أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثاني عشر















المزيد.....

مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثاني عشر


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5496 - 2017 / 4 / 19 - 20:27
المحور: القضية الكردية
    


ملاحظة: كنت قد توفقت على نشر هذه الحلقات، آملا تحويلها إلى كتاب، لكنني وجدت أن الاستمرار بهذا الشكل أكثر فائدة، وعلى أمل نشرها فيما بعد.
مصداقية محتويات الكتاب-2
6 –يحاول الكاتب تعقيد الإشكالية التاريخية لمنطقة الجزيرة الكردية، والتي هي جزء من جغرافية كردستان الكبرى، عندما يقول في الصفحة (43) أن "الجزيرة السورية(الكبيرة) تتشكل من محافظات دير الزور والرقة والحسكة، أو ما يمكن تسميتها ب (الجزيرة الوسطى من إقليم الجزيرة الفراتية) التاريخي، وهي تضم أجزاء من "ديار بكر" و "ديار مضر" السابقة، لكنها تضم "القسم الأكبر من ديار ربيعة" " فيخلط هنا متقصداً ليس فقط الواقع الجغرافي الجاري، بل يخالف المصادر التاريخية الإسلامية التي يستند عليهم كثيرا في كتابه في حوادث غير هذه، ففي هذا المجال لم يأتي بمصدر حديث ولا القديم ليثبت مقولته الجغرافية التاريخية، أو لنقل الخلط العشوائي-السياسي.
وعلى الأغلب تقصد بهذا المزج ضم جنوب بادية الشام، أو شمال الجزيرة العربية وجنوب الأنبار، حيث مساكن قبائل بني ربيعة ومضر وبكر، وعرضها تحت تسمية الجزيرة، أي دمج الجزء بالكل، ليعيدها إلى تاريخ واحد، ومرجع واحد، ويدرج تحت جغرافيتها حوادث تاريخية، قد تكون مجرياتها في جنوب بادية الشام، أو جنوب الفرات الأوسط، ويصيغها على كلية الجزيرة، ويهمش بها الوجود الكردي في جنوب غربي كردستان، والتي يعتبرها القسم الأكبر من ديار ربيعة كما يقول في (ص 44)، إي ما يعرف بجنوب غربي كردستان، ويقتطعها بتلك الخدعة البسيطة عن جسمها الأصلي كردستان الكبرى.
ولتبيان دحض مقولته تلك، وأن الجزيرة لم تكن تشمل جنوب الفرات الأوسط وبادية الشام، أو ما يعرف بالحدود الفاصلة بين الجزيرة وبادية الشام، و حتى في تجاوزها النهرين من طرفيها الشرقي والغربي، لا بد من العودة إلى الكتب السماوية المقدسة، التوراة والإنجيل كبداية، ومن ثم إلى المؤرخين الإغريق أمثال هيرودوتس، وثيودورس الصقلي(القرن الأول قبل الميلاد) والذي تحدث عن الكعبات في الجزيرة العربية وأول من ذكر الكعبة الحجازية في التاريخ، والمؤرخ المسيحي سكستوس يوليوس (توفي عام 250م)، وإلى الإغريق الذين ذكروا منطقة (ميزوبوتاميا، أي بين النهرين) لأول مرة، وإلى الرومان، أول من حددوا جغرافيتها ضمن الإمبراطورية، وإلى مقدمة كتاب (ميزوبوتاميا في التاريخ) النسخة الإنكليزية، للمؤرخ كوين دوليون ليج، عندما يقول بأن الرومان في عام(115م-117م) حددوا المنطقة ما بين نهري الفرات ودجلة، شرقاً وغرباً، ومن جبال طوروس شمالاً إلى الخليج الفارسي جنوباً، من حيث الحيز الجغرافي، لكن في العمق التاريخي، فتشمل المناطق التي قامت عليها الحضارات، الأكادية، والبابلية والأشورية، وفي الجنوب السومرية، وهذه الحضارات توسعت في الشرق والغرب من النهرين، وهي بلاد النهرين وليست بلاد ما بين النهرين.
تواترت حدود المنطقة الجغرافية(الجزيرة) بشكل اعتباطي، عند معظم المؤرخين الإسلاميين، قلة منهم يحصرها في الحيز الجغرافي، ما بين النهرين شرقا وغرباً، لكنهم جميعهم لا ينحدرون نحو الجنوب حيث بادية الشام، وحاولوا تطبيق منطق بلاد النهرين على الجزيرة لتوسيعها من ناحية الجنوب دون الاعتبار للتضارب البيئي واختلافات الطبيعة الجغرافية. ففي نهايات العصر العباسي، أضيف إليها كبعد سياسي، شمال بادية الشام وغربي الفرات الأوسط، علماً بأنه في الغزوات الإسلامية الأولى التي تمت على يد عياض بن غنم، عدت الرقة من أوائل المدن في منطقة الجزيرة من ناحية الجنوب الغربي، والتي تم غزوها. هكذا وردت جغرافية الجزيرة في التاريخ، ومن بينهم أبن الأثير، وبدون ذكر للوجود العربي فيها قبل الغزوات الإسلامية، وكذلك عند ابن خلكان في (معجم مقيدات بن خلكان)، الصفحة(132) في حرف الدال، أثناء ذكره مدينة (دُنَيسَر) فيقول" وهي مدينة بالجزيرة الفراتية بين نصيبين ورأس عين، تطرقها التجار من جميع الجهات. وهي مجمع الطرقات، ولهذا قيل لها: “دُنَيسَر" وهي لفظ مركب عجمي، وأصله: دُنيا سَر، ومعناه رأس الدنيا. وعادة العجم في الأسماء المضافة أن يؤخروا المضاف عن المضاف إليه. و"سَر" بالعجمي: رأس" ولا نظن بأنه هناك إثبات أكثر من هذا على كردية المدينة والمنطقة، فالكلمة "سر" هي كلمة كردية، وفي اللغة الكردية عادة يؤخرون المضاف عن المضاف إليه. كما وبحث عن الجزيرة كل من القلقشندي، وأبن خلدون لاحقاً استندوا على من سبقوهم. ويقول عبد الحكيم الكعبي، في كتابه (الجزيرة الفراتية وديارها العربية.) في الصفحة (32) أنه " حينما كانت أرضه خاضعة للاحتلال الساساني أو البيزنطي، فإنه الأقرب إلى الدقة...-يمكن تحديد الجزيرة الفراتية على أساس الظواهر الطبيعية بها، حيث تحد الجزيرة من جهة الشمال جبال طوروس وبعض منابع روافد نهر الفرات، ومن جهة الشرق والشمال الشرقي يحدها وادي نهر دجلة وإقليم الجبال، أما من الغرب والجنوب الغربي فيحدها نهر الفرات وبادية الشام،" ومع ذلك يعدها البعض من العروبيين غير كافية، ويظل ينبش في صفحات التاريخ المفبرك لإعادة المنطقة إلى القبائل العربية.
أما استناد البعض من المؤرخين العروبيين على خريطة محمد ابن حوقل الموصلي المرسوم في (منتصف القرن الثالث الهجري) لتثبيت ملكية بني مضر وبني بكر وبني ربيعة لمناطق الجزيرة، المحددة جغرافيتها، والتي تدحض الحدود التي يرسمها الكاتب محمد جمال باروت، إنها خريطة ظهرت على خلفية تصاعد تفضيل العروبة على الإسلام، وهي الموجة التي بدأت فيها السلطات العربية ومنذ الخلافة، بالانتقال من الانتماء إلى القبيلة إلى الانتماء لكيان الدولة العربية، وبداية تبلور الإحساس بالعروبة على حساب الأمة الإسلامية، وإلا فكان يجب أن تظهر الخريطة الإمبراطورية الإسلامية وليست أسماء القبائل العربية التي كانت لا تزال جزء منها غير مسلمة وتعتنق دياناتها الأولى، كما وأن الخريطة تندرج ضمن نفس الإشكالية التاريخية المتناسية مساكن القبائل العربية ما قبل الغزوات، أي ما قبل اجتياحات القبائل العربية الإسلامية، ويعتمد أبن حوقل على ما تم من إسكان شريحة من تلك القبائل الغازية بعد الاحتلال العربي الإسلامي للمنطقة بثلاث قرون، فيما لو تم حضرهم فعلياً في المناطق الكردية، فلا يستبعد أن هذه التسميات بنيت على الامتداد الديني والهيمنة العربية السياسية عن طريق الإسلام دون الحضور الديمغرافي للقبائل العربية، أي ملكية أو احتلال بالاسم دون وجود، مناطق فرزت لتلك القبائل العربية، لتشجيعهم على غزوها، وعليه درجت كتابة تاريخ ما بعد الإسلام، وخاصة الحديث على تلك الأسس.
وحول تبعيتها للقبائل العربية، وتسمياتها، فسنورد ما قاله البلاذري في كتابه (فتوح البلدان) وتسميته للمنطقة بـ (الجزيرة)، ففي الصفحة(180) من كتابه فتوح البلدان يقول " وقد اختلفوا في تسمية الأجناد، فقال بعضهم سمى المسلمون فلسطين جنداً لأنه جمع كوراً، وكذلك دمشق، وكذلك الأردن، وكذلك حمص مع قنسرين، وقال بعضهم سميت كل ناحية لها جند يقبضون أطماعهم بها جند، وذكروا أن الجزيرة كانت إلى قنسرين، فجندها عبدالملك بن مروان" ويتبعها بلاحقة تقسيم المناطق وأسمائها في الصفحة (184) " فلحقوا بفلسطين وأنطاكية وحلب والجزيرة وأرمينية" فأسماء المناطق هنا واضحة، ولا وجود لديار بكر أو ربيعة أو مضر، ولم يكن لهذه المصطلحات ذكر في تلك الفترة الزمنية، ونحن نورد مصادر من القرن الأول الهجري، أي قبل الغزوات العربية الإسلامية للجزيرة السورية، فما بالنا بما قبل خروج الإسلام من الجزيرة العربية ...

يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
22/4/2016م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيستفيد الكرد من استبداد أردوغان
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام -الجزء الثالث عشر
- نحلم بكردستان ديمقراطية
- الكرد البديل الأفضل عن بشار الأسد
- الميديون الساسانيون الكرد
- كن رجلاً أيها العروبي
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام -الجزء الثاني عشر
- الجدلية بين الأسد والتكفيريين
- جنيف البعث والرقة التكفيريين
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء الحادي عشر
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء العاشر
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء التاسع
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام - الجزء الثامن
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام - الجزء السابع
- ماذا بعد جنيف-4
- ماذا يجري في جنيف-4
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام - الجزء السادس
- لماذا حررت تركيا مدينة الباب السورية
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء الخامس
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام - الجزء الرابع


المزيد.....




- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثاني عشر