أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الحزب الشيوعي اللبناني - كلمة الرفيق غسان ديبة عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني أمام الاجتماع العالمي الثامن عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي انعقد في هانوي















المزيد.....

كلمة الرفيق غسان ديبة عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني أمام الاجتماع العالمي الثامن عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي انعقد في هانوي


الحزب الشيوعي اللبناني

الحوار المتمدن-العدد: 5335 - 2016 / 11 / 6 - 12:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



حضرة الرئيس
الرفاق الاعزاء،

نحن في الحزب الشيوعي اللبناني نعرب عن امتناننا للحزب الشيوعي الفيتنامي لكرم الضيافة ولجهوده التي لم تعرف الكلل في تنظيم الاجتماع العالمي ال 18 للاحزاب الشيوعية والعمالية الذي يأتي في مرحلة حاسمة جدا في تاريخ العالم وتاريخ حركتنا والتي عكسها موضوعا المؤتمر: الأزمة الرأسمالية والهجمة الإمبريالية، والذي هما بدون شك مترابطين ارتباطا وثيقا.

ايها الرفاق،

إن أي شخص عاش وناضل في الفترة التي اعقبت نهاية الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي وغيرها من الانظمة الاشتراكية المحققة، يدرك مدى الصعوبات التي فرضت نفسها على الجبهات النظرية والسياسية؛ وبالنسبة للأحزاب الشيوعية الحاكمة، ايضا على الجبهة الاقتصادية. وبدت هذه الصعوبات في ذلك الوقت وكأنها امرا لا يمكن التغلب عليه. لكننا اليوم نعيش في عالم مختلف حيث تتفاقم أزمة الرأسمالية بدءا من عام 2008 وهي الازمة الاشد منذ الكساد العظيم في عام 1929. وهذه الازمة اعادت طرح السؤال الذي كان لفترة طويلة طي النسيان "هل هناك مستقبل للرأسمالية؟"

بالنسبة للكثيرين، بدت هذه الأزمة مألوفة ومتوقعة. لكن توقع الأزمات في كل وقت هو ليس تنبؤا على الإطلاق، وهو شرك يقع به بعض الماركسيين الذين يرون الأزمة الرأسمالية دائما واقعة لا محالة. ولكن فقط عبر فهم طبيعة هذه الأزمة، يمكننا ان نستشف الفرص التي توفرها.

ان الأزمة هذه المرة حقيقية ليس فقط بوصفها مرحلة من مراحل دورة الأعمال أو مظهر من مظاهر ميل معدل الربح نحو الانخفاض، ولكن أيضا في كونها أزمة طويلة الامد للرأسمالية. أولا، فهي تتجلى في استنفاد "حل الكينزية" اذ ان تزايد الديون العامة وانفلاش ميزانيات البنوك المركزية وبلوغ الفوائد حاجز معدل الصفر تقض مضاجع صناع السياسة في الدول الراسمالية المتقدمة وتشل أدوات "إنقاذ الرأسمالية" في مواجهة الركود الطويل الامد الحالي وفي مواجهة أية أزمة مالية متوقعة في المستقبل.

ثانيا، ان الرأسمالية اليوم تواجه عدوا أكثر خبثا متمثلا في تطور القوى المنتجة الذي يتم بوتيرة غير مسبوقة ويتمثل بالتحديد بتطور الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

ايها الرفاق،

نحن نعيش اليوم في ما سمي ب "عصر الآلة الثانية" والذي يتمثل في استبدال العمالة من قبل الالات الذكية. وقد كان ماركس الاقتصادي الأول الذي تحدث عن "الاستبدال التكنولوجي" المدفوع من قبل التنافس الرأسمالي. وكانت الراسمالية سابقا قد استوعبت الموجة الأولى من هذا الاستبدال، وهي الموجة التي قضت على وظائف لا تتطلب مهارات، وذلك من خلال تدابير مختلفة تراوحت من تدخل الدولة وصولا الى التوسع الجغرافي. ومع ذلك، فإن الموجة الثانية التي بدأت الآن، وستستمر في المستقبل، عبر استبدال العمالة الماهرة ستقضي على نصف الوظائف التي تتطلب مهارات في السنوات ال 20 المقبلة، وسوف تولد بطالة هيكلية عالية جدا في العقود القليلة القادمة كما توقع عدد من الاقتصاديين والتكنولوجيين البارزين الغير الماركسيين.

تنبأ ماركس في قسم "الجزيئات حول الالات" في مخطوطات ال Grundrisse هذا التطور الحاصل اليوم حيث اكد انه في المستقبل ستصبح الصناعة الكبرى والعلوم والتكنولوجيا اصل الثروة ويتم تهميش العمل. في هذه الحالة من التطور الرأسمالي، تصل التناقضات بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج إلى ذروتها. وتطرح أسئلة عدة نفسها مثل "من اين سيأتي الاستهلاك حين يفقد العمال مداخيلهم بوتيرة سريعة؟" وسوف تطارد هذه الأسئلة النظام الرأسمالي بحثا عن جواب من دون طائل. وان اية حلول مثل نظام "الدخل الأساسي" الذي يجري مناقشته اليوم في العديد من البلدان لن تكون كافية. فقط في الانتقال إلى الاشتراكية سوف يتم حل هذه التناقضات.

في هذا السياق من الازمة، نشهد تكثيف الهجمات الإمبريالية في جميع أنحاء العالم. في أمريكا اللاتينية حيث يستمر الهجوم اليميني على الحكومات اليسارية التقدمية. في الشرق الأوسط، حيث بلغ التدخل الإمبريالي ذروته مع غزو العراق والفتنة اللاحقة في جميع أنحاء العالم العربي وتوليد الانقسامات الطائفية والعرقية وتفريخ المنظمات السياسية الإجرامية مثل "الدولة الاسلامية" ومتفرعات القاعدة. في أوروبا حيث بلغ الهجوم ذروته في الهجوم بقيادة الترويكا على شعب اليونان وفي التقشف المفروض على الطبقات العاملة الأوروبية بالإضافة إلى صعود الفاشية الجديدة. في أوروبا الشرقية وأوكرانيا حيث حلف شمال الأطلسي يمارس عسكريتاريته بزخم؛ في بحر الجنوب/بحر الشرق حيث تمارس الولايات المتحدة سياسة عسكرة البحار وتحلم باستعادة "دبلوماسية البوارج الحربية" مما يهدد السلام والازدهار في المنطقة.

ايها الرفاق،

نحن نعيش في "أرض خراب الرأسمالية" والمهام التي تواجه الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية عديدة. ففي عشية الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى سنحتفل بالتأكيد في العام المقبل في روسيا وحول العالم ولكن الأهم من ذلك، أننا بحاجة إلى تطوير البرامج السياسية والاقتصادية التي تأخذ بعين الاعتبار الظروف المادية الموضوعية البارزة امامنا، ما يستدعي تنبه العقول الماركسية. كما يجب علينا التخلي عن كل أشكال الدوغمائية والتعلم من أخطاء الماضي للمشروع الكبير لبناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي وليس التستر عليها تحت أي عباءة غامضة بطريقة تبريرية.

ايها الرفاق،

ان الحركة الشيوعية العالمية، وليست اية حركة يسارية فكرية، يجب أن تقدم نفسها كقوة سياسية وفكرية في مواجهة اليمين والتطرف الديني والرجعيات التي هرعت، مصنعة في بعض الأحيان، لترث الفراغات التي تركها فشل مشروع الرأسمالية النيوليبرالية.

نحن في الحزب الشيوعي اللبناني نتابع عن كثب وبأهتمام كبير المسارات المختلفة نحو الاشتراكية في العديد من البلدان. ان هذه المسارات بكل إنجازاتها الكبيرة، بالإضافة إلى المخاطر والمزالق الكامنة، تمثل اختلافات داخل الوحدة. وهي وحدة هدف تحقيق الاشتراكية التي ستحل محل الرأسمالية سواء انتهت الرأسمالية بإنفجار كبير أو بهمس خافت.

ان هذه الوحدة في الهدف يجب أن تعكس نفسها على مستوى علاقات مفتوحة ومتساوية وأخوية بين الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم. ويجب ان يتم تعزيز هذا الاجتماع للاحزاب الشيوعية والعمالية من خلال جعله أكثر مرونة وأكثر فعالية، وإضفاء الطابع المؤسسي عليه. في هذه المهمة، تتحمل الأحزاب الشيوعية الحاكمة وما يمكن تسميته مراكز الجاذبية الشيوعية في العالم مسؤولية خاصة. بالإضافة إلى المسؤولية التي يتحملها كل حزب منا.

ونحن في الحزب الشيوعي اللبناني نعدكم اننا سنكرس كل ما يمكن أن نكرسه من أجل تحقيق هذه المهمة الحاسمة.

تحيا الأحزاب الشيوعية والعمالية

عاشت الاشتراكية



#الحزب_الشيوعي_اللبناني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السادس عشر من أيلول تاريخ محفور في ذاكرة الوطن
- بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
- بيان عن اللقاء اليساري العربي السابع
- الوضع السياسي في لبنان والمنطقة الصراعات الأميركية-الروسية و ...
- حول التفجير الإرهابي في الضاحية الجنوبية
- كلمة الحزب في افتتاح اعمال اللقاء اليساري الرابع - بيروت
- للحزب الشيوعي اللبناني
- بيان في العيد الثامن والثمانين للحزب الشيوعي اللبناني
- تضامن مع انتفاضة الشعب السوداني
- قرار بفصل علاء المولى من الحزب
- البيان الختامي لمجوعة عمل الاحزاب الشيوعية في بيروت
- العالم العربي ولبنان في عين العاصفة؟
- بيان حول التطورات في سوريا
- بيان حول فلسطين وسوريا
- بيان المكتب السياسي للشيوعي اللبناني
- بيان تضامني مع شعب البحرين
- تهنئة من الشيوعي اللبناني الى شعب مصر
- لنعبر عن تضامننا عبر التجمع والاعتصام أمام السفارات المصرية ...
- ملف جريدة النداء في عيدها ال52
- بلاغ سياسي صادر عن اللجنة المركزية حول الوضع الداخلي


المزيد.....




- بنعبد الله يعزي في وفاة الرفيق عمار بكداش الأمين العام للحزب ...
- مظاهرة حاشدة تهزّ شوارع مالمو صرخة غضب ضد العدوان الصهيوني و ...
- شبير أحمد شاه -مانديلا كشمير-
- كلمة للرفيق جمال براجع إثر اختتام أشغال الدورة 11 للجنة المر ...
- وفاة الأمين العام للحزب الشيوعي السوري عمار خالد بكداش
- اشتباكات عنيفة بين جماعات من اليمين المتطرف ومهاجرين في بلدة ...
- لحظة مامداني.. آمال جديدة ومخاطر مستجدة لليسار في مدينة نيوي ...
- الشرطة تقتل المتظاهرين في كينيا
- الشيوعي العراقي يدعو لاعتماد 14 تموز عيداً وطنياً لتأسيس الج ...
- اشتباكات عنيفة بين جماعات من اليمين المتطرف ومهاجرين في إسبا ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الحزب الشيوعي اللبناني - كلمة الرفيق غسان ديبة عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني أمام الاجتماع العالمي الثامن عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي انعقد في هانوي