أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبدالرازق مختار محمود - لأننا فقراء ننفق على التعليم














المزيد.....

لأننا فقراء ننفق على التعليم


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5298 - 2016 / 9 / 28 - 11:10
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


من أشهر العبارات المنسوبة للزعيم الهندي غاندي قوله: لأننا فقراء؛ فلا نستطيع إلا الإنفاق على العلم.
نعم صاحب الرؤية الثاقبة يدرك أن هكذا ميدان هو ميدان الإنفاق الذي لا مفر منه، هو مجال الإنفاق المقدم على كل المجالات، وإن كنا فقراء لا نملك إلا الإنفاق على ميدان واحد ووحيد، فليكن هو التعليم.
والقارئ لتجارب العصر الحديث التي نهضت في ميدان التعليم يجد أن فلسفتها قامت على الانفاق والاستثمار في التعليم، فتجربة كوريا الجنوبية شاخصة أمام أعيننا، فقد كانت كوريا الجنوبية من أفقر دول العالم؛ لكنها تغلبت على قلة الموارد؛ لتصبح من ضمن تجمع العشرين لأقوي الاقتصاديات في العالم، فيما عرف بمعجزة نهر هان، ففي أقل من ٣٠ سنة فقط تضاعفت ميزانية التعليم في كوريا أكثر من ١٥٥ضعفا، حيث قفزت من ٣٠٠ مليون دولار إلى ٤٧ مليار دولار! وهو ما يوازي 18% من جملة إنفاق الحكومة، وللعلم فإن كوريا الجنوبية عدد سكانها هو ٥٠ مليون نسمه! أى تقريبا نصف سكان مصر.
وفي كوريا الجنوبية ارتفع نصيب الفرد من 87 دولارًا سنة 1962م إلي ما يقرب من 19.000 دولار في السنوات الأخيرة اعتمادًا علي النمو الاقتصادي الذي أحدثه التعليم في العقود الخمسة الأخيرة.
لهذا لا نجد غرابة عندما يصرح الرئيس الكوري الجنوبي "لي ميونج باك" قائلًا: "إنها قوة التعليم. حتي عندما لم يكن لدي الآباء أي طعام علي موائدهم فإنهم كانوا يضحُّون بكل شيء لتعليم أبنائهم. وهؤلاء الأبناء تم إعدادهم؛ ليقودوا النهضة الاقتصادية لكوريا. أنا أعتقد – والكلام لميونج- أن التعليم هو مفتاح تقدم الأفراد والبلاد والعالم.

وبهذه الإجراءات الجادة احتلت كوريا الجنوبية المركز الأول في مؤشر منحني التعليم للعام 2014، وتلتها اليابان ثم سنغافورة وهونج كونج. تقدمت دول شرق آسيا علي بقية الدول في التعليم، بينما حلت فنلندا، التي كانت الأولي خامساً
وفي ماليزيا ليس من الغريب أن تكون وزارة التعليم هناك أهم الوزارات وليست وزارة الدفاع أو الداخلية أو الخارجية، كما يبلغ إنفاق ماليزيا حاليا على التعليم 28.01% من الموازنة العامة بعدما استمر لسنوات عديدة 24 %، محتلة بذلك المركز الثاني عالميا, بدءًا من التعليم الأساسي، وحتى الجامعات بحيث يتم إنفاق هذه المبالغ على بناء مدارس جديدة خاصة المدارس الفنية، وإنشاء معامل للعلوم والكمبيوتر، والاهتمام بالبعثات التعليمية لكل دول العالم.

والناظر في معظم ميزانيات الدول المتقدمة اليوم في كافة المجالات، يجد أن الإنفاق على التعليم، والبحث العلمي مقدم على كل بنود الإنفاق.
أما نحن في عالمنا العربي فإن الإنفاق على التعليم يستق مع الاهتمام بالتعليم، فهذا الاهتمام يأتي في ذيل الاهتمامات، وهكذا الإنفاق عليه فالعالم العربي قليل الإنفاق على التعليم، والبحث العربي، حتى إن العديد من الدول الأفريقية الأكثر فقرا نسبة إنفاقها على التعليم أكثر بكثير من بعض الدول العربية.
بل إنه عندما تنبه المشرع في مصر لخطورة الإنفاق على التعليم اشترط نسبة محددة من الإنفاق الحكومي حيث نص الدستور على تخصيص نسبة ٤٪ للتعليم قبل الجامعي، ونسبة ٢٪ للتعليم الجامعي، و١٪ للبحث العلمي، أى أن هناك نسبة 7٪ خصصها الدستور للإنفاق الحكومي على التعليم والبحث العلمي، وهي على قلتها إلا أنها خطوة على الطريق، وخصوصا إذا علمنا أن الإنفاق على التعليم في اسرائيل يصل لنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي، ويقوم الكيان الاسرائيلي بدعم معظم المدارس، إذ ينفق ما معدله حوالي 1100 دولار على كل طالب سنوياً.
وعلى الرغم من ذلك تحايلت أيدي الروتين والبيروقراطية بهذه النسبة وفرغتها من مضمونها، ولم تلتزم بها معلله ذلك بضعف الموارد وقلة الدخل، ولكن هي القناعات التي نعاني منها طول عقود طويلة وهي ضعف الاهتمام بالتعليم، واحتلاله ذيل الأولويات.
والمتأمل حتي لهذه الموارد التي خصصت للتعليم على قلتها، يجد أنها في مجملها عبارة عن مرتبات، وبنود صرف تبتعد كثيرا عن صلب العملية التعليمية، وما ينفق من هذه الأموال على المشاريع البحثية، والتطوير المهني للمعلمين والإداريين، وكذلك ما ينفق منها على تطوير المناهج، والتجهيزات المرتبطة بتفعيل العملية التعليمة هو النذر القليل من هذه الأموال، فالأجور والمرتبات، تستحوذ على ما نسبته 93 و95% من مخصصات التعليم في المرحلة ما قبل الجامعية، ثم هامش ضئيل تتراوح نسبته بين 5 و7% للأبنية ومصروفات التشغيل.
والخلاصة أن الفقر لا ينبغي أن سببا أو عائقا لانخفاض الإنفاق على التعليم، بل على العكس تماما، وذلك لأن الإنفاق والاستثمار في التعليم هو الاستثمار الحقيقي، والأسر الفقيرة تضرب لنا مثلا قويا لذلك، فهذه الأسر على الرغم من ضيق ذات يدها، إلا أنها تدخر وتؤخر كثيرا من احتياجاتها رغبة في الإنفاق على أبنائها في كافة المراحل الدراسية، راغبة في تعليم أبنائها تعليما مناسبا يؤهلهم للعمل مستقبلا في وظائف تساعد في رفع مستواهم المعيشي.
وأخيرا فإن الإنفاق على التعليم لا علاقة له بالرفاهية، وإنما له علاقة بالأولويات التي ترسمها الدول لنفسها، فالأمم الراغبة في تحقيق تقدم ثابت وراسخ وشامل، هي أمم تضع التعليم على رأس أولوياتها، وهذا ليس بدعة فكل الأمم التي سطرت تقدما في معظم مجالاتها كانت بدايتها ومرتكزها في هذا التطور هو التعليم، ولا شيء غير التعليم، وإذا أردنا أن نأخذ من التقدم نصيبا، فينبغي أن نرصد للتعليم ما يناسبه من مخصصات ماليه، وعلى عجل يجب مراجعة أولوياتنا وتحديد موقع التعليم من هذه الأولويات.



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ودقت أجراس الضغط النفسي
- أمة بلا أهداف سفينة بلا رُبّان
- خدعوك فقالوا ثروة
- معوقات تطوير التعليم في وطننا العربي
- تسريع القراءة في عصر التكنولوجيا
- أطفالنا أكبادنا في أحضان الشاشات


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبدالرازق مختار محمود - لأننا فقراء ننفق على التعليم