أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد الشمري - الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(6)















المزيد.....

الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(6)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 17:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


اما فيما يتعلق بسياسة ستالين ومواقفه من الصراع الدائر في اسبانيا بين الجمهوريين والفاشيين فتلك قصة اخرى زادت الطين بله في وحل الحرب الاهلية!.فقد خضعت تلك السياسة لعوامل واهداف وتجاذبات عديدة ومتباينة في تناقضها حيال الاحداث.ولكنها قطعا لم تكن سياسة شيوعية اممية او عمالية ثورية في دوافعها ومنطلقاتها ان لم تكن ضد تطلعات وامال الطبقة العاملة والفلاحين الاسبان.ولم تخرج تلك السياسة عن سياق المهادنة والمماطلة والتسويف وقدر كبير من الانتهازية،ومغازلة الامبرياليين،ومن ثم هتلر!.فالنظرية الستالينية كانت ترى في فرنكو ممثلا للاقطاع الاسباني!.وتدعو لتحالف العمال والجماهير الكادحة مع البرجوازية الاسبانية الاكثر يمينية ومحافظة بين البرجوازيات الغربية(فقد كانت تميل سياسيا نحو الفاشية،وقد لجأت البرجوازية الصناعية الى المناطق التي كانت تحت سيطرة الفاشست)!.

وكان ستالين يخشى النازية الالمانية،ومايتركه انتصار"الوطنيين"اليمينيين في اسبانيا من تأثير على فرنسا(الجبهة الشعبية)والفرصة التي توفرها الحرب الاهلية للحزب الشيوعي الاسباني-الستاليني لاقامة الدولة الشيوعية الثانية في العالم!.
واثر ذلك سلبيا على بريطانيا وفرنسا اللتان كانتا تخشيان انتصار العمال الجمهوريين واليساريين في فناءهما الخلفي،واللتان كان ستالين يتودد لهما علانية ويسعى للتقرب منهما ويدعو للتحالف معهما لمواجهة هتلر!.هذا بالاضافة الى تكاليف الحرب الباهضة من رجال وسلاح وعتاد.وايضا الاحتمالات الاخرى بتحول الحرب الاهلية الى حرب اوربية شاملة نتيجة التداخل وتقاطع المصالح بين القوى المتنافسة.ومن ناحية ثالثة كان ستالين يحضر في ذلك الوقت لحملته التطهيرية الواسعة داخل الاتحاد السوفيتي وداخل الحزب من محاكمات واعدامات وتصفيات وتنكيل ونفي لليسار العمالي المعارض وقادة البلاشفة الكبار من الحرس القديم !.فقد كان ذلك ضروريا جدا لتثبيت زعامته المتفردة و الوحيدة وخطه السياسي البيروقراطي الذي فرضه بالاكراه والقمع!.
لذلك اصغى زعماء الكومنترن المعينون من ستالين والموالين له،والذين كانوا يجدون في الاحداث الجارية على المسرح الاسباني فرصتهم التي لاتعوض للاستحواذ والهيمنة على الثورة الاسبانية والامساك بلجامها وتجييرها لصالحهم وصالح ولي نعمتهم.وكان القرار الذي توصل اليه ستالين هو:عدم السماح بهزيمة الجمهورية،ولكن في نفس الوقت الحيلولة دون مساعدتها لحد الانتصار على الفاشية وان تكسب الحرب الاهلية!.كان قرار ستالين بأمساك العصا من الوسط هو الذي اعتقد بأنه سيخدم اهدافه ومصالحه وسياسته حول المسألة الاسبانية وعلاقاته الخارجية ومايدور داخل معتقله السوفيتي!.ومن اجل الحفاظ على معاهدته مع هتلر تخلى ستالين لاحقا عن الجمهورية الاسبانية وتركها لمصيرها المحتوم ببرود ولامبالاة،ولتذهب الاممية البروليتارية الى الجحيم!!.
اما عن موقف هتلر من القضية الاسبانية فقد كان قريبا،ان لم يكن مشابها لموقف ستالين من ذلك.فكلاهما كانا يعتقدان بان الحرب الاهلية الاسبانية ستكون موضع استنزاف وتوريط وعرقلة وارهاق لكل الاطراف.وهكذا كان المشهد الدولي ومواقف القوى الخارجية تجاه اسبانيا المنكوبة يتحكم بتوازن القوى وتشابك المصالح وسير الاحداث في خدمة الاستراتيجيات المختلفة لجميع الدول الاوربية الامبريالية بالذات وبلا استثناء من ديمقراطيين واشتراكيين!.

اما على الصعيد المحلي والداخلي في اسبانيا.فقد كان الوضع مزريا وبائسا ويبعث على الرثاء بالنسبة لليسار الاسباني العمالي والجمهوريين.ففي الوقت الذي كانت فيه جبهة اليمين الفاشي من :(ملكيين وكنيسة وجنرالات وحتى البارونات الصناعية وبرجوازية وملاك اراضي،والتي كان خوفها من الجماهير اشد من عدائها للفاشيين)تشكل كتلة متماسكة ومتراصة وموحدة وبلا خلافات،ومجتمعة على غاية واحدة وهدف منشود الا وهو :تقويض الجمهورية واعلان الحكم الديكتاتوري،فمصيرها بالذات كان على المحك وتعي ذلك جيدا.كانت جبهة اليسار على العكس من ذلك:متذرية،مفككة،منقسمة،متعادية،وتعاني من الصراعات والتناحر والتنافس على النفوذ،والاستفزازات ،وحتى التصفيات الجسدية المتبادلة!.
فبالنسبة للفوضويين السنديكاليين-فهم لم يشكلوا تنظيما سياسيا.م.ا-كانوا منقسمين الى:cnt(الاتحاد القومي للعمل)وهو التنظيم النقابي الفوضوي الرئيسي،والذي كان يهيمن عليه المركز الفوضوي المحظور.وfat(الاتحاد الفوضوي الايبيري)اضافة الى الانقسامات المركبة الى التجنح :جناح يساري وآخر يميني.وكان لهذا التمزق الدور الكبير في تحطيم الفوضوية الاسبانية،وهي القطاع العمالي الاوسع والاكثر كفاحية وبسالة وثورية في صفوف الطبقة العاملة الاسبانية.
اما الحزب الاشتراكي الاسباني فلم يكن وضعه اكثر اختلافا،فقد كان ايضا منقسما الى يمين ويسار!.وكان مسيطرا علىugt(الاتحاد العام للعمال)ويشمل البروليتاريا الصناعية في مدريد وبيلباو،وعمال المناجم في استورياس،-توحدت شبيبته مع شبيبة الحزب الشيوعي-.
اما حزب ال"بوم"poom(حزب العمال للتوحيد الماركسي)فقد عانى من الحظر والملاحقة والاعتقالات والتصفيات!.وفيما يتعلق بالحزب الشيوعي الاسباني،وكان اصغر الاحزاب العمالية،ولكنه نمى واتسع اثناء الحرب الاهلية،وفرض سيطرته وخطه على الحكومة الجمهورية.وقد قدر عدد اعضاءه ب800عضو.في حين قدره"توماس"ب10000عضو!-وهو تقدير مبالغ فيه!-فلم يكن للحزب الشيوعي الاسباني قاعدة عمالية داخل الطبقة العاملة،ولم تكن قياداته تمتلك الكفاءه والاستقلالية،لانه كان اداة بيد الكومنترن وستالين.بل وحتى تطبيق قرارات وتعليمات الكومنترن للحزب لم يتركها ستالين لتابعيه في الحزب الشيوعي الاسباني كتنفيذ،بل قام بأرسال مختصين و(خبراء)للاشراف على التوجيه وتحقيق خطه السياسي والعسكري في الشأن الاسباني!.ومن ضمن ذلك:كان الحزب الشيوعي الاسباني يهاجم ميليشيات الفوضويين وحزب ال"بوم"!.وقد استخدم الاسلحة التي كانت تصل اليه من الاتحاد السوفيتي والتي احتكرها! ضد الاحزاب والنقابات المنافسة له في الهيمنة على العمال!.وفي نفس الوقت كان يحجبها عن الاحزاب التي لاتتفق معه سياسيا وايديولوجيا!.فقاد ذلك الموقف التصفوي المتفرد والقامع لبقية التيارات السياسية المشاركة في الحرب ضد الفاشية من قبل الحزب الشيوعي الاسباني،الى سهولة استيلاء الفاشست على مزيدا من الاراضي والمدن والمواقع المهمة.فالحزب الشيوعي الاسباني كان يؤمن ان كسب الحرب لن يكون انتصارا لكل قوى اليسار العمالي الثوري،بل هو نصره هو الاوحد والخالص!..وتطرف الحزب في عدائيته فقدم لحكومة الجمهورية مشروع قانون بحظر حزب العمال للتوحيد الماركسي(البوم)وتمت المصادقة عليه وجرى تنفيذه!!.فبدأت حملات المطاردة والقمع لاعضاء وقادة حزب"البوم"والفوضويين واعدام كل عضو مرتبط بتلك التنظيمات،ووصلت الى حد الافتراء الحاقد والظالم واتهامهم:بانهم عملاء لفرنكو!!!.-ليس الامر غريبا او جديد فرفيقهم في الكرملين كان يفبرك المحاكمات ويصب الاكاذيب والتشويه السياسي بحق رفاق لينين !-.
حتى ان"لارغو كاباليرو"الاشتراكي الاسباني اعترض بحدة على موقف الحزب الشيوعي الاسباني اللاديمقراطي والتصفوي والعصبوي المستبد والمخرب لوحدة العمال.وقد نشرت صحيفة مؤيديه مقالا جاء فيه:"اذا كانت حكومة كاباليرو ستطبق اجراءات القمع التي كان يحث عليها الفرع الاسباني من الكومنترن فأنها ستدمر وحدة الطبقة العاملة،وتعرضها لخسارة الحرب وتحطيم الثورة".وفي برشلونة وبناء على اوامر الجنرال والقنصل الروسي العام"انطونوف اوفسينكو"اغلق مقر حزب العمال للتوحيد الماركسي وحول الى معتقل!.-انطونوف هذا البلشفي الكبير واحد ابطال انتفاضة اكتوبر انتهى -ومن المؤسف -الى جلاد للعمال!!!-.اعتبر الحزب المذكور حزبا محظورا واعتقل40عضوا من لجنته المركزية وبضمنهم"اندريه نن"الشيوعي الماركسي الكبير!.
واقتيدوا الى احد معتقلات مدريد،وقد خضع"نن"لتعذيب وحشي على يد عملاء الغيبيو الستاليني!.ثم تمت تصفيته لاحقا بعد ان اقتنع المحققون السوفييت بانهم لن يستطيعوا النيل من"نن"واجباره على تشويه صورة حزبه في محاكم استعراضية مصنوعة على غرار محاكمات موسكو!.لذا قرروا التخلص منه!.ويصف المؤرخ"توماس"الاستغلال المخجل للالوية الاممية في تنفيذ الجريمة-قتل نن-فيقول:"واخيرا اقترح فيتوريو فيدالي-انه واحدا من(خبراء) ستالين في التصفيات،ومخطط الهجوم المسلح على منزل تروتسكي في المكسيك ايار عام 1940 وهي المحاولة الاولى الفاشلة لقتل تروتسكي!!.م.ا-الى ضرورة تمثيل هجوم نازي لتحرير نن،وهكذا جاء10اعضاء من اللواء الاممي في احدى الليالي المظلمة وهاجموا المنزل الذي كان نن معتقلا فيه"الكالا"واقتادوا نن في عربة مغلقة وقتلوه"!-طريقة قتل كافكوية كما في نهاية رواية المحاكمة!!.م.ا-.
هنا في هذه المرحلة لاحت نذر هزيمة و نهاية الجمهورية الاسبانية الوشيكة .فالغبي وحده من يتوقع انتصارا للثورة وصورتها بهذا القبح والمفارقة والمأساوية!!!!.
...........................
يتبع.
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(5)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(4)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(3)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(2)
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(1)
- ترنيمة الكركدن السعيد!
- الواقع السريالي لسلطة الامعات والملالي!.
- لينين-روزا لوكسمبورغ..واختلافهما حول موضوعة-حق تقرير المصير- ...
- خصوم ثورة تموز/والنواح على فردوس الملكية المفقود!
- متحف الاقوام البائدة!.
- ارادة الموت..تأملات فلسفية في العدمية!.
- تطور وانحطاط الفكر/سارتر-جارودي
- (البروليتاريا)الرثة..البعد الاجتماعي والسياسي للمفهوم.
- رامبو/المرآة المهشمة وانشطار الذات!.
- (اللينينية)..وصانع الدوغما!.
- ارنست بلوخ/النص الكامل للمقال.
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد الشمري - الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(6)