بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5302 - 2016 / 10 / 2 - 20:01
المحور:
القضية الكردية
يحكى بأن الراحل "علي عه كل"؛ فنان شعبي من شيخ الحديد بعفرين وإمام جامع شيخ الحديد؛ "شيخ حسين" كانوا أصدقاء طفولة وأن كل منهما وبعد مرحلة الشباب إتجه نحو مهنة تعاكس مهنة الآخر، بل تعارضه تماماً؛ حيث الأول إتجه نحو الفن وشرب الخمور وأصبح فناناً معروفاً في المنطقة، بينما الآخر إتجه نحو العقيدة والإيمان ليكون إماماً لجامع البلدة، لكن بقيت العلاقة طيبة بين الإثنين _وهي سمة الإسلام المعتدل بين أبناء منطقة عفرين، بعكس ما هو واقع في المجتمعات الأخرى_ وهكذا إستمر الصديقان القديمان في اللقاء والمناكفة وقد كان الراحل "شيخ حسين" وفي كل مرة يتهم صديقه بالكفر وشرب الخمور ويدعوه للتوبة والعقيدة والصلاة خلفه بالجامع.
وهكذا في إحدى الأيام سهر الفنان الشعبي "علي عه كل" كعادته مع كأس الخمر إلى آذان الفجر وعندما سمع صديقه ينادي على الصلاة، قام ووضع كأسه جانباً وتوجه إلى الجامع وبدخوله فاح رائحة العرق بين جموع المصلين فألتفت الإمام ورأى صديقه داخل الجامع فعرف سبب الرائحة، فما كان منه إلا أن علا المنبر وقال له؛ "الله يلعنك أنت جاي سكران ع الجامع.. يلا روح من هون يا كافر". وعندما سمع فناننا كلام صديقه الموجه له، قام من فوره وتوجه نحو باب المسجد وهو يقول في طريقه للخروج؛ "الحمد الله إجيت منكم أو مو منا"؛ ويقصد به صديقه الإمام وجموع المصلين، بأنكم أنتم لم تقبلوني بينكم ولست أنا الذي رفضت أن أكون بينكم في جامعكم.
وهكذا فإن قرار الأحزاب التركية الثلاث (AKP, CHP ,MHP) بحق حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) ورفع الحصانة عن البرلمانيين الكورد قد قسم البرلمان و(الدولة التركية) فعلياً بين كوردستان وتركيا وبالتالي فإننا نطالب الإخوة البرلمانيين الكورد من حزب الشعوب، بأن يحافظوا على كتلتهم البرلمانية ويسمونها ببرلمان كوردستان وذلك لإدارة المناطق الكوردية _إقليم كوردستان الشمالي والملحق بالدولة التركية_ وبالتالي إدارة شؤون المنطقة .. والحمدالله هي صارت وصارت، أو إجيت منهم أو مو منا؛ يعني هم الذين أرادونا خارج برلمانهم ودولتهم الطورانية الإخوانية وعلينا أن نعترف جميعاً؛ بأننا لا يمكن أن نعيش في دولة واحدة وأفضل الحلول هو الإنفصال وأن نكون جيران في دول مستقلة.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟