أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله عنتار - صراعنا صراع مشاريع














المزيد.....

صراعنا صراع مشاريع


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5466 - 2017 / 3 / 20 - 05:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لاشك أن المتتبع للشأن المحلي سوف يلاحظ أنه منذ عام 92 وإلى الآن أن حزب الحركة الشعبية هو الحزب هو الذي استحوذ على المشهد السياسي داخل جماعة أولاد يحيا لوطا وبسط هيمنته على ترابها، ولكن يجب أن نلاحظ أن الساكنة لا تصوت على الأحزاب ولا تعرف تاريخها ولا حجم تضحياتها الجسام في سبيل الكرامة والحق في العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية، بل إن الساكنة تتهافت على التصويت في ارتباط بالشخص الذي يمثل الحزب وما يحقق لها من أغراض آنية كالاتيان بعقد الازدياد أو شهادة السكنى أو التوسط لدى القائد أو تسجيل المواليد ...إلخ، مع العلم أن الحزب يقاس ببرنامجه الانتخابي ومشروعه السياسي القريب والبعيد ومدى حضوره وتجذره ونضاله في سبيل الساكنة وبناء دولة الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، وفي حالة الوصول إلى السلطة ينبغي أن يرمم البنية التحتية من مدارس ومستوصفات وجسور وطرق ومحاربة الأمية والهدر المدرسي وفك العزلة وبناء الملاعب ودور الثقافة وتنمية الوعي السياسي لدى الساكنة والشفافية والوضوح والتواصل المباشر مع المواطنين والإنصات إلى مطالبهم، فهل حقق حزب الحركة الشعبية شيء من هذه المطالب منذ عام 92 ؟ بادىء ذي بدء يجب أن تعلم الجماهير القروية تاريخ هذا الحزب وفي أي سياق ولد وهل جاء لكي يخدم الشعب أم يخدم اغراضا، لقد تأسس الحزب عام 59 من طرف المحجوبي أحرضان الملقب بالزايغ الذي درس بالثانوية العسكرية الفرنسية وتخرج عام 49 لكي يقمع الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار الفرنسي(1)، وفي هذا الإطار اتهمه رئيس المخابرات المغربية السابق أحمد البخاري بالتوقيع على نفي محمد الخامس عام 53، (2 ) ولا يفوتنا أن المقاوم شيخ العرب كان يرمي أكثر من مرة إلى تصفية أحرضان بتهمة التآمر ضد المقاومة، ثم إن أيديولوجية الحزب ترتكز على الليبرالية المحافظة،(3)فماذا تعني هذه الأيديولوجية ؟ إنها الليبرالية المتوحشة التي تترك السوق ينهب ويأكل المواطنين، فإذا ارتفعت الأسعار فلا يمكن للدولة أن تتدخل للتحكم فيها، فقانون السوق لا يعلو عليه أي قانون آخر، إنه يرتكز على مقولة :《دعه يعمل دعه يمر》، أي أن الدولة لا تهتم بالخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم و خدمات عمومية وإنما أن تسمح للمستثمرين والأغنياء أن يستثمروا وأن يبيعوا بضاعتهم وفق قانون السوق حتى لو كانت الأسعار تفوق مستوى دخل المواطنين، وبالتالي فالدولة التي يراهن عليها هذا الحزب هي دولة الأقوياء لا دولة الضعفاء والكادحين والفقراء، فلنعد بالذاكرة إلى الخلف ولنطرح هذا السؤال : هل هذا الحزب كانت له مواقف وطنية منذ عام 59 إلى الآن ؟ لا شك أن المتتبع سوف يلاحظ أن صقور هذا الحزب كانوا يتناطحون حول الكراسي و"الكاميلة" والكل يذكر الصراع بين أحرضان والخطيب (أب العدالة والتنمية ) عام 66 وما تلاه من انشقاق، لكن ماذا كان موقف الحزب من دستور 62 الممنوح الذي يحرم الشعب من السلطة؟ ماذا كان موقفه من حرمان التلاميذ من مقاعد الدراسة عام 65 ؟ ما موقفه من تجويع الشعب المغربي في عام الكوميرا 81 ؟ ما موقفه من القمع السياسي والاختطاف وتزمامارت و قلعة مكونة وخروج الحسن الثاني من منظمة الوحدة الأفريقية ؟ ما موقفه من حركة عشرين فبراير ؟ ما موقفه من غلاء الأسعار؟ ما موقفه من رفع الدعم عن الدقيق والسكر والغاز الذي أقدم عليه بن كيران حليفه في الحكومة؟ وقضية الشغل وخدام الدولة ؟ إن هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى إجابة لأن الحاضر يقاس بالماضي والذي لم يخدم الشعب البارحة لن يخدمه اليوم . والذي ولده الاستعمار لن يكون إلا ربيب الاستعمار. فهل من خدم الاستعمار البارحة ولم يكتب بيانا ينتقد قمع التلاميذ في الدار البيضاء عام 65 سوف يدافع عن بناء مدرسة أو محاربة الأمية اليوم ؟ لذلك يجب علينا كشباب قروي أن ننتقد بلا هوادة هذا الحزب المخزني والرجعي الذي رفع شعار الدفاع عن الفلاحين والمزارعين . هل هذا الحزب في جماعة أولاد يحيا لوطا وفي بنسليمان أخرج بيانا ينتقد تفويت أراضي صوديا للخواص؟ هل تدخل ضد جمعية ريفر التي استولت على أراضي الدولة" بالدافع "وحرمت الرعاة والصيادين من التنقل في الغابة ؟ إذا كان للحزب برنامج فلاحي، ما هو هذا البرنامج ؟ لم يكرس أتباع أحرضان في جماعتنا سوى الخنوع والطاعة والانبطاح والولاء للمخزن، وتشجيع الأمية السياسية والنشاطات التافهة وهدر المال العام في قضايا لا معنى لها، وإهمال المشاريع التنموية كالبنية التحتية وتنشيط السياحة المحلية وبناء الجسور والمدارس والقناطر وفك العزلة عن القرى والمستشفيات ومساعدة المزارعين وتاطيرهم وتوعيتهم وتشجعيهم، والاقتراب من الساكنة ومكاشفتهم والإنصات إلى مشاكلهم . والأمر لا يعزى إلى الأشخاص، بل إلى الحزب نفسه، فهو ليبرالي ومخزني لم يولد من حضن الشعب، بل بعيدا عنه، لذلك لا يمكن أن يدافع عن الفقراء والكادحين، بل هم مجرد أدوات انتخابية ليس إلا، وبالتالي ألم تأت اللحظة لكي نخرج من سباتنا ؟
-------------

لائحة المراجع :

1-
https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AC%D9%88%D8%A8%D9%8A_%D8%A3%D8%AD%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D9%86

2- https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9
3- يمكن الرجوع إلى كتاب البخاري : الاجهزة السرية في المغرب

ع ع / بنسليمان - المغرب/ 19 مارس 2017 .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار المغرب والمشرق (1)
- أياد تحلم بالقمر
- بلابل تغني للضياء
- أنشودة الثرى
- تمردي يا غايا 1
- كيف يتواصل الرعاة مع مواشيهم ؟ (ملاحظة انثروبولوجية )
- وتسير القافلة
- الملاح التائه
- لن تغردي على نغمي
- الثورة السورية : جذورها، نتائجها ومآلاتها (مقاربة نظرية)
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها (4 )
- ذكريات مدينة كان الصعب الخروج منها
- ذكريات مدينة كان الخروج منها صعبا (2 )
- ذكريات مدينة كان من الصعب الخروج منها!
- على شفا الأمواج
- واقعة لا تنسى
- نحو انثروبولوجية الواقع الكرزازي
- لنكن كبارا وما يجمعنا هو الأرض
- الواقع الكرزازي: قراءة نقدية
- حكاية وردة التي قصت


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله عنتار - صراعنا صراع مشاريع