أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - الهجوم الصاروخي الامريكي على سوريا














المزيد.....

الهجوم الصاروخي الامريكي على سوريا


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 05:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الضربة الأمريكية المفاجئة (برغم رفض "ترامب" السابق للعب أمريكا دور شرطي العالم) على القاعدة الجوية السورية "شعيرات" التي تمثل 25 في المائة من القوات الجوية السورية، هي ضربة ضد المواقف المخادعة لجميع اللاعبين ضد الدولة السورية.
دولة تهجم على دولة لأجل فيلم صور بكونه ضربة كيماوية مهزلة تعبر عن ذروة انحطاط الغرب التي تحدث عنها "ارنولد توينبي".
فالمسالة تبدو عملية تلفزيونية بالنسبة للرئيس "ترامب" الباحث عن الظهور الإعلامي كاستـثـناء و ملفت و مفاجئ. نتخيل هنا الدائرة التي جرته إلى مثل هذا المربع، و هي من الأكيد التي تمثل الرأسمالية العالمية و الصهيونية. اللعبة كانت من طريق الاتهام بصداقـته مع روسيا هو و بعض معاونيه، ثم صناعة سنمائية لفيلم ضربة كيميائية في "خان شيخون"، و عشية بحث الأمم المتحدة لإرسال لجان تحقيق محايدة إلى سوريا، تـتم هذه الضربة. يعني مثلما قال ممثل دولة "بوليفيا" في مجلس الأمن أن هذه الضربة كانت لأجل منع إرسال هذه اللجنة التي ستكـشف الفاعـل الحقيقي لها إن كانت فعلا قد وقعت.
و بخصوص الفاعل الحقيقي للضربة الكيميائية فقد كشف ممثل روسيا أن سوريا أبلغت عدة مرات عن إدخال الإرهابـيـيـن للأسلحة الكيميائية و لكنهم كانوا يتجاهلون ذلك. ممثل روسيا في مجلس الأمن يهاجم أمريكا بخطاب عدواني.. قال إنكم تكذبون و تخافون نتائج التحقيق في رواية الكيماوي المزعومة، و تدعمون الإرهاب و أن الشكاوي التي تـقدمت بها السلطات السورية حول إدخال الإرهابـيـيـن للمواد الكيماوية واجهتموها بالتجاهل..
"و إنكم تريدون الإيقاع بين العرب و روسيا و لكنكم لن تـتمكنوا من ذلك.. و العملية الأخيرة جاءت للتغطية على جرائمكم تجاه العراقيـين و السوريـين.."
و يذكرنا هذا المشهد بما قاله وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول" أن العراق يمتلك 85000 لتر من الجمرة الخبيثة، و تلك الدعاية حول امتلاك نظام "صدام حسين" لأسلحة كيميائية. نفس الكذب و نفس الخطاب و نفس الكيل بمكيالين التي تحدث عنها سفير دولة "بوليفيا" القائل أن حقوق الإنسان التي لا تتماشى مع مصالحهم الامبريالية فلا قيمة لها عندهم و كذلك الديمقراطية، و ذكر بدور المخابرات الأمريكية في الإطاحة بديمقراطية الشيلي حيث دعمت انقلاب الجنرال "بينوشي" ضد السلطة الاشتراكية للجنرال "ألندي" الذي وصل بواسطة صناديق الاقـتراع و حقق ديمقراطية اجتماعية.
الضربة العسكرية لا تعد قاصمة و مغيرة لموازين القوى داخل سوريا. بل بالعكس. إنها غطت عن مسالة "خان شيخون". إنها كذلك ضربة عسكرية فاشلة حيث أصاب عشرون صاروخا فقط القاعـدة الجوية أما البقية من ضمن 57 صاروخ فمصيرها مجهول، أي منطقيا تم إسقاطها من طرف الدفاعات الجوية السورية، و بالتالي فانتصار عسكري لمنظومة الدفاع الجوي السوري. روسيا ألغـت التـنـسيـق العسكري مع أمريكا و ضخت بترسانة إضافية من الدفاعات الجوية في سوريا.. و باختصار فان الضربة العسكرية أفصحت عن فـشل كبير.
من الناحية السياسية فهذه الهجمة رفعت من أسهم النظام السوري و أعطته شرعية للبقاء و الصمود إضافية سواء في الداخل السوري أو عند الشعوب العربية التي تحدد موقفها الآن بشكل واضح في اتجاه دعم النظام السوري.
و يبقى النفاق الفرنسي هو الأكثر غباء لأنها الأكثر تعرضا للهجمات الإرهابية.. لا ننسى أن "برنارد فوبيس" رئيس الحكومة الفرنسية كان قد قال أن جبهة النصرة قامت بأعمال رائعة في سوريا..
يعني حين يتباكون على ضحايا العمليات في فرنسا فما هي إلا دموع التماسيح..
و فرنسا الآن هي مجرد بقايا أخيرة للماضي الكولونيالي ممتـزج بمسحة من المذلة.
و إجمالا، فان الطاحونة السورية عالمية يتصارع فيها كل العالم. عرب ضد عرب و عرب ضد أعراب عبر تـقاطعات الصراعات الدولية. و الغريب انه بقدر توضح بوصلة النضال العربي ضد إسرائيل الواقـفة بشكل واضح ضد النظام السوري، و إعلان آل سعود التحالف العلني معها، بقدر صفاقة من يغلفون مصالحهم الضيقة بعناوين جانبية لا علاقة لها بالصراع المصيري الحقيقي.
و إن الحرب في سوريا تـتعـقد محاورها التي أصبحت واضحة، و هي لحظة محورية في انقلاب تاريخي كبير. أما انتصار الامبريالية الأمريكية و الصهيونية و إما انتصار قوى التحرر من هذه الهيمنة و القطبية الواحدية. أما أن ينقسم العالم العربي إلى فتات و إما أن يتكتل و ينهض. أما سيطرة الرجعيات الإسلامية الظلامية و الحروب الطائفية الدائمة و الإمارات، و إما تكتلات عربية تـقـدمية تحررية.
تـتـقاطع هذه المسالة مع انتصار روسي على أمريكا في حرب قادمة. حرب عظيمة لان روسيا قاهرة النازية و قاهرة نابليون ستـقهر الكاوبوي الأمريكي المتعجرف الذي يتمتع بأكبر لحظات غروره و هو ينجذب إلى قاع الجحيم..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المخاتلة
- الإصلاح التربوي ليس من مشمولات الوزير
- سلفنا السعيد المفقود فينا
- قراءة في الإصرار على إقالة وزير التربية
- المشهد الثقافي التونسي يعكس حقيقة ما يدور بالمشهد السياسي
- تونس أمام نهاية الانتقالي ام الثوري أم كليهما؟
- طبول الحرب تقرع من جديد في تونس..
- بين الاحتجاج و دوافعه في تونس
- في الذكرى 31 لتأسيس حزب العمال التونسي
- علاقة -دستويفسكي- بالتحرر الفلسطيني
- في الانتقام ل-شكري بالعيد-
- رسالة الى السوريين حكومة و معارضة
- الصفعة الروسية لايران
- تونس بين ديدان الأرض و ثورتها
- نظرة تونسية للجزائر اليوم
- مساجد لعبادة الله أم الإمبريالية ؟
- المسرح الروماني ضد الإرهاب الاسلامي
- -بشار الأسد- و الناعقون على حلب
- المثقف و الاستبداد
- الفوضى السياسية في تونس


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - الهجوم الصاروخي الامريكي على سوريا