أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف علي الخلف - خدام اليوم .. مجلس الشعب أمس















المزيد.....

خدام اليوم .. مجلس الشعب أمس


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يجد المتابع للشأن السياسي السوري جديدا فيما قاله خدام بما فيه عرض قناة العربية للقاء معه تحت خبر عاجل: انشقاق نائب الرئيس السوري السابق. فالرجل معروف انه أصبح بعيدا عن مركز صنع القرار منذ تولي الرئيس بشار الأسد للحكم ،بل وقبل ذلك إلى أن تنحى عن كل مهامه قبل المؤتمر القطري السابق لحزب البعث الحاكم ، ويعرف كثيرون انه كان مدعوا لمؤتمر للمعارضة السورية كان من المقرر أن يعقد في احد العواصم الأوربية إلا إن ذلك المؤتمر قد تعثر .
ولم يترك أعضاء مجلس الشعب السوري شيئاً لأحد ليقوله عن هذا الرجل فقد(كشفوا ) كل شيء بسيمفونية متناغمة يقودها عازف اوركسترا ماهر . وأيضاً لم يتفاجأ أي سوري بما قالوه ( وليس المتابع فقط ) عن خدام.. فهذا معروف للقاصي والداني .. ولا ادري لم تذكرت، وأنا اجبر نفسي على متابعة خطبهم الحماسية المرحوم العم فصيح حيث كان وجيهاً على (فخذ) من أحد العشائر في منطقتنا وكان هذا الفخذ قليل العدد نسبة لبقية العشيرة وقد بنى منزله على هضبة شرق طريق الإسفلت الذي يربط المدينة بالقرية بينما بقية الفخذ يسكنون في قرية صغيرة غرب طريق الإسفلت وقد كانوا يخافونه بشدة إذ أنه إضافة لأخذه اغلب أراضي القرية فقد منع أي منهم من عبور طريق الإسفلت نحو الشرق وكان ذلك عقاباً عسيراً فصار طريق الإسفلت بالنسبة لهم يمثل رعباً، وإذ يحدث أن يغيب الرجل في المدينة ليوم أو اثنين فيرونها فرصة سانحة للعبور بأغنامهم القليلة نحو الشرق، إلا أن عودته المفاجئة نازلاً على الطريق من أحد الباصات العابرة تسبب لهم خوفاً شديدا وهم يحثون الخطى نحو غرب طريق الإسفلت ولسان حالهم يتمتم : شافنا ؟ لا أظن أنه شافنا ...
مات الرجل وخلال العزاء الذي تبنى له بيوتاً طويلة من الشعر(ما يسمى الخيام ) كي يتسع للمعزين القادمين من أنحاء بعيدة قرر رجل من المنطقة أن يقدم عرضاً مسرحياً حياً بكل خبث فوقف أمام البيت وقال بصوتٍ يسمعه الجميع : بعقلي (: أظن ) هذاااك فصيح الذي نزل من الباص . وفجأة هب رجال الفخذ واقفين خائفين ومذعورين كي يتراكضوا هاربين نحو غرب الطريق.. ضحك الجميع وذكروهم أنهم يجلسون في عزاء الرجل !!!
لقد كان اغلب أعضاء مجلس الشعب يرتجفون وهم يلقون خطبهم وقد لاحظت أن اغلبهم كان ينظر إلى الكرسي الذي كان يجلس عليه في المرات القليلة التي كان يحضر إلى مجلسهم وتكاد تنحصر بحضور خطاب الرئيس في المجلس ، وقد لاحظ هذا على ما يبدو رئيس مجلس الشعب فاقترح رمي الكرسي إلى الشارع وأظن انه يريد أن يهدئ من روع الأعضاء بأن كل شيء انتهى بالنسبة لهذا الرجل لا تخافوا تابعوا خطبكم ...

لم يجد النظام السوري من رد على ما قاله خدام سوى استخدام المساكين أعضاء مجلس الشعب الذي يستطيع عنصر أمن (وليس ضابط ) أن يسحلهم في الشوارع دون أن يحاسب .. بمسرحية سمجة أعدت على عجل حيث كان الارتباك سيد الموقف فعندما ذكر عضو دوره في مقارعة ( جماعة المجتمع المدني ) وذكر المعتقلين أصيب التلفزيون السوري بإضطراب فقد قالوا له انقل مباشر ويبدو أن الخروج على النص لم يكن محسوباً حسابه فاقترحوا( جماعة التلفزيون ) كحل عاجل للأمر لايموت فيه الذئب ولا تطير فيه الكراسي أن يغطي المذيع على صوت الخطيب الجهوري عندما يخرج على النص ..
الاسوء في حديث خدام بالنسبة للنظام هو توقيته وليس مضمونه فبعد أن التقط الجميع أنفاسهم و هدؤوا قليلاً بعد مسرحية هسام هسام وبعد تقرير ميليس الثاني والارتياح لقرار مجلس الأمن كونه لم يقرر فرض عقوبات على سوريا جاء شاهدٌ من أهله ليقول أن التقرير غير مسيس وأن الحريري تعرض لتهديدات مباشرة وأسمع كلاما قاسياً من الرئيس الأسد مما سيعطي دفعاً قوياً للجنة التحقيق الدولية باغتيال الحريري .. ولا يمكن أن يضاف جديدا في هذا المجال سوى تأكيد معلومات ذكرتها تقارير ميليس السابقة مفصلة ..
تساءل بعض أعضاء المجلس المساكين الذي احضروا على عجل لأن لا رد آخر لدى النظام: لماذا الآن ؟
وهو سؤال جوهري حقيقة فلابد أن للرجل اتصالات قوية مع مراكز صنع القرار في العالم، وهو يتحدث من فرنسا ومدعوما بعلاقات الحريري الفرنسية..لابد للتوقيت أن يكون محسوبا بدقة ويشكل علامة فارقة في مسيرة النظام وعلاقاته الدولية المنهارة ، إذن لا بد أنه حصل على معلومة مؤكدة : لم يبق أحد لهذا النظام سوى أعضاء مجلس الشعب الصامدين والذي قرر أغلبهم بحماسة أن دماءهم ودماء الشعب ستبذل رخيصة أمام ما يتعرض له ( الوطن ) وقائد الوطن من ضغوط خارجية تهدف للنيل من صمود شعبنا ..
وبدا الرجل يمهد الطريق لانخراطه في المعارضة عبر تمريره في حديثه جملاً تفيد بأن الوطن يحتاج للجميع بما فيهم الإخوان المسلمين، ولن يحدث خدام بكل حال في حال انخراطه في المعارضة شرخاً في تحالف المعارضة تحت يافطة ( إعلان دمشق ) فقد مهدوا لهذا أيضاً في إعلانهم عبر الإشارة إلى البعثيين ومن كان في السلطة ، ويبدو هنا واضحاً إن الأمر تم بعد مداولات (سرية : يعرفها الجميع ).
أما فيما يخص العلاقة مع أمريكا فقد دعا الرجل إلى الحوار وذكر أن النظام ارتكب أخطاء فادحة في السياسة الخارجية ولا يبدو أن الأمر كانت الغاية منه الهجوم على الوزير الشرع، بل أنه يطرح تصوراته الحقيقية وكذلك يمرر توجهاته المستقبلية ليس لمراكز صنع القرار العالمي فهو بكل تأكيد قد تحاور وتشاور معها قبل ظهوره على قناة العربية.
الآن وقد جفت حناجر أعضاء المجلس من الصياح ومطالبة محاكمة الرجل أو الطلب من الانتربول تسليمه تم نهاية الجزء الأكثر هامشية من العرض وهذا الجزء موجه لمشاهدي القناة الفضائية السورية من السوريين وليس إلى غيرهم لمحو أثار حديث خدام من مخيلتهم ولا نقصد المعلومات التي فجرها فكما أسلفنا لم يقل شيئا جديدا , لكن لمحو الأمر من مخيلة السوريين بأن أحداً يستطيع التجرؤ والحديث عن النظام بغير التقديس ..
لقد كان حديث خدام فرصة مناسبة لاستعادة لياقة حناجر أعضاء المجلس المساكين فمنذ زمن لم يخطبوا بهذا الحماس الشديد مما قد يؤثر مستقبلاً على أدائهم الهتافي لاعتلاء كراسيهم .. بل أنها فرصة كي يظهروا على الشاشة ويراهم الناس إذ يشكل ظهور العضو ( تبع ) مجلس الشعب ولو بمرور الكاميرا عليه وهي تنقل خبراً عن جلسه للمجلس حدثاً هاماً في مسيرة العضو ولدى أقاربه وأسرته وجيرانه وأبناء عشيرته فما بالكم وهم يرونه يخطب ويزمجر ( صحيح أنهم كانوا يرتجفون ) لكن لا بأس سيتم التحجج بأنها رهبة الكاميرا ورهبة الميكرفون فهم نادراً ما يمسكون به ونادراً ما تسلط عليهم الكاميرا فما بالكم إذا كان الأمر نقلاً مسرحياً حياً ومباشراً



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاموس الرطانة السياسية (6): المنعطف الحاسم.. متى ينتهي ؟
- قاموس الرطانة السياسية (5) : الحوار الوطني الحوار مع الآخر
- الطغيان :جبران تويني ليس فصلاً أخير
- سوريا بعد تقرير ميليس : سلطة ومعارضة (2) هل وصل النظام محطته ...
- سوريا بعد تقرير ميليس: سلطة ومعارضة -1
- نيكاراغوا ومنها الخبر الأخير
- غداً نلتقي: غزة وحماس والسلاح غير المقدس
- وزيرالتعليم العالي يدمر مستقبلي السياسي
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر :الاحزاب والتشكيلات في ا ...
- سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر : الاحزاب والتشكيلات في ...
- البداية: تفكيك المقدس
- عصام المحايري حجاً مبروراً
- أعضاء مجلس الشعب : شرطة مرور
- نحن ضحايا الفكر -الدركي - سنرفع صوتنا...محتجين
- دفاعاً عن الرشوة : كي لا يبيع السوري كليته
- دروس في الاختلاف من ذاكرة مهشمة
- رغد وعبد الباري وعمي صدام
- المبادرة السورية لانقاذ مايمكن انقاذه
- رسائل سورية للعالم والإنقلاب الأبيض
- السيرة الإباحية لشاعر مكبوت


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف علي الخلف - خدام اليوم .. مجلس الشعب أمس