أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - -7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-














المزيد.....

-7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5438 - 2017 / 2 / 20 - 19:26
المحور: الادب والفن
    


يمتلك القاص هيثم عبد الشافي هذه المهارة الأدبية في إلتقاط الصور المبعثرة وإعادة ترتيبها في تناغم يُصهر الفواصل بين اللقطات الإنسانية التي نصنعها يوميا وتصنعنا نخترقها وتخترقنا يوميا حتى تكونت تلك الألفة مع الموجودات حولنا. تلك الكلمات هي إجابة السؤال الذي طرحته من قبل في مقالي الفائت المعنون بـ "احذروا هذه القصة.. 7 دال" وكان السؤال المطروح هو لماذا نكتب؟ ولماذا نقرأ؟.
فالقاص "هيثم عبد الشافي" أظنه يدور في فلك هذا السؤال الوجودي فمجموعته القصصية الصادرة مؤخرا والتي تحمل عنوان "7 دال" تمتد جذورها في الواقع أو هكذا يحاول أن يوهمنا الكاتب بإستخدامه مفردات حياتية تصلح لأي شخص يسكن "القاهرة" فقصته الثانية، والتي تحمل عنوان "تذكرة مُكيّف" تستدعي منذ اللحظة الأولى عالم "المترو" اللقطة التي تم إختيارها بدقة للغوص من الوهلة الأولى في قاع التفاصيل المشتركة وبنظرة مستقبلية تدور أحداثها بعد إعلان وزارة النقل إرتفاع سعر التذكرة، تلتقط عدسته الحوار القائم بين "نظار المحطات في المكاتب يدخنون السجائر في اجتماع مغلق، ويقولون لمسئول كبير لا يدخن بالمرة كيف نجبر الناس على دفع جنيهين زيادة دفعة واحدة، وأي حيلة تساعدنا في منع أصحاب تذاكر الجنيه الواحد من صعود العربات المكيفة..؟"، ويخرج بسرده إلى إشكالية أخرى لصورة تبتعد قليلا تصل لـ"عساكر النقل والمواصلات كسرتهم الأخبار السيئة، لا شيء يشغلهم الآن إلا سؤال واحد، كيف ستمر ساعات الخدمة دون جنة الانتظار أمام عربات السيدات؟، بأي حق يتحملون تنفيذ القرار، ومنع هذا والسماح لغيره، هل يتركون نعيم البرفانات ومتعة النظر للأصابع الرقيقة في الصنادل الشفافة البسيطة جدا، ويذهبون لكل هذه الروائح الكريهة"، وفي نهاية النص يلتقط "عبد الشافي" لقطته الخاصة "هل شعرت بالوقت..؟ ربع ساعة كاملة لم أقل فيها أوووف واحدة، نحكى ونضحك ونلعب، لا زحام، لا عرق وروائح مستفزة، لا سيدة بدينة تركب المترو لأول مرة وتسألني عن محطتها وتراقب حركاتنا وصورنا، أو مسنا يسقط الهاتف من يدي.. الله الدنيا هادئة والعربة باردة، الحمد لله كثيرا على نعمة التذكرة الجديدة، وسامحهم على التأخير" ليضع المفارقة في النهاية.


في"كازينو لوسي" يدخل الكادر الكاتب "هيثم عبد الشافي" بصورة "سيلفي" مع أبطال قصته التي ارتكزت في سردها على مشهدية نألفها تتكرر حولنا لكنها تكتسب خصوصيتها حين نرويها لذلك يبدأ "عبد الشافي" بمقدمة شارحة أبعاد شخصياته فيقول:ــ
"عدوية موهوب، والمقهى يديره صاحب مزاج، والزبائن آخر سلطنة، والأغنية اختيار رائع.. واضح أن سهرة الليلة ستدهشك، أترك "الببرونة" ثواني، تعال، لف عليهم بعينيك فقط، واحد يرفع وجهه وينفخ دخان سيجارته ببطء شديد، تقريبا على 3 مرات، ويغني "أغراب يا دنيا من الصغار"، ويأتي أمامك ويرقص، ويعود مهزوما للخلف، ويكمل "للشيبة" ويمسك رأسه ويطوحه، حتى البنت السودانية التي لعنت مهنتها واليوم الأسود الذي بدأت فيه رسم الحناء، وجدت لنفسها مقطعا ورقصت وغنت "قالوا علينا قالوا وإحنا يا عيني لوحدنا.. دول مهما قالوا إحنا حامينا ربنا"، قل لي بربك وحلاوة أنوار الحسين الخضراء، من أين كل هذه البهجة، يا أخي عدوية لم يرحم أحدا منا، حتى الدراويش حولنا ذاقوا حلاوة المزيكا وضربوا كفا بكف وطلبوا المدد، والدرويش القصير هناك، تركنا من ربع ساعة وما زال يغني "ما بيناموش يا ولدي ما بيناموش.. عشاق الليل يا ولدي مبيناموش"!!!."، وكأنه أراد أن يثير حالة من البهجة أو الطقوس الإحتفالية التي تبتعد عن واقعنا بعشرات السنوات ليمحو شيئا ما أو ليختبئ في الماضي من شئ ما يمقته في واقع بائس بطبعه، لكن المدهش أنه يوجه كل الحديث إلى رضيع!.

تنمو نصوص المجموعة القصصية "7 دال" للقاص هيثم عبد الشافي أثناء القراءة بالتوازي مع الواقع الآني، وفي ظني أنها نموذج صارخ في إلحاح الواقع على كتابته، وتحقيق الأدب لرغباته في إعادة ترتيبه مرة أخرى بتسلسل درامي يصب فيه الكاتب أحلامه و أمنياته أو بغضه ونفوره، وما يميز هذه المجموعة بعد لغتها البسيطة غير المتكلفة هو قربها الشديد من أحداث ألقت بظلالها على الكثير وتركت أثرها، وينعكس ذلك على النصوص حيث يكتشف القارئ أن الكاتب هو قارئ جيد لما يدور حوله في الأساس يقف على المحك ليكتب عبر حزمة من الخبرات الكتابية تمتد لأعماق الواقعية.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواري مع الأديب مصطفى نصر
- -اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
- موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية
- احذروا هذه القصة.. -7 دال-
- ط
- 2016 .. يحقق ينتظر 100 أمنية لمبدعين مصر
- ليس بالقانون وحده ينتهي الإرهاب.. بالعقل ايضا
- أشرف ضمر.. يفتح قبر الأسئلة البسيطة
- -ميزو- المهدي المنتظر
- 9 صور
- حرب السلفيين ضد الدولة المدنية لن تنتهي
- رسائل دموية
- البحث عن دور.. للوجه الجديد -رمضان عبد المعز-
- بنفسج
- -ميت
- أيها السلفي.. أنت كافر
- -تماثيل خشب- نصوص.. إياك أن تطمئن إليها
- لماذا يُصر “السيسي”على الفشل؟
- سلسلة مقالات منشوره (6)
- سلسلة مقالات منشورة (5)


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - -7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-