أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - طارق المهدوي - هؤلاء قتلوا حفيدك يا مبارك














المزيد.....

هؤلاء قتلوا حفيدك يا مبارك


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 19:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هؤلاء قتلوا حفيدك يا مبارك
طارق المهدوي
(1)
بحلول عام 1976 كان وزير الاستخبارات السعودي "كمال أدهم" قد أبرم صفقة مصالح سياسية متبادلة في مصر بين الإخوان المسلمين والنظام العسكري الحاكم برئاسة "أنور السادات" مع نائبه "حسني مبارك"، وهي الصفقة التي منحت "السادات" دعماً إخوانياً لجهوده من أجل تقليص نفوذ أنصار سلفه "جمال عبدالناصر" الذين سبق لهم محاولة الانقلاب عليه عام 1971 وذلك ضمن مساعي "السادات" الرامية إلى الانفراد الشخصي بالسلطة، مقابل حصول الإخوان على الإفراج عن جميع معتقليهم وسجنائهم وإعادتهم لوظائفهم بأقدمياتهم الأصلية مع رفع أسمائهم من قوائم منع السفر وترقب الوصول وقوائم حظر التصرف في أموالهم وأملاكهم، ثم تطورت الصفقة إلى تعاون بين الإخوان المسلمين والعسكريين عندما تصدى الفريقان معاً بعنف دموي لجماهير الفقراء الذين خرجوا غاضبين تحت قيادة الشيوعيين المصريين لإسقاط نظام "السادات" عام 1977، ليتطور التعاون إلى تحالف بين الفريقين عندما اشتركوا معاً في محاربة قوات الاتحاد السوفيتي الموجودة على الأراضي الأفغانية طوال الفترة الزمنية الممتدة منذ عام 1979 حتى عام 1989، ورغم وجود بعض المنازعات التنافسية بين الفريقين فقد غلب الاتفاق على كل ما كانا يخوضانه من صراعات رئيسية بمختلف الدوائر المحلية والإقليمية والعالمية، لاسيما في ظل استمرار اتفاقهما على معاداة الشيوعية والليبرالية والتعالي فوق الأقليات الدينية والفئات المجتمعية الأضعف، وفي ظل استمرار الحرص الانتهازي لكل فريق منهما على امتطاء الجسد الضخم للفريق الآخر مع وضعه في وضع المطية وليس الندية مؤقتاً لحين حصوله منفرداً على التمكين المطلق، وهكذا تعامل العسكريون مع الإخوان باعتبارهم أداة اختراق وتغلغل وسيطرة مجتمعية بينما تعامل الإخوان مع العسكريين باعتبارهم أمير متغلب يجب طاعته طالما لا يمنع تمددهم تحت ساتر النشاط الدعوي، ليبرم الفريقان تقسيماً انتهازياً للسلطة والثروة فيما بينهما على أساس غلبة العسكريين في مؤسسات الدولة والعلاقات الخارجية مقابل غلبة الإخوان في أروقة المجتمع والسوق تحت رعاية الرئيس "أنور السادات" ونائبه "حسني مبارك"، ولكن بمجرد أن فكر الرئيس العسكري في إقالة نائبه العسكري وتعيين "منصور حسن" كنائب مدني غير إخواني لرئيس الجمهورية انقلب أعضاء العصابة على زعيم عصابتهم، فكان اغتياله أثناء مشاركته في أحد العروض العسكرية داخل إحدى المناطق العسكرية بحيث خلفه في كافه مواقعه على رأس الجمهورية والتحالف العصابي الانتهازي نائبه العسكري "حسني مبارك" عام 1981!!.
(2)
في عام 2006 تراجع الرئيس "حسني مبارك" عن تنفيذ وعده السابق بمنح الإخوان المسلمين نسبة ثلث المقاعد البرلمانية المنصوص عليها دستورياً كحد أدنى لتعطيل أي قرار أو إجراء حكومي، رغم التزام الإخوان من جانبهم بتنفيذ وعدهم المقابل له المتمثل في دعمه خلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي أقيمت عام 2005 الأمر الذي أصاب الإخوان بغضب أعمى تجاهه، وفي عام 2007 قام الرئيس "حسني مبارك" بتعديل الدستور المصري على نحو يمنع أية ترشيحات محتملة لأي شخص له خلفية عسكرية ضد نجله في الانتخابات الرئاسية التالية التي كان من المقرر إقامتها عام 2011 الأمر الذي أصاب العسكريين بغضب أعمى تجاهه، وبما أن الإدارة الأمريكية كانت لم تزل حينذاك تحتاج إلى وجود توابعها من الإخوان والعسكريين معاً ضمن مخططاتها الرامية لمكافحة الجهاديين والشيوعيين على امتداد العالم فقد قررت في عام 2008 مشاركة هؤلاء وأولئك التوابع غضبهم الأعمى تجاه شخص "مبارك"، هذا الغضب الذي ترجموه ثلاثتهم عبر عدة ضربات موجعة انتهت بالضربة القاضية الفنية المتمثلة في امتطائهم أكتاف انتفاضة ميدان التحرير الجماهيرية البطولية التي اندلعت عام 2011 ضد نظام "مبارك" لتوجيهها نحو الإطاحة بشخص "مبارك" مع الإبقاء على نظامه، وذلك بعد تسعة عشر شهراً من ضربتهم الفنية الأولى التي كانت قد أصابت شخصه يوم 16/5/2009 عبر اغتيال حفيده الأكبر "محمد" ذي الاثني عشر عاماً الذي طالما وصفه "مبارك" بأنه نقطة ضعفه الوحيدة لشدة تعلقه به، حيث ذهب الصبي كي يلعب في أحد الأندية العسكرية داخل إحدى المناطق العسكرية إلا أنه سرعان ما تم نقله إلى أحد المستشفيات العسكرية داخل إحدى المناطق العسكرية وهناك أعلنوا وفاته بنزيف حاد في المخ، ورغم مسارعة دوائر العسكريين والإخوان والأمريكان بتقديم عدة تفسيرات طبية مضللة ومتضاربة حول أسباب الوفاة إلا أنها لم تخفي تفسيرين اثنين هما الأقرب إلى الحقيقة، أحدهما مفاده أن الصبي قد مات بسم نادر تم دسه داخل قطعة حلوى مقدمة إليه سراً من أحد الأشخاص المحيطين به وهي قطعة حلوى من نوع معروف سلفاً لدى المحيطين به أنه يحبه، والآخر مفاده أن الصبي قد مات على إثر ارتطام رأسه بمادة صلبة قد تكون الأرض التي تم إسقاطه عليها عمداً من فوق جواده وقد تكون العصا التي تم ضربه بها عمداً فوق رأسه، علماً بأن اغتيال الصبي أسفر عن اهتزاز كبير في التماسك الشخصي لجده "حسني مبارك" مما ساعد أعضاء العصابة على الانتقام من زعيم عصابتهم عبر الإطاحة به ليخلفه العسكريون والإخوان معاً عام 2011!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفلام من ملفات المخابرات
- اتحدوا يا ضعفاء مصر
- نصيحة رفاقية لأصحاب الميثاق
- العنف والحرمان الجنسي
- مذكرة دفاع المدعي بالحق المدني
- حول التقرير السياسي للحزب الشيوعي المصري
- تعقيب مباشر على فيلم العساكر
- حتى لا يختلط الحابل بالنابل
- السلوك الجمعي المصري المعاصر في ظل غياب الوعي
- عقائديون ولكنهم فاشيون
- أب مظلوم وأب ظالم متجاوران في بلد المظالم
- (4) رسالة أرسلتُها قبل ربع قرن عن واقعة فهمها الجميع
- كاذبون وسفهاء
- عملية العشاء بالخارج
- رأيتُ فيما يرى الأعمى
- شهادتي حول اختفاء رضا هلال
- مذكرة بدفاع المدعى عليه
- لماذا يدعو رجال أعمال العالم لمقاطعة مصر؟
- احذروا أفخاخ الملاحدة الانعزاليين
- السلوك العشوائي للمرأة المصرية المعاصرة


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - طارق المهدوي - هؤلاء قتلوا حفيدك يا مبارك