أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - بين نداء السلام وقذائف القصف الوحشي














المزيد.....

بين نداء السلام وقذائف القصف الوحشي


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5352 - 2016 / 11 / 25 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرنسا ستنظم بعد أيام ، اجتماعاً في باريس ، " للتحرك ضد قصف حلب " . يضم دولاً زعمت أنها " صديقة لسوريا " . وهذه الدول هي : فرنسا ، بريطانيا ، إيطاليا ، ألمانيا ، الولايات المتحدة ، تركيا ، والمملكة السعودية ، والإمارات المتحدة ، وفطر ، والأردن .

والهدف الذي حدده الوزير الفرنسي ، هو مرتبط مباشرة ، بالحالة الراهنة لمدينة حلب ، حيث تدور فيها وحولها ، معركة طاحنة بين الجيش السوري ، والجماعات الإرهابية المسلحة ، معركة تشكل إحدى أهم معارك تحرير سوريا من غزو الإرهاب الدولي . فعلى ضوء نتائج هذه المعركة ، ستترتب نتائج ذات أهمية قصوى لتحرير الشمال السوري كله ، وتحسم معركة دير الزور ، وتحرير المواقع السورية المحتلة في المنطقة الشرقية ، الغنية بحقول الحبوب ، والقطن ، والغاز والبترول .

وإذا عدنا إلى المخططات التركية المتعلقة بسوريا عامة ، وحلب خاصة ، المتضمنة إحياء الإمبراطورية العثمانية ، وما لحلب من دور أساس في هذا المخطط ، وعدنا إلى المخططات الاستعمارية ، الهادفة إلى تقسيم سوريا ، عرقياً ومذهبياً، لتعزيز سيطرة ونفوذ الكيان الإسرائيلي في الشرق الأوسط ، وإلى الهيمنة على ثروات الطاقة بأنواعها ، وإلى استغلال الجغرافيا السياسية السورية ، في الصراعات الإقليمية والدولية ، نجد الهدف الحقيقي ، لاجتماع باريس ، برعاية فرنسية ، حول سوريا ، والمخصص " للتحرك لوقف القصف على حلب " بحضور ومشاركة ، ألد " أعداء سوريا وليس أصدقائها ، والتي هي بالضبط أنشأت ، ودعمت ، وتدعم الجماعات الإرهابية المسلحة ، بكل مقومات واحتياجات العدوان والحرب على سوريا ،نجد أنه ليس هو ما يتضمنه معنى النص الحرفي المعلن لغاية الاجتماع ،وإنما هو ، لحماية الجماعات المسلحة المحتلة لعدد من أحياء حلب الشرقية ، في ظروفها الحرجة ، التي تعاني منها الآن ، وإنقاذ مخططها ، لتكريس صيغة انقسامية ، مثل الحكم الذاتي ، أو الإدارة الذاتية ، المستقلة عن الحكومة المركز بدمشق ، والتي ستشكل ولابد بدا جزءاً من مشروع تقسيم سوريا ، والتي كشف عنها مقترح المندوب الأممي " ديمسورا " في زيارته الأخيرة إلى دمشق . وقد قوبل مقترحه بالرفض المطلق .

بمعنى ، أن وقف القصف المسمى بلسان الوزير الفرنسي ، ليس هو ، وقف القضف على حلب كلها ، وإنما وقف القصف الحكومي ، على الأماكن التي تسيطر عليها ، وتهاجم منها ، الجماعات المسلحة ، للأحياء الأخرى . وإطلاق يدها في قصفها أنى تشاء . ومن طرف آخر إنه دعم لمعارضة الموالية ، ورفع مستوى نفوذ هذه الدول في تحديد مستقبل سوريا .

ومن الواضح أن قصف الجماعات المسلحة للأحياء الحكومية ، هو الأقسى والأشد ضراوة ووحشية ، وذلك لاستهدافه المدنيين ، وأماكن عيشهم ، وتجمعاتهم الحيوية ، مثل الجامعات ، والمدارس ، ودور العبادة ، والمشافي . والمثال الواضح على ذلك هو عمليات قصف المسلحين في الأيام الأخيرة ، لجامعة حلب ، ولمسجد أثناء خروج المصلين ، ولمدرسة الفرقان الابتدائية ، التي راح ضحيتها ، عشرات الشهداء والمصابين ، وعدد منهم من الطلاب والتلاميذ . .

وعلى ذلك ليس من المنتظر ، أن يطالب وزراء خارجية الدول المشاركة في الاجتماع الباريسي المقبل حول حلب ، بوقف قصف الجماعات المسلحة الوحشي للسكان في الطرف الآخر ، والتوجه لملاقاة مساعي الحل السياسي ، والمصالحات الوطنية ، والعودة للا ندماج في الحيا ة الطبيعية ، وإنما العكس ، سيقدمون دعماً معنوياً للإرهاب في الأحياء الشرقية ، لتشديد الضغط على الجيش السوري والدولة السورية ، حسب المخططات المقررة سابقاً ، المعمول بها على مدار سنوات الحرب القذرة ، التي فتحوها على الشعب السوري المسالم ، الذي لم يطلق رصاصة واحدة على أي بلد من بلدانهم .

وقد اعتدنا ، أنه كلما تحرك " أصدقاء سوريا " المزعومين ، فإن هذا يعني ، أن الجماعات الموالية لهم في حالة أزمة معنوية وعسكرية . كما يعني أننا سنشهد تصعيداً من قبلهم لتعديل موازين القوى السياسية والعسكرية والمعنوية .
بيد أن ليس كل مرة تسلم الجرة . أي أن مساعيهم التصعيدية ، لا يقابلها تصميم الجيش السوري على تحرير سوريا من الإرهاب وحسب ، وإنما تصميم أطفال سوريا أيضاً ، الذين يقابلون قذائف وصواريخ القتل والموت ، التي تغتالهم وهو على مقاعد الدراسة ، بالنداءات السلمية البريئة الطاهرة ، التي يلقونها بواسطة طائرات كلفت بالدعوة إلى السلام .. وإلى الحياة .

إن اجتماع وحوش الإمبريالية والرجعية ، لحشد الإمكانيات ، لتجميع أدوات القتل للأبرياء .. يسقط قيمة وأخلاقاً وشرفاً .. أمام اجتماع الأطفال الداعين للمحبة والسلام . وإن الأقلام التي تخط بأصابع الطفولة الصغيرة .. داعية كل أطفال حلب .. تعالوا نعيش أخوة سواء بكل شيء .. هي أقوى أثراً في الوعي .. والضمير .. والإنسانية .. والتاريخ .. من أدوات التوحش القاتل .. واستلاب الأمان والحياة .

وأمام الصراع بين البراءة والوحش ، يشتد الرهان .
ودون أدنى شك ، إن المراهنين على الوحش هم الخاسرون ، وهم ورثة قذاراته ، ووحشيته وعاره .
أما المراهنون على البراءة الداعية للتآخي ، والأمان ، والفرح ، فهم الرابحون .. ويشرفهم أبد الدهر أنهم كانوا مع أبطال عصرهم ، الذين يطفئون بسواعدهم الصغيرة الغضة ، نار الحرب والحقد والضياع .
بعد انفضاض اجتماع باريس ، سيذهب الوزراء المجتمعون ، كل إلى بلده .. ويتطلع إلى المشهد السوري ، بمشاعر وحشية منتعشة .. ويرسم في سوريا خراباً أكثر .. ودماً مسفوحاً أكثر .
ويذهب الطلاب والتلاميذ .. رغم قذائف وصواريخ الموت ، إلى جامعاتهم ، ومدارسهم ، ويتطلعون بحب ، وانفتاح طاهر بريء ، إلى لوح التعليم المعلق على الجدار .. ويرسمون .. العمران الجديد .. وكل ما ينشر الحياة الجميلة .. على أرض سوريا .. أرض السلام .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل ما في الأمر
- الطريق إلى عرش الشيطان
- الحل السياسي ليس الآن .. سوريا إلى أين
- المرآة الكاذبة
- سوريا في غمرة التحولات المصيرية
- معنى الحرية إلى المهجرين
- متاهة السياسة الدولية الجديدة وتداعياتها
- حلب تتحرر .. وتتوحد .. وتجدد
- اتفاق لافروف كيري يحتضر إلى شهداء جبل ثردة
- حين تحل التسويات الدولية محل الشعب
- متغيرات السياسة الحتمية في الحرب
- سوريا واللعبة الدولية المتجددة
- سوريا بين لعبة دولية انتهت وأخرى قادمة
- رمز طائفي قاتل لهجوم إرهابي فاشل
- آن أوان تجديد رؤى القوى الوطنية
- حلب تنتصر على القتل والتدمير والتقسيم
- افتضاح الهوى الإسرائيلي القاتل عند آل سعود
- - بواية النبي - المجهول
- ما بعد المعارضة
- من أجل عالم بلا إرهاب


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - بين نداء السلام وقذائف القصف الوحشي