جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 22:38
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اذا اردت ان تكتب كتابا او مكتوبا بالعربية و كنت ترفض الدخيل في العربية فانك لا تستطيع كما ستكتشف الا ان ترجع الى ايام البعير و تتخلى حتى عن استعمال الجمل في السباقات. لو اتجهت الى الاقلام و الدفاتر فستجدها يونانية و لو وجدت نفسك مضطرا ان لا ترفض القلم لانه استعارة قديمة و ورد في الاية العربية الكريمة لاكتشفت بان الله هو الذي اهدى القلم الى الاغريق ليعلم العرب به و اذا استغنيت على الاقل عن الدفتر و اتجهت الى الكاغد (احيانا الكاغذ / الكاغط) فستجدها فارسية.
اذا قمت بالاضراب عن الاكل و الشرب و قلت لا احتاج الكاغذ فعليك ان تكتب على اوراق النباتات النادرة في المحيط الصحراوي او على سعف النخل و لكن عفوا كيف تستطيع الكتابة او تكتب مكتوبا اذا كان الثلاثي (كتب) ارامي الاصل و كان المعنى الاصلي يشير الى الجمع و التشكيل و الا لما تم صياغة الكتيبة العسكرية التي ليست لها علاقة بالكتابة. و لو قبلت و سلمت امرك لله و انتهيت من كتابة المكتوب فانك تحتار كيف ترسله لان الظرف الذي تضعه فيه كان يِشير الى اناء او وعاء كالابريق الفارسي. هل تضع المكتوب بالابريق و تاخذه الى البريد اليوناني لان البريد استعارة من اليونانية بريدوس (الحصان) بسبب استعمال الحصان سابقا في نقل البريد.
و لكن لربما تكون في حاجة الى الحبر او المداد فماذا تعمل اذا وجدت ان المداد على الاكثر استعارة من الايرانية و الحبر من الارامية و الابجدية من النبطية و القرطاس من اليونانية؟ هل تعزل او تقفل المدرسة و المكتب و تتوفف عن الكتابة كليا و ترجع الى ايام البعير؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟