أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سعود قبيلات - عندما «اختفت» الطبقة العاملة!














المزيد.....

عندما «اختفت» الطبقة العاملة!


سعود قبيلات

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 02:08
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



في أعقاب انهيار الاتِّحاد السوفييتيّ في أوائل تسعينيَّات القرن الماضي، تاه كثيرٌ من اليساريين (ومِنْ ضمنهم بعض الشيوعيين)، فصاروا يبحثون عن مبرِّراتٍ نظريَّة (وأخلاقيَّة) «مقنعة» لرفع الراية البيضاء أمام الخصم الطبقيّ والسياسيّ الذي راح منظِّروه يزعمون أنَّه انتصر إلى الأبد (كما في «نهاية التاريخ» لفوكوياما.. منظِّر البنتاغون).

ومن الأفكار الهزيلة التي قيلت – آنذاك – في هذا السياق، هي إنَّ الطبقة العاملة بمفهومها الذي تحدَّث عنه ماركس وأنجلز لم تعد موجودة. ولكنَّهم، بالمقابل، لم يقولوا إنَّ البرجوازيَّة أيضاً لم تعد موجودة! كما أنَّهم لم يقولوا كيف يمكن للبرجوازيَّة أنْ تستمرّ بالوجود إذا كانت البروليتاريا قد اختفت، كما زعموا.. مع أنَّ وجودَ كلٍّ منهما شرطٌ لوجود الأخرى؟!

على أيَّة حال، لكي نكون منصفين، يجب أنْ نوضِّح أنَّهم تحدَّثوا عن تغيّر البرجوازيَّة أيضاً (بل والنظام الرأسماليّ الدوليّ بمجمله كذلك)؛ لكن مع كلّ الرطانة التي استخدموها ليشرحوا فكرتهم عن هذا التغيير، إلا أنَّهم تجاهلوا حقيقة أنَّ البرجوازيَّة أصبحت أكثر ميلاً بكثير إلى النمط الاحتكاريّ وأنَّ النظام الرأسماليّ الدوليّ راح يتَّجه إلى استعادة طبيعته الوحشيَّة التي كانت سائدة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

لقد كان أحد الأسباب الرئيسة لمثل هذه التنظيرات البائسة، هو، بالإضافة إلى الانتهازيَّة السياسيَّة، الضعف النظريّ الشديد وقصور التفكير العلميّ، لدى أصحابها؛ حيث ظلَّتْ صورة الطبقة العاملة في أذهانهم هي صورتها كما كانت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والنصف الأوَّل من القرن العشرين، أي العمالة التقليديَّة محدودة المهارات وعمّال المصانع، فقط. متجاهلين أنَّ هاتين مجرَّد فئتين مِنْ فئات الطبقة العاملة.

وهنا أريد أنْ أعود إلى مفهوم البروليتاريا (والبرجوازيَّة، بالطبع)، لدى ماركس وأنجلز؛ لكي أرى هل حقّاً أنَّ البروليتاريا، كما حدَّدها هذا المفهوم، قد انتهت، أم أنَّها ما زالت موجودة.

يقول أنجلز في ملاحظة له على الطبعة الإنجليزيَّة للبيان الشيوعيّ عام 1888:

«نعني بالبرجوازيَّة طبقة الرأسماليين المعاصرين، مالكي وسائل الإنتاج الاجتماعيّ الذين يستخدمون العمل المأجور. ونعني بالبروليتاريا طبقة العمّال الأجراء المعاصرين الذين لا يملكون أيَّة وسائل إنتاج فيضطرّون بالتالي إلى بيع قوّة عملهم لكي يعيشوا».

وبهذا المعنى، كم هي الفئات الاجتماعيَّة التي لا تملك أيَّة وسيلة إنتاج فتضطرّ بالتالي إلى بيع قوّة عملها لكي تعيش؟ وهذا بغضّ النظر عن التفاوت في مقادير الأجور وعن الشكل الذي يُترجم به توظيف قوَّة العمل.. لكن شرط أنْ لا يترافق ذلك مع استغلال قوّة عمل أيّ إنسان آخر، بأيّ شكلٍ من الأشكال.

ولذلك، حين يتحدَّث أنجلز عن خطط الشيوعيَّة المستقبليَّة بالنسبة للمِلكيَّة، يوضِّح قائلاً: «إنَّ الشيوعيَّة لا تسلب أحداً القدرة على تملّك منتجات اجتماعيَّة، إنَّها لا تنزع سوى القدرة على استعباد عمل الغير بوساطة هذا التملّك*».

وهذا النمط من التملّك يؤدِّي، بحسب البيان الشيوعيّ، إلى المفارقة المأساويَّة التالية: «في المجتمع البرجوازيّ، الرأسمال مستقلّ وشخصيّ في حين أنَّ الفرد الذي يعمل تابع لغيره ومحروم مِنْ شخصيَّته».

ولذلك، يخاطب البيانُ الشيوعيُّ الخصومَ البرجوازيين الذين يهاجمون الشيوعيَّة مِنْ زاوية أنَّها تريد أنْ تلغي كلّ أشكال المِلكيَّة، قائلاً: «فأنتم تأخذون علينا إذن أنَّنا نريد محو شكلٍ للمِلكيَّة، شرط وجوده أنْ تكون الأكثريَّة الساحقة محرومة مِنْ كلّ مِلكيَّة».

ثمّ يوضِّح قائلاً: «ومفهومات الشيوعيين النظريَّة لا ترتكز مطلقاً على أفكار أو مبادئ اكتشفها أو اخترعها مصلح مِنْ مصلحي العالم. فما هي سوى التعبير الإجماليّ عن الظروف الواقعيَّة لنضال طبقيّ موجود ولحركة تاريخيَّة تتطوَّر مِنْ ذاتها أمام عيوننا. وليس هدم علاقات المِلكيَّة القائمة أمراً يلازم الشيوعيَّة وحدها. فقد كابدتْ جميع علاقات المِلكيَّة تغييراتٍ تاريخيَّة متتابعة وتعاقُب تاريخيّ مستمرّ. فالثورة الفرنسيَّة مثلاً قضتْ على المِلكيَّة الإقطاعيَّة لمصلحة البرجوازيَّة. غير أنَّ المِلكيَّة الخاصَّة في الوقت الحاضر، أيّ المِلكيَّة البرجوازيَّة، هي آخر وأكمل تعبير عن أسلوب الإنتاج والتملّك، المبنيّ على تناحرات الطبقات واستغلال بعض الناس لبعضهم الآخر**. وعلى هذا، باستطاعة الشيوعيين أنْ يلخِّصوا نظريَّتهم بهذا الصدد في هذه الصيغة الوحيدة وهي القضاء على المِلكيَّة الخاصَّة».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تغميق الخطّ، هنا، مِنْ فِعلِ كاتب المقال.
** تغميق الخطّ، هنا، أيضاً، مِنْ فِعلِ كاتب المقال.



#سعود_قبيلات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيَة دولة إسلاميَّة تلك التي تريدون؟
- تسقط غرفة «الموك».. والعار للمتورّطين فيها
- «سيريزا» اليونانيّ والعودة إلى الجذور
- قرار مشين!
- منذ المتوكِّل وحتَّى يومنا هذا
- المسلمون أيَّام الرشيد كانوا يحتفلون بالأعياد المسيحيَّة
- «حيثما مرَّ يعقوب زيَّادين»*
- الذين يتلعثمون لدى تعريفهم للإرهاب
- خطاب سياسيّ متعدِّد الوجوه
- لنكن واضحين.. ولنضع النقاط على الحروف
- فاتن حمامة أيقونة الستينيَّات.. وما أدراك ما الستينيَّات!
- طويل اللسان.. محمَّد السنيد!
- خاب ظنّهم!
- الأمازيغي.. حارس المعبد
- بُركان متنقِّل
- مشهدا إعدام.. مِنْ يوميَّات سجين
- استرداد الصورة الغائبة
- التاجر الشهم الطيِّب والفلَّاح الماكر اللئيم!
- الحَبُّ والمِكيال
- فهد العسكر والاستثناء الذي يصنع القاعدة


المزيد.....




- “اعرف هتقبض كم؟؟”.. قيمة مرتبات شهر مايو 2024 بالزيادة الجدي ...
- ثلاث حوادث لطائرات بوينغ في 48 ساعة…هل هو العامل الإنساني أم ...
- اليونان تعتزم استقدام آلاف العمال المصريين في مجال الزراعة
- Meeting of the WFTU committee for Democratic and trade union ...
- 100 ألف دينار زيادة فورية. سلم رواتب المتقاعدين الجديد يُفاج ...
- زيادة 500 ألف دينار على الراتب.. “وزارة المالية” تُفاجئ روات ...
- برنامج أنشطة اتحاد النقابات العالمي في مؤتمر العمل الدولي رق ...
- سوق العمل والوظائف.. -اليد العليا- لصناعة الروبوتات
- حقيقة إيقاف منحة البطالة في الجزائر 2024 في هذه الحالات.. ال ...
- WFTU Program of Activities in the 112th ILC, Geneva 3-14 Jun ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سعود قبيلات - عندما «اختفت» الطبقة العاملة!