل إلى اليوم بكافة إختلافاته وخلافاته، هو عملية من التواصل والتوافق والتنافر الذي لا ينتهي.
إستغرق الأمريكي "ونيس روس" المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ورئيس الوفد المفاوض من قبل إدارتي جورج بوش وبل كلينتون في القضية الإسرائيلية الفلسطينية سنوات عدة في البحث في التاريخ العربي واليهودي قبل أن يباشر عمله، وحين سأله أحدهم عن السبب، أجاب انه يريد أن يعرف روايات الطرفين عن التاريخ، فالتفاوض دون معرفة تاريخ المتفاوضين وفهمهم له وإحترامه بدقة عملية لا علاقة لها بالتفاوض، قد تكون مجرد عملية "مضيعة وقت"!!.



#عادل_مرزوق_الجمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نكذب ..؟!!
- دمشق .. ورحلة الوجع ..؟!!
- تمت .. في العراق ديمقراطية ..!!
- يوم تبرأ البحرينيون من شهداءهم !!
- البحرينيون في مقدمة بن خلدون!!
- فتيات الغنج في البحرين..؟!!
- دمشق وبرلين .. في آن واحد plus ميليس
- واشنطن .. عاصمة البحرين السياسية!!
- المجلس الأعلى للمرأة .. ضد المرأة!!
- عندما تنهض المساجد والرياسة.. تسقط الأحوال والسياسة!!
- -برامكة الإعلام- في البحرين: من منافسة السلطة، لمنافسة الناس ...
- أوقفوا لعبة التاريخ!!
- تونس العتيقة.. فسيفساء حتى الموت مللا
- ستدك أسوارك يا دمشق!!
- مفتاح الإقتصاد لأقفال السياسية!!
- نعم للإصلاح بالخارج..
- يسترقون السمع!!
- الصحافة المدنية..ضمانة لحقوق الإنسان ونمو إقتصاده..
- قناة الحرة وإذاعة سوا .. إجابة خاطئة!!
- صحافة .. وسخافة!!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عادل مرزوق الجمري - العبث بالمعارضة البحرينية ..-خط أصفر- ..!!