أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - الدين والفكر الديني ( 1 )














المزيد.....

الدين والفكر الديني ( 1 )


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 19:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين والفكر الديني( 1 )
بين الدين والفكر الديني مقدار شعرة أو أقل ، فهما متلاصقات حد التلاحم ، وان التفريق بينهما هو من الدقة بمكان أن تعرف ما هو عقلي بشري ، وما هو ديني إلهي ، ذلك أن الخلط بينهما هو ما أدى إلى صراعات دينية وتجاوزات على الدين وعلى العقل البشري والحياة الإنسانية، وإن هذا الموضوع لمن الأهمية بمكان أن يتولى توضيحه كل من له حرص على الدين وعلى الحياة الإنسانية.
1- فالدين هو ما أنزله الله على الناس ليعرّفهم على نفسه وعلى متعلقات الحياة الأخرى من بعث وحساب وعذاب وجنة ونار، فالله جل وعلاه مفارق عن الطبيعة ، بمعنى أنه ليس هو من هذا الكون الذي خلقه، وبما أن عقولنا البشرية هي مخلوقة، وقدرتها على الفهم والمعرفة لا تتعدى حدود الطبيعة، ما ظهر منها وما خفي, لذلك فإنها غير قادرة على تجاوز قدرتها لمعرف الله، والبعث والجنة والنار وغيرها من تلقاء ذاتها.
2- بما أن قدرتنا البشرية غير قادرة أن تعرف ماهية الله، كما تعرف مكونات الطبيعة الأخرى، لذلك فإن الله أرسل أنبياءه بقدرات خاصة استطاع بهم أن يعرف نفسه إلى البشر، وكان على الناس أن يصدقوا الأنبياء بما يقولون، ولكن ما حصل أن الناس لم تكن لهم في عصور البداوة والتخلف الذي يقرب من الحيوانية، القدرة على فهم ما يقوله الأنبياء فكذبوهم بل قتلوا بعضا منهم.
2- ولكن بقي لكل نبي مجموعة من الأتباع أو الحواريون أو الصحابة حملوا الفكرة بما أوتوا من قدرة على تصور الله في وجدانهم، وكان عليهم أن ينشروا هذه الدعوة بين الناس، ليخلقوا في المجتمع وحدة تصور ووحدة تفكير وتوجه .
3- من هنا ابتدأ الفكر الديني حيث انتهى التنزيل بموت الأنبياء ،فالأتباع أو الحواريون أو الصحابة اخذوا الفكرة الدينية، وهي كما سمعوها من الأنبياء، وحينما نقلوها إلى الآخرين، نقلوا فهمهم للدين الذي سمعوه، إذن هم نقلوا فهمهم الذي عبروا عنه بفكرهم، أي أنهم قالوا فكرا دينيا، وهو فهمهم للدين، وليس هو الدين، ولو كان ما قالوه دينا، لكانوا ورثة للنبي، وكان قولهم مكملا للدين.
4- وعلى مدى العصور والأزمان التي تلت موت النبي/ أي نبي/ هناك دراسات ووجهات نظر واختلافات في الفهم والتأويل، وكل من تكلم أكان هذا مشهوراً ومعروفا وعبقريا، أو كان بسيطا يحاول التفكير، يكون قد مارس الفكر الديني.
5- بالنسبة إلينا نحن المسلمين فإن النص القرآني هو الدين, لأنه كلام الله الذي تم تدوينه بما لا يدع مجالا للشك في صحة النصوص التي أنزلت، وأنها يقينا هي كلام الله، وبالتالي هي الدين، لذلك نقد القرآن هو نقد للدين، وإن إنكار آية واحدة أو سورة واحدة هو إنكار لبعض لدين، إنها النصوص المقدسة التي لا يصح المساس بها.
6- وإذا ما بدأ المفكرون بمراجعه المبادئ والنظريات والأيديولوجيات والتدقيق في أسسها وقوانينها إنما يبدؤون في حفر الأساسات والقواعد التي تمهد لتقويض هذه الأيدولوجية، وهذا أمر لا نقبل أن يطول القرآن الكريم.
7- أما ما تلا ذلك من فكر ديني فإنه لا يأخذ صفة التقديس من أقوال الصحابة والأئمة والفقهاء والدعاة والشيوخ, زكثير من اأحاديث, لذلك فهي مشرّعة للمراجعات والدراسات وبالتالي تصويبها أو نبذها والإتيان بآراء ومفاهيم جديدة غيرها، وإزالة الضار والسقيم والميت منها، إن هذا ليس افتآتا على الفكر الديني إنما هو واجب بل ضرورة لازمة، لاستمرار نمو الفكر الإسلامي، كما هو واجب وضروري تقليم الشجرة بقص بعض أغصانها التالفة منها وغير الضروري، لأجل نمو سليم ومتناسق



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم خاطئة في تلاوة القرآن وقراءته
- تقارب
- سيناريوهات عذاب القبر
- هل أقر الله بالسحر أم نفاه
- هل قوة الدولة من قوة دينها؟
- سكيولوجيا الحروب
- قصة قصيرة - وقفة
- مصطلح الأنتصار( 2 ) تبعات الاعتقاد بان النصر من عند الله
- مصطلح النصر في العقيدة الإسلامية( 1)l
- قصة قصيرة / خذوني معكم
- ذكرى
- ما يمنع احتفال المسلمين بميلاد المسيح
- ملاك الشعر
- هل المعجزة ضرورية للإيمان؟
- من أين نبعت فكرة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم؟
- أين الإعجاز في القرآن الكريم
- رحلة
- الحافلة/ قصة أدب غرائبي
- هل كان مع الإسراء معراجا؟
- ترشيد الدعاء


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - الدين والفكر الديني ( 1 )