أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سندس القيسي - بريطانيا والإتحاد الأوروبي 1: بريطانيا، هل هي صاحبة الحق؟














المزيد.....

بريطانيا والإتحاد الأوروبي 1: بريطانيا، هل هي صاحبة الحق؟


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5237 - 2016 / 7 / 28 - 13:50
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


بريطانيا تنسحب من الإتحاد الأوروبي، وهي طالما تحدثت عن هذا الأمر، فهل هي صاحبة الحق؟ وماذا عن المهاجرين؟

إنسانيًا، لا نستطيع أن نختلف مع بريطانيا، فهي تضع أسبابها الإنسانية والأخلاقية فوق كل اعتبار، أو على الأقل، هذا ما يبدو.

وبريطانيا تريد أن تبدو دائمًا بأنها تؤدي واجباتها والتزاماتها. وأنها في كل السيناريوهات المُحتملة قد حضرت نفسها لها. وهي لا تقوم بانتظار أحد، ليخطط لها استراتيجياتها، وتوجهاتها وسياساتها ولذلك من الناحية الوجدانية، فنحن نثق بها،

وربما تكون بريطانيا هي الأقوى أيضًا. وربما نشك في أنها ضحية حقيقية، ونعتقد أنها تريد أن تبدو كذلك أحيانًا. كي لا نعرف حجم قوة بريطانيا العظمى الحقيقي في هذا العالم. فملكة البلاد تجلس على رأس خمسة عشرة دولة كومنولثية، بالإضافة إلى كونها ملكة المملكة المتحدة.

ويكاد لا يكون هناك وجود للبريطاني الساذج، فالبريطاني ذكي، يقرأ الأحداث ويحلل ويختار قناعاته بحرية. لذلك أيضًا، فإن الكثيرين منهم يفهمون ما يحدث حولهم، وما هو الشئ الصحيح الذي ينبغي فعله في كل حالة،

بريطانيا ليست دولة ضعيفة لتستجدي، وهي لا يهمها كل شرائح الشعب، بل تلك الشرائح التي تستطيع أن تعبر عن نفسها بحرية وانسيابية.
وهناك مهاجرون يطلق عليهم وصف أنهم أبيض من البيض، ويعتقدون بأنهم إذا أردادوا أن يكسبوا ود الرجل الأبيض، فعليهم أن يتبنوا قضاياه ويدافعوا عنها، كأنها قضاياهم، لكن كل هذه تكهنات، قد تكون عارية عن الصحة.

والرجل الأبيض لا يريد سماع أي حرف من حروف كلمة العنصرية! فهي غير موجودة في قاموسه، لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة على أرض الواقع. إن قصص الإندماج والإندماج الكلي في المجتمع قد تكون قصصًا مسلية وجميلة، وقد يكون فيها معاناة ، كما قد تكون فاشلة. وذلك، ليس لأن المهاجر لم يبذل قصارى جهده، بل لأن مجتمعه متطلب دائمًا وأبدًا، وهو غير قادر على الوصول لمرحلة الكمال من مرحلة ما تحت الصفر بكثير. عليه أن يصل للصفر أولًا، ليكون أقرب للبقية، الذين يتجاوزونه أصلاً، وبعدها ممكن له -من الناحية النظرية على الأقل- أن يسير مع الركب.

إذا كان العرب قد جاءوا من خلفيات اجتماعية محافظة وقد يقال متخلفة، إذا قد نستحق وقفة تأمل صادقة مع أنفسنا لنعيد تقييم أدواتنا الأخلاقية، لكن هذا صعب مع مجتمع، يبدو منفنحًا على السطح، ولا يقف في وجهه شيء. ونحن في الشرق نتصور أن المجتمعات الغربية بلا أخلاق، وفي الحقيقة، فإنهم يهتمون بالأخلاق، لكن أخلاقهم تختلف عن أخلاقنا. أخلاقهم معنية بسعادة الإنسان الآن هنا، فيما أن أخلاقنا معنية بالحياة الآخرة التي سنعوض عنها بالدنيا (الزائفة). لذلك، فإن منظور الرؤية، التي نأتي منه بالأخلاق، مختلف كليًّا عند كل ثقافة، فكأنهما لا يلتقيان.

أما الدين، فهو متلاشي في الحياة الغربية، إذ تكثر الشكوى من خلو الكنائس من المصلين، وقد تكون الثقة في الكنيسة مضمحلة بسبب ابتعاد الأهل عن الدين في التربية، ثم أن المعايشة هي ركيزة المجتمع عوضًا عن الزواج، وتكثر في المجتمع البريطاني ظاهرة الأمهات العازبات، اللواتي يربي أغلبهن أولادهن بدعمٍ من الحكومة، وبهذا تقل ذكوريّة الرجل وسبل تحكمه بالمرأة والعائلة، ويعد المجتمع البريطاني نصير المرأة في كل ما تقرر، ويقف معها ويساندها، دون أن تحتاج أي رجل في حياتها. بل ويعادي هذا المجتمع كل من يؤذي المرأة والطفل. وتعد السيكولوجيا هي الديانة الجديدة للمجتمع، إذ تسن معظم القوانين، بناء على الأدلة السيكولوجية، في كثيرٍ من الأحيان.

وهم المجتمعات العصرية هو أن تُخلْق أجيالًا ملأى بالحياة، خالية من العقد والتشوهات، لأنهم مستقبل البلاد، التي سيبنوها، ولأنهم سيراعون أمورنا في شيخوختنا ويحافظوا علينا كما حافظنا عليهم. بمعنى آخر، مجتمعات كهذه تهدف لإنتاج أجيالٍ شابة، فتية وسوية، تعرف ماذا تريد وتعرف كيف تحققه وتصل إليه.

ولهذا، عندما تدخل المهاجر في المعادلة، فإن الكثيرين منهم لا يستطيعون أن يروا المجتمع الجديد على ما هو عليه، وقد يطلقون توصياتهم المعهودة، ويسمونه هم و نحن . وقد يدخلون في مفارقات ومقارنات، لها أول وليس لها آخر، وإذا لم يستطيعوا أن يفتحوا أقفال المجتمع الجديد، فسوف يظلون على الهامش، إلى ما لا نهاية، وفي المقابل، سيظل يرفضهم المجتمع، عوضًا عن احتوائهم. وهذه حلقة الهجرة المغلقة، والتي يجب كسرها.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريطانيا تقف وحيدة والصليبيون الجدد عائدون
- الشرطة العربية 4: التلفيق والتصديق
- الشرطة العربية 3 : العرف العشائري أقوى من القانون المدني
- الشرطة العربية 2: القانون والقضاء أم الواسطة والعشيرة؟
- الشرطة العربية 2: القانون والقضاء أم الواسطة والعشيرة
- الشرطة العربية: إضرب، فليس غيرك مستبد!
- المرأة العربية 10: حرية المرأة بين مطرقة التحرر وسندان الذكو ...
- عزيز لعمارتي : الصالون الأدبي ببروكسل الواجهة الثقافية للمنت ...
- المرأة العربية 9: علياء المهدي، كابوس مصر
- مداخلتي عن الهجرة في الصالون الأدبي ببروكسل
- باريس وأضواؤها الساطعة وزقاقها المرعبة
- المرأة العربية 8: الواعظات يضعن أياديهن في عِش الدبابير
- المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية
- المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها
- المرأة العربية 5: الجسد والطالعات من قمقم الشهوة
- المرأة العربية 4: النضال بالجسد العاري
- المرأة العربية 3: من التعري الكلي إلى النقاب
- الملكة إليزابيث ملكتي وقدوتي
- المرأة العربية 2: الملكة إليزابيث الثانية ملكتي وقدوتي
- لا تلقي قذارتك الأقذر على الطاهرات


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سندس القيسي - بريطانيا والإتحاد الأوروبي 1: بريطانيا، هل هي صاحبة الحق؟