أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول هدم البيشمركة لدور وقرى عربية في كركوك ونينوى















المزيد.....

حول هدم البيشمركة لدور وقرى عربية في كركوك ونينوى


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5345 - 2016 / 11 / 16 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشر موقع الـ(BBC Arabic) تقريراً مع فيديو جاء فيه: "قالت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان يوم الاحد [13/11/2016]، إن القوات الكردية في العراق، البيشمركة، هدمت بشكل غير مشروع على مدى السنتين الماضيتين مساكن وقرى عربية في محافظتي كركوك ونينوى عراقيتين في مناطق طُرد منها مسلحو ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، فيما قد يرقى الى جريمة حرب. وأضافت المنظمة الحقوقية، أن عمليات تدمير المنازل وقعت في مناطق متنازع عليها شملت 21 بلدة وقرية في الفترة بين سبتمبر/أيلول 2014 ومايو/أيار 2016 .إلا أن حكومة إقليم كردستان العراق تنفي تطبيق سياسة ممنهجة لتدمير منازل السكان العرب." (رابط التقرير والفيديو في الهامش)*

يرينا الفيديو أنقاض البيوت والقرى المهدمة، وقد قابل المراسل مجموعة من السكان عرضوا حالتهم البائسة في وسط هذا الخراب. لا شك أن هذا العمل مدان، لأنه تطهير عرقي، إذ كما جاء في التقرير أنه "يرقى الى جريمة حرب".

وبدوري قمت بتعميم رابط التقرير، فاستلمتُ عدة ردود أفعال، أغلبها تدين هذا العمل، عدا رد واحد من صديق كردي عاتبني على هذا التعميم، رغم اعترافه أنه لا يكذب التقرير. وعذره في عدم تعميمه أن قوات البيشمركة هي الآن تحارب الإرهاب الداعشي، والوقت غير مناسب لتعميم هكذا أخبار!

والسؤال هنا، ليس هل الوقت مناسب أم غير مناسب، بل هل هذا التقرير المصور صحيح أم ملفق؟
في رأيي أن التقرير صحيح لأنه بالصوت والصورة، و من جهة محايدة، إضافة إلى نقاش المراسل مع مجموعة من الناس البسطاء، وإذا كان هذا العمل خطأ، ويرقى إلى جريمة حرب، فيجب علينا كمثقفين إدانته لا إخفاءه، وتقديم النصح إلى الجهات الرسمية بعدم تكراره. فهذا هو المطلوب من اصدقاء الكرد من العرب تقديم النصح، عملاً بالقول المأثور:(صديقك من صدقك وليس من صدَّقك). إن تهديم بيوت الناس على رؤوسهم جريمة يجب أن تدان، سواء جاءت من صدام حسين أو من بيشمركة، أو من أية جهة، سنية، شيعية أو كردية. إذ كما قال فولتير: "أينما حل الظلم، فالمثقفون هم مسؤولون عنه". لذا أرجو من أصدقائنا المثقفين الأكراد أن لا يتهموننا بالشوفينية والزيتوني كما عودونا كلما وجهنا نقداً لمسؤوليهم في مثل هذه الحالات، بل يجب عليهم التبرؤ من هذه الأعمال الإجرامية وإدانتها، كما أدنا جرائم البعث الصدامي من قبل.

إن جريمة التغيير الديموغرافي للسكان في العراق، وخاصة في محافظة كركوك لأغراض سياسية وعنصرية، بالطرق المتبعة من قبل الحكومات العنصرية الفاشية المعهودة وهي: القتل، والترحيل أو الصهر بقومية وديانة السلطة. فقد قام البعث الصدامي بترحيل ألوف العوائل الكردية إلى المحافظات الجنوبية. وتشجيع العرب للسكن في منطقة كركوك في السبعينات، إضافة إلى أن النظام البائد خلق العديد من المشاكل الأخرى مثل توسيع مساحة محافظة الأنبار إلى حدود مدينة كربلاء والسماوة، وضم سامراء إلى محافظة صلاح الدين (تكريت)، وغيرها كثير .

فالذين أرغموا أو تم إغراءهم من العرب على السكن في "المناطق المتنازع عليها" وبعد عشرات السنين صاروا من سكان تلك المناطق، فطردهم من هذه الأماكن عملية تطهير عرقي. وفي هذه الحالة، ماذا عن عائلات كردية تم ترحيلها إلى المحافظات الجنوبية، وبعد عام 2003، اختاروا بملء إرادتهم أن يبقوا في تلك المحافظات، فهل من الإنسانية أن تأتي قوات مسلحة ترغمهم على الرحيل أو هدم بيوتهم؟
فحسب الدستور العراقي، يحق لأي مواطن عراقي أن يعيش في أي مكان في العراق. لذلك فعملية هدم بيوت الناس على رؤوسهم وإرغامهم على مغادرة قراهم هي جريمة لا بد من إدانتها، وليس الدفاع عنها بحجة أن قوات البيشمركة تحارب الدواعش.

فهذه الجرائم وأمثالها هي التي تستغلها داعش والطائفيون الشوفينيون، لإقناع المواطنين العرب في كركوك ونينوى أنهم هم حماة أهل السنة من ظلم الشيعة والكرد. وبهذه الطريقة نجحوا في تجنيد العرب السنة لمنظماتهم الإرهابية. فبالنسبة للضحايا، لا فرق عندهم إذا تم هدم بيوتهم من قبل الدواعش أو البيشمركة، فهي جريمة حرب تستحق الإدانة.

والجدير بالذكر، أنه في كثير من الأحيان، عندما نذكر الدمار الذي تركه صدام حسين، يرد علينا أيتامه أن صدام قد انتهى قبل 13 عاماً، فلماذا مازلتم تلقون مشاكلكم عليه؟
نعم صدم سقط في مزبلة التاريخ ومعه حزبه إلى غير رجعة، ولكن الألغام التي زرعها في المجتمع والتركة الثقيلة التي ورثها الشعب العراقي مازالت باقية لتتفجر بعد سقوطه وإلى عدة أجيال. إذ كان صدام يعرف أنه لا بد وأن يسقط، لذلك قال قولته المشهورة، أن الذي يحكم العراق من بعده يستلمه أرضاً بلا بشر. ولذلك خلق الكثير من المشاكل في عهده، ولا يمكن التخلص من هذه المشاكل في جيل.
إن ما يجري من تدمير منازل السكان العرب في المناطق المتنازع عليها يجعلنا نعتقد أنه سياسة ممنهجة من حكومة الإقليم، لسببين: الأول، هو استمرار عملية الهدم والتهجير من قبل البيشمركة، وهو قوات رسمية تابعة لسلطة الإقليم، وثانياً، ما قاله رئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني: أن ما أُخذ بالدم، لا يعاد إلا بالدم .

نرجو من الأخوة الكرد أن يعيدوا النظر في حساباتهم وموقفهم من العراق الديمقراطي. فإن أرادوا الإنفصال فلهم كل الحق، ولكن بالوسائل الديمقراطية الحضارية، أما المناطق المتنازع عليها، فلا يتم حلها بالطرق البعثية والصدامية، بهدم البيوت وتهجير سكانها، بل، وكما ذكرنا مراراً، بالوسائل السلمية، وذلك عن طريق استفتاء سكان تلك المناطق، لا بالدم، ولا نريد أن يتحول المظلوم إلى ظالم، ولكن يبدو أن الظلم خصلة متأصلة في الإنسان، إذ كما قال المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلمُ

[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــ
المصدر
1- هيومن رايتس ووتش (فيديو وتقرير): هدم البيشمركة الاكراد لدور وقرى عربية قد يرقى الى جريمة حرب
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-37965423



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب ودلالات انتصار ترامب
- لا للعقوبات الجسدية في المدارس
- لا لقرار منع المشروبات الكحولية
- داعش، بندقية للإيجار أنتهى دورها
- مناظرة مع مستشار إردوغان!
- يجب دحر تجاوزات إردوغان على العراق
- الطفيلي في خدمة الإرهاب
- دعوة لإصدار قانون (جاستا) عراقي
- إلغاء فيتو أوباما صفعة جديدة في وجه السعودية
- حول انهيار السعودية، مرة أخرى
- هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟
- (إقليم الموصل)، مشروع لتفتيت العراق
- حول إغلاق الدعوى ضد رئيس البرلمان
- متى يكون الحياد خيانة وطنية؟
- التجسس لدحر الإرهاب، ضرر أم ضرورة؟
- من المسؤول عن الإرهاب في أوربا؟
- هل المحاولة الانقلابية كانت فبركة إردوغانية؟
- المحاولة الانقلابية زلزال يهز عرش أردوغان
- ماذا لو لم يتم إسقاط حكم صدام؟
- تصعيد توحش (داعش) دليل على احتضارها


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول هدم البيشمركة لدور وقرى عربية في كركوك ونينوى