أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى محمود - هوليود .. صناعة السينما و تضليل الوعي














المزيد.....

هوليود .. صناعة السينما و تضليل الوعي


ليلى محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


هوليود .. صناعة السينما و تضليل الوعي

حاول قطاع واسع من الكتاب المهتمين بالشأن السينمائي ربط الحضور الإديولوجي القوي في الإنتاجات الهوليودية بمتطلبات الحرب الباردة ، التي فرضت على الولايات المتحدة الأمريكية اعتماد أساليب التضليل الإديولوجي في الحقول الإعلامية و الفنية و الثقافية بكثافة، بهدف اختراق مجتمعات الدول المتحلقة حول الاتحاد السوفييتي و جعل مطلب اللبرلة مطلبا داخليا منبهرا بنموذج الحياة الذي تقدمه هوليود .
لكن ما يثبته واقع الإنتاج السينمائي الهوليودي إلى اليوم ، يناقض ما سبق ذكره تماما ! حيث يبرز الهدف الإديولوجي قبل هدف الربح الذي تدره هذه الصناعة ، فلا يخلو إنتاج هوليودي من تعميق القيم المرتبطة باقتصاد السوق و الثقافة الإستهلاكية و عولمة نموذج الإنسان / الفرد الأناني المستهلك ، و كذا تقديم نموذج النظام الرأسمالي الحالي كقدر لا يمكن تغييره و نمط الحياة المرتبط به كأرقى ما يمكن أن تعيشه البشرية، المهدد رغم ما قد ينتجه من مشكلات و سلبيات بالفناء و بالتالي فناء الإنسان نفسه من طرف قوى الشر الداخلية و الخارجية ، الطبيعية و ما فوق طبيعية ..
لا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتعداه إلى التزوير الفج للأحداث التاريخية و أدوار الفاعلين المؤثرين فيها ، فيصبح السبب نتيجة و النتيجة سببا ، و المستعمر محررا و المقاوم وحشا ، و مجرم الحرب ديمقراطيا و الثائر عميلا ...
مناسبة الحديث هذا ، فيلم أمريكي صدر السنة الماضية بميزانية تعادل 6000000 دولار و حاز على العديد من الجوائز في مهرجانات دولية متعددة يتناول الحروب الأهلية بإفريقيا موضوعا له من خلال تجربة طفل ساقته ظروف الحرب إلى المشاركة فيها.
لقد سبق للفنان العامي عمر الشريف أن قدم اعتذارا لجمهوره و كافة المشاهدين على أدائه دور البطولة في فيلم هوليودي كانت التجربة الثورية للمناضل الأممي تشي غيفارا موضوعه . معتبرا أن الفيلم هو محاولة إديولوجية أغدقت عليها الأموال بهدف تزوير الحقائق و تشويهها للنيل من رمزية هذه التجربة الثورية المحفزة لحركات التحرر عبر العالم.
ها نحن اليوم أمام نسخ مكرر لنفس النموذج في فيلم " وحوش بلا وطن " المعتمد على رواية لأحد الكتاب النيجيريين .
لم يسمح هدف الفيلم الإديولوجي بأي تعقيد فني للقصة و فصولها . فقط مدخل يشير إلى حدوث انقلاب عسكري ، نشب الصراع العسكري على إثره بين القوات النظامية و ميليشيات محلية رافضة للانقلاب، ليتم تهجير أم الطفل بطل الفيلم و طفليها الصغيرين و قتل أبيه و أخيه الأكبر من طرف الجيش لعدم امتثالهما لقرار إفراغ القرية التام ، ليتم تجنيد الطفل البطل من طرف ميليشيا محلية ، ثم يبدأ سرد طويل لجرائم هذه الميليشيا يمتد على طول الفيلم ، ينتهي باستسلام كل أفرادها عدا القائد بعد قطع الإمداد و الدعم عنه من طرف القوة السياسية التي تدعمه !
لم يسمح هدف الفيلم الذي صور هذه الميليشيا كتجمع لأشخاص متوحشين عراة يصرخون بهستيرية و أطفال صغار السن لا حول لهم و لا فهم و زعيم مجرم مدفوع بوعد له أن يصبح جنرالا ، بوجود حوارات عميقة و تبادل أفكار و تصورات حول المسألة الإفريقية أو حتى الإشكالات الخاصة بالاعتقادات الفردية و حياة الحرب ... فقط حوارات قصيرة و سطحية و فقيرة للغاية !
ما عدا ذلك تجييش الأطفال ، قتل بسبب و بدونه ، إعدامات ، كسر الرؤوس و الجماجم ، قطع الرقاب و حرق الأجساد، اغتصابات للنساء و الأطفال، تناول كل أصناف المخدرات ، طمع و جشع و نهب ... ثم يظهر الإنسان الأبيض ، ليبدأ الحديث عن السلام و وقف الحرب و محاكمة مجرميها و السلام .
هكذا ، تستمر صناعة السينما الأمريكية في مهمتها المقدسة في التضليل و التزييف و قلب الحقائق لصالح النظام الرأسمالي و مراكزه العالمية . فالتاريخ يثبت حجم الإجرام المهول الذي ارتكبته القوى الإمبريالية في حق القارة الإفريقية و شعوبها ، من الإستنزاف المفرط لخيراتها و ثرواتها الطاقية و الفلاحية و المعدنية و البحرية ، إلى استعباد شعوبها و مص قواهم العضلية بإفريقيا نفسها أو بعد تهجيرهم إلى القارة الأمريكية مكدسين في البواخر ، وصولا إلى منع و قمع كل محاولة تنموية مستقلة منبعثة من اختيار شعبي حر عبر الإنقلابات العسكرية و اغتيال النشطاء السياسيين المدافعين عن تحرر بلدانهم من التبعية للإمبريالية ، و إذكاء النعرات القبلية و الطائفية و مد أطرافها بالأسلحة ...
إن الأسوء من سياسة التضليل الإديولوجي الهوليودية، هو بروز بعض المفذلكين من النقاد السينمائيين المنبهرين بالمدرسة الهوليودية بين ظهرانينا ، كلما تعلق الأمر بعمل إبداعي جاد يجعل من حرية الإبداع مجالا لإبداع في سبيل الحرية ، ليحدثونا عن الفن الخالص المجرد المنفلت من كل رسالة إنسانية ، لا لأنهم ضد حمل العمل الفني لأي رسالة أو قضية أو موقف ، بل لأنهم يريدونه حاملا لرسالة واحدة حصرا ، هي الرسالة الهوليودية



#ليلى_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 جانفي و انعكاسها على تونس
- حسن الترابي والرحلة من -البأس- إلى البؤس
- في عيد المرأة العالمي (8 مارس 2016): المرأة كاملة عقل
- طريق المعرفة والحرية: حول السيرة الذاتية لحيدر إبراهيم علي
- نحو مدارس علمانية: التحدي الملحّ الذي يواجه المهاجرين في الغ ...
- في الذكرى الثلاثين لإعدام محمود محمد طه 1985 – 2015
- الارهاب الروسي
- هل وجوه المعارضة السورية ستعلن فشلها ؟
- خبرة الإله
- رسالة مفتوحة إلى شقيق مات الحبّ في قلبه
- راي شخصي
- فَلْنَحْنِ هاماتِنا لشجاعة مريم
- التربية على الطريقة الاصولية
- في الحاجة إلى بناء حركة نسائية جديدة
- في عيد المرأة العالمي: التحية لصمود أميرة عثمان
- معاداة فكرة
- نبي لكل حاكم ومعضلة خاتم المرسلين
- مانديلا والمسيرة المستمرة
- سبب البحث عن إله
- قراءة فكرية في كتبهم 4


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى محمود - هوليود .. صناعة السينما و تضليل الوعي