أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - مؤتمر الأزهر ( الحرية والمواطنة )... شيزوفرينيا














المزيد.....

مؤتمر الأزهر ( الحرية والمواطنة )... شيزوفرينيا


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 5454 - 2017 / 3 / 8 - 13:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مؤتمر الأزهر ( الحرية والمواطنة )... شيزوفرينيا
أختتمت في القاهرة الأربعاء الماضي فعاليات مؤتمر" الحرية والمواطنة - التنوع والتكامل " الذي نظمته مشيخة الأزهر ومجلس حكماء المسلمين ، حيث تناولت جلساته التي عقدت على مدار يومين مناقشات ، تناولت مخاطر التفكك والانقسام على المجتمعات البشرية وأسس التعايش المشترك بين أبناء الديانات المختلفة ، وشدد المشاركون على أن الإرهاب ليس مرتبطا بدين دون غيره ، وفي كلمته أدان شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب أعمال العنف والإرهاب والتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تهدد المجتمع ، وطلب من المؤسسات الدينية في الشرق والغرب أن تتصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا ، مضيفا.. أن من " يستغلون الدين على هذا النحو السيئ كانوا محدودي الأثر والخطر، في ما مضى، لكن الأمر بات مختلفا في لحظتنا المعاصرة ويوقع في شراك ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا " ، وقد صدر عن المؤتمر في ختام أعماله " إعلان الأزهر للعيش الإسلامى المسيحى المشترك "، مشدداً على العيش سوياً في ظل المواطنة والحرية والمشاركة والتنوع.

من هنا نقول ، أن مؤتمر الأزهر "الحرية والمواطنة الدولي" قمة الشيزوفرنيا..فالمادة التي أشتمل عليها الدستور المصري التي تقول بأن" الإسلام دين الدولة... ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع" هي المادة التي قاتل عليها الأزهر وأصر بقوة على ان يتزين بها الدستور المصري ، ولكن هي في حقيقتها قنبلة موقوتة تنسف كل تلك المؤتمرات وما يقال فيها من عبارات رنانة عن المواطنة والحرية والمساواة ، اذا بقوة الدستور يحق للذين ينتمون لدين الدولة فعل مايريدون وخير إستناد ما قام به المتطرفين في سيناء من استهداف أقباط العريش وتهجيرهم فالكل يعلم قصة تلك المادة بداية بدستور 1923م في مصر حينما تردد اعضاء اللجنة المكلفة بوضعه وقتها على هذه المادة وهل هي ضرورية أم يمكن الاستغناء عنها ، والغريب أن أعضاء اللجنة من الأقباط عبروا بوضوح عن رأيهم بأنه لا ضرر من النص على ذلك في الدستور وقد كان ، لتأكيد ثقتهم وفخرهم بالانتماء للعالم والثقافة الاسلامية تحت الشعار السائد وقتها "الدين لله والوطن للجميع" ، ومن بعدها اصبحت مادة سائدة ومحكمة في كل الدساتير المصرية وتستخدم كورقة لتحقيق المصالح وخاصة في دستور 1970 عندما كانت تنص المادة الثانية منه على( الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية للتشريع) ، وعدلت هذه المادة عام 1980 لكي تقول … ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع،والجميع كان يعلم الهدف الحقيقي من هذا التعديل كان للتغطية علي سوءات تعديل المادة 77 من الدستور، التي أطلقت مدد الرئاسة إلي أبد الآبدين، فعبارة دين الدولة الاسلام خاطئة ، فالدولة بمفهومها هي نظام سياسي وليست نظام ديني ، تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن القومية والدين والفكر ولا تتحقّق صفة الدولة إلا بمبدأ المواطنة والذي يعني أن الفرد لا يُعرف بمهنته أو بدينه أو بإقليمه أو بماله أو بسلطته، وإنما يُعرف تعريفا قانونيا اجتماعيا بأنه مواطن ، فالصحيح ان نقول المجتمع أغلبيته دينه الاسلام ، لان المجتمع هو من يذهب الى المسجد او الكنيسة ويصلى ويقدم الذكاة ويقوم بكافة العبادات لا الدولة , فالدولة لا يصح ان يكون لها دين ,لانها هى التى تقوم على رعاياها جميعا باختلاف معتقداتهم ومذاهبهم .
ففي مصر إذا قلنا أن دين الدولة الاسلام فهذا يعني عمليا الغاء حقوق المواطنين الاخرين الذين لا ينتمون لهذا الدين , وقد يعاني إضطهاد ابناء نفس الدين الذين يفهمون الدين بطريقة تختلف ، وهذا ما حدث بالفعل فبعد أيام قليلة من استهداف الأقباط المصريين في سيناء ، طلب من المعلمات اللاتي يعملن في مدينة رفح ارتداء النقاب ، وهدد المسلحون المعلمات بإقامة الحد عليهن في حال عدم وجود محرم معهن لدى ذهابهن إلى العمل ، مع العلم ان كلهن متحجبات ، بمعنى اكثر شمولية ان مفهوم " المواطنة – والمساواة - والقانون" تسقط وتصبح خاوية جوفاء تحت هذا التدرج ..، فمبادئ الشريعة الإسلامية أغلبها قائمة على الإجتهادات وتعدد التفسيرات في المذاهب الاربعة وهنا تكمن الخطورة .

فمن العبث القول أن المواطنة هي أساس الانتماء ، ويقال في نفس الدستور الشريعة أو مبادئ الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع ، هذا تناقض حاد جدا ، حيث تلغي إحداهما الأخرى ، فالمجتمع المصري نسيجه مكون من ديانتين الاسلام والمسيحية كديانتين اساسيتين ثم تأتي بقية الاديان ، يزداد الأمر تناقضا حين يحرم نفس الدستور في مادة أخرى قيام أحزاب على أساس ديني !! حيث الإسلام دين الدولة والشريعة هي مصدر التشريع .. عجبي، فالحل الامثل ان يترك الدين للمجتمع لا للدولة ، وان تتخلي الدولة عن امتلاك الدين، فالدين لا يُمتلك ولا يُؤجر ، وهنا تستحضرني مقولة الاديب طه حسين عندما علق على ان دين الدولة الاسلام بقولته المشهورة ( قد وجدنا فيها الضرر كل الضرر ).



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضخم في مصر مركب..هل أخطأ صندوق النقد الدولي؟
- بنوك الحكومة المصرية بين البورصة والترستات
- تيران وصنافير مصرية بحكم المحكمة الإدارية
- إيميل الى الرئيس السيسي (الحقوها قبل خراب مالطا) التضخم الجا ...
- الدبلوماسية المصرية...بدون إستراتيجية
- قناة الجزيرة القطرية و-برنارد لويس -
- قصة في سطور(عيناك صنافير وتيران)
- بالعامية ... الله يرحم الأبطال
- هل أخطأ عمرو الليثي ؟
- التعويم .. من المستفيد ؟
- الضريبة على القيمة المضافة بين الواقع والتطبيق
- الإقتصاد المصري..التضخم الجامح وفشل السياسات النقدية والمالي ...
- قصة في سطور - الليل موعدنا -
- القرض ..مجبر إقتصاديا لا بطل
- السندات الدولارية بين التأجيل والبدائل والعائد والمخاطر
- تركيا..فوق صفيح ساحن بعد الإنقلاب
- أردوغان وإيفرين وجهان لعملة واحدة
- قصة في سطور - ذات مساء -
- أخطأ مقص مفيد شهاب
- رفع سعر الفائدة في الأيام القادمة


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - مؤتمر الأزهر ( الحرية والمواطنة )... شيزوفرينيا