أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحمن خضير عباس - سلاح الكاريكاتير يحاصرهم















المزيد.....

سلاح الكاريكاتير يحاصرهم


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5284 - 2016 / 9 / 13 - 23:09
المحور: الادب والفن
    


سلاح الكاريكاتير يحاصرهم
رحمن خضير عباس
في فان كوفر . أقصى الغرب الكندي . وفي أحد أكبر كاليريهات المدينة . خيمت الدهشة الممزوجة بالإعجاب على وجوه الزوار الكنديين ، وهم يشاهدون الوضع العراقي على حقيقته وذلك من خلال الكاريكاتير . عشرات اللوحات التي إنتشرت عبر أروقة قاعة العرض ، من إبداع الفنان العراقي المغترب علاء بديوي ، هذه اللوحات التي حملت في طياتها كل الوجع العراقي ، الذي جلبه مجموعة من السياسيين ، لاهم لهم سوى نشر الفوضى والخراب وإشاعة التخلف.
لقد حمل الفنان علاء أدواته الفنية ومهاراته ومشاعره الوطنية التي لايمتلك غيرها . وفي الحقيقة حمل كل ذلك وكأنه يحمل فراته ودجلته .كي يقدمها الى العالم المتحضر . ليشرح لهم لب المشكلة من خلال الملامح الكاريكاتيرية الساخرة . لم يقدمها لهم من أجل إضحاكهم . بل قدم لهم سخرية سوداء ، عميقة الحزن . وذلك من خلال إصراره على إقامة معرض للكاريكاتير في تلك المدينة الكندية العملاقة التي تضم أطيافا بشرية مختلفة ، وحيث تنصهر فيها الأعراق والثقافات . إنها مدينة فان كوفر . وقد أقام هذا المعرض تحت شعار:
( الحكومة العراقية تقتل شعبها )
وذلك في 26 آب 2016 . وبذلك فقد إستطاع هذا الفنان وبجهود فردية أن يدافع عن شعبه ضد قتلته من حكام الصدفة الذين أتوا ليقتسموا المغانم فيما بينهم ، محاولين تدمير البلاد والعباد ، مرتدين جلباب الدين ، ومتحصنين بشرعية دستور خاطوه وفصلوه على مقاسات أطماعهم .
الفنان علاء بديوي الذي تخرج من كلية الفنون الجميلة ، قسم التصميم في بغداد عام 1990. فر من جحيم الوطن ليستقر في مقاطعة برتش كولامبيا الكندية . وليكمل مشواره الحياتي والفني ، بعد أن أكمل دراسته في مجال الكومبيوتر كرافك ، وتخرج أيضا من جامعة كندية في مجال الخدع والمؤثرات السينمائية .كما أصبح رئيسا للتجمع العالمي الكندي للكاريكاتير السياسي .كما أنّ إنجازاته وأنشطته في هذه المجال تفوق مساحة هذه المقالة .
لقد شارك الفنان علاء بديوي في عدة معارض فنية ذات توجهات سياسية ، كمعرض الكاريكاتير ضد داعش ، الذي أُقيم في العام الماضي . لكن هذا العام إنفرد في معرضه الشخصي ذي التوجه السياسي . وقد عانى الأمرين في إختياراته ، لكنه بعد جهود مكثفة إستطاع أنْ يقيم هذا المعرض من أجل العراق . وكانت كلمته التي ألقاها في إفتتاح التجمع الكندي للكارياتير السياسي صدى كبيرا على الحضور، فقد إنهمرت دموعه على العراق وساد القاعة صمت حزين .
لقد جعل الفنان من سياسيي الصدفة ، والذين دمروا إقتصاد البلد بعمالتهم وبلادتهم هدفا لريشته الساخرة ، وقد كانت لوحته التي تمثل وزير النقل ( باقر صولاغ) والذي جعله يمسك منشارا حديديا ويقوم بذبح طائرات الخطوط الجوية العراقية . وقد تناقلت بعض المجلات الكندية هذه اللوحة ووضعتها في صفحاتها ، وفي لوحته هذا ترجم الكثير مما نقوله عن فشل هذا الوزير المزمن الذي جعل من نفسه جوكرا لكل الوزارات ، فما أنْ يفشل بإدارة وزارة حتى يكافأ بوزارة أخرى !
كما تناول وزيرة الصحة وجعلها كالعنكبوت الذي ينشر خيوط الموت على المرضى لتتحول الى جثث ، كناية على إنعدام المواصفات الصحية في المشافي العراقية ، وتحويلها الى مجازر للموت ، وإبتزاز المواطنين .
في لوحة أخرى يظهر لنا النجيفي رئيس البرلمان السابق ويخرج من فمه جحافل داعش ، وكأنّ اللوحة ترمز الى تواطيء النجيفي في عملية سقوط الموصل بيد عصابات داعش . وفي لوحة اخرى يظهر لنا أثيل النجيفي وهو يجلس عند باب بيت البغاء . وعلى راسه قرنان يرمزان الى السمسرة الجنسية . أمّا زبائنه فهما الرئيس التركي أوردغان ، وابو بكر البغدادي . وهو يشير بهذه اللوحة إن إغتصاب الموصل من قبل داعش وحليفتهم تركيا قد تمّ بموافقة أثيل النجيفي الذي كان محافظا للموصل عشية سقوطها .
لم يسلم من كاريكاتيره المحارب الوزراء مثل زيباري وعادل مهدي الذي مثله وكأنه نيرون الذي يتبختر وهو يرى حرائق مصافي النفط وأماكن إستخراجه . ذلك النفط الذي يشكل مصدر عيش العراقيين الوحيد .
علي الأديب وزير التعليم العالي وضعه الفنان داخل مرحاض وأمامه مكرفونات تلفزيونية ، لأنه أحال التعليم العالي الى مؤسسة آسنة يفوح منها الجهل والطائفية .
أما الجعفري وزير خارجية العراق فقد جعله متجانسا مع خطاباته التي تتميز بالسفسطة والفراغ ، وقد جعل منه مخلوقا هجينا هو أقرب الى الماعز الضاحكة بينما يتدلى من عنقها جرس ، يُرى ولايُسمع !
أما ظافر العاني فقد أظهره يبتهل الى صنمه ، يعني البغدادي ، بعد أن كان بعثيا ويعبد صدام . كذلك أظهر لنا صالح المطلك وهو يهرب برزم من الدولارات تلاحقه الأحذية التي ترمى عليه من ضحاياه.
أما الشهرستاني ، وزير الطاقة فقد جعله مكناسة تكنس في طريقها كل شيء! وبالمناسبة فالشهرستاني أكاديمي فاشل . جعلته المحاصصة والقرابة وزيرا مزمنا للكهرباء التي تحولت وزارته الى مكناسة يدوية بائسة حسب وجهة نظر الفنان علي بديوي.
لم يكتف الفنان بوضع الوزراء تحت وهج ريشته الساخرة . فقد وضع زعماء الكتل السياسية ومنهم عمار الذي جعله على هيئة أفعى الكوبرى .ولأفعى الكوبرى خاصية السم وإنها من الأفاعي الخطرة ، ولكنها ذات شكل جميل . وربما هذا الشيء الذي جعل الفنان يرمز لهذه الشخصية التي باعت عمامتها الدينية وإستبدلتها بعمامة سياسية .كما تناول السيد علي العلاق المعمم فوضعة بين سجادة الصلاة وقائمة الترب والمسبحات ، وقاعدة المصحف ، ولكنه مشغول بالدولارات عما يحيط به من رموز العبادة والخشوع .كما تناول نستلة جلال الدين الصغير!
أما المالكي فقد جعله مفتخرا بقلمه ( الباندان) الذي وقع قرار الإعدام عاى صدام متنساسيا أن هذا القرار كان أمريكيا وليس لدى المالكي سوى قلمه . كما تناول البرزاني وجعله من المتآمرين على تدمير العراق ، كما تناول سليم الجبوري والذي جعله كلب حراسة لداعش . وتناول التسلط الإيراني من خلال عملائهم والتسلط السعودي .
أما العبادي فقد جعله مترددا في إصلاحاته ، بطيئا وكأنه يزحف على ظهر سلحفات ، كما جعله مرهونا بكتل شيعية وكردية تسيطر على قراراته .
كما أن أعماله الساخرة قد جعلت من النظام الديكتاتوري السابق مفرخة للأرهابيين من داعش . كما اعطى عبرة للحكام الجدد بأنّ مصيرهم سوف لايختلف عن مصير صدام ،وذلك من خلال لوحة معبرة جعل صدام يلبس ملابس سجناء غواتنامو ومقيدا ووراءه المالكي وهو يرتدي ذات الملابس وبعده العبادي ، وكأنه يريد أنْ يقول : إنهم لايختلفون عن بعضهم من حيث الجوهر . وإن نهاياتهم متشابهة لأنهم خذلوا شعبهم .
لقد إستطاعت ريشة الفنان علاء بديوي أنْ تنقل صرخات المحتجين والمعذبين في ساحات المدن العراقية بأفصح وأدق تعبير، من خلال هذا الفن الساخر الذي إستطاع أنْ يصل الى الرأي العام الكندي ومنه الى العالمي . وكأنّ لوحاته قد إستمدت من الحناجر المعذبة في ساحة التحرير وغيرها من ساحات المدن العراقية ، حتى إستطاع المعرض أنْ يُسقطَ ورقة التوت عن عوراتهم .
أمّا من الناحية الفنية فتتميز رسومات علاء بديوي ببراعة فنية عالية ، تكمن في تشخيص الشبه ، بملامح كاريكاتيرية ، يضاف الى ذلك دقة الفكرة ورمزيتها . إنه فنان إستطاع أنْ يرفع إسم العراق عاليا من خلال موهبته الفنيةوجهوده المتفانية في التخلص من الحواجز والعقبات وإخلاصه لأفكاره الوطنية .



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البوركيني والبكيني
- الفتنة... ملاحظات عابرة
- سيلفي ..ناصر القصبي
- خطوات متعثرة في أزقة مألوفة
- بستان الليل
- العصيان البرلماني
- تكنوقراط المالكي
- مقداد مسعود..والبحث عن كائن لغوي..في (هدوء الفضة )
- متحف منتصف الليل.. وإشكالية الفعل الإنساني
- أضواء على فيلم جاري الإتصال
- فقاعة ساحة التحرير أم فقاعة سعدي يوسف
- إبراهيم الجعفري بين زيارتين
- مخيم المواركة..واستحضار الماضي
- معركة تحرير الأرض
- حقوق الإنسان العراقي ..وفخامة الرئيس
- القناص الأمريكي.. ولعبة التشويه
- رالي باريس .. والكاريكاتير
- مجزرة شارلي إبدو
- ألمنطقة الخضراء ببغداد
- المقارنة بيني وبين خضير الخزاعي


المزيد.....




- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحمن خضير عباس - سلاح الكاريكاتير يحاصرهم