أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عطا مناع - شكراً للفيس بوك وأخواته














المزيد.....

شكراً للفيس بوك وأخواته


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 22:41
المحور: المجتمع المدني
    


شكراً للفيس بوك وأخواته

بقلم : عطا مناع

ساعات تفصلنا عن عام 2017 ، وكمئات الملايين من العرب الحالمين أبطال العالم الافتراضي أدلو بدلوي واستعرض عضلاتي الخشبية في تحليل الماضي استشراف المستقبل، أصول وأجول منتقداً عام 2016 بنرجسيه مقرفه، اقتبس واسرق أجمل الكلمات من غوغل في محاولة فاشلة لإبراز مفاتني الفكرية.

لا بأس، كلنا نقف في منتصف السلم، نكرر فشلنا المتراكم ونهرب من الأمراض التي أنهكت الرأس قبل الجسد، نطوي عاماً آخر حافل بالكذب على الذات أولا مدافعين عن عجزنا بالجمل الجاهزة حيث الإغراق قي النرجسية والتبعية والجسد الفاقد للروح.

لماذا وكيف وصلنا لهذا الدرك؟؟؟ الجواب بسيط جداً، الفيس بوك كاشف لعوراتنا ومسقط ورقة التوت عن أمراضنا، نجمع بين الشيء وضده، تابعوا وبدقه حالنا وأحوالنا الشبيه بقهوة الصباح ذات المذاق المختلف، فعند إعدادك لقهوة الصباح تجتاحك النشوة وخاصة لحظة الفوران، تحتسي قهوتك باستمتاع يتنهي بعد حين.

على الفيس بوك الذي يسأل الواحد منا في الخانة المخصصة للكتابة: بماذا تفكر؟؟؟ دققت ولكن ليس مطولاً في السؤال فوجدت أنني لا أفكر، فمقولة ديكارت أنا أفكر إذا أنا موجود لا تنطبق علينا، كيف؟؟؟ أن تكون موجوداً يعني تشغل مساحه في الواقع وليس في العالم الافتراضي، والأكيد أننا ما عدنا نهتم للمساحة والحيز حالنا كقهوة الصباح السريعة الفوران. كيف؟؟؟

نعرض أفكارنا على رفوف أللحظه، أفكارُ حالها كحال السلع على رفوف السوبر ماركت، فتجد العروض لبعض المعلبات والسلع التي تخضع للعروض لقرب انتهاء صلاحيتها، فتشتري مثلاً ثلاثة علب فول بواقع دولارين في محاولة لإنقاذها من التلف، كيف ولماذا؟؟

تجد وعلى سبيل المثال شريحه نازله نشر في الشعب ليلاً ونهاراً، شريحة تطبع وتبيع وتشتري وتتاجر بكل شي، تجدهم على يسار اليسار، متطرفين لأبعد الحدود ويتاجرون بالدم واللحم بأفكارهم الفيسبوكيه ذات المذاق الرائع، علينا أن نعترف بروعتها بالرغم من انتهاء صلاحيتها وانبعاث رائحة الجيف منها.

تعالوا ننبش أعماقنا، بعناوين بسيطه ونحن نودع عاماً لنستقبل عام، البطاله استفحلت، الموت الرحيم أو عكسه في مستشفياتنا استفحل، العصا تنهال على رؤوسنا بمناسبة وبغير مناسبه، القطط السمان تتكاثر، جماعة الانجزة والجندر وأخواتهم لا زالوا مقتنعين أنهم يستطيعوا الضحك على الناس كل الوقت، العمال يقيمون الصلاة على الحواجز للوصول لأماكن العمل الأسود عند "أولاد العم"، الانقسام أصبح جزء أصيل منا لا نستطيع العيش بدونه، البطاله والتي تعني مئات الآلاف من العاطلين عن العمل باتت من مقبلات الحياة، واقع كما المنشار الذي يتغذى على اللحم الحي.

المشكل أننا مفعمين بالأمل، لا بأس من بعض الأمل، ولا بأس من التعبير عن الوجع بالصراخ أو النهيق، لكن المشكل أن آذاننا استأنست للنهيق وأصبحت أفكارنا"الثورية" المدفوعة الآجر مكشوفة للناس وهنا بيت القصيد، فكيف تمشي الجماهير خلف ارعن تعرف انه يسطوا على حقوقها باسم اليسار أو اليمين أو ما شئتم من مسميات؟؟؟ كيف يستطيع متخم حشد البطون التي اعتادت الجوع وقيادتها؟؟؟؟ وكيف يحظى أصحاب الانجزة والتطبيع الذين يملك الواحد منهم لسانين واحد للشعب والثاني لأعداء الشعب؟؟؟؟

تصفعنا الأسئلة والتساؤلات، ونبحث عن المخرج لحفظ ما تبقى من ماء الوجه إذا تبقى لنجد أنفسنا مفرطين في نرجسيتنا شاكرين الله على نعمة الفيس بوك حيث الثورة والفكرة التي تعوضنا عن الواقع والتاريخ والجغرافيا، نغرق في عالمنا الافتراضي ونجهز أنفسنا لإبراق التهاني بالعام الجديد لان العلاقات الفيسبوكية ألعامه تفرض علينا بعض الاتيكيت، نقنع أنفسنا وبالاستعانة بالأبراج والمنجمين بحلاوة قادم الأيام، ننسى أوجاعنا وآلامنا ونمر سريعاً على شهدائنا وأوجاع أسرانا التزاماً بالعلاقات العامه، نكذب على بعضنا بمجاملات لا طعم لها لإقناع أنفسنا بجمالية عالمنا الافتراضي حيث النقد والشعر والتحليل السياسي والثورة حيث تتسلل اللذة لأوصالنا كقهوة الصباح.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أوسخنا ... ونكابر
- اللاجئون الأوائل: رائحه بطعم الزعتر
- اللاجئون : حطب الثورة المحترق
- المطبعون يقرعون الأبواب
- العرس في عموريه وأهل البريج بترزع
- ثغاء
- أبو الخيزران بطعم اليسار
- فقاسات التطبيع الإعلاميه
- عريشة أفرات
- ألف ليله وليله بالفلسطيني
- داعش تدمر قبور الأحياء فينا
- من قتل فائده الأطرش
- وسيبقى نبض قلبي يمنيا
- يا شام: لاحت بشاير النصر
- جورج حبش: نظره ثاقبه
- عام القمل
- السعوديه بقره جف حليبها
- انهض يا ناهض
- جوز امي عمي
- مقال افتراضي: ثقافة المرياع


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عطا مناع - شكراً للفيس بوك وأخواته