أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - لقطتان، لا تتشابهان!














المزيد.....

لقطتان، لا تتشابهان!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5354 - 2016 / 11 / 27 - 22:00
المحور: حقوق الانسان
    


اللقطة الأولى
كان، يا ما كان، في مدينة وارسو البولندية، قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها، وبالتحديد عام 1941 كان يعيش أكثر من نصف مليون يهودي في هذا الحي، والحي محاطٌ بسور إسمنتي طويل من كل الجهات، يفصله عن المجتمع الألماني، ولهذا الحي اثنان وعشرون بابا، يقف على كل باب منها ثلاثة جنود، جندي ألماني، يمثل السيادة، وجندي بولندي مسيحي، يمثل السيادة الدينية، وجندي بولندي يهودي، يمثل سكان الحي.
وكان يدير الشؤون الحياتية مجلس شيوخ، يعينهم الألمان.
وكان مفروضا أن تكون كل البضائع التي تدخل الحي من إنتاج ألماني، وللغيتو عملته الخاصة، وجريدته اليومية، ومحاكمه الخاصة، وتعليمه الخاص.
ما أدهشني أن سكان الحي وقعوا على بند يقضي بأنهم ملزمون بتوريد عدد من العاملين اليهود ليعملوا مجانا في بولندا، وألمانيا، وذلك لتسديد ديون الغيتو اليهودي، مع العلم بأن العامل اليهودي كان يتقاضى ربع أجرة العامل البولندي، وكان الفقر في الغيتو هو السمة الأساسية المفروضة، لدرجة أن أصبحت نسبة الوفيات تسعة عشرة في المائة!
اللقطة الثانية
هذه اللقطة من مخيم عين الحلوة في صيدا لبنان، في أول شهر نوفمبر 2016، أي في الألفية الثالثة.
يبلغ عدد سكان مخيم عين الحلوة تسعين ألف فلسطيني، يعيشون في مساحة كليومترٍ واحد فقط! قرَّر المسؤولون في لبنان تطويقه بجدار عزلٍ كامل، مع نقاط مراقبة، لمراقبة دخول وخروج الفلسطينيين منه!
مع العلم أنَّ الفلسطينيين ممنوعون من ممارسة العمل في لبنان، في حوالي سبعين مهنة، لأنهم فلسطينيون.
يكمن الفرق بين اللقطتين، في أن معظم وسائل الإعلام اللبنانية الحُرَّة، ما تزال تتغنَّى بأنها تقفُ في خندقٍ واحدٍ مع الفلسطينيين، وأنَّ الفلسطينيين هم إخوةٌ أشقاء للبنانيين، وأن لبنان تُسخِّر كل إمكاناتها لنصرتهم ودعمهم!
الفراقُ أيضا، أنَّ هناك أثني عشر مخيما فلسطينيا في لبنان، وليس مخيما واحدا، يُحظر في معظمها إدخال مواد البناء إليها!
ويكمن الفرقُ أيضا بأنَّ بقايا المثقفين، وأنصار الحقوق في كل مكان، ورجال الأحزاب، أدَّوا واجبهم عندما فاوضوا اللبنانيين، وجمَّدوا بناء الجدار إعلاميا فقط، واستمر العمل في بناء سور الفصل في غياب التغطية الإعلامية، في لبنان، وطن الحريات، ومهد الديمقراطيات، وموئل الثقافة والمثقفين!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطاعم الفنان كولوش
- ثلاث لقطات للضد
- صور من براءة الطفولة
- وصية، احرقوا تراثنا بعد موتنا!
- جهنم هي عيونُ الآخرين!
- مَن أيقظَ الوحشَ؟
- لا يحدث إلا في أوطان اليأس!
- هل التجارة خساسة؟
- الكلام المهموس مسموع
- أطباء آخر زمن!
- هل الزواج العربي زواج؟
- بيت الطاعة العولمي
- الأنبوش والأنابيش
- ورم الزعامة عند الفلسطينيين
- زعماء المكارثية الثقافية في إسرائيل
- الحل الاستيطاني النهائي
- مجازر نيس، والكراده، وباريس!
- القواقع القبلية في فلسطين
- جعفر الإفريقي، ابن قاهر الامبراطورية
- كيف كنتُ آكلُ البطيخ؟!!


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - لقطتان، لا تتشابهان!