أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - مالكم والأقليم















المزيد.....

مالكم والأقليم


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعوا الأقليم يغرد ما يشاء له التغريد, ما لنا والأقليم , فأني لا أرى مبرر للتمسك به, بل فالأجدر بنا وأعني من يتبع المركز أن ندعه يغرد خارج السرب العراقي , خاصه ونحن نسمع برغبة الراغبين بالأنفصال, وهذه فرصه ذهبيه لنا كعراقيين , علينا أغتنامها وبأسرع وقت قبل أن يطرأ تغير في مزاجهم السياسي يجعلهم يتراجعون عن هذا المطلب . أن أنفصال الأقليم بنظري يجعل العراق أكثر أنسجامآ وتوحد وأكثر هدوء وغنى. فالأقليم طالما سبب جروح عميقه بالجسد العراقي , فقد فقد العراق خيرة أبناءه بحروب الشمال المتكرره وأستنزفت منه قدرات ماليه هائله وكلنا يتذكر الأهزوجه الشعبيه لأهل العماره (طركاعه الأجت برزان بيس بأهل العماره) وهو تعبير عما فقدته هذه المدينه من أبناءها نتيجة التمرد الكردي بقيادة زعماءه الراغبين بالأنفصال .
حان الوقت للتفكير بمدى جدوى أنضمام كردستان للعراق من عدمه, وهناك الكثير من الحقائق التي تشير الى عدم الجدوى , بل ومن المستحسن أنفصاله لكثير من الأسباب , من أهمها رغبة الكثير من سكان كردستان بالأنفصال . أي أن هناك أنفصال نفسي مع بقية الشعب العراقي , وهذا أهم عامل يشعرك باللاأنتماء , وبالتالي صعوبة التواصل معها, ولايمكن الركون اليها في كل الظروف والحالات التي يمر بها البلد , وهذا ما لمسناه حين سقوط النظام البائد , فكان الأقليم بؤرة المؤمرات وملاذ لمجرمي التحريض الطائفي ومقرآ أعلاميآ لأذناب النظام السابق وأن سقوط الموصل على يد داعش هو ما كشف عورة سياسي الأقليم ونواياهم الحقيقيه أتجاه العراق . وطبيعة هذه النوايا تكشفها نهبهم لتجهيزات الجيش العراقي وأهانة منتسبيه بطريقه مخجله , بالأضافه الى تعاونهم بتسهيل تهريب النفظ لصالح داعش والمساهمه بتسهيل كل عمليات النهب الممنهج من أمثال الأسلاك الكهربائيه النحاسيه والقيام بعمليات الصهر والتهريب لدول الجوار, ناهيك عن دخول السيارات الغير مرخص لها عبر المعابر الحدوديه وأستحصال الأموال جراء هذا العمل وعدم تسليمه للحكومه المركزيه مضاف اليها كل الأموال المستحصله كمركيآ وهي تعد بالعديد من التريونات من العمله العراقيه تذهب لجيوب السياسيين الأكراد , حتى أن آثار المنهوب من قوت الشعب العراقي تراه رأي العين عند دخولك للأقليم بما تشاهده من عقارات ضخمه يمتلكها هؤلاء السياسين من غير ما هرب من الثروات , كما أن الرغبه المسعوره لهؤلاء السياسين الكرد بأبتزاز الحكومه عن طريق تصاعد مطالبهم بحصص في الميزانيه العامه للدوله مع أمتناعهم عن أجراء التعداد السكاني لهم .
لمحه سريعه للجغرافيه الأقتصاديه للعراق لا تشير الى ضرورة الوحده الجغرافيه مع الأقليم , فليس هناك ثروات في الأقليم تعتبر أستراتيجيه للأقتصاد العراقي , فهي لا تشبه الموصل في شئ , فالموصل يغذي الوسط والجنوب بمحاصيل الحبوب الأستراتيجيه كالحنطه والشعير, بالأضافه الى أهمية مرور دجله في أراضيها , كما بالوقت نفسه يغذي الوسط والجنوب الموصل بمحصول الرزوالتمور . فالموصل والمناطق الوسط والجنوبيه تمثل ظاهرة النسغ الصاعد والنازل كما في النظام النباتي . كما لم يكن الأقليم جزء مهم من المسيره التاريخيه الحضاريه لبلد مابين النهرين , فالحضاره العراقيه تتأرجح بين نينوى شمالآ وبابل وسطآ وأور جنوبآ . المعطيات التاريخيه لم تبين أن للأقليم حصه في المشاركه الحضاريه لبلاد ما بين النهرين. كما يمكن الأشاره الى المشتركات والتلاقح الفني والأدبي وما للموصل من مساهمات كثيره في هذين المجالين فأبو تمام وعثمان الموصلي والمقامات الموصليه هي أهم أعمدة الأدب والفن العراقي , كما الغناء والموسيقى الجنوبيه وخاصه الريفيه تشكل العمود الأخر للفن والأدب العراقي , أما الأقليم فلم نرى أمتزاج لا لشعره ولا لموسيقاه في الفن العراقي وليس له أي تأثير على المزاج العراقي . أما من الناحيه الأنثربولوجيه والتي لا أرغب بالولوج فيها لأن الشعوب قد أمتزجت ببعضها عبر التاريخ كما أن القرآن الكريم يقول ( أنا جعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا) ولكن هم من جعلوا هذا العامل هو الأهم في تكوينهم القومي, فالأقليم الكثير من مواطنيه نزحوا من أسيا الوسطى كالأتراك , أما العرب فقد نزح أكثرهم من شبه الجزيره العربيه , وهما جنسين لا شك مختلفين بالكثير من الصفات والسمات. كما أني لا أرغب في التعويل على هذا الجانب , لكن هم من أحتكموا الى هذا الجانب وهو أساس دعواهم لأدلجة أنفصالهم.
من الملاحظ أن المجتمعات الكرديه لم تندمج أندماجآ كافيآ مع المجتمع العراق الا بحالات جزئيه وخاصه الكرد الفيليه وسببه توفر عنصر أضافي مذهبي ساهم بالأندماج مع باقي مكونات الشعب العراقي , والكثير منهم يفتخر بعراقيته, بل وضحى وقدم الشهداء من أجل عراقيته.
من المشاهد وعلى طول التاريخ وعرضه أن كرد الشمال لم يخضعوا للسياقات المؤسسيه, ولم يحاولوا أن يكونوا وحده بنائيه في تكوينه المجتمعي على الرغم من الجهود الكبيره التي بذلتها كل الحكومات المتعاقبه على حكم العراق, وبالرغم من كل السخاء المالي الذي حصلوا عليه من هذه الحكومات , ولو أسهبنا بالحديث عن مدى تناغم أكراد الشمال مع بقية المجاميع السكانيه لرأينا عدم وجود أي أمتداد عشائري لهم في المناطق الأخرى من العراق فمثلآ لا نرى أي أمتداد لعشائر الجاف والطلباني والبرزاني في أي من مناطق الوسط والجنوب بينما نرى لعشائر الجبور وشمر القاطنين في الموصل , أمتداد عشائري ومن نفس العشائر في الوسط والجنوب . حتى الموروث بين سكان الأقليم وباقي أجزاء العراق متباينين ولكن هذا الموروث موجود بين بقية الأجزاء, فعمق الموروث الكردي تمثل الزرادشتيه حصه كبيره فيه, أما باقي الشعب العراقي فان موروثه الأتي من الجزيره العربيه وجزء محلي متجذر من الموروث التاريخي لحضارات العراق الآنفة الذكر وهذا ما نجده جليآ في فلكلور كلا الطرفين , فهو متباين بشكل بين.
فمن المؤشرات الشاخصه على الترابط العضوي بين المكون الشيعي والعراق ,مثلآ, فعلى الرغم مما تعرضوا له من الأضطهاد البعثي , وما مروا به من ويلات على طول فترة حكم البعث ولحد هذه الساعه يتعرض أبناءهم للقتل على يد التحالف الداعش-بعثي لكن لم يفكروا ولو لبرهه بالأنفصال من العراق , والسبب أنهم ليس عندهم بلد الا العراق ولم يفكروا ببلد بديل ,لأن العراق هو تاريخهم وموطنهم الذي أمتزج ترابه بدماءهم , أما ما نسمعه من الكثير من الكرد سواء سياسيين أو جمهور بأنهم لا يشعروا بأنهم جزء من العراق . فالوطن أنتماء للتربه والتاريخ والمنجز الحضاري ومن لا يخالجه هذا الشعور فليعيد النظر بأنتماءه اليوم قبل الغد.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف النخبوي
- دعوه لهندسه أجتماعيه
- أحتفظوا بطلقاتكم الأخيره
- من هم صناع الطائفيه
- تسويه سياسيه أم أنبطاحيه
- تاجر الشر
- دماء أم ماء
- دولة أولاد الملحه
- قطار العبادي يواصل مسيرته
- الأختلاف نعمه أم نقمه
- المهمشون مشروع فوضى
- الزاد الثقافي ودوره في الخروج من الأزمه (الحلقه الأولى)
- من يخدم من
- وعادت حليمه
- السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات
- الجسور الثقافه والأقتصاد
- الساسه الكرد ومزاد التنازلات
- العراق بين الأنكشاريه والوهابيه
- مجرد رأي فقط
- أعادة تأسيس دوله


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - مالكم والأقليم