أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد شودان - الخمار قيد في رأس المرأة














المزيد.....

الخمار قيد في رأس المرأة


محمد شودان

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 17:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



الخمار قيد في رأس المرأة
كتبت قبل أيام مقالة تحت عنوان "نار تحت البرقع" وقد تعرضت هذه المقالة لهجوم متعدد الجوانب، والآن أريد أن أصحح بعض المغالطات لأن البعض ذهب إلى أني وقعت في تناقض لما انطلقت من مبدأ الحرية وخلصت إلى أن اللباس الشرعي الإسلامي لا يمثل حرية شخصية، أو أني غلفت المقالة بالذاتية وما إلى ذلك. والواقع أن القارئ المتعصب ضد فكرة لا يلاقها إلا بالرفض، والبحث عن منافذ للتوغل والتغول عليها، ومن وجهة نظر شخصية أحتفظ لهم بحق الرفض والانتفاض والتعبير عن غضبهم، لا بأس في ذلك كله لأنني أقدمت على مغامرة لما عريت ما يهولهم منظره منهم أولا، ولأن المتشبثين بالفكر الأصولي والذين يعانون من حساسية مفرطة اتجاه الحرية والتحرر دوما يرفضون مواجهة الرياح الملقحة ثانيا. وسابقا رفض هؤلاء نظرية التطور، بل لا زال منهم من يؤمن بمركزية الأرض في الكون، هل مع هؤلاء يصح النقاش؟ وإنه لا يمكن إرغامهم على الركوب، بل يكفي الانطلاق دونهم.
لا زلت متشبثا بأن اختيار المرأة اللباس الذي يروق خاطرها، ويناسب ذوقها وجسدها حق لا مزايدة عليه، وننطلق في ذلك من مبدأ أساسي يرى أن للمرأة الحق في التمتع بكل حقوقها الكونية كالرجل دون تمييز، ولكن يبقى أن كلمة "حق" تتطلب شرطا آخر وهو الحرية في الاختيار، لأنه لا يمكن أن نقول إن رضيعا قد اختار لباسه، لأنه لبس باختيار غيره، وربما أمكننا قياس الأمر على الأحمق لو رأيناه في حلة ألبسها إياه أهله أو إدارة المستشفى.
وإذن فلن تكون المرأة حرة في لباسها إلا أن تكون قد اختارته بحرية تامة، وهذا الشرط الأخير لا يتوفر للمرأة المسلمة المنقبة، لأنها تضع ذلك الزي/الواجب نزولا عند رغبة أهلها وربما استجابة لأمر أسرتها إن كانت تنتمي لوسط متشدد، أو حتى طاعة لأمر ديني، رغم أن مؤولي النص الديني قد اختلفوا في وجوب بعض الأزياء كالنقاب والخمار والبرقع، كما أن بعض الدول تفرض على نسائها البرقع بقوة القانون والسوط، وهنا استحضر صورة مضيف طائرة عثر في مطار أوربي على لباسين شرعيين تركتهما خليجيتان بعد وصولهما إلى ديار الحرية. وبهذه الصورة أدفع ادعاء من سيقول إن المسلمة تختار وهي حرة تماما وضع ذلك اللباس الخانق للأنفاس.
وإليك ليطمئن قلبك إلى أن البرقع وما إليه لا يمثل ارتداؤه اختيارا حرا: المنديل الذي تضعه أغلب المغربيات أيضا مفروض عليهن، ولكن كيف؟ بالتفييئ والتصنيف إذ يعمد المجتمع المحافظ (ولو في لا وعيه الجماعي) خاصة في التجمعات القروية أو الحواضر الصغرى، إلى تصنيف المرأة السافرة والحاسرة ضمن المغضوب عليهن، ولتجنب ذلك تضع البنت منذ صغرها المنديل على رأسها، إما خضوعا لأمر أسري حتى تعبر عن الحشمة والحياء، أو تضعه تجنبا لنظرة المجتمع المحافظ السلبية، (فالمرأة إما محتشمة محجبة أو قليلة الحياء ومنعدمة التربية) نعم، تصنف المرأة المغربية المنفتحة والمتحررة على أنها باغية، وفقط لظهور شعرها دون منديل.
يتمسك أغلب المدافعين عن اللباس الملتزم بالجانب الأخلاقي، ويذهب البعض إلى تشبيه المرأة بالحلوى، وهكذا فالتي لا تضع الحجاب تصير عرضة للاعتداء كما أن الحلوى دون غلاف تجلب الذباب، ولكن هؤلاء ينسون أنه ليس للمرأة في هذا من ذنب لأنها ليست مسؤولة عن تدني أخلاق الذكور الذين تسيطر عليهم الغرائز. ومن هنا فأولى بالمجتمع أن يربي أبناءه على الاحترام، وأن يعلموا أبناءهم الذكور أنهم سواسية والإناث، وأن يخضع المتعلم لتربية جنسية تجعله قادرا على التحكم في غرائزه، وهذا كله يحتاج ثورة ثقافية.
إنما الخمار والبرقع والحجاب والمنديل وما إليها قيد اجتماعي يشل المرأة، وقد صار لازما أن نحدد موقعنا من المجتمع الأممي، إما أن ندع القطار يمر وننتظر القافلة التي ضاعت في دهاليز التاريخ، أو أن نصارح أنفسنا ونساهم جميعا في التخلص من رزايا الماضي، وأهم ما بإمكاننا ويجب علينا فعله الآن على استعجال هو المساهمة في تحرر المرأة وكسر قيودها حتى نبني مستقبلنا المشترك يدا بيد.
محمد شودان ــ المغرب



#محمد_شودان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمار العربي
- عربي أنا
- سيناريوهات تشكيل الحكومة المغربية
- نار تحت البرقع
- انتهى الكلام,,, إلى مزبلة التاريخ
- حربائية بنكيران
- مشروع متحف
- النظرية الثورية عند امرئ القيس
- مارطون تشكيل الحكومة المغربية
- نبوءة الشاعر
- شرارة شباط
- الدين والفلسفة
- في ظلال ما قبل الإسلام
- حلب وإعلام البيترودولار
- الحاجة إلى الوعي بالذات الجماعية
- ملامح المستقبل، نظامنا التعليمي إلى أين؟
- -اللغة العربية في منظومة التربية والتكوين- تدريس المؤلفات، ا ...


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد شودان - الخمار قيد في رأس المرأة